* إعداد - وفاء الناصر
ما الذي تريده الزوجات حقاً؟.. الإجابة لا تشتمل على شراء الزهور وعلب الشيكولاتة على شكل قلب.. إليكم أيها الأزواج بعض التلميحات:
قد يتمتع الزوج بالكثير من الصفات الحميدة قد يكون صبوراً إلى أبعد الحدود وكريماً يشارك في الأعمال الخيرية وقادراً على مجاملتك وتناول الصنف ذاته من الطعام الذي طبخته لخمسة أيام متتالية.
أحياناً تكون ردود الزوج العفوية سبباً في إصابة الزوجة بصدمة لا تشفى منها بسهولة، فقد تسأله مثلاً: (هل تحبني حقاً يا حبيبي؟) فيأتي الرد جافاً من قبيل لماذا تزوجتك اذن؟) وقد يأتي رد زوج آخر متنوعاً قليلاً، لكن على النغمة ذاتها: (لقد قلت لك ذلك في أول يوم لزواجنا وإذا تغيرت مشاعري تجاهك فسأخبرك)!
إن كان هذا الرد هو أفضل ما لدى الزوج حتى في شهر العسل فكيف سيجيب عن أسئلة زوجته الحالمة في عيد زواجها العاشر مثلاً؟.
قد لا يدري الأزواج أن أكثر لحظات السعادة والرومانسية تلمع فجأة حين يتطوع الزوج لتدفئة زوجته بوضع شال صوفي على كتفيها عندما تعاني البرد والزكام والإنفلونزا فهذه هي الرومانسية في نظر الزوجات لكنها لا تكفيهن بل يرغبن دائماً بالمزيد من هذه اللمحات، كما أن تعبير الزوجة عن إعجابها الشديد بمثل هذه اللمحات يجعل الزوج يظهن أنه فعل ما عليه وأنه عمل الواجب تجاههها ولا يحتاج إلى التودد إليها بعد ذلك.
ما بعد الزواج
على الرغم من رغبة الزوجة الملحة في الرومانسية في حياتها الزوجية، فإنها تقابلها بعين الريبة حين يقدمها لها خطيبها لأن الرجل في هذه المرحلة يتعامل عادة مع عروسه بكل الرومانسية والرقة في محاولة منه لإقناعها بأنه توأم روحها، الذي لن يجد له بديلاً ولكن ما إن تدخل معه قفص الزوجية حتى يطمئن ويهدأ باله، فقد قطعت على نفسك وعدا أمام الله وأمام الأسرتين وأمام الأهل والأصدقاء بأن تبقى معه إلى ما شاء الله زوجة وأما لأولاده، لقد انتخبته فما حاجته إذاً إلى أن يستمر في حملته الانتخابية، ولهؤلاء الأزواج الذين استقر بهم المقام وأطمأنوا أولاً نقول إن الخاضعين لأصوات الناخبين يجب أن يقلقوا على أوضاعهم بعد انتهاء فترة توليهم المنصب الذي انتخبوا من أجله لأنه ستكون هناك انتخابات جديدة وعلى الزوج الفطن أيضاً أن يفكر بالطريقة نفسها التي يتبعها أي سياسي عادي حتى يحتفظ بحب زوجته على طول طريق الحياة الزوجية فاستمع جيداً أيها الزوج. الزوجة تريد أن تشعر معك بالرومانسية لا لأن حبها يقل ويحتاج إلى دفعة منك ولكن لأنها تريد أن تسمع منك أنه لو عاد لك الاختيار لاخترت أن تتزوجها هي نفسها مرة أخرى وهنا يطرأ سؤال الساعة: ماذا تريد الزوجات حتى تشعر قلوبهن باللمسات الرومانسية؟
تعبير عميق
إن ما ترغب فيه الزوجة حقاً أن تقدم لها مفاجأة رومانسية لذيذة من دون أن يكون لديها أية فكرة عما تعده لها. إذ قام أحد الأزواج في عيد ميلاد زوجته صباحاً وظل يبحث في المطبخ عن أكواب المقادير والأواني وتركها تنام في هدوء في حين هو مشغول تماماً في إعداد (كيكة) لها بنفسه.
المفاجأة نفسها حدثت لإحدى الزوجات، حيث عادت من عملها في يوم ذكرى زواجها الأول ودخلت من باب المنزل لتجد أمامها مزهرية فاخرة مملوءة بأزهار من نوع الأزهار نفسها التي كانت تحملها في يديها يوم الزفاف مع بطاقة كتب عليها (سأملأ لك هذه المزهرية كل عام) حين تخرج هذه الفكرة وهذه العادات من الرجل لزوجته فإن هذا يعني لها الدنيا وما فيها.
زوجة أخرى تعيش في إحدى البلاد الباردة أشفق عليها زوجها من قسوة الشتاء فأقام لها حفل عشاء رومانسياً داخل المنزل حيث فرش الأرض بالبطانيات وأضاء لها الشموع وطلب الطعام من أفخر المطاعم وما زاد فرحتها أنه تذكر طبقها المفضل وحتى نوع الصوص الذي تحبه.
الرومانسية الأصعب
عادة ما يتجمل الخطيبان في فترة التودد بأرقى العطور وبأرقى الآداب السلوكية واللياقة والإيتكيت حيث لا يوجد أطفال يقفون في وجه خطط زوج المستقبل، كما لا تثقل قدميه السمنة أو الأقساط المتعددة، أما حين يفاجأ الزوج زوجته بلفتات رومانسية، فإنه يفعل ذلك على الرغم من كل المعلومات لتي توافرت له عنها - أسلوبها في تنظيف أسنانها ومظهرها فور استيقاظها من النوم صباحاً - وبعض هذه المعلومات قد لا تكون لطيفة ولذا يكون للفتات الرومانسية البسيطة من الزوج معنى كبيراً جداً لدى الزوجة.
واحذر أيها الزوج أن تعود إلى المنزل حاملاً زهوراً تكفي لتطويق عنق حصان فاز لتوه في السباق، لأنك ستثير شكوك الزوجة فيك وستظن أنك إما تتملقها لسبب خفي وإما أنك تريد تغطية أمر يسؤوها، وقد تفرح أكثر إذا عرجت إلى محل عادي جداً واشتريت لها رداء يدفئها بعد أن شعرت بارتجافها وأنتما تسيران معاً في يوم بارد.
أزواج رومانسيون
بعض الأواج يتفوقون على غيرهم في مجال إسعاد الزوجة بمفاجآت رومانسية رائعة، ومثال على هذا نقدم لكم هذا الزوج (السوبر) الذي يضع على منضدة السرير بجوار زوجته كوباً من الماء المثلج وإذا استحمت أعد لها كوب مشروب دافئ، وإذا ذهب إلى المطبخ لإعداد كوب من القهوة لنفسه أفرغ غسالة الصحون إنه يفعل كل ذلك من دون انتظار للإشادة من زوجته التي لا تنسى يوم دعت أسرتها في بداية الزواج إلى تناول العشاء، فقام يساعدها على جمع المائدة ما آثار غيظ والدها الذي يؤمن بتولي النساء هذه المهام بمفردهن وبعض الرجال لا يلجؤون إلى الرومانسية إلا لأغراض معينة، كمصالحة الزوجة بعد مشاجرة شائكة فيبدع في لفتاته الرائعة ومثال على ذلك هذا الزوج الذي ذهب إلى أحد المستشفيات وطلب من إحدى الممرضات أن تمنحه صورة أشعة تالفة لمنطقة الصدر ثم رسم بقلم أحمر قلباً في منتصفها وكتب عليه (عزيزتي لقد سرقت قلبي وأريدك أن تحتفظي به) فتبادلا الضحكات وعادت المياه إلى مجاريها كما يوجد أيضاً نوع من الأزواج يجيد اللمحات غير المباشرة أو المنعكسة حين قام زوج إحدى المعلمات التي ضغطت عليها امتحانات آخر العام في وقت زيارة أمها لها، فقام الزوج باصطحاب حماته إلى السوق، لشراء بعض المستلزمات، فكانت لفتة رومانسية جميلة للزوج وتعبيراً حقيقياً عن الحب لها، أومثلما يشتري الزوج لحماته هدية في مناسبة سعيدة فتفرح بها الزوجة وكأنها مفاجأة لها شخصياً.
أجمل اللفتات
مجرد التفكير في سلامة الزوجة يعد لفتة تحسب له، مثلما قام أحد الأزواج بتعليق شمسية عند باب الخروج من المنزل حتى لا تنساها الزوجة في الأيام المطيرة، ما يدل على تفكيره الدائم فيها، ولأن سلوكه غير المتوقع يجعل الزوجة تقع في حبه أكثر وأكثر ومن اللفتات التي لم تنسها هذه الزوجة أيضاً - حتى بعد مرور 50 عاماً - حين قدم لها زوجها غسالة أطباق في إحدى المناسبات فلم تعد ترهق نفسها في تنظيف الحلل والأواني المختلفة أي أنه لا يفكر إلا في راحتها من كل الجوانب.
وفي النهاية نريد لفت نظر الطامحين إلى القلب الرومانسي إلى أن أبرع ما يمكن فعله للزوجة هو ألا يكون تقليدياً وألا يركز فقط في شراء هدايا في عيد الحب، وأن يدرك أن اللمحات لا يجب أن تكون ضخمة فالوردة اليانعة أفضل ألف مرة وأكثر سحراً ورومانسية، من باقة كبيرة ولا يجب أن تبالغ في اختيارها- ولكن لا تستغل الفرصة فتداوم على شراء الهدايا الرخيصة كل مرة بحجة أنها صناعة يدوية بالطبع قد تساور الزوج أحياناً لحظات من المرارة الحلوة حين يقدم لزوجته لفتات رومانسية رائعة فيظن أنه لن يستطيع بعدها التفوق عليها والوصول إلى السعادة نفسها التي بلغاها معاً في هذه اللحظة وهذا ما حدث للزوج الذي دعا زوجته إلى العشاء في مطعم فاخر، ثم ذهبا بعدها إلى المسرح وما إن بدأ الفصل الأول حتى زاغت عيناه واضطربت يداه فتساءلت الزوجة عما يضايقه فقال لها الزوج الرائع (لا شيء ولكني أفكر فيما يمكنني أن أقدمه لك في العيد المقبل).