بهتت الشاشات فجأة بعد نهاية رمضان وعادت إلى رتابتها المعتادة؛ فقد خبا بريق رمضان ونضب المعين الذي كانت تنهل منه.
كثير من القنوات بدأت تعود لتجتر الإنتاج الرمضاني، سواء مما توافر لديها أو مما بث على قنوات أخرى. وبعض مما بث على القنوات الجماهيرية الكبرى كان من إنتاجها، وهي بالطبع حاولت تسويقه إلى قنوات أخرى إما لتغطية خساراتها أو لجني المزيد من الأرباح والاستفادة القصوى من هذه الأعمال.
وبذلك فإن هذه الأعمال سوف تبدأ منذ الآن رحلة الدوران بين القنوات.
وبعد أن انتهى موسم المشاهدة والإنتاج الكثيف فقد أفاق المشاهد على (لا جديد) وتأكد لديه أن أحد عشر شهراً قادماً ستكون مجرد إبحار للخلف فيما تبقى من المنتج الرمضاني خاصة الكامد منه والذي لم يجد فرصته في رمضان فلماذا توقع القنوات نفسها في هذا المأزق ولماذا لا يكون الإنتاج طيلة العام أو على الأقل ليس مرتبطاً بفترة زمنية فمن باب مسؤوليتها تجاه مشاهديها يجب عليها أن تهتم بما تقدمه لهم طالما أنها اعتماداً عليهم تقوم بجذب الإعلانات التي هي المصدر الرئيسي لتمويلها.
إن التعامل مع العام على أنه شهر واحد فيه كثير من الظلم للقنوات نفسها قبل المشاهد، فالقناة التي تدير ظهرها طيلة العام لمشاهديها ستجد أنهم قد انفضوا عنها فجأة ولن يفيد تقصي الأسباب بعد ذلك إن ما نطالب به فقط هو النظر إلى أشهر العام بتوازن.
زوم الاقتصادية
لا شك أن المتابعين قد استلفتتهم النجاحات التي بدأت تحققها قناة الاقتصادية في الآونة الأخيرة، واستحواذها على نصيب معتبر من المشاهدين، ولا شك أن ذلك لم يأتِ صدفة وإنما جاء نتاجاً لمجهودات رائعة يبذلها طاقم القناة كافة، والذي أستطاع أن يجدد في روحها بصورة غدت معها قادرة على المواكبة وتقديم أعمالها بحيوية وديناميكية بعيداً عن الجمود الذي تقسم به أخواتها من القنوات المتخصصة. تجلى ذلك في إدراجها برامج جديدة ونزولها إلى الشارع مشاركة في احتفالات العيد الأخيرة مقتربة كثيراً من نبض الشارع.