يبدو لبعض المربين أن دراسة البيئة بجانبيها الحيوي والطبيعي فقط تحقق تربية بيئية، في حين يرى البعض أن التربية البيئية عملية تربوية تهدف إلى تكوين القيم والاتجاهات والمهارات والمدركات اللازمة لفهم وتقدير العلاقات المعقدة التي تربط الإنسان وحضارته بمحيطه الحيوي، وتعرف التربية البيئية إجرائياً (بأنها عملية تربوية تستهدف تنمية الوعي لدى سكان العالم، وإثارة اهتمامهم نحو البيئة، بمعناها الشامل والمشاركة المتعلقة بها، وذلك بتزويدهم بالمعارف، وتنمية ميولهم واتجاهاتهم ومهاراتهم للعمل فرادى وجماعات لحل المشكلات البيئية الحالية، وتجنب حدوث مشكلات بيئية جديدة)، وتعرفها منى جاد بأنها تزويد الطلاب بالمعلومات والحقائق عن العادات والتقاليد الإيجابية البيئية وإكسابهم الاتجاهات والقيم البيئية وتنمية مهارات اجتماعية يترتب على ذلك شخصية إيجابية متوافقة مع البيئة، أي أنها تمكن الإنسان من التعامل بصورة سوية وواعية مع النظم البيئية المحيطة به من خلال فهم ما تتميز به البيئة من طبيعة معقدة نتيجة للتفاعل بين جوانبها البيولوجية والطبيعية والاجتماعية والثقافية.
أهداف التربية البيئية
الأهداف هي الموجهات التي يتم الاسترشاد بها في كل جهد يبذل في أي مجال ويعد مجال التربية البيئية من أكثر المجالات التربوية التي تحتاج إلى أهداف واضحة محددة المعالم.
ويتوقع أن تكون تلك الأهداف متنوعة بحيث تتناول الجانب الإدراكي والمهاري والانفعالي، وهي تهدف إلى أن يكتسب المعرفة والقيم والمهارات، التي تؤهله إلى حل المشكلات البيئية:
* الوعي: مساعدة الأفراد في اكتساب الحساسية والوعي للبيئة الكلية ومشكلاتها.
* المعرفة: مساعدة الأفراد للحصول على تجارب متنوعة في البيئة، واكتساب تفهم أساسي للبيئة ومشكلاتها.
* الاتجاهات: مساعدة الأفراد والمجموعات الاجتماعية في اكتساب سلسلة من القيم ومشاعر الاهتمام بالطبيعة، والمحفزات للمساهمة الفاعلة في تحسين وحماية البيئة.
* المهارات: مساعدة الأفراد في اكتساب المهارات في تشخيص وحل مشكلات البيئة.
* المساهمة: توفير الفرص للأفراد والمجموعات الاجتماعية لاكتساب المعرفة الضرورية لصنع القرار، وحل المشكلات، مما يسمح لهم بالمساهمة بوصفهم مواطنين مسئولين في تخطيط وإدارة مجتمع ديمقراطي.
* مساعدة الأفراد والجماعات على اكتساب المهارات اللازمة لحل المشكلات البيئية، وتطوير ظروف البيئة نحو الأفضل.
* تكوين الاتجاهات المناسبة إزاء البيئة، ويتطلب هذا التكوين امتزاجاً بين المعلومات الوظيفية وأحاسيس الأفراد ومشاعرهم.
طرق وأساليب التربية البيئية
* استخدام الأسلوب القصصي: ويمكن أن تتناول قصص العلماء وأعمالهم.
* استخدام اللعب والمحاكاة وتمثيل الأدوار: وبها يمكن أن تصور الطابع المعتقد للمشكلات البيئية ومصالح الأفراد التي تؤثر فيها وتتأثر بها.
* دراسة الحالات: بداية من مراقبة الطالب لكائن حي في بيئته الطبيعية، أو تحولات الطاقة في أحد المراعي، أو دراسة التأثيرات البيئية، وهي تتيح للأفراد فرص التعمق في موضوع ما.
* أسلوب تعلم العمل في المجتمع (العمل الجماعي): أسلوب ينمي الوعي والخلق البيئي، حيث يشارك الطالب في عمل اجتماعي بشكل مباشر، مما يؤدي إلى احترام الطالب لذاته.
* الرحلات والزيارات البيئية: الرحلة أو الزيارة لموقع بيئي نشاط مخطط هادف يتم خارج غرفة الدراسة، وهي تزود الطالب بخبرات يصعب على طرائق التدريس التقليدية توفيرها.
* العرض: وهو تقديم نمطي للمعلومات بطريقة ميسرة حتى يستطيع المُستقبل أن يسمع ويشاهد ويفهم ويتأثر بأبعاد المشكلات البيئية.
* القراءة: وهو منهج فردي لتقديم المعلومات من خلال مواد مطبوعة بها أفكار ومعلومات بيئية.
* الرسومات التعليمية: متمثلة في الخرائط واللوحات والرسومات والملصقات والشفافيات.
* الاستقصاء البيئي: حيث يحدد الطلاب مشكلة بيئية ترتبط ببعض موضوعات دروسهم ويسعون لحلها، ثم يقترحون الحلول ويختبرونها في ضوء أدلة معينة.
* الدراسات الميدانية: حيث يتعامل الطالب مباشرة مع البيئة وهو الأساس في تعليم التربية البيئية.