* جدة - منى الشريف
عشقت البحر فغاصت في أعماقه، واتجهت إلى الأعمال، وتنقلت في مجالاتها إنها ريم صبان التي جمعت بين الغوص والتجارة، وخطت نموذجا جديدا مشرفا للمرأة السعودية ضمن أجندة المبدعات، واحتضنت العديد من المواهب والقدرات، وزاوجت بينها في انسجام وحضور وعشق لكل منها بحيث لا يلغي الآخر.. حاورناها في هذه المساحة فلنقرأ ماذا تقول.
* بماذا نبدأ حوارنا معك ريم صبان الغواصة أم سيدة الأعمال؟
- كلاهما عشقي ولا فرق بينهما في الأفضلية.
* كيف ومتى بدأت قصتك كغطاسة؟
- منذ طفولتي أحببت السباحة، وكنت دائما أحلم بأن أتمكن من الغوص في أعماق البحر لأكتشف أسراره وأرى قدرة الخالق التي أبدعها سبحانه وتعالى في أعماقه، وهكذا نما وترعرع معي هذا العشق إلى أن حققت حلمي دون تخطيط مسبق.
* إلى أي مدى قادك عشقك للغوص؟
- فكرت في أعمال تجعلني قريبة من البحر حيث بدأت بتأجير القوارب للغواصين وبيع الدبابات البحرية.
* هل تقومين بتدريب الآخرين على الغوص؟
- لا.
* ألم تفكري بذلك؟
- لا أعتقد أنني قادرة على التدريب لأن الغوص بالنسبة لي هواية وليس احترافا أو مهنة ثابتة.
* ما هي الخطوات العملية التي قمت بها لتحقيق حلمك في الغوص؟
- بدأت بالسباحة كما ذكرت، ثم باستخدام النظارات البحرية (الماسك) و (السنوركل) لأرى السمك القريب من السطح، وشدتني هذه الخطوات الأولية لاكتشاف المزيد فقررت أن ألتحق (بدورة الغواص المبتدئ)Open Water Diver التي حصلت عليها من أول مدربة غوص سعودية السيدة سارة بغدادي، ولكن طموحي لم يتوقف عند هذا الحد. فأخذت شهادة (الغواص المحترف). ADVANCED OPEN WATER، وحصلت على شهادة الصيد تحت الماء UNDER WATER HUNTER في الغوص، والإنقاذ ودايف ماستر وأخيرا حصلت على رخصة قيادات قوارب بحرية وحصلت على شهادة (نايتروكس) وأنا من أوائل السيدات الحاصلات عليها في الخليج..
* بماذا تشعرين وأنت في أعماق البحر؟
- يعجز لساني عن وصف شعوري فالغواص يشعر بكم من الأحاسيس بالروعة والعظمة والقدرة والجمال الذي لا يسعه حيالها إلا أن يلهج بذكر الله سبحانه وتعالى.
* كيف تصفين لنا الأعماق؟
- أحيانًا تكون الرؤية شفافة، وأحيانًا أخرى تكون المياه عكرة مليئة بالشوائب والعوالق والأتربة لا يستطيع الغواص فيها أن يرى أبعد من المترين، كما أن لكل وقت أسماكه المتنوعة في الشكل واللون ويختلف منظر الأعماق بين الصباح والمساء.
* ماذا تعلمت من البحر؟
- الحرص والصبر والمتابعة واستخدام الحواس الخمس في آن واحد.
* ما هي الأماكن التي غصت بها؟
- غصت في الخليج العربي والبحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي ولكني لم أجد أجمل من الغوص في البحر الأحمر.
* ما هو الرقم القياسي الذي حققته في الغوص المحترف؟
- 54متر.
* ما هي المواصفات والشروط المطلوبة في الغواص أو لراغبي تعلم الغوص؟
- أهمها أن يدرك مخاطر الغوص فبالرغم من أنها رياضة جميلة لكنها خطيرة إذا لم يلتزم الغواص بالقوانين اللازمة، وهناك فحص طبي خاص قبل دورة الغوص من قبل أطباء متخصصين للتأكد من خلوه من الأمراض الصدرية وأمراض القلب، حتى أي خلل في الأسنان قد يؤدي إلى مشكلة كبيرة، فمثلا إذا كانت الحشوة تشكو من فراغ داخلي مع الضغط يبدأ الضرس بالألم الشديد..
* ما الفرق بين الغوص الإيجابي والسلبي؟
- هناك عدة تفاعلات في الماء منها الإيجابي وهو لمس الشعب أو تجميعها أو كسرها والتفاعل السلبي المطلوب في الغوص أن يتأمل الإنسان خلق الله سبحانه وتعالى دون الاقتراب الفعلي لأي شيء والسباحة بهدوء ليتمكن من مشاهدة المخلوقات.
* شاركت ضمن مجموعة مشاركات من الغواصات لتنظيف البحر الأحمر عام 2002م هلا حدثتنا عن هذه التجربة؟
- قمنا بالتنظيم والمشاركة في عام 2002م وتعاونا مع أكبر شركات الغوص في العالم (شركة بادي) عندما قدمت رحلة لتنظيف البحر الأحمر وأعطت شهادات شكر للمشاركين والمشاركات، وأهم ما لفت نظري أثناء التنظيف القوارير الزجاجية المليئة بالطلاسم السحرية والملقاة في عرض البحر مجهولة الهوية، وقد آلمني ذلك كثيرا واستنكرت أن يكون ذلك في بلدنا المسلم المحافظ.
* ما هي أهم قواعد السلامة للغواص؟
- أن يتنفس باستمرار وألا يحبس نفسه تحت الماء (لأن الثانية التي يقف التنفس فيها تحت الضغط يؤدي إلى تمزق الرئتين لا سمح الله، والقاعدة الثانية أن يقوم في كل متر بموازنة الضغط بين الأنف من خلال سد الأنف والنفخ.
* هل يسمح للغواص أن يغوص بمفرده لو كان محترفا؟
- من أوائل قوانين الغوص نظام الزمالة فمهما بلغت درجة الاحتراف ربما يقع الغواص في مشكلة فيأتي دور المرافق لتفحص المعدات والبقاء قريبا من الغواص للمساعدة، وكل منهما مسؤول مسؤولية كاملة عن حياة الآخر، فكل لحظة يجب أن يكون هناك تواصل عن طريق إشارات الغوص الموحدة بين الغواصين.
* ما هي هذه الإشارات؟
- إشارات دولية متعارف عليها حتى وإن اختلفت اللغات.
* كيف تنظرين إلى مستقبل رياضة الغوص في مجتمعنا؟
- نظرة إيجابية ومتفائلة وخاصة بعدما ظهور الوعي على الساحة بشكل كبير لأهمية البيئة البحرية، بوجود الطلاب الممارسين لهذه الرياضة والمدرسين لها، ولكن تنقصنا أدوات السلامة في مراكز حرس الحدود ونقط الإسعافات الأولية.
* هل قدمت الهيئة العليا للسياحة دعما للغواصات؟
- نعم من خلال التوعية في البيئة البحرية وتسهيل نشر رياضة الغوص ككل لكونها مساعدة للسياحة الداخلية للمدن المطلة على البحر.
* من البحر إلى الأعمال. ما هي المجالات التي عملت بها؟
- إضافة إلى مجالي التجاري فيما يخص البحر أنشأت شركة تأجير سيارات وشاركت في بعض المحلات لبيع الملابس والجلديات وعملت في أحد المكاتب الخاصة.
* لماذا تنقلت في كل هذه المجالات؟
- تنقلت من مجال لآخر حسب حاجة السوق، وبالرغم من حبي لمجال الأعمال لكني لستُ سيدة أعمال بالمعنى المطلق، ولكن لي أعمالي التجارية.
* هل لأن البحر عشقك الأول؟
- ربما.
* ما رأيك في إنجازات المرأة السعودية على صعيد الأعمال؟
- إنجازات المرأة السعودية أكثر من رائعة، وقد أصبحت نموذجا يحتذى به وصورة مشرفة حقا فهي مبدعة وطموحة في كافة المجالات واستطاعت أن تثبت ذلك في فترة وجيزة جدا.
* ماذا تودين إضافته في نهاية الحوار؟
- أتمنى أن يضاف منهج للتوعية بالبيئة البرية والبحرية على حد سواء في المدارس وتربية الأطفال على ضرورة المحافظة على هذه الثروة السمكية والغذائية لإيجاد منطقة سياحية صحية.