|
الافتتاحية فصل من مصير العراق |
من السابق لأوانه التوقع بما سيؤول إليه الوضع في العراق، حتى بعد تشكيل الحكومة العراقية ومباشرتها لسلطاتها بحماية أمريكية، على النحو الذي تم قبل الموعد المحدد لها بيومين، بانتظار إجراء الانتخابات العامة في العام القادم.
أقول ذلك، وقد اقتيد صدام حسين أخيراً مُكَبَّلاً بالأغلال إلى المحكمة ليقول القضاء كلمته في حقبة طويلة من تاريخ العراق الدموي بقيادة رئيسه السابق صدام حسين، الذي يواجه سبع تهم جنائية، تكفي إدانته بواحدة منها لتنفيذ حكم الإعدام فيه.
نعم، لا يمكن التنبؤ بحقيقة المستقبل الذي ينتظر العراق وشعب العراق في ضوء المناخ الذي يسود الحياة في العراق، منذ سقوط حكم البعث ووقوع العراق في قبضة المحتل بالسيناريو الدامي الذي دفع ثمنه الكثير من الأبرياء العراقيين وغير العراقيين.
ولا شك أنَّ مشهد مثول أحد عشر مسؤولاً كبيراً من رموز نظام صدام حسين أمام شاشات التلفازات وعدسات المصورين، وإن كان يؤكد أنَّ النظام السابق قد انتهى وولَّى وأصبح جزءاً من التاريخ، إلاَّ أنه غير كافٍ لإعطاء قراءة صحيحة للتطورات المستقبلية المتوقعة في هذا البلد الشقيق.
أما لماذا هذه النظرة غير المتفائلة لمستقبل العراق، ولمَ الخوف عليه ومنه، والثقة من أنَّ ما يخفيه المستقبل من تطورات قد لا تصب في مصلحة هذا البلد الشقيق؛ فلأنَّ الممارسات الإرهابية التي تشهدها الساحة العراقية صباح مساء تعطي مؤشراً غير سار، وقد تعيق أي محاولة للخروج من هذا النفق المظلم.
فالعراق يفتقر اليوم إلى الحد الأدنى من الأمن..
وهناك كما هو معروف ثارات قديمة بين أفراده وقبائله..
فضلاً عن التدخلات الخارجية لزعزعة استقراره..
وما يصاحبها من أطماع ورغبة في السيطرة على مقدراته من الداخل والخارج..
وهناك قائمة أخرى طويلة تعزز من حجم الخوف على بلاد الرافدين.
والمطلوب في هذه المرحلة الدقيقة والصعبة والقاتلة في تاريخ العراق..
وما ينبغي عمله في هذا المنعطف الخطير الذي توجهه البوصلة، على ما يبدو، نحو ما هو أسوأ..
أن يكفَّ العدوّ عن إشعال الفتنة بين المواطنين..
وأن يُترك الخيار لأبناء العراق في تصريف أمور بلادهم..
بلا وصاية منه..
أو مخططات لا تخدم استقراره..
وأن يلتفَّ المجتمع العراقي نحو ما يعزز استقرار بلاده.
وبهذا تفوت الفرصة على الأعداء المتربصين شراً بالعراق..
سواء كانوا من الداخل..
أو من أولئك الذين جاءوا من الخارج..
وهنا سوف يسرع المحتل بأخذ عتاده والرحيل من أرض الرافدين..
ويعود العراق كما يريد أهله، وكما نتمنى أبيَّاً وقوياً وسنداً لقضايانا العربية.
خالد المالك
|
|
|
حسن يوسف الفنان الذي يكره ذكرياته: أشعر بالدهشة عند مشاهدة أفلامي القديمة! |
* لقاء هيفاء دربك و أيمن عبد الحميد
حسن يوسف واحد من أكثر الفنانين العرب إثارة للجدل، سواء في حياته الشخصية أو أعماله السينمائية، فمنذ ظهوره لأول مرة عام 1959 في فيلم (أنا حرة) كان هذا (الولد الشقي) علامة على جيل كامل من الشباب يعيش حياته بالطول والعرض والارتفاع.. وبعد 30 عاماً هي عمر مشواره مع السينما قدم خلالها نحو 70 فيلماً، لم يعد الولد الشقى شقياً، فقد تحولت حياته وأعماله بزاوية قدرها 180 درجة، ومن أفلام يراها صاحبها (تافهة) وبلا قيمة فنية، إلى مسلسلات تتناول مسيرة كبار الدعاة والأئمة مثل الشعراوى، والنسائي والحصري، وهو (انقلاب) فني وحياتى بمعنى الكلمة!
أما وجه الجدل والإثارة في مسيرة حسن يوسف فهو إصراره على عدم (اعتزال) الفن وترك الساحة نهائياً، رغم تبرؤه هو وزوجته السيدة شمس البارودى من كل الأعمال السينمائية التي قاما ببطولتها، فقد راهن الرجل على (تدارك) أخطائه الفنية والحياتية في أعمال من نوع آخر، تؤكد أن في الإمكان صناعة فن ملتزم وجميل في نفس الوقت، وهو رهان صعب بكل المقاييس.
وفي الحوار التالي يفتح حسن يوسف قلبه وعقله، ويتذكر بعض محطات حياته التي يرفض الحديث عنها غالباً باعتبارها من قبيل (ما فات مات) لكننا نبحر معه في ذكرياته وأعماله في هذا الحوار الممتع والكاشف:
* سألناه: من المعروف أنك تقوم حالياً بتصوير أحدث مسلسلاتك (الإمام النسائي) فما هو موضوعه والجديد الذي تطرحه فيه؟
(الإمام النسائي) باختصار شديد هو أحد أهم الفقهاء ورواة الحديث في إحدى أهم فترات الخلافة الإسلامية، فقد شهد الإمام صعود وانهيار هذه الخلافة وعاصر أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية، وعاش في مدينة الفسطاط وهو واحد من الفقهاء الذين تعرضوا لظلم شديد حيث لم يحصل على حقه رغم الدور البارز الذي قدمه، ويسعى المسلسل لإبراز دوره المهم، ونحن نفجر مفاجآت عديدة بفضل الدأب والاجتهاد الكبير من المؤلف عايد الرباط الذي بذل مجهوداً كبيراً في كتابة العمل، ويشاركني بطولته الزملاء اشرف عبد الغفور ومنى عبد الغني ومديحة حمدي ومحمد وفيق ومحمود الحديني وعدد كبير جداً من الفنانين والفنانات.
* وماذا عن مسلسل (إمام المقرئين) الذي يدور موضوعه حول قصة حياة القارئ الراحل محمود خليل الحصري؟
هذا المسلسل أحد أحلامي منذ عامين وواجهتنا بعض المعوقات والحمد لله تم التغلب عليها وسنبدأ تنفيذه إن شاء الله بعد إنتهاء مسلسلنا (الإمام النسائي).
مسلسلات ومهاترات! :
* ولكن قيل أن الفنانة المعتزلة ياسمين الخيام ابنة الشيخ الحصري اعترضت على تقديم العمل؟
الأخت الفاضلة ياسمين الخيام كان لها بعض الملحوظات وصرحت بها لي ولمؤلف العمل الدكتور بهاء الدين إبراهيم، ونجحنا في الاتفاق على أشياء بعينها والحمد لله وصلنا لمرحلة الاقتناع ووافقت على تصوير العمل هي وشقيقها الدكتور محمود الحصري. وقامت بتسليم الدكتور بهاء الدين إبراهيم أوراق والدها الخاصة وعرفتنا ببعض أصدقائه وتلاميذه كأكبر دليل على ترحيبها بتصوير العمل ورداً منها على المهاترات التي تتردد كل يوم هنا وهناك.
* قبل تصويرك مسلسل (إمام الدعاة) رحب به أبناء الإمام الراحل الشعراوي وأثناء التصوير وقعت مشاكل عديدة ألا تتوقع أن يحدث ذات الأمر عند بدء تصوير مسلسل الحصري أو عند عرضه؟
لا أعتقد هذا بإذن الله فالأمر مختلف هذه المرة ومؤكد أننا دائماً نتعلم ونستفيد من الدروس التي نمر بها.
* وما حقيقة استعدادك لتجسيد شخصية الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة (حماس) الفلسطينية؟
تلقيت عروضاً بهذا الشأن بعد حادث الاغتيال الذي تعرض له الشيخ ياسين على يد الجبناء الإسرائيليين، ومؤكد أنه شرف لي وأفخر به أن أقدم شخصية هذا المناضل في عمل كبير.
* نترك آخر أعمالك لنعود إلى بداية مشوارك فإذا سعينا لفتح (خزينة أسرارك) فهل ترحب أم أن لك تحفظات؟
أولاً أنا ليس عندى (خزينة أسرار) فحياتي كتاب مفتوح أمام الجميع، أما أن تعودوا معي لطفولتي وشبابي فهل هناك أجمل من أن يتذكر الإنسان طفولته وشبابه.
* فهل لك أن تطلعنا على بياناتك الشخصية؟
لقد ولدت عام 1934 بحي (السيدة زينب) بالقاهرة وأنتمي لعائلة بسيطة ولأب كان يجتهد في الحياة ليلبي طلبات أبنائه، تخرجت في المعهد العالي للفنون المسرحية وفي نفس الوقت كنت أدرس بكلية التجارة. فقد كنت أدرس بهذه الكلية لإرضاء والدي وأدرس بالمعهد لإرضاء نفسى وإشباع هوايتي والسعي لتحقيق طموحاتي، حيث كنت أحلم بالفن وأتابع كل الأعمال بشغف الشباب عشاق الفن.
وبعد التخرج عملت مشرفاً فنياً للمسرح المدرسي في إحدى المدارس الحكومية لفترة ليست طويلة حيث تحقق حلمي بالتمثيل بعد تعرفي بالأستاذ الكبير حسين رياض (رحمة الله عليه) فقد تبناني واكتشف موهبتي وقدمني للمخرج الراحل صلاح أبو سيف لأبدأ مشوارى بفيلم (أنا حرة) مع لبنى عبد العزيز وشكري سرحان وكمال ياسين وزوزو نبيل وحقق الفيلم نجاحاً كبيراً وتوالت أعمالي بعده كما تعرفون جميعاً.
* اتجهت للإخراج وقدمت عدداً كبيراً من الأفلام مثل (القطط السمان) و(الاختلاط ممنوع) و(كفانى يا قلب) وغيرها فما هي دوافعك في الاتجاه للإخراج؟
كما أسلفت فقد درست بالمعهد العالي للفنون المسرحية ومعروف أن الطالب بالمعاهد الفنية لابد وأن يلم بكافة الجوانب دون الاقتصار على مجال تخصصه، وشعرت في هذه الفترة بأن لدي ما أريد قوله من خلف الكاميرا خاصة إنني إتخذت القرار بعد أن أصبح عندي خبرة تجاوزت الـ 15 عاماً فلم ابدأ رحلتي مع الإخراج سوي في منتصف السبعينات.
الزوجة الأولى :
* أولى زوجاتك كانت الفنانة لبلبة وارتبطت بها وهي في الخامسة عشرة من عمرها فهل تتذكر المواقف التي جمعت بينكما ودفعتك لاتخاذ القرار؟
هي زمالة فنية تحولت إلى حب شريف وزواج لم يشهد تفاهماً ولم يدم طويلاً واتفقنا على أن نظل زملاء واخوة حتى هذه اللحظة، فهي فنانة موهوبة ومجتهدة وخفيفة الدم ورغم انفصالنا، والحمد لله استمرت الأخوة بدليل عملنا معاً بعد الانفصال وكانت هي أولى المهنئين لي بعد زواجي من رفيقة مشواري شمس البارودي.
الزواج من شمس :
* وما هي أبرز المواقف التي جمعت بينك وبين السيدة (شمس) ودفعتك لاتخاذ قرار الزواج منها؟
كنت اسمع كثيراً قبل لقائي بها عن طيبتها ومواقفها الإنسانية مع الكثيرين من الفنانين، فقد كانت بفضل تواضعها وبساطتها محبوبة من الجميع وكانت لقاءاتنا قاصرة على المناسبات وكنت معجباً بها وبمواقفها، حتى جمعت بيننا بعض الأعمال فاقتربنا وتصارحنا مثل أي رجل وامرأة يشعران بتقارب روحي ونفسي وعرضت عليها أمر الزواج وقدر الله لنا الارتباط.
* شهدت فترة زواجكما منذ منتصف السبعينات حالة من التوهج والنشاط فاشتركتما معاً في بطولة عدد كبير من الأفلام الناجحة. كيف تتذكران سوياً اليوم هذه الأفلام وذكرياتكما فيها؟
نحن لا نتذكرها كما تعتقدون ولا نتحدث عنها فقد أعلنت زوجتي تبرؤها منها هي وغيرها من الأفلام التي قدمتها قبل ارتباطها بي فقد كانت بالنسبة لها مرحلة وانتهت، وأنا أتفق كثيراً مع موقفها هذا فهناك أعمال كثيرة اعترف انها لا تفيد الناس وأطلب من الله كل يوم أن يغفر لي.
* ما هي المواقف التي أثرت فيها ودفعتها لاتخاذ قرار الاعتزال وهي في أوج تألقها ونجوميتها؟
زوجتي في الأساس إنسانة ملتزمة وأشهد لها منذ تعارفنا وزواجنا أنها كانت كثيرة القلق والخوف وكانت تبدي إعجابها بأي فتاة محجبة، وقد كان لرحلة العمرة التي قامت بها مع والدها أثر كبير فأذكر قبل سفرها أنها لم تنم طيلة الليل وكانت تحدثني عن شغفها بالأرض الطاهرة المقدسة.
وحينما سافرت شعرت بجلال الموقف وراحت دموعها تتساقط وشعرت بندم شديد على الأعوام التي مضت منها وهي بعيدة عن الله ووصفت لي الحالة التي كانت عليها حينما شعرت بضيق في صدرها وكأن جبالاً تجمعت فوقها وحينما ذهبت إلى الحرم المكي مع والدها راحت تطوف حول البيت العتيق وجسدها يرتعش بشدة والعرق يتصبب منها، وأخذت تبكي حتى ذهب الضيق ولسانها يردد الدعاء وهي تطوف وصلت بعد هذا ركعتين بمقام سيدنا إبراهيم وشعرت بجمال معاني سورة (الفاتحة) وكأنها كانت تقرأها لأول مرة فأنزل الله عليها سكينته وشعرت وكأنها خلقت من جديد وكان أول قرار اتخذته هو اعتزال الفن وارتداء الحجاب ومنذ هذا الوقت لم تخلعه بل ارتدت النقاب بعد هذا وحتى اليوم.
* وما موقف الوسط الفني والمنتجين الذين كانوا يعتبرونها بمثابة البيضة التي تدر عليهم ذهباً؟
تعرضت لضغوط كثيرة ووصل الأمر لعرض أرقام خيالية عليها لكي تعود وانهالت الإتصالات من صديقات لا حصر لهن وزملاء من داخل الوسط وخارجه. كان الجميع غير مصدقين، والبعض قال إن الأمر مجرد «نزوة» وسرعان ما ستعود إلا أنها كانت أقوى بكثير ورفضت ولم تتراجع بعد أن من الله عليها بالهداية وذاقت حلاوة الإيمان.
*وماذا عن موقفك منها بعد ارتدائها النقاب واتخاذها لقرار اعتزال الفن؟
طبعاً شعرت بفرحة عارمة فمؤكد أن أي رجل عاقل يعرف ربه ودينه يتمنى أن تكون زوجته متدينة وقريبة من الله وترتدي الحجاب والملابس التي أمر الله بها عباده من النساء.
* ولماذا لم تسع أنت لدفعها لارتداء الحجاب والاعتزال بعد زواجكما؟
سأذكر لكم شيئاً أقوله لأول مرة، وهو أننا منذ زواجنا كنا كثيري المشاكل والخلافات حول استمرارها في التمثيل فكنت أطالبها بالاعتزال وضرورة التفرغ لي وللأولاد، إلا أنها كانت ترفض حتى جاءت الهداية من عند الله ووجدتها تخبرني بقرار اعتزالها فسيطرت على حالة من السعادة وظللت أحمد الله بشدة ورحت أشجعها وأساعدها خشية أن تتراجع عن قرارها. ولكن الأيام مرت وأكدت لي وللجميع صدق توبتها، ومنذ إعلان اعتزالها واتجاهها لله لم تشهد حياتنا الزوجية أي خلافات أو مشاكل كما كان يحدث من قبل وهذا من فضل الله.
* وما هو موقفها من استمرارك أنت في العمل الفني؟
لا أنكر أنه كان لها تأثير قوي عليّ ودفعتني لانتقاء الأدوار التي ظللت أقدمها بعد اعتزالها فقد استمرت مسيرتي ولكن بشكل مختلف، فرحت أرفض الكثير من الأعمال التي كانت تعرض عليّ وأجدها بلا قيمة ولا تفيد الناس أو تحتوي على مشاهد سيئة.
* وماذا عن أصدقائك في الوسط الفني وسهراتك التي كنت مشهوراً بها؟
تبدل حالي تماماً وأصبحت أبتعد رويداً رويداً عن حياة السهر واللهو، وأفكر كثيراً في الآخرة ولقاء الله، وشعرت بندم شديد على أشياء عديدة اقترفتها في حياتي فقد كنت بعيداً كل البعد عن الله.
حروب صغيرة :
* وهل حقاً تعرضت السيدة (شمس) لحروب قاسية من قبل البعض بعد اعتزالها؟
نعم ولم أر في حياتي حروباً مثل التي تعرضت لها فلم يتوقف الأمر عند حملات التشهير والسخرية والإدعاء بأن هناك (جماعات إسلامية) دفعت لها نقوداً مقابل الاعتزال وغير هذا من الكلام الغريب الذي لم يكن له أي أساس من الصحة.
بل تجاوز الأمر هذا لحروب لا أخلاقية من نفوس مريضة وكتاب وصحفيين سامحهم الله على ما فعلوه بنا، ورغم تأثرها الشديد وبكائها مما كان يقال ويكتب إلا إنها كانت شديدة الإيمان وتقول لي دائماً (هذه الحروب الصغيرة هي ضريبة ما فعلناه بالأمس).
* وكيف تعاملت مع أعمالها السينمائية والأفلام التي قامت ببطولتها؟
تبرأت منها كما قلت واعتبرتها ذنباً وسعت لشرائها لكي تحرقها والغريب أن هذه الأفلام كانت احدى الأدوات التي تم محاربتها بها بكثرة عرضها بدور عرض سينما (الترسو) الدرجة الثالثة، ومن هنا قامت بنشر إعلان تبرئتها من هذه الأفلام بجميع الصحف لعل الله يقبل ويغفر لها.
* وكيف أصبحت تعيش حياتها بعد الاعتزال وحتى اليوم؟
البعض يبالغ في شكل الحياة التي تعيشها السيدة المحجبة التي تعرف ربها، ويعتقدون أنها حياة صعبة ومتزمتة والحقيقة أن زوجتي في المنزل امرأة عادية مثل أي سيدة تؤدي حقوق زوجها وأولادها وتلتقي بأخواتها من المسلمات ويتناقشن في أمور الدنيا والدين وهكذا.
* وهل تشاهد شمس البارودي التليفزيون والمحطات الفضائية؟
تشاهد ما تشعر أنه فيه إفادة لها سواء في البرامج الدينية أو الاجتماعية.
* وما موقفها من مسلسلاتك الدينية الأخيرة؟
تحرص على متابعتها وتناقشني فيها وتجادلني بل هي حريصة على مشاهدة كل المسلسلات الدينية والاجتماعية المفيدة.
* هذا عن المواقف التي أثرت في السيدة زوجتك ودفعتها لاتخاذ قرار الاعتزال فما هي المواقف التي أثرت فيك أنت ودفعتك لاتخاذ نفس القرار؟
سبق لي القول والتأكيد مراراً وتكراراً أننى لم اعتزل، فقط كنت في مرحلة إعادة حسابات مع النفس وتقييم لما قدمت وما يمكنني تقديمه في المرحلة القادمة وأخدم به نفسي وديني والناس.
* ولكن فترة ابتعادك هذه قاربت عشرة أعوام. فهل كنت في حاجة لكل هذا الوقت حتى تعيد حساباتك؟
نعم وفي الوقت ذاته لم يعرض عليّ شيء يتفق مع اتجاهي ورغباتي الجديدة وعندما كنت أقوم بمشاهدة أفلامي القديمة أشعر بحالة من الدهشة، فهل هذا الشخص هو أنا ؟! وكيف استطعت تقديم هذه الأعمال التافهة ؟!
* نفهم من هذا أنك نادم على أعمالك القديمة؟
هناك أعمال قدمتها وأنا في حالة غفلة وليس لها أي معنى أو قيمة، وللأسف هي أعمال كثيرة وأعفوني من الحديث عنها.
* هذا عن أعمالك أنت فماذا ترى في الأفلام العربية بوجه عام؟
هناك أعمال لها قيمة وتقدم إرشادات كثيرة للناس، ولكن للأسف هي قليلة إذا ما قمنا بمقارنتها بكم الأعمال الأخرى خاصة التي تقدم المرأة كسلعة مبتذلة بهدف تحقيق الربح.
فنجد أن معظم الأفلام، للأسف، تقدم المرأة على هذا النحو فهي أما امرأة لعوب وخائنة أو راقصة وفتاة ليل وهذا الكلام ينطبق على الإعلانات والأغاني الخليعة التي يتم فيها المتاجرة بنسائنا وبناتنا بأشكال مزرية.
أنا وسعاد حسني :
* (مافيش تفاهم) هو أول فيلم سينمائي شاركت في بطولته عام 1962 مع السندريلا الراحلة سعاد حسنى وتوالت أفلامكما الناجحة بعد هذا مثل (العزاب الثلاثة) و (حكاية زواج) و(الثلاثة يحبونها) وغيرها، حيث كونتم سوياً ثنائياً فنياً. فلماذا بعد كل هذه الصداقة تنكرت لها في مرض الموت؟
(بانزعاج).. أعوذ بالله، من قال هذا الكلام فقد كانت سعاد رحمها الله أختاً عزيزة وطيلة فترة مرضها كنت أنا وزوجتي دائمي الاطمئنان عليها فقد كانت بمثابة أخت أتحدث معها دائماً في مشاكلي وأزماتي ولطالما ساعدتني في حل الكثير من هذه المشاكل.
* ولكن قيل بعد رحيلها أن من الأشياء التي أثرت فيها سفرك للندن وعدم ذهابك لزيارتها بل تعمدت تجاهلها في أحد اللقاءات التي تمت بالمصادفة؟
هذا الكلام لم يحدث وانا لا أكذب لأننى أخاف الله، ولم يكن هناك أي شيء يدفعني لأن أفعل مثل هذه الأشياء التي لا يمكن أن تأتي سوى من إنسان مريض.
* إذاً هل تتذكر أول لقاء فني جمعك بها؟
نعم أتذكر جيداً حينما رشحني المخرج الراحل عاطف سالم لكي أعمل معها في الفيلم السينمائي (حكاية ثلاث بنات) وكان هو أول عمل وتوالت أعمالنا بعد ذلك.
* وهل تتذكر اللقاء الأول مع سعاد حسني؟
لم يحدث بيننا أي تفاهم وقتها وخيل لي أنها إنسانة مغرورة وتصورت هي أنني أيضاً مغرور فظللنا نعمل دون احتكاك ولكن بالتعامل وجدتها إنسانة بسيطة وتلقائية ومرحة خلف الكواليس ولا تخاصم أحداً وكانت تعتبرني أخاً لها وأنا كذلك، فقد كانت رحمها الله طيبة لأبعد الحدود لكنها تعذبت كثيراً في آخر أيامها.
* وهل تتذكر آخر لقاء جمع بينكما؟
قبل سفرها الطويل للعلاج حضرت لتعزيني في وفاة والدتي رحمها الله، وكان آخر لقاء لي بها قبل سفرها للعلاج بأيام قلائل.
* قدمت عدداً كبيراً من المسلسلات الاجتماعية الناجحة وكان آخرها مسلسل (ليالي الحلمية) الذي انسحبت من الجزء الثاني منه فما الذي دفعك للانسحاب؟
كنت آنذاك في مرحلة إعادة الحسابات بالنسبة لأدواري وما أقدمه وقررت التوقف حتى أتخذ القرار الصحيح، خاصة أنني اقتربت بشدة من فضيلة الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي في هذه الفترة الحاسمة من حياتي.
* واجهت أزمة شديدة مع الرقابة في منتصف التسعينات لرفضها التصريح بشريط فيديو من إنتاج شركتك يتضمن أحاديث لفنانات معتزلات وأسباب اعتزالهن فماذا كان رد فعلك بعد هذا الرفض؟
أنا حتى اليوم لا أفهم أسباب الرفض فمن الأشياء المزعجة في حياتنا السعي لحجب أصوات بعينها، وأعتقد أن هذه الأمور لم يعد لها معنى اليوم، فظهور قنوات إسلامية عظيمة تستضيف الجميع وتعرض كافة الرؤى، وأتمنى مضاعفة هذه القنوات التي تنير الطريق أمام الشباب والكبار وتوضح الوجه الصحيح للدين.
* بصراحة هل أنت على اتصال بأصدقائك القدامى مثل نادية لطفي وكمال الشناوي وفاتن حمامة وأحمد رمزي وغيرهم من أصدقاء الزمن الجميل؟
مؤكد نلتقى ونتزاور كلما سمحت الظروف فنحن إخوة ونتشاور في كل شيء ومنهم من له أدوار اجتماعية وإنسانية جميلة فلماذا لا نلتقى ولماذا أبتعد عنهم أو يبتعدون عني وبيننا عشرة عمر وسنوات جميلة.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|