أنا شاب أبلغ من العمر 30 سنة، خسرت كل ما أملك في سوق الأسهم، وفوق ذلك لحقتني ديون ستستمر معي سنوات.. أحلامي تبخرت، وآمالي قتلت، وأنا الآن أسير للوحدة والمتاعب، إضافة إلى تغيبي عن عملي
1- أخي الحبيب وفقه الله، جميلٌ أن نقف جميعا على حقيقة الدنيا وتلونها وأنها ما أن تهدي منحة حتى تمد يدها الأخرى وتسلبها، وهذا مما يهون علينا المصائب ويخفف وطأة الأزمات.
فاحمد الله أولا على كل حال، واحمده على أن مصيبتك لم تكن في أمر أعظم..
ومكلف الأيام ضد طباعها
متطلب في الماء جذوة النار
والمؤمن دائما بإذن الله حال تقلبه بين الضراء والسراء، فهو بين صبر وشكر، سيجد ثمرتهما في الدنيا والآخرة.
2- أخي الكريم، إن من أهم مهارات النهوض من الكبوة هو الاعتراف بها أولا ثم الثقة بأن الكُرب لا تدوم، وأنها ستكون في يوم قريب ذكرى من الذكريات.
3- إن ما تحتاجه الآن أخي هو أن تكيف نفسك مع وضعك المادي الحالي، وأن ترتب نفسك وتستشرف المستقبل وتخطط له.. اعلم أن ذلك قد يكون صعبا عليك، ولكن أمثالك الرجال قادرون على تجاوز الأزمات ومقارعة النكبات.. وتذكر دائما أن الشيطان حريصٌ على أن يخنق المؤمن باليأس ويسجنه في أقفاص الإحباط وأن يجعل منك إنساناً عديم الفائدة فلا تجعل له سلطانا عليك.
4 - أخي الكريم، صدقني أن حياتك جميلة، ولئن سلبك الله شيئا فقد وهبك أشياء وأشياء: صحة وأهل ولربما زوجة وأولاد وأصدقاء.. ألا تستحق منك تلك النعم أن تبتسم للدنيا!
5 - أخي الحبيب، الآن وليس غدا قم وبادر وانهض وتوكل على الله ولا يصيبك من الهم شيء طالما أن التوفيقَ والأرزاق والتفوق والنجاح من الله، ولن تموت نفسٌ إلا بعد استكمال رزقها، فلا تكن رجلا ضعيفا يائسا تتحكم فيك تقلباتُ الدنيا، وسوف تخرج من تلك الأزمة بإذن الله مرفوع الرأس صلبا مأجورا بإذن الله.
6 - وأخيرا أنصحك بالإلحاح على العزيز بالدعاء أن يوفقك ويسددك ويرزقك رزقا حلالا طيبا، ولن يتخلى عنك الرحيم ما دمت قريبا منه.