|
مجلة الجزيرة بعد إجازتها
|
أسبوعان كاملان احتجبت خلالهما «مجلة الجزيرة» عن مصافحتكم..
وغابت إطلالتها الجميلة عن أعينكم..
وظلَّت لعددين كاملين مختفية عن أنظاركم..
بعيدة عن تناولكم لها..
كما لو أنها تريد من إجازتها أن تتعرَّف على ردود الفعل عند قرائها..
وأن تقيس مدى رضاكم على المستوى الذي تصدر فيه وتقدم به مادتها الصحفية الأسبوعية لكم..
بأمل أن يسعفها ذلك نحو التقدم خطوات أخرى إلى مزيد من النجاح والإبداع.
***
كانت إجازة لها ولكم..
ولأسرة التحرير وطاقم الفنيين فيها..
وهي بمثابة فرصة للمراجعة والتأكد من أن الزملاء يقدمون أو لا يقدمون عملاً يليق بمستوى طموحاتهم وقناعاتكم..
وما من أحد بالتأكيد يملك الحق بأن يدَّعي أنه يقدم عملاً متكاملاً وجديراً بكل الاحتفاء..
لكن من المؤكد أن هناك من يسعى لتحقيق مثل هذا الهدف..
وهذا هو هاجس كوكبة العاملين في هذه المجلة.
***
أريد أن أسألكم..
عن أمور ربما تكون قد فاتت على الزملاء وعلي لكن من المؤكد أنها لم تغب عنكم..
عن اقتراحات وجيهة وجديرة بالاهتمام تهدونها لمجلتكم لتجسير نجاحاتها..
عن أي إضافات أخرى تعتقدون أن الأخذ بها يصب في مصلحة التحسن المطلوب لمثل هذه المجلة..
وهل من نقد موضوعي يدلنا على عيوبنا ويمكنكم أن تعطوه لنا بدلاً من احتفاظكم به لأنفسكم.
***
ها هي مجلة الجزيرة في عامها الثاني من عمر طويل إن شاء الله..
وأنتم كقراء رصيدها لبلوغ نجاحاتها المستقبلية الموعودة..
وبتفاعلكم يمكن للزملاء أن يختصروا الزمن للوصول إلى ما هو مخطط لها..
ومع كل نجاح سوف تحققه المجلة نعدكم باستثماره لتقديم نجاحات أخرى لإرضائكم..
ابقوا معنا ومع كل النجاحات الكبيرة التي حققتها المجلة في سنتها الأولى بانتظار ما هو أجمل وأروع، فالجزيرة تكفيك، أو كما قال عنها أحد الإخوة: الجزيرة تغنيك.
خالد المالك
|
|
|
بعد دراسات علمية وتجارب على المرضى الرياضة والبيئة الملائمة تحدان من أعراض الزهايمر
|
* إعداد أشرف البربري
بالنسبة للكثيرين فإن الاصابة بمرض خرف الشيخوخة أو الزهايمر يعني الحياة الكئيبة داخل جدران المنزل والعلاج الذي يتركز على مضادات الاضطراب النفسي القوية لمقاومة فقدان الذاكرة والخرف وغير ذلك من أعراض الفقدان التدريجي للقدرات العقلية.
ولكن الآن يقول بعض العلماء إن أفضل طريقة لمعالجة الزهايمر تركز على تدريبات منتظمة وبيئة صحية. وحتى التشجيع على المشاركة في أنشطة بسيطة مثل الرياضة. وقال أحد الباحثين إن مثل هذه الطريقة يمكن أن تقلل من الاحباط وحالة الانفعال التي يعاني منها بعض مرضى الزهايمر.
لقد تم نشر هذه النتائج الجديدة بالتفصيل في دراستين علميتين مؤخرا. نشرت إحدى هاتين الدراستين في عدد 15 أكتوبر الماضي من مجلة «أمريكان ميديكال أسسوسيشن». وشملت الدراسة 153 مريضا بالزهايمر يعيشون في منطقة سياتل الامريكية لعدة سنوات. وتم اخضاع بعض المرضى الذين تتنوع أعراض المرض لديهم من حيث الحدة لتنفيذ برنامج تدريبات محدد يركز على القوة والتوازن والمرونة.
يقوم هؤلاء المرضى بالمشي لمدة 30 دقيقة يوميا أو يقومون بالتمدد على الارض أو حمل أثقال خفيفة باليد وغير ذلك من التدريبات السريعة التي يمكن أداؤها في المنزل. ويحصل الاشخاص الذي يوفرون لهؤلاء المرضى بالرعاية سواء كان الزوجة أو الزوج أو الابن أو الابنة على تعليمات معينة وأساليب محددة للتشجيع والمساعدة في تنفيذ برنامج التدريبات والتعامل مع المشكلات السلوكية للمريض بطريقة جيدة.
وبالمقارنة مع المجموعة «الضابطة» التي تحصل على العلاج المعتاد اتضح أن هؤلاء الذين ينفذون البرنامج التدريبي يبدون في مظهر أفضل ويعانون من درجة اكتئاب أقل.
وبعد مرور عامين اكتشف الباحثون أن التحسن الذي ظهر على المجموعة التي تحصل على تدريبات لم يتلاش حيث ظل هؤلاء المرضى أكثر نشاطا جسديا وأكثر شعورا بالسعادة وأكثر تفاعلا مع الاشخاص الذين يتولون رعايتهم وأقل شعورا بالاحباط.
وتقول الدكتورة ليندا تيري استاذة الصحة النفسية والمجتمع في جامعة واشنطن ورئيس فريق الدراسة إنه في المقابلة فإن المرضى في المجموعة الضابطة الذين لا يقومون بأي نشاط جسدي منتظم بدت عليهم آثار التدهور الجسدي بصورة أكبركما يشعرون بإحباط أكبر ويحصلون على رعاية صحية أعلى.
تقول الدكتورة ليندا «هؤلاء المرضى الذي يقومون بالتدريبات أفضل من الناحية الجسمانية والنفسية. وهم يمضون وقتا أقل في الفراش ووقتا أكبر في النشاط وقد غير التدخل بالفعل حالتهم من يوم ليوم وحسَّن من حالتهم المزاجية، بصفة عامة هم أكثر سعادة».
تأثير البيئة
وفي جزء آخر من الولايات المتحدة الامريكية كان هناك فريق بحثي آخر يقوده جون زيشل يدرس تأثير البيئة على أعراض مرض الزهايمر.
وفي هذه الدراسة التي نشرت في عدد أكتوبر من مجلة «جرينتولوجيست» أو علم الشيخوخة درس الدكتور جون وزملاؤه حالة 427 مريضا يعيشون في 15 دار رعاية في ولاية نيو انجلاند وتم اختيار هذه الدور بطريقة عشوائية. ووجد فريق البحث علاقة بين الصحة السلوكية والصحة الوجدانية من ناحية وبين بعض العناصر المحيطة بالمريض مثل تزيين غرف المرضى ببعض قطع الاثاث الشخصية أو الصور وإمكانية رؤية المريض للخارج من داخل غرفته أو وجود حديقة يمكن للمرضى أن يتمشوا فيها أو يجلسوا عدة ساعات يوميا.
وقال الدكتور جون كلما كان الشكل العام والمناخ في دور الرعاية أقرب إلى جو المنزل وليس إلى جو المستشفيات حيث الجدران البيضاء الخالية من أي صور كان ذلك أفضل بالنسبة للمريض زادت قدرته على مواجهة الاحباط والاكتئاب والانطواء والروح العدوانية.
ويضيف الدكتور جون «أشياء مثل جو الخصوصية والاسرة الشخصية والمساحات المفتوحة المشتركة حيث يمكن لنزلاء دور الرعاية أن يتواصلوا اجتماعياً مع الآخرين سوف يؤدي إلى علاج التعقيدات النفسية والسلوكيات العدوانية لديهم».
يذكر أن جون زيشل ألَّف العديد من الكتب عن رعاية المسنين ويدير مركز هيرتهاستون لرعاية مرضى الزهايمر في ولاية مساشوستس.
ويقول جون «أعتقد أنه عندما يكون نزلاء دور الرعاية في مناخ يمكنهم فهمه فإن إقامتهم ستكون أقل ضغطا عليهم. ولذلك فسوف يشعرون بغضب أقل وبرغبة أقل في الانطواء».
ولكن الدراستين تؤكدان أنه لا يجب انتظار فوائد الطريقة غير الدوائية في معالجة مرضى الزهايمر بسرعة كبيرة كما يقول الدكتور جون. ويضيف أن أفضل طريقة هي معالجة هؤلاء المرضى بمزيج من الادوية التقليدية الكيماوية والاسلوب السلوكي للعلاج الذي جربناه فهذا أفضل من استخدام أي منهما بمفرده.
ويقول بعض العلماء إن هذه الاكتشافات تؤكد الرأي القائل بأن مرضى الزهايمر يحتاجون إلى التفاعل النفسي والاجتماعي بنفس القدر الذي يحتاجه أي شخص آخر، رغم أن هذا يبدو واضحا إلا أنه وعلى مدى سنوات عديدة مضت فلم يكن من المعتاد للكثير من مرضى الزهايمر أن يحصلوا على مثل هذا الجو الاسري في مراكز رعايتهم. يقول الدكتور باري ويزبرج المدير العلاجي في مركز أبحاث الشيخوخة بجامعة نيويورك «حتى فترة قريبة كان المسئولون عن رعاية مرضى الزهايمر يضعونهم على المقاعد ويتجاهلونهم وهو أسوأ ما يمكن أن يواجهه إنسان».
والحقيقة أن هناك مجموعة من القواعد الاساسية للرعاية لم يكن يتم تطبيقها على مرضى الزهايمر.
وقد رصد الدكتور ريزبرج وزملاؤه في مركز أمراض الشيخوخة بجامعة نيويورك 16 مرحلة من مراحل تدهور حالة مريض الزهايمر، وقالوا إن هذه المراحل تبدأ مع الانسان منذ مرحلة الطفولة. وأن أسوأ المراحل هي تلك التي تأتي في سن الشيخوخة عندما يفقد المريض القدرة على الاعتناء بنفسه.
وفي المرحلة الاخيرة يفقد المريض القدرة على الوقوف أو الحديث أو المشي كما لو كان عاد طفلا رضيعا مرة أخرى.
وبالطبع فإن مثل هذه المراحل التي يمر بها المريض والتي تشبه تماما مراحل نمو الانسان نفسه تنطوي على بعض المشكلات السلوكية.
الميول العدوانية
يقول الدكتور ريزبرج «الطفل الذي لا ينمو نمواً سليماً يميل إلى العدوانية وقد يتطور الامر إلى سلوكيات أخرى. ولكن إذا تمكنت من الاعتناء بمثل هؤلاء الاطفال وأشركتهم في الانشطة الاجتماعية يمكن أن يتطوروا بشكل إيجابي. ونحن نرى نفس الشيء بالنسبة لمرضى الزهايمر؛ فبمجرد تدخل بسيط من جانبنا نحصل على نتائج قوية».
ويقول الدكتور زيشل إن هذا التدخل يمكن أن يكون بسيطا جدا فلا يزيد مثلا عن مجرد تشجيع الانسان على ممارسة الهوايات التي يستمتع بها مثل زراعة الخضراوات أو رعايتها أو تنسيق الحديقة. «الناس غالبا لا تفكر في هذه الامور ولكن تقليل الاعتمادية يقود نزلاء دور الرعاية إلى الشعور الايجابي بذاتهم. ونتيجة لذلك فسوف تجد تراجعاً في الشعور بالاحباط لديهم».
وعلى الرغم من أن هذه النتائج تشير إلى إمكانية تحسين حياة مرضى الزهايمر فإن بعض العلماء يحذِّرون من أنه لا يوجد حتى الآن ما يشير إلى أن التدريبات وتغيير البيئة يمكن أن تؤدي إلى تحسن حالة المريض.
تقول الدكتورة مارلين ألبيرت إن بعض المرضى الذين يوجدون في مركز الاعصاب بجامعة جونز هوبكنز لم يعانوا من أي مشكلات خاصة بالهياج أو العدوانية على الاطلاق.
وتضيف أن بعض المرضى بالفعل يستجيبون للتغييرات البيئية أكثر مما يستجيبون للعلاج بالادوية.
وتقول «الرسالة هنا بالنسبة للاسر أو لمن يتولون رعاية هؤلاء المرضى إن التدريبات وتغيير الجو عنصر جيد».
وتضيف ورغم ذلك فما زال علينا أن نطور مثل هذه الاكتشافات إلى تدريبات محددة يمكن تعليمها للآخرين من أجل تطبيقها.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|