لا يزال تصويت السيناتورة الديمقراطية هيلاري كلينتون لصالح غزو العراق يلقي بظلاله على مسيرتها الانتخابية، ويطاردها في سباق الرئاسة الأمريكية القادمة، مهما دافعت عن موقفها أو ساقت من مبررات.
وقد تتقلص هذه المسألة إلى مجرد مذكرة لفت نظر قصيرة لهيلاري، لكنها قد تتحول أيضا إلى حمل ثقيل يعطل رحلتها إلى البيت الأبيض وتصبح من القضايا المهمة التي يدور حولها السباق الديمقراطي للفوز بترشيح الحزب لخوض انتخابات الرئاسة للعام 2008م.
ورغم الضغوط التي مارسها عليها الديمقراطيون المعارضون لغزو العراق، رفضت هيلاري الاعتذار عن تصويتها بإجازة استخدام القوة في العراق، أو الاعتراف بأنه كان خطأ من جانبها، وتقول في المقابل إن الخطأ هو ما ارتكبه الرئيس الأمريكي الجمهوري جورج بوش.
وهي تبرر موقفها بالتأكيد بأنها لم تكن ستصوت بالموافقة على استخدام القوة في العراق إذا علمت حينها ما تعلمه الآن، وأنها كانت تعني بتصويتها التفويض بإعادة مفتشي الأمم المتحدة إلى العراق لا شن حرب وقائية عليها.
ورغم أن هيلاري أصبحت من أشد منتقدي الحرب، ووعدت بإنهائها إذا فازت بالرئاسة، فإنها لا تستطيع تفادي تساؤلات محرجة عن تصويتها في هذا الاقتراع، أو أن تضع الأمر برمته وراء ظهرها.
وتفجرت المسألة مجددا حين انتقدها المنتج السينمائي ديفد جيفين، قطب هوليوود، لرفضها الاعتراف بخطئها في ذلك الاقتراع، وحين قارن منافسها الديمقراطي جون إدواردز بين موقفها هذا وعناد بوش في رفضه الاعتراف بخطئه في العراق.
ويدور السؤال الذي لن تعرف إجابته إلا بعد الانتخابات حول ما إذا كان الناخبون الأمريكيون سيشككون في نهاية المطاف في حكم هيلاري أم أنهم سيثمنون لها ثباتها على الموقف.
ويقول مساعدو هيلاري ومؤيدوها إن هذه المسألة أخذت حجما أكبر مما تستحق، وإن غالبية الناخبين يتطلعون إلى الأمام لاستشراف المستقبل، لكن مستشار الحزب الديمقراطي دين ستروذر يقول إن اليسار في الحزب لن يأذن لها بالمرور إلا أن تعترف بخطئها على غرار زعماء ديمقراطيين آخرين يطمحون إلى خوض سباق الرئاسة.
ويرى واضعو استراتيجيات الحزب الديمقراطي أنه كلما طال الجدل حول هذه المسألة، تضررت هيلاري أكثر وتأثرت فرصها بالعودة مرة أخرى إلى البيت الأبيض لا كسيدة أولى بل كأول رئيسة للولايات المتحدة.