كان سيل التهاني بصحيفة الجزيرة كبيراً في أعقاب تلك اللمسات التطويرية التي لامست كل صفحة فيها، وجاءت التهاني وبهذه الصورة كمن يحمّل أسرة تحرير الجزيرة مسؤولية أكثر وأكبر، فالقارئ قال لنا ما لم يقله من قبل، وجاء مصدر هذا القول عن حب وتعاطف، ورغبة صادقة وتمنيات منه بالمزيد لنا من النجاحات.
والتهاني التي أعنيها تتمثّل في قراءة القارئ لكل عدد من الجزيرة، وتأنيه في الحكم عليه، وتجزئته لملاحظاته بحيث تكون كل ملاحظة مصاحبة لكل عدد جديد من الصحيفة، دون أن يتخلّى عن ملاحظات أخرى قد تكون منتظرة أمام ما قد يكون موضع ملاحظة مستقبلية منه.
* * *
ومن الطبيعي أن كل صوت يدلنا على الطريق، ويختصر لنا مسافة النجاح يفرحنا ويسرنا، لأنه يعني - أول ما يعني - أن هناك شراكة حقيقية بين الصحيفة وقرائها مصدرها حرص القارئ على الصحيفة، وحرص الصحيفة على قارئها، للوصول إلى الثبات في تفوّقها، وبالتالي تفاعلها مع أي جديد يبعث فيها المزيد من الروح، ويؤطِّر حراكها بمشاهد من علامات النجاح.
* * *
هذه إذاً هي الجزيرة، نلتقي معها على الحب، ونتفق معها على ضرورة حماية تاريخها، بكل ما يحمله هذا التاريخ البهي من ومضات مشرقة، مع إصرار ووعد على أن تكون دائماً بمثل ما يتمناه لها قارئها ومتابعها، إلى جانب الاهتمام بذلك البعيد القريب الذي ينتظرها مع صباح كل يوم.
* * *
فالصحافة رسالة ومسؤولية، وينبغي أن تكون قبساً لكل شيء، بصورها ومقالاتها وتحقيقاتها وأخبارها، بكل تخصصاتها واهتماماتها، وراياتها الثقافية والفكرية والرياضية والاقتصادية والفنية، وبكل ما تقرؤونه فيها مع صباح كل يوم تشرق فيه ببهائها وجمالها ومضمونها، وهكذا يجب أن يكون حال صحيفة الجزيرة.
* * *
فالزملاء يعدونكم بما هو أفضل، وبما هو أكثر، التماساً لرضاكم، وهم إذا قالوا صدقوا، وإذا وعدوا أوفوا بوعدهم، وإذا التزموا فلن يتخلوا عما التزموا به، فتابعوا عملهم، وشاركوهم بالرأي وبالمسؤولية لا بكيل المديح لهم، وكونوا كما عهدناكم حريصين على أن تمتلكوا حصة من النجاح في مسيرة الجزيرة، وبأكثر مما يمتلكه الزملاء في أسرة التحرير أنفسهم من حصص، ومن هنا نبدأ، وإلى أهدافنا المشتركة سنصل إن شاء الله.