|
نعم لصحف جديدة..!
|
في ظلّ السماح للصحف العربية اليومية بالطباعة في المملكة؛ وبالتالي توزيعها على امتداد أراضينا بالتزامن مع الصحف اليومية السعودية..
ولأن وزارة الثقافة والإعلام لا تمانع بأن تتحول الطبعة السعودية من هذه الصحف غير السعودية إلى صحافة تحاكي وتنافس الصحف السعودية على الخبر المحليّ والرأي المحليّ، وأن تنشر ما يساعدها على النمو في التوزيع..
أقول في ظل هذه المعطيات والحقائق وما هو معروف لكم ولي: لماذا لا نسمح بالترخيص لصحف يومية سعودية جديدة تكون هي الأخرى قادرة على المنافسة طالما أن السوق قادرة على استيعاب المزيد من الإصدارات اليومية؟.
***
السوق السعودي كبير وواسع اقتصادياً وإعلانياً، ويتنامى بشكل لافت وقويّ وسريع..
ونسبة نمو السكان في المملكة تعدّ ضمن النسب العالية على مستوى العالم..
والعولمة القادمة بقوة لا تترك لنا كثير خيارات للتضييق على من لديه أفكار ومشاريع إعلامية لا ضرر من تشجيعها بفتح المجال أمامها..
كما أن وجود ملايين القراء الذين يبحثون عن صحافة تلبي رغباتهم ، يجب أن يشجعنا على التفكير الجاد في فتح المجال أمام إصدارات يومية جديدة خارج المؤسسات الصحفية القائمة.
***
الخطأ الكبير في نظري أن نسمح للصحافة العربية بأن تتمتع بامتيازات الصحف المحلية، ولا نمنعها من نشر ما اعتادت الصحف المحلية أن تتجنب نشره على امتداد تاريخها؛ فنضع الصحف السعودية بذلك في منافسة ظالمة معها أحيانا وربما غير متكافئة أحياناً أخرى..
فيما أن مثل هذا الحظر يزول حين تتاح الفرصة لصحف سعودية جديدة بالصدور، ضمن الضوابط الضرورية التي ينبغي أن تطبق عليها وعلى الصحف غير السعودية، وبالقدر الذي لا نلمس فيه أي فوارق كما هو الحال الآن في سياسات النشر بين هذه وتلك.
***
وما هو أهمّ، أن الحجر على إصدار المزيد من الصحف لا أجد له ما يبرره، وبخاصة أن الصحف الجديدة سوف تخضع للرقابة، شأنها في ذلك شأن الصحف الحالية، سعودية كانت أوغير سعودية..
لأن التوسع في فتح المجال للمنافسة هو إثراء للصحف القائمة، وخطوة سوف تقودها إلى تطوير مستوياتها، في ظل زيادة الخيارات أمام القراء إن ووفق عليها بين صحف جديدة وتلك التي مضى على صدورها عشرات السنين.
***
ونعلم جميعاً أن كلّ من سيصدر أو يفكر في إصدار صحيفة، فهو مَن سيتحمل تبعات فشلها وهو من سيستفيد ويفيد من نجاحاتها..
وهو لا غيره مَن سيخسر ماله وجهده إن لم يقدم عملاً صحفياً مهنياً ناضجاً؛ لأن الدولة لا تعين المؤسسات الصحفية القائمة مالياً، ولا تساعدها في أجور النقل، والصحف لمَن لا يعرف تعتمد في نشاطها ونجاحها على التوزيع والإعلان.
***
السوق السعودي سوق اقتصادي جاذب، وكلّ القنوات الفضائية تضبط أوقاتها على المملكة؛ لأنها مصدر إعلاناتها، ومن يروّج برامجها هو هذا البلد وليس غيره..
وهذا ما لفت أنظار أصحاب الصحف العربية فتسابقت صحفهم فيما بينها لأخذ الفرصة للطباعة بالمملكة والتوزيع اليومي المبكر فيها، بأمل الحصول على حصة مناسبة من حجم الإعلان الكبير في أسواقها.
***
أخلص من هذا إلى أن الفرصة أصبحت مواتية للتخلص من سياسة التحفظ على فكرة إعطاء الفرصة لمن يرغب في إصدار صحيفة يومية أو مجلة أسبوعية أو أيّ إصدار شهري أو دوري..
وقد يكون من المناسب الحدّ من إصدارات الوزارات والجهات الحكومية لبعض المجلات التي تتسم بالضعف وقلة الخبرة، وبعدها فيما تنشره عن اهتمام القراء وعن نشاطات الجهة التي تصدر عنها.
***
لعل الأستاذ إياد مدني وزير الثقافة والإعلام يعطي من وقته وجهده لهذه الفكرة الحجم الذي تستحقه ليأخذ بذلك قراراً مناسباً مؤيدا بما يتوصل إليه مع أركان وزارته، سواء أكان هذا القرار مع أو ضدّ ما ننادي به وندعو إليه..
والمهم أولاً وأخيراً أن يكون هناك نظام ولوائح وقواعد تضبط مثل هذا التوجه إن كتب له أن يأخذ طريقه إلى التنفيذ، حتى لا نجد أنفسنا ذات يوم أمام ركام من الصحف التي لا تقرأ أو تلك التي تسيء إلينا فضلاً عن تلك التي قد لا تفيدنا بشيء.
خالد المالك
|
|
|
بوسي (الطفلة المعجزة) بعد نجاتها من الموت: الحياة لا تستحق كل هذا اللهاث!
|
* القاهرة لقاء: خالد فؤاد
(لن تقف الفنانة بوسي أمام الكاميرا مرة أخرى، فهي لم تعد صالحة للتمثيل بعد أن تشوَّه وجهها تماماً بسبب حادث السيارة المروّع الذي تعرضت له في المغرب مؤخراً!).
هذه الشائعة ما زالت تتردد بقوة في الوسط الفني القاهري، عشية الحادث الذي وقع للنجمتين بوسي وليلى علوي أثناء حضورهما مهرجان تطوان السينمائي الدولي قبل فترة قصيرة، وعادت ليلى علوي في غضون يومين إلى القاهرة، لكن حالة بوسي الحرجة أرغمت الأطباء على إبقائها للعلاج في مستشفى مغربي، بناءً على أوامر العاهل المغربي محمد السادس، حيث أجريت لبوسي جراحة عاجلة بعدما تبيَّن للأطباء أنها مصابة بجروح قطعية في الوجه وكسور في اليد والقدم اليسرى، ومكثت النجمة فترة في مستشفى الشيخ زايد بالرباط، ثم عادت إلى القاهرة لتطاردها شائعات (التشوّه) والاعتزال!
فما هي حقيقة ما حدث لبوسي، وهل هي في سبيلها للاعتزال نهائياً بعدما قضى الحادث على مستقبلها كما يقول البعض؟
لقطع الشك باليقين قمنا بالاتصال بنجمتنا الجميلة بوسي لتحديد موعد معها والتعرُّف منها على حقيقة ما يُقال ويُردد، وكنا نتوقع عدم موافقتها على إجراء مثل هذا الحوار في ظل الظروف التي عانتها وعدم استعدادها للحديث في الوقت الراهن، إلا أن المفاجأة تمثَّلت في موافقتها السريعة، والمفاجأة أيضاً كانت في تحديد الموعد بداخل الاستوديوهات في أول يوم لبدء تصوير المسلسل الجديد (حب بعد المداولة) تأليف منى نور الدين وإخراج تيسير عبود ويشاركها بطولته مصطفى فهمي وخالد زكي، بعد أن سمح لها الأطباء بالعودة لممارسة نشاطها الفني نظراً لتحسن صحتها.
وفي الموعد المحدد توجهنا لها ورحنا نراقبها عن بعد وهي تشارك أسرة العمل تقطيع (تورتة) الاحتفال ببدء التصوير لنكتشف أن وجهها لا تبدو عليه أشياء واضحة من جراء الحادث سوى رتوش بسيطة أسفل الذقن لا تكاد تظهر بوضوح إلا لمن يدقَِّق النظر، ودون هذا راحت ضحكتها الجميلة تملأ المكان ومداعباتها (وقفشاتها) التي اعتدناها مع بداية أي عمل جديد كما هي.. وبعد الاحتفال بتقطيع التورتة أعطى المخرج الجميع راحة حتى بناء ديكورات المشهد الأول فتوجهنا مع نجمتنا الرقيقة لغرفتها الخاصة في البلاتوه وبدأنا حوارنا معها عن تفاصيل حادث المغرب وتاريخها الفني.. وفيما يلي نص الحوار:
***
حادث السيارة
* كيف وقع الحادث؟
كل ما أستطيع قوله إنني وزملائي شاهدنا الموت بأعيننا وكل من شاهدوا السيارة وهي تنقلب عدة مرات في الهواء من المستحيل أن يصدق أن من كانوا بداخلها من الممكن أن يخرجوا منها على قيد الحياة. فالوفد المصري ظل في حالة ذهول غير مصدقين أننا ما زلنا أحياء وأنا نفسي نطقت الشهادة فلم يكن يفصل بيننا وبين الموت سوى خيط رفيع جداً.
* ولكن ما هي الأسباب التي أدت لمضاعفة إصابتك أنت بالذات؟
لأن السيارة بعد انقلابها عدة مرات استقرت على جانبها الأيسر وهو الجانب الذي كنت أجلس فيه في الخلف وراء السفير المصري أشرف زعزع الذي كان يقود السيارة، ولهذا فإن إصابتي وإصابته كانتا الأصعب فما حدث كان شيئاً خيالياً ولو جاء ضمن أحداث فيلم سينمائي من أفلامنا لاعتبرها الجمهور (خدعة) من العيار الثقيل!
* كل إنسان منا حينما يتعرض لمثل هذه المواقف العصيبة مؤكد يقوم بإعادة حساباته في أمور عديدة.. هل فعلت بوسي هذا؟
مؤكد فلم أواجه طيلة حياتي أي موقف مشابه من قبل وشعرت أن الحياة من الممكن أن تنتهي في أي لحظة ومن ثمَّ لا تستحق كل هذه الصراعات التي نعيشها ولهاثنا الدائم خلف أشياء زائلة.
شائعة الاعتزال
* يقودنا هذا لسؤالك عن حقيقة ما تردد عن استعدادك لاعتزال الفن بعد وقوع الحادث؟
أنا أعرف تماماً أن هذا السؤال كان أحد الأسئلة التي ستوجهونها لي ولهذا حددت موعد اللقاء بداخل الأستوديو لتشاهدوا بأعينكم وتدركوا أن كل ما قيل وتردد ليس أكثر من شائعات لا أساس لها من الصحة.
* إذاً ما هو السر وراء الزيارات المتكررة من قبل فنانات معتزلات لك بعد وقوع الحادث؟
أنا لا أستطيع أن استوعب معنى مصطلح (فنانات معتزلات).. فهن زميلات وأخوات ومن بينهن شقيقتي نورا التي اعتزلت من سنوات. نحن نتزاور ونتناقش ونتحدث دون التدخل في خصوصيات بعضنا البعض، فهن يترددن عليّ ويقمن بزيارتي من أعوام بعيدة، أي ليس من اليوم ومن الطبيعي جداً أن ينزعجن من أجلي بعد الحادث ويحضرن للاطمئنان على صحتي بعد أن نجوت من الموت بمعجزة إلهية.
اعتزال نورا
* نفهم من كلامك أن اعتزال شقيقتك (نورا) لم يكن له أي تأثير عليك؟
المحجبات في حياتنا كثيرات وتأثير (نورا) عليّ مثل تأثيرهن جميعاً فأنا إنسانة شديدة الإيمان بالله، وعلاقتي بالله علاقة خاصة جداً. فأنا أصلي وأصوم، وأديت العمرة أكثر من مرة، وأديت فريضة الحج مرتين وهذه أشياء جميلة في حياتي وأرى أن حياتنا أقدار.. وهناك أشياء كثيرة كالزواج والإنجاب والأرزاق فكل شيء في حياتنا قدر ومن هنا قد يأتي يوم وأعتزل وأتفرغ لبناتي وحياتي الخاصة ولكن متى؟.. لا أعرف فهذا شيء علمه عند الله وحده.
* نجمتنا الرقيقة بوسي.. الكثير من النساء يرفضن تماماً الحديث عن أعمارهن الحقيقية وتواريخ ميلادهن.. فهل أنت من هذا النوع؟
الحقيقة دائماً واضحة ولا يمكن إخفاؤها، فالجمهور يعرف مواعيد إنتاج الأفلام وتواريخ ظهور كل فنان وحينما يتذكرونني بلا شك سيدركون متى بدأت، ومن هنا فأنا لا أخدع نفسي أو أكذب أبداً وأتحدث بكل ثقة أنني من مواليد 26 نوفمبر 1953م.
طفولة ونشأة
* نحسدك بشدة على شجاعتك ويقودنا هذا للحديث عن طفولتك ونشأتك ودراستك؟
نشأت بداخل أسرة هادئة مستقرة في حي شبرا العريق بالقاهرة، وتلقيت دراستي في المراحل الأولى بمدارسه قبل الانتقال لمصر الجديدة، وحصلت على بكالوريوس تجارة جامعة عين شمس، وأضيف لسؤالكم أن اسمي الحقيقي ليس بوسي وإنما (سيرفيناز مصطفى قدري) وشقيقتي نورا اسمها الحقيقي (قدرية مصطفى قدري) أما شقيقتنا الثالثة (هدى) فلم تعمل بالفن ولم تغيِّر اسمها.
* ومن الذي اكتشف موهبتك واختار لك اسم (بوسي)؟
(بوسي) كان هو اسم (الدلع) الذي اختارته لي والدتي وبدأت أنا ونورا مشوارنا ونحن طفلتان دون العاشرة في برنامج (جنة الأطفال) بالتليفزيون، وكان جارنا هو المخرج والشاعر عبد الرحمن الخميسي الذي يعود له الفضل في اكتشاف العديد من النجوم والنجمات لعل من أبرزهن الراحلة سعاد حسني وكان له دور كبير في بداية مشوارنا الفني أنا ونورا فعملت معه في العديد من الأفلام وأنا طفلة.
الطفلة المعجزة
* وما هي أبرز هذه الأفلام التي شاركت فيها في مرحلة الطفولة؟
هناك أفلام عديدة أذكر منها أول فيلم لي (عودي يا أمي) وكان دوري ابنة نادية لطفي وشكري سرحان و(الليالي الدافئة) مع صباح وعماد حمدي إخراج حسن رمزي وكان عمري فيه تسعة أعوام وهو إنتاج عام 1962 وفي نفس العام اختارني الرائد حسن حلمي المهندس للمشاركة في فيلم (هذا الرجل أحبه) مع ماجدة ويحيى شاهين، وفي العام التالي 1963 عملت في فيلم (نار في صدري) مع مريم فخر الدين وأحمد مظهر ومحمود المليجي إخراج حسن رضا، كما ظهرت أنا ونورا في بعض المسرحيات مثل (لوكاندة الفردوس) مع أمين الهنيدي وعبد المنعم مدبولي ونجوى سالم وكذلك مسلسلات أطفال عديدة مثل (لوزة وبندق) ومسرحية (الحذاء الأحمر) وغيرهما، وكانوا يسموني (الطفلة المعجزة).
* ومتى تعرَّف الجمهور عليك وأنت شابة جميلة؟
كان أول ظهور لي في أولى مراحل الشباب تحديداً في سن المراهقة، في فيلم (شيء من الخوف) مع شادية ومحمود مرسي ويحيى شاهين.. ولم أظهر سوى في خمسة مشاهد فقط إلا أن أدائي لفت أنظار الكثير من المخرجين، فعملت في مسلسلات تليفزيونية عديدة لعل أبرزها المسلسل الضخم (القاهرة والناس) إلا أن بدايتي الحقيقية بالسينما كانت في فيلم (بلا رحمة) عام 1971 إخراج نيازي مصطفى مع فريد شوقي وسهير المرشدي وتوفيق الدقن، وفتح هذا الفيلم أمامي أبواب البطولات المطلقة، فقدمت العديد من الأفلام المهمة والناجحة والتي أعتز بها بشدة.
أفلام السبعينات
* حقبة السبعينات كانت بالنسبة لك مثمرة للغاية سينمائياً وقدمت فيها عشرات الأفلام.. حدثينا عن أهم وأبرز هذه الأفلام؟
رغم أنكم تعودون بي لأعوام عديدة مضت وأنا معروف عني النظر فقط لليوم أو الغد فهناك أفلام تمثِّل بصمات مهمة أعتز بها، وأذكر منها (العمالقة) مع أحمد رمزي وناهد شريف، و(العاشقة) مع عمر خورشيد ونيللي، و(أونكل زيزو حبيبي) مع محمد صبحي، و(العملية 42) مع محمود ياسين، و(بلاغ ضد امرأة) مع محمود ياسين ومحمد صبحي، و(دموع في ليلة الزفاف) مع فريد شوقي وعمر خورشيد، و(إعدام ميت) و(الجينتل) مع محمود عبد العزيز، و(الشيطان يغني) مع فاروق الفيشاوي ومحمود ياسين، و(فتوة الناس الغلابة) مع فريد شوقي وسمير صبري، و(ابن الجبل) مع سمير صبري، و(الجوازة دي مش لازم تتم) مع حسين فهمي، و(الأستاذ يعرف أكثر) مع فاروق الفيشاوي، و(فتوة الجبل) مع فريد شوقي والفيشاوي. وقدمت أيضاً مع الفيشاوي فيلم (نأسف لهذا الخطأ)، ومع فريد شوقي (وحوش الميناء)، حيث كونت مع الفيشاوي (دويتو) ناجحاً في حقبة السبعينات وقدمنا العديد من الأفلام وقتها فهناك (مرزوقة) في عام 1983 و(استغاثة من العالم الآخر) عام 1985 وهذا الفيلم من الأفلام التي أعتز بها بشدة بالإضافة لفيلم (تصريح بالقتل) الذي قدمته مع محمود ياسين، و(بنات حارتنا) مع إلهام شاهين ودلال عبد العزيز. وبالطبع هناك سلسلة الأفلام التي قدمتها مع زوجي (نور) ابتداء ب (ألو أنا القطة) و(الضحايا) و(قطة على نار) و(لعبة الانتقام) ومروراً ب(حبيبي دائماً) و(كروانة) و(آخر الرجال المحترمين) و(فتوات بولاق) و(زمن حاتم زهران) و(الزمار) و(الحكم آخر الجلسة) حتى آخر أفلامنا (العاشقان) الذي حصلت فيه على جائزة أحسن ممثلة من مهرجان الإسكندرية عن دوري فيه، وغير هذا من الأفلام سواء التي قدمتها مع نور الشريف أو غيره من الفنانين الآخرين.
زوجي يستفزني!
* قدمت مع نور الشريف عدداً كبيراً من الأفلام السينمائية الناجحة ولكن لم نشاهدكما معاً في أي عمل تليفزيوني رغم تعدد مسلسلاته هو مع ممثلات أخريات وكذلك الأمر بالنسبة لك فما السبب؟
هذا السؤال واجهته كثيراً، وكذلك واجهه هو والحقيقة أنه رغم عشرات المسلسلات التي قدمتها معظم الأدوار الرجالية لم تكن تتناسب معه والعكس صحيح بالنسبة له.
* وهل تحرصين على مشاهدة أعماله التليفزيونية الأخيرة وإبداء رأيك فيها؟
بالطبع، بل أكون أكبر ناقد له.
* وما هو أكثر مسلسل قدمه واستفزك بشدة؟
(عائلة الحاج متولي) لقد أوصلني لأعلى معدلات الغيظ والاستفزاز.
* لماذا؟
لأنني كعادتي لم أسأله عن دوره في أي مسلسل وأفضل مشاهدة العمل دون أن أعرف أي شيء عنه، ولم أكن أتخيل أن يقدِّم عملاً كهذا (ويليق فيه) ويثير كل هذه الضجة.
* نشعر أنه أثار غيرتك كزوجة وجدت زوجها يتزوج بأخريات كثيرات عليها.. بصدق شديد ماذا تفعلين إذا كان الأمر حقيقياً؟
(ضاحكة): كنت أقتله!
* قدمت خلال مشوارك عشرات المسلسلات ما هي أقربها لقلبك؟
أعتز كثيراً بمسلسلي (جواري بلا قيود) و(خالتي صفية والدير) فقد أحدثا انقلاباً شديداً وقت عرضهما كما أعتز بمسلسل (المجهول) مع المخرجة رباب حسين وكذلك (أيام المنيرة) مع محمود ياسين وغيرها من المسلسلات المهمة أذكر منها (شمس منتصف الليل) و(رجال في العاصفة) و(ذنوب الأبرياء) و(أحلام هند الخشاب) و(طائر في العنق) وحلقات (ألف ليلة وليلة) التي قدمت فيها شخصية (شهر زاد) برؤية جديدة ومختلفة وأعتز كثيراً بمسلسل (اللقاء الثاني) مع محمود ياسين الذي أحدث انقلاباً جماهيرياً كبيراً عند عرضه في مطلع التسعينات، وبالطبع لا يمكن أن أنسى أول مسلسل لي وهو (القاهرة والناس) في الستينات كبداية معرفة الجمهور بي.
* ننتقل إذاً لمحطة المسرح وأهم العروض التي تعتزين وتحتفظين بها في مكتبتك الخاصة؟
علاقتي بالمسرح قديمة جداً سبقت السينما والتليفزيون، فعندما أنشأ الدكتور عبد القادر حاتم مسرح التليفزيون وأنا طفلة عملت في مسرحية (ذات الحذاء الأحمر) وبعد ذلك عملت مع أمين الهنيدي في مسرحية (لوكاندة الفردوس) كإحدى بناته وتوقف نشاطي المسرحي بعد زواجي من نور الشريف لمدة عامين تقريباً، وعملت بعد ذلك مع الثنائي سمير وجورج في عرض (روميو وجوليت)، ثم عملت في فرقة الريحاني مسرحيتين (جوازة بمليون جنيه) و(فرقة علي بمبا) وأيامها كان نور يسافر كثيراً بمفرده لأنني كنت مرتبطة بالمسرح فأحسست أن المسرح حرمني من الانطلاق والسفر فتوقفت لفترة طويلة، ثم كانت عودتي في عام 1989 فقدمت (حالة طوارئ) إخراج السيد راضي، ثم مسرحية (روحية اتخطفت) مع المهندس وشويكار وغيرها من العروض مثل (دلع الهوانم) و(عالم قطط) و(لأ بلاش كدة) و(أزعرينا) ورغم كل هذا لم أقدم مع نور الشريف سوى عرض مسرحي واحد هو (كنت فين يا علي) في مطلع التسعينات.
* آخر عرض مسرحي لك (عيد الميلاد) أحدث انقلاباً فنياً.. حدثينا عن هذه التجربة؟
إنها تجربة رائعة فلأول مرة كنت أقف على خشبة مسرح الهناجر وتقديم عرض من المسرح العالمي تأليف نوماس برنهارت واستمتعت بإخراج محسن حلمي لهذه التجربة التي كانت تجربة مثيرة وجميلة وتعد من أصعب التجارب التي قدمتها ولم أكن أتوقع لها كل هذا النجاح الذي حققته.
صغيرة على الحب
* في حياة كل منا يوم أو عدة أيام محببة إلى قلبه فما هو أهم يوم في حياتك؟
هو يوم 22 أغسطس عام 1972 ففي هذا اليوم جلست أمام المأذون وسألني: هل تقبلين محمد جابر زوجاً؟ فهززت رأسي بالإيجاب وكنت أود أن أصرخ وأقول.. موافقة جداً.. ومحمد جابر هو الاسم الحقيقي لنور الشريف.. زوجي ورفيق عمري ومشواري وأبو بنتي (سارة) و(مي)، فمن الممكن أن أنسى كل شيء إلا ذكريات حبي لنور الشريف.
* ومتى بدأت قصة حبك له؟
أحببته بكل أحاسيسي ومشاعري وأنا في الصف الثالث الإعدادي وعمري لا يتخطى 15 عاماً وكنت لا أستطيع أن أبوح بحبي لأحد لأنني كنت صغيرة ولكنني كنت جريئة أيضاً وحينما لمست أمي التغيّرات التي طرأت عليّ وكثرة سرحاني واجهتني فصارحتها فقالت إنك (صغيرة على الحب)!
* في حديث سابق أجرته (مجلة الجزيرة) مع نور الشريف في نفس هذا الباب أكَّد لنا أن حبكما واجه صعوبات عديدة.. حدثينا عنها؟
نعم فعندما صارحت أمي رفضت ووقفت ضد هذا الحب، وكذلك رفض والدي أيضاً بسبب دراستي، وأمام إصراري على التمسك به تمت خطبتي له في يوم ذكرى ميلادي (26 نوفمبر) ثم تزوجنا في السنة التالية يوم 22 أغسطس وحصلت على شهادتي الجامعية وأنا متزوجة وكان زملائي ينادونني (يا مدام)!
* نعرف أن نور الشريف نشأ في حي شعبي هل كان هذا أحد أسباب رفض والديك له مثلاً.. أم ما هي أسباب الرفض الحقيقية؟
ربما كان أحد العوامل. فكل أب وأم يرغبان أن يزوجا بناتهما لأفضل الرجال، إلا أن أكثر الأشياء التي كانت تقلق والدي هي زواجي من ممثل، لأن حياتي كما قال لي ستظل عرضة للتقلبات وعدم الاستقرار، وأمام تمسكي بنور وقفت والدتي بجانبي لإتمام الزواج، وأيضاً تدخل المخرج عادل صادق والصحفي عبد العاطي حامد وقفا الاثنان إلى جانبنا بشكل لا ينسى.
* بعد مرور 33 عاماً على زواجكما (ونمسك الخشب) كيف تقيّمين تجربتك مع نور؟
هو إنسان لذيذ جداً في كل شيء فمن البداية لم يخلف وعوده معي فلم يمنعني من استكمال دراستي ولم يقف ضد مسيرتي الفنية، كما أنه كزوج ليس مزعجاً في الحياة أو من الرجال الذين لهم طلبات كثيرة في المنزل، وبالتالي ساعدني على تحمل المسؤولية فضلاً عن وجود (ماما) في حياتي حتى بعد أن أنجبت (سارة ومي) كانت والدتي تساعدني في تربية البنتين فلم تكن لدى أي مشكلة لأنها كانت تأتي معي في شغلي منذ أن كنت طفلة وحتى بعد أن تزوجت ولم تجلس في البيت إلا بعد أن أنجبت فأحسد نفسي على أن وهبني الله أماً مثلها فكنا نتعامل كصديقتين وهو نفس الأسلوب الذي أتبعه مع بنتي حالياً.
* وإلى أي مدى نجحت كزوجة وأم وست بيت؟
أنا شخصياً أعتبر أن المطبخ أو غيره لا يعني (ست بيت) وأرى أن ست البيت الناجحة هي التي تعرف كيف تربي أولادها وتدير بيتها وتوفر طلبات زوجها وكيف تستقبل ضيوفها وتعد سفرة الطعام، أما أن أكون طباخة ماهرة فهذا ليس مهماً بقدر أهمية الأشياء السابقة، وليس معنى هذا أنني سعيدة لأنني لست طباخة ماهرة فبصدق أنا كنت أتمنى هذا وهذا اعتراف أبوح به لكم ولكن للأسف المطبخ لم يكن من هواياتي والحمد لله أن نور لم يكن مزعجاً في هذا الإطار.
شباب على طول
* أنت ونور من الزيجات الفنية القليلة الناجحة.. فما السبب؟
الزواج عموماً ليس له علاقة بالمهنة وأنا لا أحب كلمة (زواج الفنانين) والأصح هو زواج (البني آدمين) ونجاح أي علاقة سواء من داخل الفن أو خارجه مرتبطة بمعدن الطرفين.
* بعد مشوار طويل من الفن والنجومية هل حققت بوسي ما تتمناه؟
بقدر ما أعطيت الفن أعطاني ولا أستطيع القول إنني ضحيت في الفن فكان لدي أشياء أخرى مهمة في حياتي مثل بنتي وزوجي.
* وهل أمومة الفنانة تستحق منها التنازل عن بعض النجومية؟
بالطبع لا ولا تساوي النجومية شيئاً بدون الشعور بالأمومة مثلما فعلت كثيرات من النجمات ففي النهاية أنا أحب الفن وأحب طبيعتي كإنسانة وكنت أعلم أنه سيأتي الوقت الذي ستزول فيه النجومية والشهرة، ولن يبقى لي إلا بيتي وزوجي وبنتاي.
* رزقت بفتاتين.. ألم تحلمي بإنجاب ولد؟!
ربنا يبارك فيهما.
* الكثيرات يحسدنك على جمالك المتجدد ورشاقتك الدائمة فما رأيك؟
ما أنا فيه نعمة كبيرة من الله.. فالإنسان حينما يحمل في نفسه أي شيء يكبر بسرعة ويظهر عليه العمر.. ممكن تجد بنتاً عمرها 20 عاماً وتشعر أنها (ست عجوزة) ربما من كثرة التفكير في الغد أو الحقد على الناس أو الهموم أو غير هذا.. لكنني أدرك أن الله يدير لنا أمورنا القدرية دون أن يكون لنا يد في ذلك.
* نفهم من هذا أن أنامل خبراء (الماكياج) أو مشارط أطباء التجميل لم تتدخل في إبقاء وجهك على جماله؟
صدقوني هذا لم يحدث، فجمالي طبيعي ولم ألجأ أبداً لعمليات التجميل، فالحمد لله التجاعيد لم تزحف لوجهي لأنني أعيش حياة سعيدة ومعتدلة وأعتني بنفسي وببشرتي ولا أحب السهر وأفضل النوم مبكراً، كما أنني لا أتعاطى الكحوليات أبداً والحمد لله تخلصت من عادة التدخين كما أن الأيام التي أكون فيها بعيدة عن البلاتوه لا أضع مساحيق التجميل على وجهي.
* وما سر الرشاقة الدائمة إذاً؟
أنا بطبيعتي لست أكولة وأحرص دائماً على تنظيم طعامي وأكلاتي بنفسي.
* وما هي رياضتك المفضلة؟
(الإيروبك).
* نشاهدك في معظم المهرجانات تقريباً.. هل تعشقين المهرجانات أم هي التي تعشقك؟
الاثنان، ولكن الحقيقة أنني أحب دائماً أن أعرف الجديد في السينما سواء العربية أو العالمية ولذلك أحرص على الحضور قدر استطاعتي في المهرجانات لأنها دائماً تجعلني على معرفة جيدة بكل حديث في هذا المجال.
* تم انتخابك كرئيسة ل(جمعية حقوق الإنسان) حدثينا عن أنشطة هذه الجمعية وأهدافها؟
هي جمعية أهلية تقوم على تقديم الخدمات الأساسية للناس والأفراد سواء المسنين أو المعاقين أو الشباب ومحاولة توفير الحياة الكريمة لمن يمرون بظروف قاسية أو يعانون أياماً صعبة.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|