|
بين إعلامين..!
|
طبول الحرب تُقرع من حولنا..
وشن الحرب على العراق اقترب من مرحلة التنفيذ...
ومثلما تجيّش الدول الكبرى رجالها ونساءها لهذه الحروب...
فهي تجيّش رجال الإعلام وبناته لنقل هذه الصورة المعتمة في تاريخ الإنسان..
يحدث هذا من خلال استعدادات إعلامية هائلة لا تقوم بها إلا هذه الدول..
فيما تغيب الدول الأخرى معتمدة على ما يقوله لها هؤلاء..
مع أن موضوع الحرب يعنيها ويمسها في الصميم..
***
والإعلام وقد أصبح ضمن ما يوظف من أدوات لخدمة أهداف الحروب..
باعتماد الدول عليه في إدارة جوانب من حروبها مع الغير..
هذا الإعلام بصورته هذه..
وبالانتشار الكبير الذي نراه..
وبكل ما هو متاح له من إمكانات هائلة..
أين عالمنا الصغير منه..؟
سؤال أطرحه، ونحن على أبواب معركة جديدة...
بانتظار أخرى...
وربما أكثر..
***
إن الإعلام العربي تحديداً...
يحتاج إلى رؤية واضحة تعالج حاضره ومستقبله..
تُستلهم من المتغيرات في عالم اليوم..
ومن السباق المحموم بين الدول إعلامياً لاستثماره في تحقيق ما نريد..
قناعة بأنه لا مكان بين الأمم للنائمين منا..
أو المتخاذلين في إعلامنا عن أداء ما هو مطلوب منهم...
***
وفي كل الأحوال...
وإن اختلفت وجهات النظر..
وتباينت القناعات..
فإن المرحلة تحتاج إلى كثير من التنازلات الإيجابية..
لكيلا يتركنا القطار وحدنا في قارعة الطريق..
بانتظار ذلك الذي لن يأتي أبداً..
++
خالد المالك
++
|
|
|
إطلالة لماذا لا نعامل الإعلان كصناعة؟
|
إن المتتبع لخطوات السوق الإعلاني المتلاحقة يلاحظ أن الإعلان في الماضي كان يلبي حاجة ما لدى المستهلك واليوم أصبح يوجد هذه الحاجة، بل إن الإعلان اليوم يعتبر صناعة رائدة وهو عصب التسويق للنشاط الاقتصادي بكل فروعه، وبيَّنت الإحصائيات أن حجم الإنفاق الدولي على الإعلان عام 79م/1980م بلغ حوالي 97 مليار دولار، وارتفع في عام 1990م إلى 300 مليار دولار، وأخيرا قفز إلى 880 مليار عام 1999م، وجاءت الولايات المتحدة الأمريكية في المقدمة ثم السويد ثم هولندا.
وفي مقابل ذلك نجد أن نمو السوق الإعلاني في الدول العربية يسجل مستويات نمو متواضعة جدا ونحن لن نقارن أسواقنا بنظيرتها الأمريكية والأوروبية، بل بسوق يوجد بالشرق الأوسط ويعاني من أزماتنا وهو سوق العدو الإسرائيلي، حيث الإنفاق الإعلاني الإسرائيلي يساوي الإنفاق الإعلاني في الدول العربية مجتمعة، فلبنان مثلا يبلغ إنفاقها الإعلاني (90) مليون دولار سنويا والأردن حوالي (64) مليون دولار.
ونحن هنا لا ننكر جهود بعض الدول حيث شهدنا أحداث المؤتمر الدولي الذي انعقد منتصف العام 2002م، في بيروت وخصص لمناقشة أسباب ركود الاقتصاد وتأثيره على صناعة الإعلان في العالم، كما شهدنا في العام الذي سبقه أكبر تجمع لعمالقة صناعة الدعاية والإعلان الدوليين من خلال المعرض الثاني من سلسلة معارض وان تو وان أرابيا، ولكننا بحاجة إلى تكثيف هذه الجهود وتوحيدها.
وأود هنا أن استعرض تجربة دولة خليجية يعد الإعلان أحد روافدها الاقتصادية وهي دولة الإمارات العربية المتحدة فعلى الرغم من التراجع العالمي في السوق الإعلاني بسبب أحداث سبتمبر وما تلاها، وفضائح الشركات الأمريكية إلا أنها سجلت ارتفاعا ملحوظا في معدلات النمو بنسبة 42% مقارنة مع العام الماضي.
فمدينة دبي مثلا تنظم مهرجانات سنوية تجذب الكثير من الشركات للقيام بحملات إعلانية، ولا ننسى اجتذابها لشركات عالمية ساهمت في زيادة حجم الإنفاق الإعلاني مثل مايكروسوفت، واي بي ام، واتش بي وشركات الاتصالات العالمية وغيرها، ولا بد أن تدرك باقي الدول العربية ومن خلال استعراضنا للإحصائيات السابقة أهمية معاملة الإعلان كصناعة ورافد اقتصادي مهم.
++
ralzamil@aljazirah.com.sa
++
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|