* إعداد - مشاعل محمد العيدان(*)

يرتكز سر نجاح التصميم الداخلي على تكامل ثلاث جهات أساسية هي: العميل، المكتب المصمم، جهة التنفيذ، ولكل من الجهات الثلاث مسؤولية معينة تجاه التصميم يفترض القيام بها على الوجه الصحيح، وذلك باختلاف طبيعة الفراغ سواء كان خاصاً كتصميم منزل أو عاماً كتصميم (مركز تجاري، مستشفى، فندق).

وسوف نتناول مسؤولية الأسرة (العميل) في هذا المقال، فكثيراً ما نجد بعض الخلل في تصميم الفراغات الداخلية في محيطنا الاجتماعي، التي تتسبب في فشل التصميم جمالياً أو وظيفياً وربما تحملت الأسرة تكلفة (جهد، مادة) في حالة التغير أو الاضطرار إلى التعايش مع المشكلة وربما تنعكس سلباً على مسيرة الحياة اليومية لأفراد الأسرة.. لذلك فإن على الأسرة تحديد الرؤية والهدف قبل الإقدام على أي خطوة لتصميم فراغ معين وتتمثل في ثلاثة أساسيات للتصميم بوجه عام:

1- تحديد الوظيفة: يفترض تحديد نوع وظيفة الفراغ (الأكل، الجلوس، الراحة، القراءة، النوم، الاستقبال، ثم تصميم جميع العناصر الداخلية في الفراغ من الأرضيات، الحوائط، المخطط اللوني، أثاث، إنارة) لخدمة هذه الوظيفة.

فغرفة الجلوس تتطلب أجواء تخدم الوظيفة الأساسية وهي الجلوس فيفترض في التصميم توفير كنب بمواصفات جداً مريحة وتوفير جميع الخدمات التي يمكن أن يحتاجها كطاولات خدمة كرسي للقراء وذلك حسب طبيعة معيشة الأسرة.

2- تحديد نوع التصميم: من المفترض تحديد نوع أو خطوط التصميم المطلوب (كلاسيك، مودرن، إسلامي) وتحديد الأجواء المرغوبة (نشط، هادئ، بارد، دافئ) حسب طبيعة وموقع الفراغ.

فعند تحديد التصميم والمود يكون إطاراً يتم انتقاء الأثاث بناءً عليه لكي تكون عناصر التصميم في الشكل المراحل النهائية منسجمة ومتناغمة تعبر عن روح التصميم الرغوبة

3- تحديد الميزانية: من المفترض وضح خطة وحدود معينة للميزانية ويتم توزيعها حسب الأولويات فمثلاً أثناء مراحل البناء يفترض انتقاء مواد متوازنة بالسعر حسب الميزانية بمواصفات عملية جيدة وعدم اختيار عنصر مرتفع السعر فيحدث خلل في توفير العناصر الأخرى أو ربما عجز يؤدي إلى تأخير مدة انتهاء التنفيذ.. وهذا ينطبق تماماً على مرحلة التأثيث فيفترض تأمين قطع الأثاث الأساسيات مثل غرف النوم، وغرفة الجلوس وطاولة الطعام ثم بعد ذلك توفر قطع الأثاث الثانوية مثل طاولات الخدمة اللوحات الجمالية، وليس كما نشاهد البعض الاندفاع في شراء قطع أثاث ثانوي ربما تكون غالية الثمن كلوحات معينة مما يؤثر في إمكانية توفير أوليات هامة ومن ثم اللجوء إلى مستوى بأقل بسعر منخفض مما يؤدي إلى ركاكة في مستوى الشكل العام.

إن وضوح الرؤية في الوظائف الأساسية للفراغات يساعد في تصميم المنزل معمارياً وبشكل أساسي لتحديد مواقع الفراغات وهو يختلف من أسرة لأخرى حسب طبيعة معيشتهم فبعض الأسر تفضل الجلوس معظم الأوقات في أجواء منفتحة ولها إطالة على فناء المنزل إلى جانب آخر يفضل البعض الأماكن المغلقة ومضي معظم الوقت في مشاهدة التلفزيون وممارسة هوايات داخلية تختلف أجواء تصميم غرفة الجلوس حسب احتياج كل أسرة.