يميل الأطفال بطبعهم إلى المنافسة لذا نراهم يتنافسون فيما بينهم على كل شيء، وينبع ذلك من رغبتهم في الظهور ونيل اهتمام الغير، وهذا يدفعهم أيضاً إلى إبداء الاهتمام بأنشطة تخص الكبار وتبدو الرغبة في المنافسة جلية وواضحة بين الأطفال بمقارنة درجاتهم الدراسية فيما بينهم، ومقارنة أدائهم في المباريات الرياضية وغالباً ما تتجه الأنظار إلى الزميل الذي يحرز الأهداف والجوائز، وذلك لأنهم باتوا قادرين على إدراك قيمة النجاح والتفوق وعواقب الهزيمة أو الخسارة، وفي بعض الأحيان قد تكون المنافسة مفيدة ومطلوبة، وذلك عندما يحفز نجاح الآخرين البعض من الأطفال على الانضمام إلى المنافسة أو التحدي، وهذا في حد ذاته يدعم ثقة الطفل بنفسه والأكيد أن الطفل يتأثر في الغالب بردة فعل من حوله من الكبار تجاه ما يحققه من انتصارات أو ما يبتلى به من خسائر فمثلاً إذا أبدى الأب انزعاجاً شديداً لأن ابنه أضاع فرصة تسجيل هدف لفريقه، أو كان يسعى دوماً إلى عقد مقارنة بين أداء ابنه وأداء غيره من الأطفال في المدرسة أو في أي نشاط رياضي أو فني فإن ذلك ربما يشعر الطفل أن الطريق الوحيد للفوز برضا والده هو أن يكون أفضل من الجميع، ونتيجة لهذا الضغط ربما يسعى إلى تحقيق الفوز بشتى الطرق حتى ولو كانت غير مشروعة. لهذا يدعو الخبراء الآباء إلى ضرورة شرح المعنى الحقيقي للمنافسة وانه بذل أقصى ما في وسعهم من طاقة وقدرة لإحراز الفوز كما يجب أن يزرعوا في نفوسهم ضرورة الالتزام بالقوانين وتشجيعهم على إجادة مهارة تحديد أهدافهم قبل الإقدام على المنافسية لأن نجاح الطفل في تحقيق بعض أهدافه يمنحه الشعور بالرضا ويدعم ثقته بنفسه ويمنحه الحافز لتحقيق المزيد منها في الأهداف، حيث يصاب الطفل بالتشوش ويسيطر عليه الشعور بالفشل والإحباط، وبالإضافة إلى ما سبق يحتاج الأطفال إلى تعلم مهارة تقبل الخسارة بروح رياضية وكيفية الاستفادة من أخطائهم.