|
مستقبل الصحافة الورقية..!
|
تدور مناقشات علمية منذ بعض الوقت حول مستقبل الصحافة الورقية، تتحول أحياناً إلى حوارات جادة تشكك في قدرة الصحافة الورقية على الصمود أمام انبهار العالم بالصحافة «الالكترونية» رغم أن الأخيرة لم تبلغ بعد سن الرشد إذ لا تزال في سنوات طفولتها الأولى.
***
وبينما يرى البعض أن هناك متسعاً كبيراً من المساحة تكفي لإيواء كل الخيارات الحالية والقادمة، فإن آخرين لا يميلون إلى ذلك ويعتقدون أنها لا تتسع ولن تتسع للجمع بين أسلوبين وآليتين لنقل المعلومة إلى الانسان.
***
ومع أنه من المبكر جداً الحكم على الصحافة الالكترونية ومدى تأثيرها على مستقبل الصحافة الورقية بالنظر إلى أن صحافة الورق لا تزال إلى اليوم سيدة الموقف، فإن ذلك لا ينسينا ما نراه في جيل الشباب من افتتان بالمواقع الالكترونية متابعة لها واستفادة مما تضخه من معلومات بسرعة ومهنية عالية رغم حداثتها.
***
غير أن ما ينبغي أن نتدبره لمواجهة هذا الغزو المعلوماتي الجميل، هو أن نستثمره خير استثمار، وأن نستفيد منه بالقدر الذي يطور أسلوب العمل الصحفي ويرتقي به إلى آفاق أفضل، وهذا لا يتحقق إلا من خلال اعطاء هذا الموضوع حقه من الدراسة والبحث ضمن قراءة صحيحة لما نحن موعودون به في هذا المجال.
***
هناك طروحات كثيرة ومناقشات جادة عن هذه القضية، كُتُبٌ صدرت حول هذا الموضوع، ومقالات صحفية حاولت أن تلامس هاجس الناس، وما زالت مواقع الانترنت ودور النشر تضخ لنا الشيء الكثير حول هذا الجديد، ولكن من المهم في ظل هذا الاهتمام أن نستخلص النتائج الواقعية من هذا الكم الكبير من الطروحات للوصول إلى ما نريد.
***
هل هذه الثورة المعلوماتية الكبيرة ممثلة بالصحافة الالكترونية، ومواقع الانترنت أو الشبكة العنكبوتية تصب في مصلحة الصحافة الورقية، أم أنها اختراع عصري يأتي بديلاً لها؟، لا أدري فما زال الوقت مبكراً للحكم على ذلك، ولكن ما أعتقده أن جيلنا على الأقل سوف يقاوم وبقوة من أجل استمرار ما اعتاد عليه، ولعل له في ذلك عذراً وأنتم تلومون.
خالد المالك
|
|
|
200 مليار دولار تدخل خزائنها خلال السنوات العشر القادمة الدول الإفريقية تمتلك 8% من إجمالي احتياطي النفط العالمي تشيني: غرب إفريقيا يمكن أن يصبح أسرع مصادر النفط والغاز نمواً بالنسبة للسوق الأمريكي
|
إعداد محمد الزواوي
لقد قاد تصميم واشنطن على العثور على مصادر طاقة بديلة للشرق الأوسط إلى حمى نفط جديدة في جنوب الصحراء الإفريقية، والتي أصبحت تهدد بإشعال سلسلة جديدة من الصراعات والفساد والتدهور البيئي، كما حذّرت بعض الحملات الإعلامية.
إن الزحف الجديد نحو إفريقيا يهدد بإحداث مزيد من التعاسة للمواطنين الفقراء، وذلك عندما تأتي شركات البترول الغربية محملة بمليارات الدولارات على هيئة أموال تدفع سراً إلى جيوب مسؤولي الحكومات في أنحاء القارة الإفريقية، ومعظم تلك الأموال سوف تنتهي إلى يد النخب الحاكمة، أو يتم بعثرتها في مشاريع تتسم بالبذخ والإسراف، أو إنفاقها على الجيوش والحروب.
وقد حث رئيس الوزراء البريطاني توني بلير شركات البترول على أن تكون أكثر شفافية في تعاملها مع القارة الإفريقية، فالتفتح والمصداقية هما عاملان أساسيان في استقرار ورخاء دول العالم الثالث، كما صرح بذلك ممثلو شركات البترول والدول المصدرة للبترول في اللقاء الذي عقد في قصر لانكستر الملكي في لندن.
عائدات ضخمة
والدول الإفريقية تمتلك 8% من إجمالي احتياطي النفط العالمي، وسوف يتدفق ما يقرب من 200 مليار دولار على خزائن حكومات الدول الإفريقية على مر السنوات العشر القادمة، مع افتتاح حقول نفط جديدة في منطقة خليج غينيا، وسوف يدرالنفط أضخم حجم عائدات في تاريخ القارة الإفريقية، أكثر من عشرة أضعاف المنح الغربية التي تعطى كل عام لإفريقيا على هيئة مساعدات.
وقد حذَّر إيان جاري الذي يعمل في مؤسسة الإغاثة الأمريكية ومؤلف التقرير الجديد الذي أسماه «قاع البرميل» من أن دولارات النفط لم تساعد الدول النامية على تقليل الفقر، ففي العديد من الحالات أدى ذلك إلى تفاقم الفقر وليس تقليله؛ ففي نيجيريا على سبيل المثال والتي حصلت على ما يقرب من 300 مليار دولار من عائدات النفط على مر الخمسة والعشرين عاما الماضية، يبلغ دخل الفرد أقل من دولار واحد يوميا.
وعلى الرغم من دعم توني بلير لمبادرة الشفافية في صناعة البترول، إلا أن وكالات المساعدات وأعضاء البرلمان الأوروبي قالوا إن بريطانيا قد أعفت شركات البترول من المسؤولية بتقليل الضغوط عليها بعدم إجبارها على نشر جميع المبالغ المالية التي تدفعها لحكومات دول العالم الثالث.
ويقول سيمون تايلور مدير مؤسسة جلوبال ويتنس التي تعمل على كشف العلاقة بين استغلال المصادر الطبيعية وانتهاكات حقوق الإنسان: إن العمل التطوعي البحت لن ينجح في الدول التي هي بحاجة ماسة إليه، وذلك لأن العديد من أبناء النخبة السياسية ورجال الأعمال في تلك البلاد لهم مصالح كبرى في تجنب الشفافية.
مبادرة الشفافية
ومؤسسات النفط البريطانية، بما في ذلك شركتي Shell و BP قد دعموا بصورة خاصة الدعوات الرامية إلى نشر المبالغ المالية التي تدفع إلى الحكومات، وأن يكون ذلك إلزاميا؛ لأنهم يعتقدون أنه بدون ذلك فإن الشركات الأقل أمانة سوف تقلل في السعر مما سيضر بالشركات الأمينة، فقد أوشكت شركة BP أن تطرد من أنجولا لإعلانها أنها قد دفعت مبلغ 111 مليون دولار كإكرامية توقيع للحكومة الأنجولية عام 2001.
ولكن مع وقوع الإدارة الأمريكية تحت ضغوط شركات النفط الأمريكية التي تقاوم تلك الإجراءات الجديدة، فإن البريطانيين قد تخلوا عن ذلك التوجه الإلزامي، وفي المقابل تبنوا وثيقة إعلان مبادئ يتم الاتفاق عليها من كل من ممثلي الشركات والحكومات.
ويضيف جاري: بعدما تم تجاهل المبادرة، فإن قدرة مبادرة الشفافية للشركات المستخرجة للنفط على تنفيذ وعودها وزيادة الشفافية في الدول الإفريقية سوف تصبح محل شك كبير.
ويقول المسؤولون عن تلك الحملة إنه بدون تنفيذ قوي لتلك المبادرة التي تقودها بريطانيا فلن يحدث أي شيء من أجل مساعدة الدول الإفريقية للاستفادة من عائداتها النفطية.
وقد استحوذت اكتشافات الحقول النفطية في إفريقيا على اهتمام أعلى المستويات في الإدارة الأمريكية، والتي تعتزم تقليل اعتماد الولايات المتحدة على وارداتها النفطية من الشرق الأوسط.
وقد تنبأ فريق عمل بقيادة نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني منذ سنتين أن غرب إفريقيا يمكن أن يصبح أسرع مصادر النفط والغاز نمواً بالنسبة للسوق الأمريكي. ويقول دونكان كلارك المسؤول التنفيذي لشركة جلوبال باسيفيك وهي مجموعة استشارات طاقة مستقلة: إن الرؤية الجيوستراتيجية للولايات المتحدة هي أن كل النفط الخام جيد، أما النفط الذي لا يتبع منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) فهو الأجود، والهدف هو إبعاد أيدي الخليجيين عن صنبور النفط الفائض حول العالم.
وخطط الرئيس بوش في أثناء جولته الإفريقية إلى زيارة السنغال ونيجيريا وجنوب إفريقيا في إعادة نشر القوات الأمريكية لحماية آبار النفط الحيوية في إفريقيا، وفي نيجيريا بصفة خاصة.
كما تستعد واشنطن إلى إعادة فتح سفارتها في غينيا الاستوائية، والتي زادت عائدات النفط المحلي فيها بنسبة 60% على مر العامين الأخيرين، على الرغم من تحفظات وزارة الخارجية الأمريكية على سجلها المروع في مجال حقوق الإنسان.
ويقول جاري: لقد وصفت الولايات المتحدة زيادة وارداتها من النفط الإفريقي بأنها مسألة أمن قومي كما استخدمت وسائلها الدبلوماسية في مغازلة منتجي النفط الأفارقة، بغض النظر عن سجلهم في الشفافية والديموقراطية وحقوق الإنسان.
وقد أشار تقرير منظمة خدمات الإغاثة الكاثوليكية إلى أن الدافع وراء النفط الإفريقي يتعلق بصورة كبيرة بسلوك الشركات الأمريكية التي تتنافس على النفط الإفريقي، فقد قامت الشركات الأمريكية بالسعي الحثيث وراء حقول النفط من شركات مثل ExxonMobil و ChevronTexaco ومؤسسات أصغر مثل Hess Amerada و OceanMarathon.
ويقول التقرير إن دول الجابون وأنجولا ونيجيريا، والتي اكتشفت البترول منذ عدة عقود مضت، قد تصرفت بصورة أسوأ بكثير من العديد من الدول الإفريقية التي لديها مصادر أقل، ففي نيجيريا أدى سعر تغيير العملة المغالى فيه إلى تدميرالقطاعات غير البترولية من الاقتصاد، في الوقت الذي أدت فيه الثورات المحلية حول السيطرة على عائدات النفط إلى حملات قمعية عسكرية واسعة النطاق في دلتا نهر النيجر، ويضيف التقرير أن الحالة الغالبة هي سوء الإدارة التي جعلت من اسم نيجيريا فعليا مرادفا للفساد.
أما في الجابون فقد أدى النفط إلى سلسلة من الفضائح التي لطخت سمعة حكومة ميتيراند، كما أدى تأجير الدولة لحقول نفطها إلى تغاضي الدولة عن شركة البترول الفرنسية Elf Aquitaine التي استخدمت بنوك الدولة في غسيل الأموال، في الوقت الذي تدفع فيه رشاوى هائلة إلى الحكومة.
وأضاف التقرير: إن استئجار آبار النفط قد أدى إلى إعاقة عملية تحول البلدان إلى الديموقراطية كما ساند عددا كبيرا من الحكام المستبدين، لقد أدى الاعتماد على النفط إلى إعاقة التحول إلى الديموقراطية.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|