رسالة وصلتني من إحدى الأخوات مداخلة على موضوع رجل في السابعة تقول فيها:
أول شي تذكرته وأنا أقرأ المقال, الموظفة المسؤولة عن اللغة العربية بالتحديد (القواعد) في الصف الرابع الابتدائي.. وقد تتساءل لم أقول موظفة!.. لم أتذكرها لأني أحبها!! بل لأن هناك غصة في حلقي لم أستطع إنهاءها بدمعة أو حتى ابتلاعها في ذلك الحين, ولا أعلم متى سيتسنى لي ذلك. إليك ما حدث..
طلبت منا واجبا منزليا.. وكان أول واجب لمادة القواعد (فهي مادة جديدة في الصف الرابع).. في اليوم التالي فتحت كل طالبة دفتر الواجبات لترى الحلول فتفاجأنا بصراخها!! لماذا لم تضعن الإعراب في جدول..؟!
نظرنا إليها بذهول! وبكل براءة: (أستاذة أنتِ ما قلتِ لنا سوو جدول.. وما نعرف انه لازم نسوي الجدول)! أخذت تضحك بسخرية. أكملت الدوران على الطالبات, وعندما وصلت إلي كانت الكارثة!
يبدو أنها وصلت لأقصى مراحل الغضب, فلم تجد طريقة تعبر بها عن غضبها إلا بصفعي على وجهي!!!
لماذا أنا؟! مع أني كنت حريصة على ترتيب واجبي وتسطيره بالألوان. كم شعرت بالحزن.. وكم شعرت بالإحراج من صديقاتي؟ وكم من دموع سالت في ذلك اليوم! فوالله لم أصفع بتلك القسوة من قبل وإلى الآن.
لماذا لم تخبرنا بما تريد؟!, فهي المعلمة وهذا واجبها.. أم تراها تعتقد أن الوحي يتنزل علينا؟!
قد قلت موظفة و(لن أقول معلمة! لان التعليم أسمى من أن توصف به تلك) جهلت ما هو أهم من الإعراب وفعلها وفاعلها, هل نسيت أننا لم نخلق متعلمين؟!. لقد كرهت مادة القواعد بسببها..
اليوم التالي (وقفتني عريفة).. وطريقة كلامها معي مختلفة, يبدو أنها أيقنت أنها ما كانت هي لتحتمل تلك الصفعة التي وجهتها لي.. فكيف بطفلة صغيرة!! لكن بعد ما كان؟! لأني طفلة ظنت أن الموضوع سيمر بسلام بمجرد أن أكون (عريفة)! ظنت أن ذلك سيمحو أثر طعنتها؟!.. كم هي (.....)! فلم تكن تدرك أن الطعنة وإن توقف نزفها, فلن يزول أثرها. (يا ليتك كنت أحن علي من ذلك وعاملتني كشجرة, لتركت ذكرى رائعة بدل هذه التي تخنقني كلما ذكرتك.. ولكن تأكدي أني وجدت من هم أجدر منك في مكانك السامي.. وجعلوني أسيرة لغتي التي طالما كرهت الاطلاع عليها بسببك). انتهت رسالتها المليئة بالجراح الغائرة والآمال المخنوقة.
وسؤالي هنا للمعلمين والمعلمات, هل نحن في زمن الكوارث التربوية؟ وهل أدركتم حجمها؟!
رياض بن أحمد الشعيل
عضو هيئة التدريس بكلية الإدارة والاقتصاد