|
الأفتتاحية الوشاية بلا طلب!! |
جُبِل بعض الناس على الوشاية بين الشخص ومن يعمل معه أو تربطه به صداقة أو علاقة من أي نوع..
والبحث عن كل ما يسيء إلى هذه العلاقة بوضع ما يكفي لتوتيرها بالافتئات على الحقائق وممارسة أساليب الدس والخداع..
وهذا مرض لا نستطيع أن نعممه على جسم أفراد المجتمع.. ولكننا في المقابل لا نستطيع أن نتجاهل وجود مرض بهذا المستوى وبهذا النوع ووجود من يغذيه من بعض أفراد المجتمع ليستمر نقطة سوداء في العلاقات الإنسانية.
***
والوشاية قد تنطلي على البعض..
وقد يصدقها أو لا يصدقها آخرون..
ما لم تفضحها التداعيات..
وتكشفها التناقضات والمواقف وحكمة الطرفين المتضررين.. والوشاية أسلوب خسيس لا يقوم به ولا يقدم عليه إلا من افتقد الحس الإنساني والأخلاقي..
وهو مرفوض من المجتمع بكل شرائحه وإن شذ منه من شذ..
ولحسن الحظ أن هؤلاء يتوارون عادة خلف الأسوار ولا نرى وجوههم أو نسمع أصواتهم أو نقرأ أسماءهم أو يمكنوننا من معرفتهم حين يحبكون مخططاتهم..
وهذا كاف لكشف زيف ما يقولون وعدم صحته البتة, ومن أنه لا يعدو أن يكون هراء مصدره إنسان غير سوي ويعاني من مشاكل نفسية تترجمها مثل هذه التصرفات التي تصدر منه.
***
أنا هنا لا أتحدث عن حالة خاصة..
ولا عن موقف معين..
وإنما أتناول بالنقد قضية تسيء إلى الصورة الجميلة للمجتمعات..
وهي قضية حين تتفشى فإنها تدمر مجتمعات ومؤسسات وأفراداً..
وأول من سوف يكتوي بنارها..
وأول من سيتضرر منها..
هم أولئك الذين يشعلون الفتنة..
من يمارسون هذا العمل اللا إنساني وغير الأخلاقي..
لأن سلوكهم هذا ترفضه المجتمعات المتحضرة..
ويتنافى مع كل المبادئ وتعاليم الأديان..
وهو بالتالي محكوم عليه بالوأد..
ولا خوف منه.
خالد المالك
|
|
|
تتعلق بدوافع الحرب على العراق كيري يطرح أربعة أسئلة محورية على بوش! * إعداد إسلام السعدني |
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر إجراؤها في الثاني من نوفمبر القادم، ترتفع شيئا فشيئا حدة حرارة المنافسة المحتدمة من الأصل بين فرسي الرهان في السباق نحو البيت الأبيض الرئيس الجمهوري (جورج بوش) وغريمه الديموقراطي (جون كيري) .
وفيما كثف الرجلان جولاتهما الانتخابية في مختلف أنحاء أمريكا بهدف كسب المزيد من الأصوات في تلك المرحلة الحرجة من عمر المعركة الرئاسية وخاصة أصوات المترددين من الناخبين الأمريكيين ممن لم يحسموا موقفهم بعد، هؤلاء الذين ترجح التقديرات أنهم سيكونون رمانة الميزان في السباق الضاري الذي تشهده الولايات المتحدة في الوقت الراهن حول من سيظفر بالجلوس على المكتب البيضاوي.
خدمة (كيري) ل (بوش) !
وفي الوقت الذي يرى فيه البعض أن (كيري) يطرح برنامجا سياسيا يختلف بشكل كبير عن ذاك الذي يتبناه الرئيس الجمهوري سواء على صعيد السياسة الداخلية أو الخارجية، يتبنى آخرون رؤية مغايرة ربما تبدو مفاجئة للكثيرين وهي تلك التي تتمحور حول أنه لا اختلاف يذكر بين الغريمين!.
ومن بين المنادين بهذا الرأي الكاتب (ألكسندر كوكبرن) الذي عرض لرؤيته في هذا الصدد من خلال مقال له نشر على موقع (كاونتر بانش) على شبكة الإنترنت، ويستهل (كوكبرن) هذا المقال بعبارة موجزة حادة ينتقد فيها بقسوة المرشح الديموقراطي بالقول إنه أي كيري بات (يسير من سيئ إلى أسوأ) .
ويدلل الكاتب على ذلك من خلال استعراض ما طرأ من تغير على موقف هذا الرجل مؤخرا بشأن الحرب على العراق، موضحا أن (كيري) قرر على ما يبدو إسقاط قضية عدم العثور على أسلحة الدمار الشامل التي اتهمت الإدارة الأمريكية النظام العراقي السابق بحيازتها من جملة القضايا التي يسعى لاستخدامها في معركته الانتخابية ضد الرئيس بوش.
ويشير (كوكبرن) في هذا الشأن إلى أن (كيري) أسدى هذه الخدمة الجليلة لغريمه الجمهوري من خلال التصريحات التي أدلى بها (جيمس روبن) المتحدث باسم المرشح الديموقراطي للشؤون الخارجية لصحيفة (واشنطن بوست) ، وهي التصريحات التي قال فيها (روبن) الذي كان من قبل أحد أبرز المتحدثين باسم وزارة الخارجية الأمريكية خلال عهد الرئيس السابق بيل كلينتون إن (كيري) لم يكن ليغير موقفه المؤيد للحرب في العراق والذي اتخذه في الكونجرس خلال أكتوبر عام 2002 حتى ولو كان يعلم في ذلك الوقت ما يعرفه الآن بشأن عدم وجود أدلة قاطعة تثبت حيازة نظام الحكم السابق في بغداد لأسلحة غير تقليدية.
موقف متقلب
(روبن) الذي يصفه كوكبرن بأنه متحدث (لا يطاق) أشار في تصريحاته تلك إلى أنه كان من المرجح أن يقرر (كيري) بدوره توجيه ضربة عسكرية للإطاحة بالرئيس العراقي السابق (صدام حسين) إذا ما كان يشغل في الوقت الحالي منصب الرئيس.
ويعلق الكاتب على تصريحات المتحدث باسم المرشح الديموقراطي بالقول إنها تعبر عن تغير جوهري في موقف (كيري) المتقلب إزاء الحرب التي شنتها إدارة (بوش) على العراق في مارس من العام الماضي، مشيراً إلى أن المرشح الديموقراطي كان يتحدث في السابق عن أنه ربما كان سيقرر شن الحرب إذا ما كان في موقع المسؤولية، ولم يؤكد جازما هذا الاحتمال إلى أن أدلى المتحدث باسمه بتلك التصريحات مؤخراً.
ويستطرد (كوكبرن) قائلا: إن (كيري) عمد بعد أيام قليلة من تصريحات (روبن) إلى توضيح موقفه في هذا الصدد أثناء جولة انتخابية قام بها في أريزونا، حيث أدلى بتصريحات صحفية جدد فيها التأكيد على أنه لم يكن ليغير موقفه المؤيد للحرب ضد النظام العراقي السابق حتى ولو كان يعلم وقت التصويت على القرار الخاص بذلك في الكونجرس ما يعلمه الآن من معلومات حول القدرات الحقيقية لنظام (صدام حسين) في مجال أسلحة الدمار الشامل.
إلا أن المرشح الديموقراطي أضاف في هذه التصريحات حسبما ينقل لنا الكاتب في مقاله أنه كان سيدير ملف الحرب ضد العراق بطريقة شديدة الاختلاف عن تلك التي أداره بها الرئيس (بوش) ، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن التفويض الذي منحه الكونجرس للرئيس الأمريكي بشأن الحرب على العراق يعد أفضل تفويض يمكن منحه للرئيس، وهو وصف يسخر منه (كوكبرن) باعتبار أنه من المنطقي أن يشيد كيري بهذا التفويض بحكم أنه كان أحد مؤيديه.
الأسئلة الأربعة
وبعد أن يصف (كوكبرن) هذه التصريحات بأنها ليست سوى هراء، يلفت النظر إلى ما قاله (كيري) خلالها من أن لديه أسئلة أربعة تشغل بال الأمريكيين، ويود الحصول على إجابات لها من الرئيس بوش نظرا لأهميتها بالنسبة للشعب الأمريكي الذي يستحق معرفة تلك الإجابات.
وينقل الكاتب عن المرشح الديموقراطي قوله في هذا الصدد (أسئلتي للرئيس تتمحور حول الأسباب التي حدت به للمسارعة بشن الحرب دون أن تكون لديه خطة لإرساء السلام (في العراق بعدها) ، ولماذا سارع أيضا باتخاذ هذه الخطوة بناء على معلومات استخباراتية غير دقيقة، ولم يبذل الجهد الكافي والضروري للكشف عن الحقيقة للأمريكيين) في هذا الصدد.
ويتابع كيري مردفا بالقول لماذا ضلل (الرئيس بوش) الأمريكيين بشأن الكيفية التي سيخوض بها الحرب، ويعلق (كوكبرن) على هذا السؤال تحديدا بالتساؤل عن معناه ومغزاه نظرا لأنه بالفعل سؤال مبهم إلى حد كبير.
أما السؤال الرابع الذي أعلن المرشح الديموقراطي أنه يرغب في الحصول على إجابة له من الرئيس (بوش) فيتركز حول السبب الذي أدى إلى أن تذهب أمريكا للحرب دون الحصول على دعم كافٍ من قبل باقي دول العالم، وهو الدعم الذي كان سيؤدي حسبما يرى (كيري) إلى تخفيف الضغوط الملقاة حاليا على كاهل القوات الأمريكية في الميدان، تلك الضغوط التي تزيد من العبء الذي يتحمله المواطنون الأمريكيون أنفسهم على كواهلهم.
تضليل وتملق
وبعد استعراض تلك التصريحات يخلص (ألكسندر كوكبرن) للقول إنه لا يوجد تقريبا أي اختلاف بين موقفي (بوش) و (كيري) حول الحرب في العراق، ما عدا أن المرشح الديموقراطي كما يرى الكاتب كان بوسعه أن يضلل الأمريكيين بشكل أكثر كفاءة، وأن يتملق الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلنطي بصورة أكبر حتى يحمل كل منهما على تقديم الدعم لهذه الحرب!.
ثم يلفت (كوكبرن) الانتباه إلى أن مسألة السعي لكسب مزيد من الدعم الخارجي لأمريكا في العراق كان ذاته الموقف الذي اتخذه قبل شهور (هوارد دين) المرشح الديموقراطي في الانتخابات التمهيدية داخل الحزب.
وهكذا كما يقول الكاتب فإن المرء يمكن أن يرى أن الرئيس الأمريكي لم يتخذ حيال الملف العراقي موقفا يختلف كثيرا عن مواقف قيادات الحزب الديمقراطي، حيث يشير (كوكبرن) في هذا الصدد إلى أن موقف (بوش) في هذا الصدد غير بعيد عن موقف (آل جور) منافسه الديموقراطي في انتخابات عام 2000 الذي كان ينادي بشن الحرب على (صدام حسين) منذ عام 1999 بدعم من (المحافظين الجدد) الذين سارعوا فيما بعد ووقفوا خلف (بوش) ، كما أنه حسبما يضيف الكاتب لا يختلف أيضا عن موقف (كيري) الذي أعلن مؤخرا أنه يتبنى وجهة نظر مماثلة حول قضية الحرب على العراق مع بعض الاختلافات في التفاصيل وليس الجوهر.
ولذا فإن (كوكبرن) يؤكد أن كل هذه العوامل تشير إلى أن تصويت المعارضين للحرب لصالح (كيري) لن يعدو سوى أمر لا طائل من ورائه، في ضوء دعم هذا الرجل الجلي والواضح للحرب وموقفه الذي يتماثل مع موقف بوش إزائها.
تدهور الطبقة العاملة
موضوع آخر يتناوله الكاتب في مقاله ألا وهو الخاص بموقف (كيري) إزاء الطبقة العاملة في الولايات المتحدة، حيث يوضح أن المرشح الديموقراطي ليس لديه ما يقدمه للمنتمين لهذه الطبقة التي تعاني حاليا من الانقسامات والتشرذم مما أدى إلى تقليص نفوذها ودورها بشكل كبير على الساحة السياسية في البلاد.
ويقارن (كوكبرن) هذا الوضع بما كان عليه الحال عام 1992 خلال الفترة التي سبقت وصول الرئيس السابق (كلينتون) إلى البيت الأبيض، موضحا أن دور الطبقة العاملة في ذلك الوقت كان أكثر فاعلية، مما دفع (كلينتون) إلى أن يقطع العديد من التعهدات على نفسه لكسب أصوات هذه الشريحة المهمة من المجتمع وذلك بصرف النظر عما إذا كانت هذه التعهدات قد وجدت طريقها للتطبيق أم لا.
ويحذر الكاتب في نهاية مقاله من أن استمرار هذا الحال يعني أن الطبقة العاملة في أمريكا ينتظرها مستقبل قاتم وذلك ما لم تتغير قوانين العمل في الولايات المتحدة، ويضيف أن هذه المشكلة المتفاقمة تترافق مع تجاهل مرشح رئاسي مثل (كيري) لمطالب هذا القطاع من الأمريكيين واهتمامه فقط برجال المال والبورصة ويوضح أن الخطط التي أعلن هذا الرجل عن أنه يعتزم تطبيقها على الصعيد الاقتصادي حال فوزه بالانتخابات تشير إلى أنه لن يحفل كثيرا بالبرامج الخاصة بتوفير مزيد من فرص العمل في البلاد التي باتت تعاني من مشكلة تدهور أوضاع الطبقة العاملة فيها بشكل ربما لم يحدث منذ أواخر الستينيات من القرن الماضي، وهي المشكلة التي يختتم (كوكبرن) المقال بالتأكيد على أن (كيري) لن يقوم بأي شيء لمواجهتها.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|