 |
|
الانتخابات في العراق وفلسطين |
يجري التحضير للانتخابات في فلسطين المحتلة..
ومثلها في العراق المحتل..
وما من أحد إلا ويسرّ بأن يتم ذلك وعلى وجه السرعة..
فالانتخابات ربما قادت إلى تحقيق استقلال الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس..
والانتخابات في العراق قد تعجّل بانسحاب قوى الاحتلال، وتعزز من فرص الاستقرار في هذا البلد المنكوب..
***
نعم للانتخابات طالما أنها سوف تفرز لنا قيادات واعية ومتحمّسة ومخلصة لقضايا مواطنيها..
ونعم للانتخابات ليقرر الفائزون الشكل الذي يحرّر البلدين من الوضع المأساويّ الذي يسود حياة الناس هناك..
ولا يمكن لأيّ منا إلا أن يفرح بتحقيق هذا الحلم على أمل أن يستتب الأمن وتزيد فرص مشاركة المواطنين في إدارة شؤون فلسطين والعراق..
***
لكن الصورة التي أمامي تبدو باهتة وضبابية وربما مخيفة..
ولا يمكن لي في ظل المعطيات المتاحة أمامنا أن أجزم بحدوث نقلة نوعية مغايرة للواقع بإجراء انتخابات في ظلّ وجود المحتل..
مع أن ما أتمناه أن تجري الانتخابات وفق المعايير المتفق عليها لتكون مستجيبة لآمال وتطلعات إخواننا هناك..
وأن تنجح النجاح الذي تسكت بعده أصوات الرصاص، ويلتئم شمل الجميع نحو الأهداف التي تخدم الوطن والمواطن..
***
ما يخيفني حقاً، هذا التراشق في الكلام بين رفقاء السلاح والمصير الواحد في أراضي السلطة الفلسطينية..
وما يؤلمني كذلك غياب فئات وأحزاب من الترشيح للانتخابات في العراق أياً كان مبرر هذا الانسحاب..
نعم أنا مصدوم بأن تجري الانتخابات في كلّ من العراق وفلسطين بينما لا تزالان إلى اليوم دولتين محتلتين، وجزء من التصورات التي يريدها المواطن تواجه بالاعتراض من المحتل..
ولكن لا ينبغي أن يصدّنا هذا عن العمل نحو بناء مستقبل دولنا، ولو كان سلاح المحتل على ظهورنا..
***
لقد استأت من ردود الفعل الغاضبة على ترشيح السجين الفلسطينيّ مروان البرغوثي نفسه رئيساً للدولة الفلسطينية..
وآذاني كثيراً أن يكون إجراء الانتخابات في العراق في موعدها أو تأجيلها لبضعة أشهر موضع تجاذب غير منضبط بين القوى الفاعلة في بلاد الرافدين..
وآن لي أن أقول لهم: لا تفوتوا فرصة بناء دولتين ديموقراطيتين مستقلتين وإن كان هذا لا يزال أملاً بخلافات جانبية يمكن حلها بالحوار والتفاهم الأخويّ..
***
يجب أن يكون همّ الجميع خروج المحتل من فلسطين والعراق..
وهذا لن يتحقق إلا بإزالة أسباب الخلاف بين الإخوة وبناء القوة الذاتية بتعاون الجميع..
فأمريكا التي جاءت إلى العراق وخسرت المال والرجال لن تخرج منه طالما أن الأمن لم يستتب، وطالما أنه لا توجد حكومة منتخبة لإدارة شؤونه..
وإسرائيل لن تستجيب لقرارات الشرعية الدولية والاتفاقات الموقعة معها برعاية الولايات المتحدة الأمريكية ما لم تكن كلمة الفلسطينيين واحدة على مستوى كل التنظيمات والقوى الموجودة على الساحة الفلسطينية..
***
لقد دفعنا الكثير من الدماء الزكية الطاهرة على مدى سنوات طويلة من أجل فلسطين، ولاحقاً من أجل العراق..
وأضعنا الكثير من المال الذي كان يجب أن يُعطى للبطون الخاوية في حروب مدمّرة وخاسرة..
وحان الوقت الذي ينبغي أن نفكر فيه بما يحفظ لهذه الأمة كلّ حقوقها المشروعة ومن دون تفريط، بالعمل، والعمل، ثم العمل الصحيح.
خالد المالك
|
|
|
بعد 24 عاماً من النجاح الإعلامي حققها راذر لشبكة CBS
استقالة صاحب أفضل وظيفة في العالم!
* إعداد محمد الزواوي |
فجَّر الإعلامي الأمريكي المخضرم دان راذر مفاجأة مدوية عندما قرر استقالته من تقديم نشرة الأخبار المسائية لشبكة سي بي إس الأمريكية في التاسع من مارس المقبل، وذلك بعد أشهر من كشف راذر عن وثائق كانت محل شكوك وسائل الإعلام، تنتقد فترة خدمة الرئيس الأمريكي جورج بوش في الحرس الوطني الأمريكي.
وقد التحق راذر بشبكة سي بي إس عام 1962 كرئيس لفرعها الجنوبي الغربي في دالاس، كما عمل مديراً لقسم الأخبار بشبكة KTRH عام 1956 وصحفياً لتليفزيون KTRKTV في هيوستن عام 1959، وقبل الالتحاق بشبكة سي بي إس لأخبار كان راذر مدير قسم الأخبار بشبكة KHOUTV التابعة لشبكة سي بي إس في هيوستن.
وقد ولد عام 1931 في وارتن بولاية تكساس، وفي عام 1953 حصل على درجة البكالوريوس في الصحافة من جامعة سام هيوستن، حيث قضى سنواته التالية كمدرس للصحافة، كما التحق بجامعة هيوستن وكلية الحقوق بجامعة ساوث تكساس.
ومنذ التاسع من مارس عام 1981 عمل راذر كمذيع ومدير تحرير النشرة الإخبارية المسائية لشبكة سي بي إس، وقام بإذاعة وتقديم التقارير منذ بدايتها في 19 يناير 1988 وحتى سبتمبر 2002. ومن ضمن إسهاماته المعتادة في راديو شبكة سي بي إس برنامج (دان راذر يقدم تقاريره)، وهي نشرة إذاعية أسبوعية للأخبار والتحليلات، والتي كانت تقدم في شبكة سي بي إس الإذاعية منذ 9 مارس عام 1981م.
يقول هاوارد كورتز المحرر الإعلامي بجريدة الواشنطن بوست ومقدم برنامج (مصادر موثوقة) الذي تقدمه شبكة (سي إن إن) أن مغادرة راذر ربما تكون مرتبطة بخبر خدمة بوش في الحرس الوطني.
ويضيف كورتز: (من الواضح جداً أن دان راذر واجه اختيارين أحلاهما مر؛ فعقده كان يفيد بأنه لا يزال أمامه عامين على الأقل لترك منصبه، لذا لم يكن لزاماً عليه أن يتنحى الآن قبل أن تظهر نتيجة التحقيق الخارجي الذي تجريه (شبكة سي بي إس) والمتوقع أن يصدر في خلال أسابيع قلائل بشأن ذلك الخلل من جانبه ومن جانب الشبكة بشأن قضية خدمة الرئيس بوش في الحرس الوطني، ولكن راذر قرر أنه سيكون من الأفضل له التنحي اليوم وبشروطه الخاصة).
وفي مقاطع من برنامج (60 دقيقة) للشبكة في 8 سبتمبر الماضي كان راذر قد أورد مزاعم بأنه في خلال فترة الحرب في فيتنام تلقى بوش معاملة خاصة لنقله إلى وحدة الحرس الوطني بتكساس التابعة للقوات الجوية، وبالتالي لم يقم بإتمام خدمته الإلزامية العسكرية، بما في ذلك تجاهله أمراً لخوض اختبار طبي إلزامي.
ومن بين الدلائل التي أوردتها الشبكة أربع مذكرات تنتقد الرئيس بوش، والتي
يعتقد أن من كتبها هو قائد السرب الذي كان يعمل فيه بوش المقدم جيري كيليان، الذي توفي عام 1984م.
ولكن بعد إذاعة الحلقة، شنت بعض وسائل الإعلام هجمات حادة على تلك الوثائق، وقال بعض خبراء الوثائق إنها تمت كتابتها مؤخراً ببرامج معالجة الكلمات على الحاسب الآلي، وليس عن طريق الآلات الكاتبة التي كانت موجودة في تلك الحقبة من السبعينيات، كما شككت زوجة كيليان السابقة وابنه وسكرتيره في شرعية تلك المذكرات، بالرغم من أن سكرتيره قال إنها بالفعل كانت تعكس وجهة نظر كيليان في ذلك الوقت عن بوش. أما من زود راذر بتلك الوثائق فكان بيل بوركيت الضابط المتقاعد من الحرس الوطني بتكساس والذي طالما انتقد بوش.
وفي بداية تلك القضية المثيرة للجدل أصر راذر وشبكة سي بي إس على أن تلك الوثائق جاءت من مصدر (قوي وراسخ)، وأن محتويات تلك التقارير تدعمها تقارير أخرى، وأن تلك المذكرات أكد خبراء الوثائق أصليتها، ولكن عاد راذر بعد ذلك واعترف بأن الشبكة قد حصلت على صور من تلك الوثائق وليست الوثائق الأصلية التي قال عنها الخبراء إنها سوف تلقي الضوء على مدى صحتها.
وفي 20 سبتمبر أعلنت شبكة سي بي إس أنها لن تستطع من الآن فصاعداً التأكد من أصلية تلك الوثائق، واعتذر راذر في ذروة المشاهدة بالشبكة أثناء إذاعة نشرة الأخبار المسائية.
وفي بيان بشأن تلك الوثائق صرح رئيس شبكة سي بي إس للأخبار أندرو هيوارد أننا (ما كان يجب لنا أن نستخدم تلك الوثائق، وتلك كانت غلطة، ونحن نشعر بأسف عميق تجاهها).
وسوف يترك راذر وظيفته التي شغلها لمدة 24 عاماً بعدما كان قد حل محل والتر كرونكيت في منصب المذيع الرئيسي للشبكة، كما قال إنه سوف
يتنحى أيضاً عن منصبه كمدير تحرير للبرنامج.
أفضل وظيفة
وقد صرح راذر قائلاً: (لقد كنت محظوظًا في هذه السنوات بأن أحصل على أفضل وظيفة في العالم من وجهة نظري وأن أحظى بها في شبكة سي بي إس بصفة خاصة، وطوال هذا الطريق كان لي شرف العمل مع أكثر المحترفين موهبة وخبرة وتفاني في العالم، وأنا أتمنى أن أحظى بفرصة استكمال ذلك في السنوات المقبلة).
وقد صرح ليزلي مونفيز رئيس شبكة سي بي إس أن راذر قد (لعب دوراً حاسماً في إعلام وتوعية الشعب الأمريكي)، وقد أضاف في بيان مكتوب أن (السنوات الأربعة والعشرين التي قضاها دان في تقديم الأخبار المسائية في الشبكة هي الأطول لأي مذيع أخبار في التاريخ، وإنجاز متفرد في الصحافة التليفزيونية).
في حين صرح هيوارد أن (تفاني وإخلاص راذر في مهنته ومهارته المتفردة كصحفي تعد أسطورة في المجال الإعلامي)، وأضاف هو الآخر في بيان مكتوب أن (راذر قد مثل الأخبار المسائية لشبكة سي بي إس لما يقرب من ربع قرن، وسوف يستمر في تطبيق مواهبه وخبراته في كل ما يفعله في شبكة سي بي إس للأخبار).
ولم يصدر أي إعلان رسمي بشأن استبداله، ولكن هناك توقعات حول من يخلفه في منصبه، سواء كبير مراسلي الشبكة بالبيت الأبيض جون روبيرتس، إضافة إلى أحد مخضرمي الشبكة الآخرين من مراسليها وهو سكوت بيلي.
وقد ولد راذر في ولاية تكساس والتحق بشبكة سي بي إس عام 1962 كرئيس لفرعها بجنوب غرب الولايات المتحدة بمدينة دالاس بولاية تكساس، وقدم تقارير مفصلة عن عملية اغتيال الرئيس كينيدي في 22 نوفمبر عام 1963م.
وقد جاء إعلان راذر قبل فترة قصيرة من رحيل أحد أقدم مذيعي الأخبار من شبكة إن بي سي وهو توم بروكاو والذي قدم الأخبار في الفترة الليلية للشبكة منذ عام 1983، وسوف يخلفه برايان وليامز.
وقد كان راذر مع زميله بروكاو من شبكة سي بي إس، إضافة إلى بيتر جينينج مقدم برنامج (أخبار العالم الليلة) لشبكة إيه بي سي من المهيمنين على نشرات الأخبار المسائية في الولايات المتحدة لأكثر من عقدين من الزمان، وفي الفترة الأخيرة كان راذر يأتي في المرتبة الثالثة في التقييم الأسبوعي بين الشبكات الثلاثة فيما يتعلق ببرامج الأخبار المسائية.
ومنذ عام 1962 عندما التحق راذر لأول مرة بشبكة سي بي إس للأخبار كان يقوم بمعالجة أهم المهام الصعبة في عالم الصحافة، و قد أكسبه تقديمه اليومي للتغطية الإخبارية الدقيقة والعادلة والمستقلة إضافة إلى أسلوبه الحاسم والنشط تلك المكانة المرموقة بين أقرانه وبين الجمهور الأمريكي.
وكان دائماً ما يشار إليه بأنه (أكثر الرجال تفانياً في العمل الصحفي التليفزيوني)، وكان راذر على قدر المسؤولية وقدر هذا الوصف، وكان يظهر في برنامجين من أهم برامج الأخبار، وهما نشرة الأخبار المسائية وبرنامج (60
دقيقة) في شبكة سي بي إس، كما أرخ كتابه السابع الذي نشر مؤخراً (الحلم الأمريكي) لقصص العديد من النماذج الأمريكية، شرحاً كيف استطاعوا تحقيق رؤيتهم للحلم الأمريكي.
أماكن ساخنة
ومنذ عام 2002 دفعت الحرب بقيادة الولايات المتحدة على (الإرهاب) والغزو الأمريكي للعراق الإعلامي المخضرم إلى الذهاب إلى العراق والكويت وأفغانستان و(إسرائيل)، وفي أبريل من عام 2004 كشف تقريره الشامل في برنامج 60 دقيقة الانتهاكات التي قام بها الجيش الأمريكي في معتقل أبو غريب وأطلقت تلك الفضائح التي جذبت انتباه المشاهدين حول العالم. وفي فبراير من عام 2003 تمكن راذر من إجراء مقابلة كثيراً ما جرى وراءها آخرون حول العالم، وهو إجراء مقابلة خاصة وجهاً لوجه مع صدام حسين في بغداد، وهي المقابلة الأولى التي أجراها صدام مع صحفي أمريكي منذ عام 1991م. كما قدم راذر تقارير من العاصمة الأفغانية كابل حول جهود الولايات المتحدة للإطاحة بنظام طالبان، إضافة إلى تقاريره من القدس ومن الضفة الغربية أثناء أكبر العمليات العسكرية (الإسرائيلية) الموسعة في عامين.
كما حظي باهتمام خاص لتقديمه للتغطية الإخبارية الحية لشبكة سي بي إس حول هجمات الحادي عشر من سبتمبر، كما قدم راذر تقارير من موقع الهجمات وفيما بعد الهجمات في نيويورك وحول الولايات المتحدة.
الانتخابات الأمريكية
وفي عام 2000 سافر راذر إلى موسكو لتغطية الانتخابات الروسية ثم بعد ذلك إلى (إسرائيل) عندما اتخذت عملية السلام هناك منعطفاً خطيراً للأسوأ . وبعد ذلك في العام ذاته قام بتقديم التغطية الإعلامية لعشية الانتخابات الرئاسية لعام 2000م في الولايات المتحدة، والتي كانت سباقاً ماراثونياً محموماً جعله حبيس الأستوديو على الهواء مباشرة من السادسة مساء الثلاثاء 7 نوفمبر إلى العاشرة من صباح الأربعاء 8 نوفمبر. وفي أثناء تلك الفترة عندما كان السباق الرئاسي لم يحسم بعد حاور راذر كلا المرشحين عن كيفية شعورهما حيال مأزق انتخابات فلوريدا. وبحلول نهاية العام كان راذر أول مذيع يحصل على مقابلة مع الرئيس كلينتون عندما كان يهم بمغادرة البيت الأبيض.
هذا بالإضافة إلى تغطيته لأهم الأحداث، مثل زيارة بابا الفاتيكان يوحنا بولس الثاني إلى كوبا في يناير عام 1998, وفضيحة مونيكا لوينسكي، واتهامات الرئيس كلينتون من مجلس النواب الأمريكي في فبراير عام 1999، كما أن راذر كان في مسرح الحادث في نيو أورليانز عندما ضرب إعصار جورج منطقة جولف كوست في سبتمبر عام 1998م.
وكمقدم لبرنامج 60 دقيقة تمكن راذر من تحقيق مقابلات حصرية مع الرئيس كلينتون في 31 مارس 1999، وهو أول حوار وجهاً لوجه مع كلينتون منذ اندلاع فضيحة مونيكا لوينسكي واتهامه من مجلس النواب. وكان راذر أول مذيع أمريكي في بلجراد شهد عمليات قصف الناتو ليوغوسلافيا، وقدم تقارير للعديد من النشرات الإخبارية للشبكة، بما فيها للأخبار المسائية لشبكة سي بي إس.
وفي مايو عام 1997، عاد راذر إلى جذوره الأصلية عن طريقين: إجراء مقابلات نادرة مع هورتون فوت الكاتب المسرحي، وهو مواطن من نفس بلدته وارتون بولاية تكساس، وذلك لبرنامج (صباح الأحد) لشبكة سي بي إس، كما قام بالكتابة بصورة منتظمة في الصحف الأسبوعية في عموده بعنوان (جزء من عالمنا)، والذي سمي الآن (دان راذر يتحدث)، متذكراً أيامه الأولى في الصحافة كمحرر في الصحف المطبوعة.
وفي يونيو من العام ذاته، سافر راذر إلى هونج كونج لتقديم تغطية إخبارية لشبكة سي بي إس عن تحول المستعمرة لتصبح تحت الحكم الصيني، وبعد سفره بالقطار في أعماق الأراضي الصينية في البلدات المزدحمة بين حقول الأرز تذكر تغطياته السابقة من الصين عن أحداث مثل الزيارة التاريخية للرئيس ريتشارد نيكسون عام 1972، والمظاهرات الموالية للديموقراطية في ميدان تيانانمين عام 1989م.
كما قام راذر برحلتين إلى الخطوط الأمامية في حرب البوسنة عام 1995، وأرسل تقارير عن قوات حفظ السلام الأمريكية هناك، وكان قد قدم تقاريره الأولى من تلك المنطقة من أكثر من ربع قرن، وكان لديه قدرة لا نظير لها في الوصول إلى القادة السياسيين والعسكريين، إضافة إلى المدنيين الأبرياء الذين وقعوا ضحية في ملتقى النيران. وفي أكتوبر عام 1995 تواجد راذر ثانية في قلب العاصفة، مرسلاً تقاريره من إعصار أوبال عندما اقترب من سواحل فلوريدا، وظهر وقد تعلق به اثنان من منتجي البرنامج من ذراعيه ورجليه يدفعهما الهواء أثناء الأعاصير القوية في المنطقة. وفي نوفمبر من العام ذاته، أرسل تقاريره عن اغتيال رئيس الوزراء (الإسرائيلي) إسحاق رابين من القدس، كما كان المذيع الأمريكي الوحيد في جنازة رابين. وفي عام 1995 قام بتغطية العيد الخمسين لانتهاء الحرب العالمية الثانية وانتصار الحلفاء من لندن، وقام بتقديم عدة تقارير قيمة لأربعة من البرامج الوثائقية للشبكة، وهي: (في حقول الموت الأمريكية)، و(الانتصار في اليابان)، و(مع الجنرال المتقاعد نورمان شوارسكوف)، و(اليمين المتدين)، و(حرب الخليج +5).
وفي عام 1994 بدأ راذر رحلته إلى أوروبا الشرقية لإعداد تقارير عن بزوغ الفاشية الجديدة في الكتلة السوفيتية السابقة، وعن الحرب الأهلية في جمهورية جورجيا، وعن القمة الأولى التي يحضرها كلينتون في روسيا. وقضى معظم شهر أبريل في جنوب إفريقيا لتغطية الخطوات الأولى للبلاد نحو الديموقراطية الحقيقية، وقام بإجراء عدة حوارات مع المرشحين من كافة الأحزاب الكبرى في تلك الانتخابات. كما ذهب إلى الشرق الأوسط قبل انتقال الفلسطينيين إلى غزة والضفة الغربية، وأجرى حوارات مع زعيم السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، ومع الرئيس المصري حسني مبارك. وربما كانت تقاريره من هاييتي هي الأبرز والأكثر تذكراً لذلك العام، فقد كان المذيع الوحيد على مسرح الأحداث قبل وخلال اندلاع الأزمة في البلاد، وحصل على عدة
مقابلات حصرية مع قائد الجيش الهاييتي الفريق راؤول سيدراس. كما قام بإجراء حوارات مع كافة الرؤساء الأمريكيين منذ الرئيس دوايت أيزنهاور، إضافة إلى كافة الزعماء العالميين في السنوات الثلاثين الأخيرة. وفي عام 1990 كان أول صحفي أمريكي يحاور صدام حسين بعد غزو العراق للكويت.
وفي أكتوبر عام 1994 تم تكريم راذر في جامعته التي درس فيها، وهي جامعة سام هيوستن بهانتزفيل بولاية تكساس، وتم إطلاق اسمه على مبنى كلية الصحافة والإعلام بالجامعة.
وبالإضافة إلى تألقه في مجال الإعلام المرئي، يعد راذر كاتب محنك غزير الإنتاج، فبالإضافة إلى كتابه (الحلم الأمريكي)، قام بتأليف كتاب (الموعد النهائي والتاريخ) نشر عام 1999، والكاميرا لا تصور مرتين: مغامرات الصحافة التليفزيونية( (1994)، و(أتذكر) (1991)، و(الكاميرا لا تصور مطلقًا) (1977)، و(حراس القصر) (1974)، كما كتب إيجازاً عن أهم المحطات التاريخية في حياة مارك سوليفان في كتابه (زماننا: أمريكا في فجر القرن العشرين)، كما استمرت الصحف والمجلات الكبرى في ملاحقته من أجل مراسلتها وكتابة أعمدة فيها، وللتحدث حول القضايا الصحفية وأخلاقيات المهنة.
ومنذ بداية عمله في الصحافة عام 1950، كان راذر في قلب اللحظات الحاسمة حول العالم، من 22 نوفمبر عام 1963 في دالاس عندما زود الشعب الأمريكي بمعلومات تفصيلية عن اغتيال الرئيس كينيدي، إلى بكين إلى البوسنة إلى هاييتي وهونج كونج بعد ذلك بعدة عقود، كما قام بتغطية أهم الأخبار الصحفية حول العالم.
وقد أظهرت تقاريره المختلفة مدى ذكائه الاجتماعي مع رجل الشارع إضافة إلى تحاليله السياسية المتعمقة، وذلك في تغطياته عن حركات الحقوق المدنية في الجنوب، وتقاريره من البيت الأبيض، وحروب فيتنام وأفغانستان والخليج العربي ويوغسلافيا، والتجربة الديموقراطية في جنوب إفريقيا والشرق الأوسط.
وقد تلقى تقريباً كافة الجوائز المتاحة في مجال الصحافة التليفزيونية، بما في ذلك عدد لا حصر له من جوائز (إيمي)، وجائزة (بيبادي)، إضافة إلى شهادات من كبار العلماء والمحللين والمتخصصين، ومن المنظمات الخيرية، وعادة ما يحصل على لقب (أفضل مذيع) في استطلاعات الرأي. وفي أثناء عمله لمدة 24 عاماً في شبكة سي بي إس، تقلد راذر العديد من الوظائف المرموقة في الشبكة، والتي تتراوح ما بين مساعد رئيس تحرير لبرنامج 60 دقيقة إلى مذيع لتقارير شبكة سي بي إس، ومذيع للنشرات الأسبوعية والليلية، كما عمل كرئيس فرع شبكة سي بي إس للأخبار في لندن وسايجون الفيتنامية، كما كان مراسل الشبكة من داخل البيت الأبيض أثناء إدارتي الرئيسين جونسون ونيكسون.
وقد صرح راذر(73 عامًا) أنه سوف يستمر في عمله كمراسل لبرنامجي (60 دقيقة)، إضافة إلى بعض المهام الأخرى، وأضاف راذر في بيان له: (لقد كنت دوماً وسأظل أعمل محققاً في أصعب التقارير الصحفية من أعماق قلبي، والآن أتطلع إلى تفريغ نفسي إلى ذلك النوع من التحقيقات الصحفية على مدار الساعة). وقد صرح المتحدث باسم CBS جيل شوارتز أن قرار راذر للمغادرة (كان قراراً مستقلاً ولا علاقة له بنتائج اللجنة التي تنظر في تقرير برنامج (60 دقيقة) بشأن خدمة الرئيس بوش السابقة في الحرس الوطني.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
