|
بين الإفراط والتفريط!
|
يبوح المرء أحياناً وعلى غير عادته بما لديه من أسرار إلى أقرب الناس إليه، ملغياً بذلك مبدأ السرية أو التحفظ التي تسود عادة العلاقات بين الناس..
يريد في هذا أن يتعرف على وجهة نظر من يتحدث إليه، أو أن يستمع إلى رأي سديد منه، أو مشورة ربما تفيده، أو مشاركة وتبادل في الرأي حول قضية أو موضوع بهدف الاستئناس بالرأي الآخر.
***
المرء معذور أحياناً إن هو أحاط خصوصياته بشيء من الاحتفاظ بها لنفسه..
ومن الطبيعي عدم إفشاء المرء لأسراره في بعض الأحيان، أو تعريف الناس بها، أو نقلها إلى الآخرين دونما سبب يبرر لذلك.
***
لكن بعض الناس يموت على كنز كبير من الأسرار..
يخلف وراءه ألغازاً كثيرة، وأسراراً مهمة، وتساؤلات لا نهاية لها..
وخفايا لا يعلمها أحد بما في ذلك أقرب الناس إليه..
مع أن بعضها من المفيد أن يكون أهله وأصدقاؤه ومن هو قريب منه على علم بها، كل وما يخصه وبما يكون مفيداً أن يعلم به من هذه الأسرار.
***
الغالب الأعم، أن المرء يموت ولا يضمّن وصيته بكل ما لديه..
ولا يُعثر فيها بعد وفاته على ما يجيب على كثير من الأسئلة..
فتضيع بذلك حقوق، وتختفي مطالب، وتغيب معلومات مهمة..
ولهذا السبب كثيراً ما تدب الخلافات بين أقرب الناس من الورثة وذوي الصلة القريبة بمن فارق الحياة.
***
ما عنيته في إشارتي لهذا الموضوع، وفي إشاراتي إلى بعض ما يسود المجتمعات حول هذا الشأن..
أن كتم الأسرار ليس كله شراً، مثلما أنه ليس كله خيراً..
لهذا لابد من المواءمة، وتدبر الأمر، وأخذ النصيحة، والبحث عن المشورة المفيدة، وهذه لا تتحقق إلا بأن يفتح المرء في حياته صندوق أسراره أمام من يثق بسداد رأيه، وأمام من تتوافر فيه الأمانة والصدق والإخلاص.
***
صحيح أنه ليس كل ما لدى المرء يمكن أن يقال، وأنه ليس من المناسب أن يمكّن الغير من أن يتعرف دائماً عليه..
وصحيح أن أموراً تتطلب المصلحة الشخصية للإنسان عدم اطلاع غير صاحبها عليها، أو الإفصاح عنها في غير توقيتها المناسب..
لكن هناك أشياء ربما كان من المفيد إشراك الغير بالحديث عنها، والبوح ببعض التفاصيل عن أمور منها..
وهنا يمكن القول بأنه لابد أن يتدبر المرء شؤونه، ويفكر بما ينبغي أن يقوله لمن هو لصيق به ممن هو موضع ثقته وقناعته بسداد رأيه.
***
إن إبقاء المرء على أسراره محتفظاً بها في ذاكرته، بما في ذلك أسراره الثقافية والتاريخية، إنما يبقي بذلك على مشاكل وتساؤلات كثيرة تورث عنه لغيره لو أنه مات قبل أن يتحدث بها لمن يعنيه أمرها أو يهمه موضوعها..
ولهذا كان على الإنسان أن يوثق ما يراه ضرورياً قبل أن يداهمه الموت على حين غرة، إذ إن الموت يزورنا دون استئذان أو أخذ موافقة من أي منا..
والظاهرة التي أتحدث عنها لها استثناءات ولا شك، ومن يستثنون ممن لا يصنفون ضمن هؤلاء المفرطين في توثيق ما لديهم هم أولئك الذين يبوحون بأسرارهم لفئة من الناس، أو يوثقونها كتابة ويودعونها خزائنهم ليجدها من يعنيه أمرها بعد وفاة صاحبها واضحة ومفصلة وتجيب عن أي سؤال. وليت كل منا يتصرف كما تصرف مثل هؤلاء.
|
|
|
أصداء وردود أفعال إسلامية غاضبة تجاه الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم سعي من الجامعة العربية لاستصدار قرارات دولية تمنع ازدراء الأديان والمساس بها
|
كان صدى غضبة المسلمين تجاه الكاريكاتيرات المسيئة للنبي - صلى الله عليه وسلم - كبيراً وملحوظاً، حيث كان للمسلمين في جميع أنحاء العالم شرقاً وغرباً مواقفهم المستنكرة للفعل الآثم الذي أقدمت عليه الصحيفة الدنماركية وشاركتها فيه صحيفة نرويجية.
كل المسلمين شاركوا في الاستنكار والتنديد، لذا يصعب حصر كل ردود الأفعال التي أعقبت نشر الكاريكاتيرات المسيئة.
من هنا قصدنا الاكتفاء ببعض الإشارات هنا وهناك التي عكست جزءاً من غضبة المسلمين، ففي هذه الإشارات والمتابعات السريعة ما يعطي ملمحاً فقط عما اكتنف مشاعر المسلمين تجاه الحدث المسيء.
***
إدانة من جامعة الدول العربية
فقد أدانت جامعة الدول العربية بشدة مواصلة بعض الصحف الأوروبية حملة الإساءة للإسلام وللرسول الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - لأن هذه الحملة تشكل تحدياً في غاية الخطورة وتتطلب مواجهتها بحملة عربية وإسلامية سياسية واقتصادية وإعلامية وفكرية، مشيدة في الوقت نفسه بخطوة المملكة العربية السعودية لمواجهتها.
وقال السفير أحمد بن حلي الأمين العام المساعد للشؤون السياسية بالجامعة العربية في تصريح له إن الجامعة العربية وأمينها العام عمرو موسى يقوم حالياً بمشاورات مع الدول العربية ومع الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي للقيام بتحرك عربي وإسلامي في الأمم المتحدة وأجهزتها المعنية لاستصدار قرار يكون ملزما يؤكد احترام الأديان وعدم ازدرائها والتأكيد والنص الصريح في القرار على معاقبة الدول أو المؤسسات أو الأفراد الذين يسيئون إلى الإسلام أو شخص الرسول الكريم أو ازدراء الأديان الأخرى.
وذكر بن حلي أن هذا التحرك مهم ويندرج في إطار مسؤوليات الأمم المتحدة في ظل مشروعها للحوار بين الحضارات والأديان والثقافات واحترامها ومعاقبة من يسيء للأديان.
وحول مسألة تجدد الحملة في الدانمارك وبعض الدول الأوروبية للإساءة للرسول الكريم قال بن حلي إن ذلك موضوع في غاية الخطورة ويجب القيام بحملة سياسية وإعلامية واقتصادية لمقاطعة المنتجات الدنماركية والدول الأخرى التي تسيء للإسلام والرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم -، وذكر أن وزراء الخارجية العرب أصدروا بيانا في 29 ديسمبر الماضي يدين الإساءة للرسول كما صدر بيان عن القمة الإسلامية الأخيرة في مكة المكرمة حول هذا الشأن.
وأضاف مساعد الأمين العام بالجامعة العربية أن قرار وزراء الخارجية العرب يتضمن عدة إجراءات ضد الدول التي تسيء للإسلام، حيث يتم متابعته من لجنة حوار الحضارات بالجامعة العربية التي استقبلت عدداً من ممثلي الجاليات الإسلامية في الدنمارك .. مشيراً إلى أن الأمين العام للجامعة على اتصال وتنسيق مستمر مع رئيس منظمة المؤتمر الإسلامي الدكتور أكمل الدين إحسان اوغلو لتنسيق الموقف العربي الإسلامي لمواجهة هذه الحملة.
وأوضح أن موسى تلقى اتصالات من وزير خارجية الدنمارك حاول فيها التبرير والاعتذار بشكل لم يكن في المستوى المطلوب، لافتا إلى أن مجلس السفراء العرب في الدول الاسكندنافية سيقومون بمتابعة هذا الموضوع.
وأوضح بن حلي أن بعض الدول العربية وبناء على قرار وزراء الخارجية العرب الأخير قامت باتخاذ إجراءات ضد الدنمارك، مشيداً بموقف المملكة العربية السعودية والكويت في هذا المجال.
وذكر أن هناك بعض الدول العربية الأخرى أبلغت الجامعة العربية أنها بصدد اتخاذ قرارات عقابية ضد الدنمارك خاصة في المجال الاقتصادي واستدعاء سفراء الدنمارك لديها لتقديم احتجاجات على الإساءة للإسلام والرسول الكريم .. مؤكداً أن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى سيقدم تقريراً لوزراء الخارجية العرب في هذا الشأن، وذلك للقمة العربية القادمة للنظر في كيفية الرد على هذه الإساءة.
***
ردود أفعال كويتية
وفي الكويت أعلن عبد الله الطويل وزير التجارة والصناعة انه سينسق مع اتحاد الجمعيات التعاونية واتحاد تجار المواد الغذائية وغرفة التجارة والصناعة لرفع طلب بمقاطعة البضائع الدنماركية إلى مجلس الوزراء، فيما أعلنت جمعية السرة أنها قررت فعلا أن تكون أول جمعية تقاطع البضائع الدنماركية، وقد بدأت بذلك السبت الماضي ، وأوضحت وزارة الخارجية أنها استدعت السفير الدنماركي المحال لدى الكويت والمقيم في الرياض، وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية إن الكويت تعبر عن إدانتها واستنكارها الشديدين لما ورد في الصحيفة الدنماركية من إساءة بالغة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولاحظ المصدر أن هذه الإساءة تعبر عن أحد أشكال العنصرية البغيضة التي جرَّت الويلات على المجتمع الدولي بأسره، وأضاف أن الكويت ترفض بشدة هذه النهج العنصري، وأعلن المصدر أن الكويت باشرت على الفور في إجراءات استدعاء السفير الدنماركي المحال لديها والمقيم في الرياض، إذ ليس لدولة الكويت بعثة مقيمة لدى الدنمارك، وأكد المصدر أن الكويت أسهمت بدور فاعل في التحرك ضمن المجموعتين العربية والإسلامية للمطالبة بوضع حد لمثل تلك الإساءات العنصرية التي تتنافى وقيم ومثل شريعتها الإسلامية السمحة، التي دعوا دائماً إلى نبذ الأحقاد والتعصبات وإذكاء روح التسامح.
من جهة أخرى دعت الحركة الدستورية الإسلامية السلطتين التنفيذية والتشريعية إلى ممارسة واجبهما تجاه الدفاع عن مقام النبوة الشريف، وعن عقيدة الأمة ودينها ضد ما قامت به المؤسسات الإعلامية في الدنمارك من التهجم على الإسلام ورسوله، واعتبرت الحركة أن هذا الهجوم ينم عن كره عميق للدين الإسلامي وأهله، وشددت الحركة على أهمية اتخاذ إجراءات دبلوماسية واقتصادية صارمة ضد من يتبنى هذا الخط المنحرف، داعية الجميع إلى استخدام سلاح المقاطعة الاقتصادية حتى يكون من ذلك موقفا ورسالة قوية لمن يتجرأ على الإساءة لمشاعر المسلمين وعقيدتهم، وطالب النائب عبد الله راعي الفحماء الحكومة الدنماركية بالاعتذار إلى الأمتين العربية والإسلامية، ودعا حكومة بلاده إلى قطع العلاقات مع أي دولة تسيء إلى الإسلام وإلى الرسول - عليه الصلاة والسلام -، مطالبا بعقد جلسة خاصة في مجلس الأمة لقطع العلاقة مع الدنمارك التي لا تحترم المشاعر الدينية والإسلامية، كذلك طالب بأن تقاطع الحكومة المنتجات الدنماركية كخطوة أولى.
ودعا النائب عبد الله عكاش المواطنين في دول مجلس التعاون الخليجي إلى مقاطعة المنتجات الدنماركية والنرويجية، خصوصا ان ثمة الكثيرين من أبناء الخليج شرعوا بالمقاطعة، لافتا إلى أن التطاول على الرمز الإسلامي الكبير لن يذهب سدى، ونحن لن نقف مكتوفي الايدي تجاه هذه الفعلة النكراء.
كذلك دعا النائب محمد المطير الدول العربية والإسلامية إلى سحب سفرائها من الدنمارك ومقاطعة كل التعاملات التجارية والاقتصادية مع هذه الدولة.
ودعا النائب محمد الفجي الحكومة إلى اتخاذ قرارات ضد الدنمارك والنرويج بسبب إساءتهما إلى الرسول - عليه الصلاة والسلام -، وطالب الفجي البلدين بتقديم الاعتذار رسميا عما حدث ومعاقبة المتسببين، لافتا إلى أن ثمة وسائل ضغط عدة من ضمنها المقاطعة التجارية لكل المنتجات الدنماركية والنرويجية فضلا عن أهمية تفعيل الضغط الدبلوماسي.
وطالب النائب جاسم الكندري الحكومة الدنماركية بالتدخل الفوري، وإيقاف حملات التطاول والسخرية على الرسول - صلى الله عليه وسلم - واحترام الأديان الأخرى، وأضاف في حال استمرار تقاعس السلطات الدنماركية عن إيقاف تلك الإساءات والتذرع بحرية الصحافة وعدم الاعتذار الرسمي، فإن الحكومات العربية والإسلامية مطالبة بتجميد علاقاتها الدبلوماسية والسياسية التجارية مع أي دولة لا تحترم قيم وأركان الإسلام.
***
ردود الأفعال في فلسطين
وفي فلسطين توالت ردود الفعل الإسلامية على الرسوم الكاريكاتورية التي تسيء إلى شخص النبي - صلى الله عليه وسلم - والدين الإسلامي عامة، حيث استنكر قاضي قضاة فلسطين، الشيخ تيسير التميمي ما نشرته الصحيفة واعتبرته يمثل سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - قائلا: إن الدين الإسلامي الذي جاء به النبي محمد - عليه الصلاة والسلام - يتعرض لهجمة شرسة خلت من أدب الحوار في بعض الصحف النرويجية، مؤكداً أن النداءات التي أطلقها علماء الأمة الإسلامية لم تجد شيئا ولم تتمكن من إيقاف الاعتداءات على العقيدة الإسلامية والدين الإسلامي، كما طالب التميمي حكومة النرويج وهيئة الأمم وجميع المنظمات والمرجعيات الدينية في العالم أن تدين الفعل الإجرامي الذي ارتكبته إحدى الصحف الدنماركية بالإضافة إلى التدخل السريع من أجل إيقاف الهجمة المسعورة التي يتعرض لها الدين الإسلامي والمسلمين على وجه الخصوص، مشدداً على أن المساس برموز الإسلام ومقدساته يثير ويستفز المشاعر الإنسانية لدى المسلمين الذين لن يغضوا الطرف أبداً عن الطعن في دينهم وعقيدتهم التي فطروا عليها، مشيرا إلى أن الادعاءات التي تروج لها الصحف تهدف بشكل أساسي إلى قذف الكراهية والازدراء بين مختلف الأديان من خلال الخروج عن دائرة التعبير المباح إلى ساحة القذف والسب، لافتا إلى أنها تتنافى مع الشرائع الإلهية والمواثيق الدولية، كما أنها تتناقض مع أدب الحوار بين الحضارات والعقائد والأديان والثقافات، وعلى الصعيد ذاته عبرت دار الفتوى والبحوث الإسلامية عن غضبها وشجبها للإساءة لشخص الرسول الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - من خلال تجسيده في رسم كاريكاتيري، وقال الشيخ عبادة صبري مدير مكتب دار الفتوى بالقدس المحتلة، إن ما نشرته الصحيفة النرويجية يهدف إلى الإساءة إلى الدين الإسلامي والمسلمين جميعا، مضيفا أن مثل هذه الأعمال تشجع على التعصب والنزاع بين الأديان السماوية بما يتناقض مع كل القوانين والمواثيق والدولية والشريعة التي تحفظ احترام الأديان جميعها وعدم المساس بها بأي شكل من الأشكال، مشيراً إلى أن الحملة المسعورة على الدين الإسلامي ازداد خطرها في الآونة الأخيرة، حيث استطاعت الإساءة إلى سيد الخلق أجمعين الذي اصطفاه الله وفضله على العالمين بشيراً ونذيراً يخرج الناس من الظلمات إلى النور، وطالب جميع المرجعيات المعنية بالتصدي لهذه الهجمة وإيقافها، وشدد على ضرورة أن تقوم الحكومة النرويجية بالتحقيق الفوري في الحادث وعدم الاكتفاء بالاعتذارات الكلامية التي لا تجد نفعا إذا ما اتخذ قرار فعلي بوقفها تحقيقا لمبدأ احترام الأديان السماوية.
وعلى مستوى الشارع الفلسطيني أثارت هذه الإساءة حفيظة الشعب الفلسطيني وبدأ على المستوى الشعبي فعاليات مناهضة واستنكار لها، كما قام الشباب الفلسطيني مستخدماً وسائل الاتصال التكنولوجية لرد على هذه الإساءة، وقد عبر أحمد حامد خريج جامعي عن خيبة أمله وامتعاضه من الصمت الرهيب الذي تمارسه برضا واقتناع المؤسسات الحقوقية الدولية والعالمية، إذ إنها تقف موقف العاجز إزاء الانتهاكات التي تلحق بالإسلام والمسلمين في حين أنها تمتعض وتستنكر وتشجب حينما يصدر ولو تلميحا بالإساءة إلى احد الأديان الأخرى غير الإسلام، لافتا إلى امتعاضه من بعض ردود الفعل غير المناسبة من قبل مسؤولين مسلمين.
من جهة أخرى نددت مرح طالبة جامعية بالممارسات اللا أخلاقية التي يتعرض لها الدين الإسلامي والمسلمين في مختلف بقاع الأرض، تحت شعار حرية التعبير، في ظل عجز القوانين الدولية عن تطبيق مبادئ احترام الأديان السماوية ورموزها التي تتضمنها بنودها، مشيرة إلى أن الانتهاكات فقط تقع على المسلمين والإسلام في حين تعزز وتكرم الأديان الأخرى، وأضافت لابد من مواجهة الحملة المسعورة التي تشن على الإسلام والمسلمين وتزايدت بعد أحداث سبتمبر الأمريكية التي صورت المسلمين قنابل موقوتة إرهابية ونزعت عنهم صفة الإنسانية.
***
وتنديد من الإمارات
من جانبه ندد وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف الإماراتي محمد بن نخيرة الظاهري بالرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد التي نشرت في الدنمارك.
***
مظاهرة في نواكشوط
نظم مئات المصلين الموريتانيين مظاهرة ضد حكومات الدنمارك والسويد والنرويج لرفضها الاعتذار عن نشر صحف فيها رسوما كاريكاتورية تسيء للرسول - صلى الله عليه وسلم -، وناشد المتظاهرون المسلمين في جميع بقاع العالم بمقاطعة البضائع والمنتجات النرويجية والدنماركية والسويدية، إلى أن يصدر عنها اعتذار عن الضرر الذي لحق بعقيدة وبشريعة وبرسول المسلمين، ودعوا إلى تنظيم المزيد من المسيرات المنددة بالإساءة للرسول.
***
ليبيا تغلق سفارتها في كوبنهاجن
وفي طرابلس أعلن رئيس الوزراء الليبي شكري غانم أن بلاده قررت إغلاق سفارتها في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن احتجاجا على ما نشرته الصحف الدنماركية من رسوم ساخرة تسيء لشخص النبي محمد، وقال غانم ان ليبيا تعتبر ذلك إهانة شديدة واستفزازاً للمشاعر المقدسة للمسلمين تجاه رسول الإسلام - عليه الصلاة والسلام -، وأضاف رئيس الوزراء الليبي في تصريح له نشر على الموقع الإلكتروني لمجلس الوزراء الليبي أن جملة من الإجراءات الاقتصادية والتجارية ستتخذ ضد الدنمارك غير انه لم يحدد طبيعة تلك الإجراءات.
***
أول رد فعل دنماركي
وفي أول رد فعل رسمي من الحكومة الدنماركية سارع رئيس وزراء الدنمارك أندرز فوغ وعبر بيان رسمي إلى استنكار ما يحدث، وقال اسمحوا لي أن أتكلم بشكل واضح تماماً، أنا أستنكر أي تصريح أو عمل أو تعبير عن الرأي يقصد به تشويه صورة مجموعة من الناس بناء على انتمائهم الديني والعرقي، وليس لمثل هذه الأعمال محل في مجتمع مبني على احترام الفرد، وأضاف لقد احتدم النقاش خلال السنة المنصرمة حول حرية التعبير وحدودها ويرى البعض أن نبرة هذا النقاش أصبحت أكثر حدة من اللازم.
في غضون ذلك أعلن السفير هانز كلينغنبيرغ سفير مملكة الدنمارك لدى المملكة العربية السعودية أن رئيس الوزراء الدنماركي السيد أندرس فوج راسموسن، قد أدان في خطابه بمناسبة العام الميلادي الجديد أي تصريح أو عمل أو تعبير عن الرأي يقصد تشويه صورة مجموعة من الناس بناء على انتمائهم الديني أو العرقي، هذه التصريحات جاءت كرد فعل للنقاش المحتدم المثار حول حرية التعبير وحدودها بعد نشر الكاريكاتيرات المسيئة للنبي محمد - صلى الله عليه وسلم - في صحيفة يولاندز بوستن وقال السفير هانز كلينغنبغ: لقد تم وللأسف في هذا السياق تصوير الموضوع كما لو كانت هذه الرسومات جزءاً من حملة للتشهير بالمسلمين في الدنمارك، وهذا بالتأكيد عار من الصحة، ذلك أن الحكومة الدنماركية تحترم الإسلام كونه أحد أكبر الديانات في العالم، ومضى السفير الدنمارك في هذا الصدد يقول: وقد عبر وزير الخارجية الدنماركي، الدكتور بير ستيج مولر، في رسالتين بتاريخ 6 يناير 2006م وجههما لكل من أمين عام جامعة الدول العربية، السيد عمرو موسى، وأمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي البروفيسور إكمال الدين احسان اغلو، عن تفهم الحكومة الدنماركية للشعور بالألم والاستياء من جانب المسلمين نتيجة للرسومات التي نشرت في الصحيفة الدنماركية، ومن جملة ما تطرق إليه في رسالتيه المشار إليهما توضيحه أن حكومة مملكة الدنمارك تحترم الإسلام كونه أحد أكبر الديانات في العالم، مؤكداً أنه ليس لديها أي رغبة أو نية لإهانة أو السخرية من المسلمين أو انتهاج أي سلوك يقلل من احترامهم في أي حال من الأحوال، وقد سبق لوزير الخارجية الدنماركي أن كتب شخصيا في عمود صحافي نشر في صحيفة قومية دنماركية بتاريخ 4 يناير 2006 ونص على التحذير من عدم الاحترام فيما بين الأديان، وبين انه قد تم إرسال خطاب رئيس الوزراء إلى كل الجهات المسؤولة ومنها مقام وزارة خارجية المملكة العربية السعودية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية.
***
تهديد بالمقاطعة
على صعيد آخر هدد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بمقاطعة المنتجات الدنماركية والنرويجية إذا لم تمنع هاتان الدولتان نشر صور كاريكاتورية عن الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم -، وقال الاتحاد في بيان إنه يهيب بالمسؤولين في النرويج والدنمارك ليقفوا موفقاً قويا من هذه الإساءات المتكررة إلى أمة الإسلام، وإلى رسول يؤمن به ويتبعه مليار وثلث المليار من البشر، وأضاف البيان إنه في حال لم يحصل ذلك، فإن الاتحاد سيضطر إلى أن يدعو ملايين المسلمين في العالم كله إلى مقاطعة المنتجات والبضائع والنشاطات الدنماركية والنرويجية جميعها، كما طلب الاتحاد من الحكومات العربية والإسلامية أيضاً أن تتدخل لدى سلطات هاتين الدولتين لمنع نشر مثل هذه الرسوم الكاريكاتورية وقال البيان في ذلك: إن الاتحاد يهيب بالحكومات الإسلامية والعربية أن تنقل إلى الحكومتين الدنماركية والنرويجية مشاعر شعوبها المسلمة الغاضبة من الإساءة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنشر تلك الرسوم الكاريكاتورية السخيفة.
يذكر أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي أنشئ في يوليو 2004 يتخذ من (دبلن) مقراً له، في حين أن القاهرة مقر أمانته العامة ويبلغ عدد العلماء المنضمين إليه حوالي 300 ويرأسه الشيخ يوسف القرضاوي.
***
تحذير إسلامي دنماركي
من جانبه حذر رئيس لجنة الدفاع عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الدنمارك الشيخ رائد خليل من انفلات الحوار الحضاري من أيدي الجاليات والمؤسسات الإسلامية العاملة في أوروبا بسبب التطاول والإهانة المستمرة على الإسلام ونبيه الأكرم، وقال إن من شأن ذلك فتح طاقة من جهنم ضد المتطاولين لا يضمن عواقبها أحد، وأوضح رئيس اللجنة انه تم تنظيم تجمع يضم 40 مؤسسة ومسجداً لصد الحملات المستمرة ضد الإسلام والمسلمين وآخرها الكاريكاتيرات المسيئة للنبي محمد - صلى الله عليه وسلم - في الصحف الدنماركية، ويأتي ذلك في أعقاب رفض محكمة دنماركية النظر في الدعوى التي أقامها المسلمون ضد الصحيفة التي نشرت الكاريكاتيرات بدعوى حرية الفكر والرأي.
من جانب آخر كشف رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا الدكتور محمد بشاري عن توجه الاتحاد لطلب فرض مقاطعة اقتصادية بل وجوية على الدول التي تصدر عنها تطاولات بحجم التهجم على سيد البشر.
وطالب بشاري تحري النهج الأوروبي والأمريكي في التعامل مع القضايا الكبرى وفق استراتيجية أساسية تصل لحد حظر دخول المنتجات، وبين بشاري أنه في ضوء الفراغ القضائي الدنماركي وفي ظل مزاعم حرية الفكر والصحافة انتشرت حملات التطاول على المسلمين حتى وصلت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وإذكاء الفتن بين الجاليات المسلمة والدول الأوروبية، الأمر الذي يستلزم بحسب بشاري، تحركا فاعلا يتجاوز أشكال المناشدة والمطالبة، بل والادانة.
ولفت بشاري الى حملات اليمين الدنماركي التي سبقتها حملات لليمين المتطرف في فرنسا والبرتغال وإسبانيا وروتردام بدعوى إجبار مسلمي الغرب وأوروبا على تسديد فاتورة عنف وإرهاب لا دخل لهم بها.
***
النرويج تنصح سفاراتها في الشرق الأوسط بالاعتذار
من جانبها نصحت النرويج سفاراتها في الشرق الأوسط بالإعراب عن أسفها لنشر الكاريكاتيرات المسيئة للنبي محمد - عليه الصلاة والسلام -، حيث قالت نشرت رسوم كاريكاتيرية تصور النبي محمد من بينها رسم يظهره وهو يحمل قنبلة فيما يبدو.. في حين قالت (لين ديل سأندستن) المتحدثة باسم وزارة الخارجية النرويجية بعثنا برسالة إلى سفاراتنا بالنصيحة التي تحتاج إليها.
وامتنعت ديل ساندستن عن إعطاء تفاصيل بشأن الرسالة لكن مسودة نشرتها صحيفة افتنبوستن اليومية النروجية عبرت عن الأسف بشأن نشر رسوم الكاريكاتير، وقالت نشر رسوم الكاريكاتير في صحيفة ماجازينيت المسيحية ليس بناء ولا يساعد في بناء ما نحتاج إليه من جسور بين الناس من مختلف المعتقدات الدينية والخلفيات العرقية، وأضافت أنها بدلا من ذلك تخلق عدم ثقة وصراعا لا ضرورة له.
***
واعتذار مبتور من الصحيفة
وكانت الصحيفة الدنماركية قد وجهت بياناً رسمياً اعتذرت فيه للشعب السعودي بشكل خاص حول الإساءة التي قامت بها من خلال نشر رسومات كاركاتورية للنبي محمد - صلى الله عليه وسلم - وأشارت الصحيفة الدنماركية إلى أنها نشرت اعتذاراً رسمياً للشعب السعودي على وجه الخصوص في محاولة لدرء الخسائر التي منيت بها الدنمارك نتيجة المقاطعة الأهلية والتجارية للبضائع والمنتجات الدنماركية.
وجاء الاعتذار على صفحتها الأولى في موقعها على الإنترنت، كتبته باللغة العربية تحت عنوان (اضغط هنا لقراءة الرسالة التي أرسلت إلى مواطني المملكة العربية السعودية)، إلا أن الصحيفة كررت حججها بأن (حرية الرأي) هي من سمح لها بأن تنشر الصور المسيئة بحق الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ملمحة إلى أن هذه الحرية لا توجد عند المسلمين بالقول (وهو حق نعتبره مهما جدا في الدنمارك)!! واعترفت الصحيفة ان هذا الاعتذار الرسمي، جاء بسبب المقاطعة الاقتصادية، وليس بسبب إحساسها بالخطأ لما حدث، حيث قال البيان الذي نشرته الصحيفة: إلى مواطني المملكة العربية السعودية المحترمين اسمحوا لي أن أصحح سوء التفاهم الذي حصل حول الرسومات للنبي محمد، والتي أدت إلى مقاطعة المنتجات الدنمركية في بلدكم، هذه الرسومات نشرت قبل أربعة أشهر، ضمن حوار دنماركي حول حرية التعبير عن الرأي، وهو حق نعتبره مهماً جداً في الدنمارك، واتهمت الصحيفة في بيانها جهات لم تذكرها، ملمحة إلى أن هذه الجهات قامت باعتقادها بتضخيم هذه القضية، بالقول هذه النشرة صورت وكأنها حملة ضد المسلمين في الدنمارك والعالم الإسلامي، وهذا ما أريد تصحيحه، لم يكن بقصد الصحيفة أن تسيء لأحد في معتقداته الدينية، ولكن للأسف هذا ما حدث فعلاً، ولكن بدون قصد، ونحن قد تأسفنا عدة مرات في الأشهر الماضية في صحيفتنا، وفي الصحف الأخرى وفي التلفزيون وفي الراديو ووسائل الإعلام العالمية.
وفي وقت لاحق صدر اعتذار آخر من رئيس تحرير الصحيفة موجه إلى كل المسلمين بشأن الكاريكاتيرات المسيئة وقال كارستين جوستي في بيان نشر على الإنترنت في رأينا فإن نشر 12 صورة لم يكن بهدف الإساءة كما انه لا يتنافى مع القانون الدنماركي، ولكن الصور أساءت بدون شك للكثيرين من المسلمين وهو ما نعتذر عنه، وكانت الصور التي تصور النبي محمد وهو يرتدي عقالا على شكل قنبلة قد نشرت لأول مرة من قبل الصحيفة في أيلول - سبتمبر 2005 وقد عاد الجدل للاشتعال مرة أخرى عندما قامت مجلة مسيحية نرويجية بإعادة نشر الصور في وقت لاحق.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|