الدكتور خالد المنيف.. حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
* أنا فتاة أبلغ من العمر 27 سنة لم يقدر الله لي حتى الآن الزواج.. هل أُعتبر وصلت لمرحلة العنوسة؟ وأعاني كثيراً من الضغوطات من المجتمع المحيط حولي حتى من أقرب الأقربين لي فبماذا تنصحني كيف لي أن أتعامل معهم؟
* يظل تأخر الزواج شبحاً مخيفاً يطل برأسه المفزع على الفتيات مع إشراقة كل شمس وغروبها.. ولست هنا أقلل من قيمة الزواج أو أتجرأ على التزهيد في أهميته أبداً، لكن الإشكال هو أن تضع الأنثى قضية (زواجها) محوراً وحيداً لسعادتها تنام وتصحو عليها والحياة تزخر بالمتع والمباهج يطأ حماها الجميع المتزوج والعازب!.. أعجبتني جملة في رسالتك وهي: (وأن الله لم يقدر لي الزواج) وبهذه العقلية المؤمنة أراك قادرة على تجاوز كل محنة وبهذه الروح المعلقة في السماء ستفتحين نوافذ من الأمل في ذلك الجدار المغلق.. إن إحساسك العميق بوجود الرب الرحيم الودود الذي لا يُقدِّر إلا خيراً لعباده.. قبل أن أوجهك بالتعامل الأمثل مع ضغوطات من حولك أنصحك بأن ترفقي بنفسك وأن تعطيها قدرها فليس الزواج هو من يعلي شأن الإنسان أو يضعه ومن خلال خبرتي في القضايا الاجتماعية والشؤون الزوجية اعتقد أن الفرصة جداً متاحة أمامك فلم يتقادم بك العمر فما زلت في سن الزواج والفرصة جداً متاحة وأمامك سنوات قادمة أيضاً..
أختي الكريمة: حياتنا هذه تسير وفق مقادير في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى.. هو من خلقنا وأنعم علينا ورزقنا ووهبنا من نعمه وعطائه الكثير.. لذا تأكدي أن ما كُتب وقُدِّر لك من خير ستنالينه عاجلاً أم آجلاً... ثقي بنفسك احرصي على حضور المناسبات والتجمل فيها بلا سفور ولا تبرج وبما لا يخالف شرع الله فحضور المناسبات مظنة التعرف عليك وعلى مواصفاتك.. انطلقي في حياتك فرحة مستبشرة بما قد أعطيت وحرم منها ملايين المتزوجات.. وبالنسبة لما تعانين منه من ضغوطات من الأقربين فأولاً لست أشك أن قلوبهم معك وهم حريصون على سعادتك، لكن ليس كل من أراد الخير يصيبه وحسن النوايا لا يكفي.. لذا احملي الأمر محمل الخير واحسني الظن بهم وفي حال فتح الموضوع ردي عليهم بابتسامة وهدوء إن الله سيسعدك بزواج أو بدونه وأن لك مع السعادة والتوفيق موعداً قريباً.. وفقك المولى لكل خير، وأسعدك في الدارين.