|
مجلة الجزيرة بعد إجازتها
|
أسبوعان كاملان احتجبت خلالهما «مجلة الجزيرة» عن مصافحتكم..
وغابت إطلالتها الجميلة عن أعينكم..
وظلَّت لعددين كاملين مختفية عن أنظاركم..
بعيدة عن تناولكم لها..
كما لو أنها تريد من إجازتها أن تتعرَّف على ردود الفعل عند قرائها..
وأن تقيس مدى رضاكم على المستوى الذي تصدر فيه وتقدم به مادتها الصحفية الأسبوعية لكم..
بأمل أن يسعفها ذلك نحو التقدم خطوات أخرى إلى مزيد من النجاح والإبداع.
***
كانت إجازة لها ولكم..
ولأسرة التحرير وطاقم الفنيين فيها..
وهي بمثابة فرصة للمراجعة والتأكد من أن الزملاء يقدمون أو لا يقدمون عملاً يليق بمستوى طموحاتهم وقناعاتكم..
وما من أحد بالتأكيد يملك الحق بأن يدَّعي أنه يقدم عملاً متكاملاً وجديراً بكل الاحتفاء..
لكن من المؤكد أن هناك من يسعى لتحقيق مثل هذا الهدف..
وهذا هو هاجس كوكبة العاملين في هذه المجلة.
***
أريد أن أسألكم..
عن أمور ربما تكون قد فاتت على الزملاء وعلي لكن من المؤكد أنها لم تغب عنكم..
عن اقتراحات وجيهة وجديرة بالاهتمام تهدونها لمجلتكم لتجسير نجاحاتها..
عن أي إضافات أخرى تعتقدون أن الأخذ بها يصب في مصلحة التحسن المطلوب لمثل هذه المجلة..
وهل من نقد موضوعي يدلنا على عيوبنا ويمكنكم أن تعطوه لنا بدلاً من احتفاظكم به لأنفسكم.
***
ها هي مجلة الجزيرة في عامها الثاني من عمر طويل إن شاء الله..
وأنتم كقراء رصيدها لبلوغ نجاحاتها المستقبلية الموعودة..
وبتفاعلكم يمكن للزملاء أن يختصروا الزمن للوصول إلى ما هو مخطط لها..
ومع كل نجاح سوف تحققه المجلة نعدكم باستثماره لتقديم نجاحات أخرى لإرضائكم..
ابقوا معنا ومع كل النجاحات الكبيرة التي حققتها المجلة في سنتها الأولى بانتظار ما هو أجمل وأروع، فالجزيرة تكفيك، أو كما قال عنها أحد الإخوة: الجزيرة تغنيك.
خالد المالك
|
|
|
تجمع بين قوة النيران والسرعة وتوفر المعلومات المركبة ( سترايكر ) تقترب من الاختبار العراقي وظيفتها الأساسية ستكون لرصد الخصوم والتسلل إليهم بسرعة
|
فورت لويس واشنطن آن إسكوت تايسون(*)
طلباً للطعام والمياه، يصيح حشد من الشباب الساخطين الذين يرتدون قمصان «تي. شيرت» وقبعات كرة القدم الأمريكية (البيسبول) في وجه جنود أمريكيين يطوفون بمركبة عسكرية جديدة (سترايكر) ذات ثماني عجلات في أحد الشوارع المتربة في المدينة.
المحتجّون ليسوا عراقيين. إنهم جنود نظاميون يمثلون دور مدنيين عراقيين خلال تمارين تدريبية. وهم يقومون بتمثيل مواجهة عنيفة بين أحد أصحاب المتاجر ولص محاولين جذب الانتباه وردود الفعل غير أن الجنود الأمريكيين يعبرون بالمكان دون الانتباه لما يحدث.
عند مشاهدته لهذا التدريب في فورت لويس، بولاية واشنطن، فان الرائد تشاك هودجز يقوم بتدوين ملاحظة حول ما يمكن أن يكون خطأ جسيما.
يقول هودجز: «إن الجنود يعبرون بالمكان دون أن يكون هناك جنود من المشاة على الأرض لحماية جانب المركبة سترايكر وهذا أمر يقلقني. «فضلاً عن ذلك، فان المركبة سترايكر كانت تنطلق لوحدها دون إسناد، وهذا أمر لا ينبغي أن يحدث على الإطلاق. على نحوما يضيف ناصحا لمسئول في رتبة الملازم.
لما يزيد عن عام، ظل ضباط في الجيش من نحو الرائد هودجز يقومون بإعداد كتاب حول سبل تعزيز التركيز غير المسبوق لجنود المشاة، قوة النيران، السرعة، والمعلومات مجتمعين في أول لواء سترايكر قتالي في الجيش يضم 3600 فرد. إن هدف هذه المجموعة هو توفير الغطاء لأعمال القتال على الأرض.
اختبار بالنيران
قريباً، سيكون على هذه القوة نصف المدرعة الجديدة أن تواجه اختبارا بالنيران لعام كامل من الانتشار في البلدات والمناطق الداخلية المتوترة للعراق.
يبدأ اللواء في التحرك قريبا، مزوداً ب 1000 مركبة جاهزة الآن للتحميل على سفن تنطلق للكويت من تاكوما.
يقول مسئولو اللواء إن تفاصيل مهمتهم في العراق لم تكتمل بعد بشكل نهائي.
لكن في شهر يوليوالماضي، فان القائم بأعمال رئيس أركان الجيش، الجنرال جونكين، كان قد قال إن اللواء سوف ينضم إلى كتيبة المدرعات الثالثة في اقليم الأنبار ثم يحل محلها بعد ذاك.
يمتد اقليم الأنبار، اكبر الأقاليم العراقية، من الحدود الأردنية، السورية والسعودية شرقا حتى بغداد. ويضم الاقليم مدن رمادي وفالوجة، حيث اندلعت مراراً أعمال عنف مناوئة للتحالف.
يقول الجنرال جون غاردنر. الذي يتولى في فورت لويس الإشراف على إعداد أول لواءين من أصل ستة ألوية سترايكر يجرى نشرها «اللواء جرى تصميمه للعمل في المسافات الممتدة وفي المناطق الحضرية، إنه يستطيع التحرك بشكل تكتيكي وفي سرعة كبيرة».
مع ذلك، فنادراً ما يتم الدفع بنظام مدرع رئيسي من خط الإنتاج إلى قلب منطقة القتال مباشرة.. بمثل هذه السرعة. وصلت أولى مركبات سترايكر، ذات العجلات الثماني ويبلغ وزن الواحدة منها 19 طنا، إلى فورت لويس قبل 16 شهرا فقط في يونيو من عام 2002. في 17 سبتمبر. بعثت وزارة الدفاع (البنتاغون) بتقييم رسمي لتشغيل النظام إلى الكونغرس، في بداية فترة انتظار تمتد 30 يوما قبل نشر أول لواءسترايكر في خارج البلاد.
أشد المنتقدين لسترايكر عنفا اتهموا المركبة بعيوب خطيرة. عجلاتها الهشة والدروع غير الكافية التي ستجعل الجنود الذين يمتطونها أمام أخطار مميتة.
رفض الجيش مثل هذه الاتهامات بصورة قاطعة، رغم أنه ما يزال يواصل إصلاح مشكلات اللحظة الأخيرة، من نحو إصلاح الأرضيات المدرعة المعيبة. بهدف مقاومة قذائف آر. بي. جي. قام الجيش بإضافة شرائح من الصلب شبيهة بالقفص.
يقول الجنرال إدواردو سوريانو، وهوقائد في فورت لويس: «مركبات سترايكر ليست أفخاخاً للموت». وهو يضيف: «إن كل من يقول إنها كذلك فهولا يستوعب النظام. إن هذه المركبات سيكون لديها قابلية عظيمة للصمود والنجاة».
ليست دبابة
إن استيعاب المركبة سترايكر. كما يؤكد مسئولو الجيش. يعني أولا معرفة ما تمثله: «إنها ليست مركبة قتالية مثل دبابة أوبرادلي» كما يقول الجنرال سوريانو.
بدلاً من الاندفاع بصوت صاخب داخل أرض العدو على نحوما فعلت وحدات الدبابات في الجيش وهي تنقض على بغداد في شهر أبريل. فان إستراتيجية ألوية سترايكرذات الدروع الأخف وزنا هي رصد الخصوم والتسلل إليهم في سرعات تصل إلى 60ميلا في الساعة.
يقول المقدم روب تشوبا: «سوف يرى العدو تميز لواء سترايكر في السرعة والخفة التي ينطلق بها للقتال». وهو يضيف:» إنها ليست برادلي أودبابة من طراز إم.1 التي تنطلق في الشوارع بالصوت العالي الذي تحدثه عجلاتها وقضبانها الحديدية. إنها هادئة جدا».
يترجل جنود المشاة التسعة بسرعة، لحماية المركبة سترايكر، في حين يقوم طاقمها المكون من اثنين باستخدام المدفع الرشاش من عيار 50. أوقاذفة القنابل اليدوية MK19 لتوفير دعم للجنود المشاة.
يتمثل أحد عوامل النجاح الرئيسية بالنسبة للمركبة سترايكر في المعلومات الاستخباراتية الجيدة، التي يعترف كبار العسكريين ومسئولو البنتاغون بالافتقارإليها في العراق. مع ذلك، فإن الإمكانيات الاستخباراتية مسألة جوهرية بالنسبة للواء سترايكر. ويضم اللواء مصفوفة من أجهزة الاستشعار. طائرات بدون طيارومجموعة استخبارات عسكرية إضافة إلى نظام اتصالات جديد عبر الأقمار الصناعية يقوم بربط كل مركبة داخل شبكة رقمية.
في العراق، يمكن إلحاق اللواء للعمل مع احدى وحدات الجيش. كما يمكنه العمل بشكل أكثر استقلالية، كما يقول المقدم تشوبا، وحسب ما يقول تشوبا. القائد المناوب للواء سترايكر الأول. اللواء الثالث بفرقة المشاة الثانية، فإن مهام اللواء يمكن أن تتراوح ما بين شن الغارات وحراسة القوافل إلى توفير الأمن لمراكز الجيش والحكومة الرئيسية.
في فورت لويس اجتاز لواء سترايكر تدريبات مكثفة في الشهور الأخيرة، باستخدام «دروس مستفادة» من العراق تتضمن كمائن، قنابل على جانب الطريق. وانتفاضات شعبية يحتمل أن يواجهها جنود اللواء.
يقول الرقيب أول مايكل روبنسون من الكتيبة 1 23 للواء بعد التمرن على مواجهة كمين. «إن العام هو وقت طويل، لكن إذا كان يتعين علينا الذهاب، فنحن نرغب في وقف إطالة الوقت. «يزيد من وطأة الضغط الواقع على الجنود مهمة تحقيق نجاح لسترايكر التي خلقت جدلا سياسيا، يقول تشوبا: «سوف نرى حين ينطلق الرصاص الحي بالفعل غير أني أعتقد بأن المركبة ستفوق كل التوقعات».
(*) خدمة «كريستيان ساينس مونيتور» خاص ب «مجلة الجزيرة»
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|