* جوله وتصوير - محمد آل عبدالكريم

جاءت السياحة في سلطنة عمان لتشكل مصدرا جديدا للدخل؛ نظرا إلى تنوع مناطقها وأجوائها على مدار السنة. وجاءت منطقة ظفار لتحتل المرتبة الأولى في السياحة العمانية لما تمتاز به من تنوع تضاريسها ومناخاتها.. فمن الشواطئ الجذابة التي تمتاز بنقاء رمالها إلى مرتفعاتها الجبلية الخضراء التي تستقبل الأمطار الموسمية المصحوبة بالسحب الكثيفة والضباب طوال فترة الصيف من كل عام وتصل درجة الحرارة إلى أدنى مستوياتها. وتضم هذه المنطقة عشر ولايات هي صلالة وثمريت وطاقة ومرباط وسدح ورخيوت وضلكوت ومقشن وولاية شليم وجزر الحلانيات وولاية المزيونة.

كما تتميز ظفار بوجود الكثير من الآثار التاريخية التي تشهد على عمق تجذرها في التاريخ، ومن أهم معالمها: منطقة البليد الأثرية؛ لذا فإن موسم الخريف في ظفار يعتبر من أفضل المواسم السياحية في المنطقة وأكثرها ملاءمة لقضاء أروع العطلات مع العائلة مليئة بالذكريات الطيبة التي ستظل راسخة في الذاكرة.. وسنستعرض وإياكم الأماكن السياحية في المنطقة:

صلالة

يعتبر موسم الأمطار من أفضل المواسم السياحية في المنطقة وأكثرها ملاءمة لقضاء أروع العطلات وخصوصا إذا ما كان في (صلالة) العاصمة السياحية لظفار التي تبعد عن مسقط بنحو 1023 كيلومترا جنوبا.

الأمطار في صلالة تحل في فصل الصيف؛ ما يجعل الطقس استثنائيا وظاهرة متفردة على مستوى منطقة الخليج التي ترتفع فيها الحرارة. وجاءت صلالة لتشكل مصدر جذب سياحي لسكان الخليج، حيث يستمتع الزوار بنسمات الهواء العليل والغيوم المعبقة بالرذاذ. ويتميز موسم الأمطار بجمال وتألق خضرته التي ترسم على الجبال لوحة طبيعية مبهرة تبعث في النفس بهجة وتنثر في الأحاسيس طربا وتمنح القلب دفئا وطمأنينة بعيدا عن صخب الحياة.. كما تشتهر صلالة بالبخور واللبان وتكثر فيها أشجار النارجيل الاستوائية التي لها ثمرة تشبه جوز الهند، وتباع هناك بكثرة.

شواطىء منطقة ظفار

تمتاز منطقة ظفار بشواطئها الجذابة التي من أهمها شاطئ المغسيل وريسوت التي تمتاز بنقاء رمالها وجمال صخورها المحيطة التي تمتزج بمياه البحر لتشكل لوحة فنية من الطبيعة الخلابة، كما تحوي ظفار عدداً من الأودية مثل وادي صولي ووادي البليد ووادي الدهاريز ووادي أثيب ووادي صلالة ووادي أركحل الذي يمتاز بتواجد طيور الفلامنجو بكثرة. أما لمحبي رياضات الغوص والتزلق على الماء فتعتبر شواطئ المحافظة من أفضل شواطئ سلطنة عمان لممارسة الهوايات الرياضية. ويمكن الوصول لهذه الشواطئ والأودية بسهولة لتوافر الطرق المعبدة وكذلك وجود الخدمات الأخرى.

شاطىء المغسيل

يقع شاطئ المغسيل على بُعد 37 كم غربي صلالة. والشاطئ واسع ونظيف وملائم للرحلات البحرية. كما يوجد بالمكان كهف المارنيف الضخم الذي يعد مقصداً لزوار صلالة، وعلى بُعد خطوات منه توجد النافورات الطبيعية العجيبة التي تتكون نتيجة حركة أمواج البحر في اصطدامها بالصخور، وهذه النوافير من أبرز روائع ظفار التي تنفرد بها دون غيرها.

شاطىء مدينة طاقة

ويبعد شاطئ طاقة عن ولاية صلالة بحوالي (30) كيلو مترا، ويتميز برماله الفضية اللون وانتشار أشجار النارجيل (جوز الهند)، وهو يمتد بطول (5) كيلو مترات من الرمال الفضية الناعمة.. ويزخر هذا الشاطئ بالعديد من الأسماك التي تجذب هواة الصيد ومحترفيه، كما يجد الزائر فرصة لشراء الأسماك الطازجة حال خروجها من البحر.

شاطىء خور روري

يعتبر شاطئ خور روري امتدادا طبيعيا لشاطئ مدينة طاقة، ولكن ما يميز شاطئ خور روري قربه من مدينة سمهرم الأثرية التي تعد معلما تاريخيا مهما بولاية طاقة. ويقع هذا الشاطئ مباشرة في ميناء سمهرم القديم الذي كان يستخدم لتصدير اللبان إلى الهند شرقا عبر المحيط الهندي والى مصر الفرعونية قديما. كما شكل موقع الشاطئ إلى ميناء سمهرم لوحة رائعة؛ ما جعله قبلة للزائرين إلى ولاية طاقة بشكل خاص ومحافظة ظفار بشكل عام.

ولايات سياحية من ظفار

* ولاية سدح: تعتبر منطقة سدح بشواطئها الذهبية الجميلة وسواحلها الجذابة الرائعة من الأماكن الآمنة والجيدة للتخييم وركوب الزوارق, كما أن الأرض فيها محمية من الرياح الموسمية بالجروف العالية التي تغطي الخلجان الرملية. وتعتبر ولاية سدح إحدى المحطات التجارية لتجميع وتصدير اللبان إلى الأسواق العالمية في العصور القديمة، كما تحوي هذه الولاية عدداً من المواقع الأثرية، حيث تكثر الأحصنة التي تتمتع بالطابع العماني التقليدي.

* ولاية رخيوت: تتميز رخيوت بعدد من الخلجان البحرية وعيون المياه الطبيعية المعدنية مثل عيون (ماء منهال - ماء إيروب - ماء انحارت)، كما يوجد بها عدد كبير من الكهوف والمغارات أشهرها كهوف (شروت - اخارت - حرتوم)، كما أن هذه الولاية كغيرها من الولايات العمانية الأخرى التي تتنوع فيها الآثار وجد بها عدد من الحفريات لما قبل التاريخ في منطقة ثيتينتي.

* ولاية ضلكوت: ولاية ضلكوت تتميز بتضاريسها التي تجمع بين المرتفعات الجبلية الخضراء والشواطئ البحرية، كما يوجد بها العديد من العيون الطبيعية المنحدرة من باطن الأودية في جبل القمر.. ومن أهم هذه العيون (خرفوت - المغسيل - خضرافي - صرفيت)، إضافة إلى أن الولاية تكثر بها الكهوف والمغارات الطبيعية التي من أهمها (شيساع - مشلول - اصبير).

العيون في محافظة ظفار

تشتهر ظفار بوجود أكثر من 300 عين ماء موزعة على الشريط الجبلي وعلى حواف الجبال.. معظم العيون دائمة الجريان، ومن أشهرها عين جرزيز وعين أرزات وعين صحنوت وعين (ايشنت) وعين حمران وعين طبرق .

* عين حمران: هي إحدى عيون المياه، تنتشر بها كثير من الأشجار المختلفة مثل أشجار الدوم والنارجيل والتين, يرتادها الزوار طوال السنة ولاسيما في الخريف ونهاية كل أسبوع حيث يغتسل فيها الزوار، وهي تبعد عن مدينة صلالة بحوالي 14 كلم.

* عين أرزات: هي أكثر عيون المياه غزارة وبها حديقة جميلة تنتشر فيها أشجار الظل التي تعتبر مقصدا للزوار وهواة الرحلات ومحبي التصوير.. ويحرص الزوار في فصل الخريف على زيارتها والتمتع بجريان المياه النقية في سواقيها والاغتسال والشرب من مائها وقت النهار. ويوجد أمام العين كهف جميل يستهوي الزوار، حيث يعتبر فرصة لالتقاط الصور التذكارية والجلوس بداخله لساعات طويلة، حيث يرى الزائر كل المارة وزوار المنطقة بسبب ارتفاعه جزئيا عن الأرض.

* عين دربات: تعتبر عين دربات من المواقع الرائعة في ظفار لما تتميز به من منظر خلاب وطبيعة بكر.. كما تحوي غابة من الأشجار الكبيرة وأشجار الصبار والدوم. وتقع دربات شرق ولاية طاقة في منحدر جبلي تجاه الشمال، حيث يستطيع الزائر أن يشاهد شلالات دربات من الطريق الرئيسي. في حالة جريان الشلال تراها عند نزولك الوادي لجمال وادي دربات. ولكن ينقص المكان الاهتمام به من قبل هيئة السياحة العمانية.