|
بين إعلامين..!
|
طبول الحرب تُقرع من حولنا..
وشن الحرب على العراق اقترب من مرحلة التنفيذ...
ومثلما تجيّش الدول الكبرى رجالها ونساءها لهذه الحروب...
فهي تجيّش رجال الإعلام وبناته لنقل هذه الصورة المعتمة في تاريخ الإنسان..
يحدث هذا من خلال استعدادات إعلامية هائلة لا تقوم بها إلا هذه الدول..
فيما تغيب الدول الأخرى معتمدة على ما يقوله لها هؤلاء..
مع أن موضوع الحرب يعنيها ويمسها في الصميم..
***
والإعلام وقد أصبح ضمن ما يوظف من أدوات لخدمة أهداف الحروب..
باعتماد الدول عليه في إدارة جوانب من حروبها مع الغير..
هذا الإعلام بصورته هذه..
وبالانتشار الكبير الذي نراه..
وبكل ما هو متاح له من إمكانات هائلة..
أين عالمنا الصغير منه..؟
سؤال أطرحه، ونحن على أبواب معركة جديدة...
بانتظار أخرى...
وربما أكثر..
***
إن الإعلام العربي تحديداً...
يحتاج إلى رؤية واضحة تعالج حاضره ومستقبله..
تُستلهم من المتغيرات في عالم اليوم..
ومن السباق المحموم بين الدول إعلامياً لاستثماره في تحقيق ما نريد..
قناعة بأنه لا مكان بين الأمم للنائمين منا..
أو المتخاذلين في إعلامنا عن أداء ما هو مطلوب منهم...
***
وفي كل الأحوال...
وإن اختلفت وجهات النظر..
وتباينت القناعات..
فإن المرحلة تحتاج إلى كثير من التنازلات الإيجابية..
لكيلا يتركنا القطار وحدنا في قارعة الطريق..
بانتظار ذلك الذي لن يأتي أبداً..
++
خالد المالك
++
|
|
|
الفتاوى يجيب عليها الشيخ سلمان ابن فهد العودة
|
* إعداد: ناصر الفهيد
الجنة يدخلها سبعون ألفاً فهل الباقي إلى الجحيم؟
* 1 أنا مسلمة جديدة وسمعت عن حديث أن من يذهب إلى الجنة من المسلمين سبعون ألفا فقط، والباقي كله إلى الجحيم، فهل ذلك صحيح؟ ذلك يخيفني وأطفالي، ويقولون: لماذا أنت مسلمة إذاً؟!
2 أنا امرأة مطلقة ولدي طفلان، وأعيش في انجلترا في جزيرة لا يوجد بها أي مسلم أتعلم وأمارس الإسلام عن طريق الإنترنت وأخي علمني الإسلام وأعطاني بريدك وأخبرني أنك شيخ طيب، سؤالي: كل عائلتي كفار، وسمعت أن علي الهجرة، وأنا ليس لدي محرم، وأتساءل ماذا علي أن أعمل؟ أنا فعلاً أريد مغادرة أرض الكفرة لأني أكرهها؟
1 أبداً لا خوف عليك أختي المسلمة، فالجنة لا يعلم سعتها إلا الله تعالى، وكلها محل للمؤمنين جعلك الله منهم، وأنت منهم إن شاء الله.
أما السبعون ألفاً فهؤلاء هم الذين يدخلون الجنة بغير حساب، والذين توافر لهم من كمال التوكل على الله وتجنب الشبهات ما لم يتوافر لغيرهم فيكافؤون بسرعة الدخول دون حساب ولا عذاب وهذا ما ثبت فيما رواه البخاري «6541» ومسلم «220» من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
ومع ذلك فإنه يدخل الجنة مع هؤلاء مع كل ألف سبعون ألفاً ممن هم دونهم في المنزلة ثم يتوافد الناس على الجنة حتى يخرج من النار كل موحد مهما كانت ذنوبه.
2 ليس عليك الهجرة، فإنها غير ممكنة الآن بسبب الأوضاع السياسية فاعبدي الله حيث شئت فإن الله لن ينقصك من عملك شيئاً، وعليك مخاطبة من حولك بالدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والخلق الفاضل وتربية أبنائك على ذلك وإذا تيسر لك الانتقال إلى مكان أفضل فهذا طيب.
وقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسأله عن الهجرة فقال له: ويحك إن الهجرة شأنها شديد فهل لك من إبل: قال نعم، قال: هل تمنح منها: قال: نعم، قال: فتحلبها يوم ورودها: قال نعم: قال: فاعمل من وراء البحار فإن الله لن يترك من عملك شيئاً «أي: لن ينقصك» أي: أجرك كامل والحديث رواه البخاري «3923» ومسلم «1865» عن أبي سعيد رضي الله عنه.
***
معاناة غض البصر
* أحييك تحية إسلامية طيبة ويسعدني أن أقول: إني أحبك في الله، وأسأل الله أن يجمعنا بك تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين أما بعد: أنا شاب عمري أربعة وعشرون عاما مقيم في بريطانيا، وبالتحديد في لندن، وأنا أريد أن ألتزم، ولكن وساوس الشيطان تطاردني، وغض البصر أصبح صعباً عندي فبماذا تنصحني؟ جزاك الله ألف خير.
أرجو يا شيخي الفاضل أن ترد علي وجزيت خيراً
الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول: لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان» كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم، وهمك بالخير ورغبتك فيه من الإيمان وإذا سرتك حسنتك وساءتك سيئتك فأنت مؤمن، ومراقي الإيمان ودرجاته لا تتناهى واعبد ربك حتى يأتيك اليقين.
والله سبحانه وتعالى يقول: {قٍل لٌَلًمٍؤًمٌنٌينّ يّغٍضٍَوا مٌنً أّبًصّارٌهٌمً وّيّحًفّظٍوا فٍرٍوجّهٍمً ذّلٌكّ أّزًكّى" لّهٍمً إنَّ الله خّبٌيرِ بٌمّا يّصًنّعٍونّ } فأمر بغض البصر وبين أنه سبيل لحفظ الفرج وأن هذا وذاك من صور التطهر والتزكي التي تهيئ الإنسان لنيل الرحمة ودخول الجنة، وذكر بأنه سبحانه مطلع على الإنسان في خلوته وجلوته وسره وعلانيته.
*} الآية والنظر إذا تجرد من توابعه فهو من اللمم شريطة ألا يستهين به المرء، ولا يصر عليه، ولا يفضي به إلى ما هو شر منه، والحزم كل الحزم أن تقطع الداء من أصله وتغلق الباب بالكلية، ليسلم قلبك وتهدأ نفسك، وقد جعل الله في الحلال ما يغني عن الحرام، فاجتهد في تحصيل اسبابه وتذليل عقباته وعوائقه، والله تعالى يقول: {وّأّنكٌحٍوا الأّيّامّى" مٌنكٍمً وّالصَّالٌحٌينّ مٌنً عٌبّادٌكٍمً وّإمّائٌكٍمً إن يّكٍونٍوا فٍقّرّاءّ يٍغًنٌهٌمٍ پلَّهٍ مٌن فّضًلٌهٌ وّاللَّهٍ وّاسٌعِ عّلٌيمِ }.
***
الأحزاب والجماعات الإسلامية
* أحد الأحزاب الإسلامية تشترط على أبنائها تبني كل ما يأتي من الحزب سواء في القضايا التشريعية أو العقائدية ومن ذلك انهم يقولون بتأويل الصفات، وزيادة على ذلك قال أحدهم «نحن نكفر من يقول بأن لله يد، لأن ذلك من التجسيد، دون تمييز بين المعنى والكيفية ويقولون قول القدرية في القضاء والقدر وغيرها من الأخطاء في قضايا العقيدة، والسؤال هو ما الحكم فيمن يعمل مع مثل هذه الجماعة ويتبنى كل ما تقول مع علمه بما تقول واقتناعه بها أو دون أن يعلم بمثل هذه الأخطاء في العقيدة وكذلك يقول أحدهم أنه من الخطأ أن تنسبني في أي قول أقوله إلى أي فرقة إسلامية مثل أن تقول لي: أنت مرجئ في العقيدة أو أشعري أو قدري، والأولى مناقشة الأفكار لأن القدري مثلاً قد يكون مصيباً في رأيه لأنه مجتهد والمجتهد قد يخطئ وقد يصيب وكذلك في كل الأمور والأولى مناقشة الأدلة والنظر فيها.
المشكلة في المذاهب والأقوال والأفكار أن الكثيرين من الناس، حتى من القراء وطلبة العلم، يتعاملون معها بمتقضى التعاقد المذهبي أو الحزبي فيتحولون إلى تقليد لجماعتهم أو حزبهم وتتعطل لديهم ملكة النقد والتصحيح، وقد يتحدث المرء عن التجرد والإنصاف والموضوعية، لكن ليدين بها الآخرين لا ليتمثلها واقعاً في حياته العملية والفكرية.
والانتماء يحمل هذه المعرة التي يصعب الخلاص منها، سواء كان انتماء لمذهب عقدي أو فقهي أو لطريقة أو لجماعة أو حزب أو غير ذلك.
لكن بعض التجمعات التي لها فاعلية وتأثير في الساحة وليس لها منهج فكري صارم قد يكون من الخير والمصلحة الانتفاع بها، والتواصل معها بالنصح والتوجيه والتعاون على البر والتقوى دون مصادمة أو مصادرة لأن واقع الأمة العام يتطلب مثل هذا، ولو ترك كل خير بسبب ما يصاحبه من النقص لما بقي خير قط.
ولو أن الإنسان كلما رأى خصلة من الشر ترك لأجلها خصلة من الخير لأسرع ذلك في دينه، كما يقول الحسن البصري رحمه الله أما في مثل حالة الحزب المسؤول عنه فالأمر لا يخلو من صعوبة لأن هذا الحزب يقوم على أسس علمية وفلسفية محددة ويربي الأفراد على التزامها، وهذا المنهج نفسه لا يوجد في الشريعة ما يشهد له، أو يدل عليه بمعنى أن تلزم الناس بأطروحاتك الفكرية والأصولية والسياسية وأن الخروج عنها يعني الخروج عن الجماعة.
ويظل الفرق كبيراً عن الاتجاه الفكري أو التيار الفكري وبين التنظيم الحركي فجمع الحزب بين هذين البندين خلق له مشكلة يصعب معها التغلب على عوامل التشطير والفناء والله أعلم.
ثم إن الإلحاح البليغ على قضية الخلافة هو مزلق منهجي نجم عنه إعادة ترتيب أولويات الدين والشريعة علي هذا الاساس وهذا بدوره حجم من الأثر العملي الذي يمكن أن تحدثه مثل هذه الحركات والأحزاب في واقع الأمة فإن جوانب الخير في الأمة كثيرة وباقية، في الأخلاق والمعاملات والعبادات والأنشطة الخيرية والإنسانية والتربوية والعلمية لكن الإلحاحية المفرطة في موضوع الخلافة ولدت زهداً في هذا ونظرة ازدرائية إليه، وبالمقابل لم تقدم بديلاً صالحاً سوى رؤية وعدية لا تحمل في طياتها عوامل النجاح لأنها لا تتعامل مع الواقع بمعطياته وأسبابه بل تريد أن تفرض عليه رؤية جزئية قاصرة.
وبكل تقدير فإن التجمعات الإسلامية في الأمة اليوم لها قدر من الاحتياج بل ربما الضرورة ولها بحمد الله واقع تأثيري ولو محدود وإن كان ثمة بعض المشاكل المتفرعة عن هذه التجمعات فهذا قدر ربما كان واقعاً عادياً، وإن كان يحتاج لمعالجة، وهنا بعض الإشكالات التعددية تحتاج إلى وضوح.
ربما من الخير أن نصل إلى النتيجة التالية: يجب ألا تتحول الجماعات إلى استجابات ساذجة وطوابير تحرك للاصطدام والتنفيذ فحسب وهذا قدر معتدل في موقفنا من الجماعات والتنظيمات الإسلامية في العالم أجمع إذ ليس من العقل مبدئية مصادمتها، وأيضا ليس من العقل افتراض الأسلمة والدعوة من داخلها بل يجب أن يحول العمل الإسلامي إلى مرحلة تنوعية تناسب الفرد والتجمع ليس كل المسلمين لديه قناعة أو إمكانية تجمعية!! ولهذا صار مناسباً ألا تكون هناك استجابة ساذجة يجب أن تبقى كل حركة تجمع آلية لتنفيذ حكم الله ورسوله وليست فرضاً لمنهجية ورؤية واحدة أما فرض رؤية عقدية مخالفة لما عليه أهل السنة فهذا مما يجب الوضوح فيه ولا يجوز الدخول تحت أي حزب بهذا المنظور.
***
خالط الناس واصبر على أذاهم
* اذكر لكم هذه المسألة لعل الله أن يهديني سواء السبيل، وكنت قد أكرمني الله منذ صغري ومنذ نعومة أظفاري بوالدي الذي كان حريصاً على تربيتي تربية إيمانية كحفظ القرآن وسماع الدروس وحضور الصلوات في الجماعة في المسجد حتى إنني بفضل الله عز وجل وعونه وكرمه بدأت الحفاظ على الصلوات الخمس منذ الثامنة من عمري وحتى كبرت، وبدأت أعرف كثيراً من الأشياء المفرقة بني الحق والباطل والخطأ والصواب ولا يخفى عليكم أننا في بلدنا يوجد كثير من البدع وفتن الشبهات وذلك يبدأ من المسجد وخرجت للسفر إلى المملكة واكرمني الله عز وجل بسنوات هناك لم أتخلف عن صلاة الجماعة في المسجد ولكن يا فضيلة الشيخ بعد أن عدت من السفر وجدت الفرق المذهل واتضحت لدي الكثير من الأمور في مسألة البدع في الصلاة وبدأت أتخلف عن المساجد، ولكنني أشعر بحسرة وألم شديدين لما كنت عليه منذ صغري وما وصلت إليه الآن، فأعود وأخرج إلى المسجد ولكنني أصطدم بالشيخ الحليق والرجل الذي به الكثير من البدع التي تصل إلى البدع الشركية والعياذ بالله أو رجل يأخذ الدين وظيفة فقط مثله مثل أي موظف في أي مصلحة، وكثير من السلبيات الأخرى وأقسم بالله لك يا شيخ أنه لا يوجد في منطقتي التي أصلي فيها أي مسجد إلا وفيه مصيبة من هذه المصائب، فهذا ما يجعلني أعتزل المساجد وأصلي في البيت، فهل هذا جائز؟. أفيدونا جزاكم الله خيراً.
لا أرى لك هذا الاعتزال لإخوانك المسلمين، بسبب ما تراه من المخالفات والانحرافات والبدع، ولو أن الإنسان كلما رأي باباً من الشر ترك من أجله باباً من الخير لأسرع ذلك في دينه، ولكن سددوا وقاربوا وأبشروا .. والقصد القصد تبلغوا ولذا يجب عليك أن تصلي مع جماعة المسلمين وفي مساجدهم ولا تعتز لهم بل يجب عليك أن تخالطهم وتجالسهم وتدعوهم وتدعو لهم وتصبر على أذاهم وتعالجهم ولا تعاجلهم وعد نفسك كالطبيب بين المرضى دون أن يحملك ذلك على الاغترار بما عندك أو العجب بنفسك أو ازدراء الآخرين واحتقارهم فرب مسلم ضعيف مفرط لكن في قلبه من الخوف والذل والانكسار والتبتل لرب العالمين ما ترفع به درجاته.
ورب آخر ظاهر التمسك بالسنة والشرع، أو عالم أو داع ولكنه تياه ذاهب بنفسه مستكبر على الناس والعياذ بالله فيذهب هذا الكبر بدنياه وآخرته، ولا تنتظر من الناس الكمال أو الضبط التام على ما تحب وتشتهي أو ما ترى وتعتقد بل تدرج معهم واعتن بالاصول العظيمة قبل الفروع وبالكليات قبل الجزئيات وأقم جسراً من المحبة والوداد بينك وبين مدعويك يسهل الطريق ويفتح الأبواب ويزيل العوائق.
ولتحرص فيما بين ذلك على أن تصطفي لك صحبة صالحة تعينهم على الخير ويعينوك وتتواصل معهم بالحب والصبر وتتعاون معهم على البر والتقوى.
وأحسن كما أحسن الله إليك وما علمك الله فعلم عباده.
أرشدك الله للتقوى ويسر لك الخير حيثما كنت.
***
كيف ورث أهل الجنة الجنة؟
*ر43ر*} معلوم أن الإرث يكون من الميت إلي الحي، والله سبحانه وتعالى هو الحي الذي لا يموت فما معنى الآية؟
أفيدونا جزاكم الله خيراً.
الآية المسؤول عنها، هي الآية رقم «43» من سورة الأعراف.
والإرث لا يكون من الميت إلى الحي بالضرورة ولكن يكون لقوم ثم يصير إلى آخرين.
فربما كان المقصود أن هذه الدار أعني الجنة أعدت لكل عامل فلما أعرض الناس عنها واقتصر الأمر على فئة الأبرار المتقين صاروا كأنهم ورثوا الجنة عن الناس أجمعين.
ولهذا كان الكافر اذا وضع في القبر يفتح له باب في الجنة ويقال: هذا مكانك لو أطعت الله.
ولهذا قال الله تعالى: {يّوًمّ يّجًمّعٍكٍمً لٌيّوًمٌ پًجّمًعٌ ذّلٌكّ يّوًمٍ التغابن} أي يغبن فيه المؤمنون الكافرين بأخذ منازلهم في الجنة.
ويحتمل أن تكون «أورث» استخدمت بمعنى «أعطي» أي : اعطيتموها بسب أعمالكم في الدنيا، فيكون الميراث مجازاً عن الإعطاء ، إشارة إلى أن أعمالهم ليست هي السبب الموجب وإن كانت سببا في الظاهر كما أن الملك إرث بدون كسب، وإن كانت القرابة سبباً له.
*ر43ر*}
***
تزوج الميسورة من الفقير
* ارجو من الله أن يصلني ردكم في القريب العاجل، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وجزاك الله عني كل خير.
*. والزواج من أبواب الغنى؛ لأنه يشعر الإنسان بالمسؤولية، ويحثه على العمل والإنتاج وعلى الاقتصاد، وقبل ذلك وبعده فإن المعونة من الله تنزل على قدر المؤونة، أي: على قدر الحاجة ومع كل ضعف من البشر لطف من الرازق الكريم، فأنصح الأخت بالقبول، وتكميل دراستها، هذا إذا كان مرضيا في خلقه وأمانته ودينه، اللهم إن كانت تشعر من نفسها بأنها ربما تتكبر عليه، أو تحتقره، أو تزدريه بسبب تفاوت المستوى المادي فهذا سبب كاف في الاعتذار منه؛ لأن الرجال قوامون على النساء، والقوامة لا تستقيم مع شعور المرأة بالتفوق على الرجل ونظرتها الدونية إليه.
***
التعامل مع قاطع الرحم
* كيف يكون التعامل مع قاطع الرحم بعد النصح له دون فائدة خاصة من يسيء التعامل مع والديه؟
وهل من يعيش في بيت فيه قاطع رحم يكون محروما من نزول الرحمة عليه بسبب ذلك الذنب الذي لا دخل له فيه؟
يكون التعامل معه بالنصيحة والمواصلة وعدم اليأس، فعسى الله أن يفتح على قلبه فيكون من المؤمنين الواصلين.
وليس عليكم من وزره شيء، فإن النص القرآني صريح ومباشر {أّلاَّ تّزٌرٍ وّازٌرّةِ وٌزًرّ أٍخًرّى"، وّأّن لَّيًسّ لٌلإنسّانٌ إلاَّ مّا سّعّى"} ولا يجني جان إلا على نفسه، ومن عمل صالحا فلنفسه، ومن أساء فعليها، وما ربك بظلام للعبيد.
أما الأثر المروي (لا تنزل الرحمة على قوم فيهم قاطع رحم) فلا يصح.
وقد رواه البخاري في الأدب المفرد وذكره الترمذي في النوادر والبيهقي في شعب الإيمان.
وذكره البخاري في التاريخ الكبير (1805) في ترجمة سليمان بن زيد، أبي آدام المحاربي.
وسليمان: ضعيف كما في السير (12/205) والميزان (3/294) والكامل (3/258) وتجدين هناك اقوال العلماء فيه، وتضعيف الحديث ومع ضعف سنده فمتنه منكر مخالف للقرآن، وللاحاديث الصحيحة كحديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي في مسلم (هم القوم لا يشقى بهم جليسهم) والله أعلم.
***
المشاكل الأسرية
* تزوجت منذ خمسة أشهر وأشكو من سوء تعامل زوجي وحيث إني لم أرزق بالأولاد بعد فإني في حيرة من امري هل هذا الوضع قابل للإصلاح فأحتمله ام أحاول النجاة بنفسي قبل تأزم الوضع؟
المشاكل الأسرية والعائلية تملأ البيوت، وأكاد أقول: إنه ما ثم بيت الا وفيه مشكلات تقل وتكثر، وبين الإخوة الأشقاء مشكلات، وبين الوالدين مشكلات، وبين الزوجين سوء تفاهم.
وأحيانا تتفاقم المشكلة وتصبح عصية على الحل فينتشر خبرها، وقد تتبرج المشكلة في صورة انفصال عاطفي بين الزوجين، يتلوه انفصال جسدي وفراق وطلاق.
وقد تأملت في جميع المشكلات التي يعاني منها الناس فوجدت ان ثمة سببا مشتركا في جميعها، وهو قلة الإنصاف، فكل طرف في المشكلة يلقي بالتبعة على غيره ويبرىء ساحته، فهو قد عمل المستحيل وتحمل وتصبر و.. و.. و.. بينما الآخر يمعن دائما في الأذية والمضايقة واللامبالاة و.. و.. و...
نحتاج لكي نخفف من حدة مشكلاتنا أن نضع أنفسنا، ولو للحظات في موضع الطرف الآخر، وننظر للأمور من الزاوية التي ينظر منها هو، ونتفهم دوافعه وأسباب موقفه، ونصغي اليه بجد واهتمام، وها هنا تبرز أفضل فرصة للتفاهم والتفاوض وتقارب المواقف.
من النادر أن يحدثك شخص عن مشكلة ليقول لك: أنا المخطىء وأنا البادي بالظلم.. فكيف لي أن أتجاوز خطئي وأتخلص من ظلمي.. الكل يرسم لنفسه صورة جميلة تقرب من الكمال، ويرسم للطرف المقابل صورة الجحود والنكران. هذه واحدة.
الثانية: أنه لا حياة بغير صبر، ولقد وجدنا خير عيشنا بالصبر كما قال الفاروق ومن يتصبر يصبره الله، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، وما أعطي احد عطاء خيراً وأوسع من الصبر، كما في الحديث الصحيح.
هناك مشكلات يمكن حلها، وهناك مشكلات أخرى يمكن تخفيفها، وهناك طائفة ثالثة من المشكلات لا يمكن حلها ولا تخفيفها، ولكن يمكن الصبر عليها والتأقلم والتكيف معها، وحتى ما يمكن حله أو تخفيفه فالصبر فيه خير علاج .
هذان ركنان: أساسيان في أي علاقة:
الركن الأول: اتهام النفس؛ وبه يتدارك الإنسان الأخطاء الفارطة منه ويعالجها.
الركن الثاني: الصبر، وبه يستطيع تحمل جزء من أخطاء الآخر، مقابل أن يتحمل الآخر جزءاً من أخطائه؛ لأن كلا الطرفين مأمور بالصبر على صاحبه.
وهذا الكلام المجمل الذي أقوله لا أعني به الأخت الكريمة السائلة بعينها، وإنما أعني به جل أو كل المشكلات التي تحدث، ولا أعني به النساء دون الرجال، أو الرجال دون النساء، وهناك نساء كثيرات يشكون أزواجهن، ورجال كثيرون يشكون زوجاتهم، وفي الجنسين ظلم وبغي، لكن دونما شك فإن الأذى الذي يلحق بالمرأة من الرجل أعظم وأوسع وأقبح.. فإن الرجل أقدر على الأذى، وهو في الوقت نفسه أقدر على تحمل الأذى والخلاص منه، فالنساء قعيدات البيوت، قليلات الحيلة، ذوات مشاعر وعواطف، ولذلك أوصى الشرع بهن خيراً، وحرج حقهنّ، وحذر من ظلمهن، والعاقل يخشى من عواقب الظلم خصوصاً ظلم أولئك النسوة اللاتي لا يجدن ملاذاً وملجأ إلا: حسبنا الله ونعم الوكيل. وقد تنتصر المرأة بالكلام واللسان: وجرح اللسان كجرح اليد!
ووقع اللسان أشد من وقع السيف.
خلاصة ما أنصح به أختي الكريمة ما يلي:
1 الصبر ثم الصبر ثم الصبر.
2 محاولة تحسين علاقتها مع زوجها، وتقديم غاية الوسع في تحبيبه إليها وترغيبه في معاشرتها بالمعروف، كما أمر الله.
3 البحث عن موضع لسرها من أخت تثق بدينها وعقلها، أو قريب تطمئن إليه وتستشيره في أمرها وتطلب نصيحة منه.
4 عدم التفكير في أمر الطلاق بتاتاً، فالبقاء على ما هي فيه خير من الانفصال، وأحياناً ينطبق المثل القائل«رب يوم بكيت منه فلما صرت في غيره بكيت عليه».
وأختم بالتأكيد على الأخت الكريمة ألا تنزعج من الكلام المسطور في هذه الرسالة فهدفه النصيحة المحضة، هذا أولاً، وثانياً؛ فإنها ليست هي المقصودة فيه بعينها، ولكن تقعيد عام استكشفته من خلال اطلاعي على العديد من المشكلات وأوصيها بالدعاء والإلحاح فيه، ولها دعواتي الصادقة.
++
* للمراسلة: salman@islamtoday. net *
++
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|