مع بزوغ قنوات الأفلام المتخصصة توقّعنا تقديم خدمة سينمائية تتجاوز عرض الأفلام فقط وتمكّن المشاهد من النهل من هذا الرافد الثقافي المهم.
فقد أضحت السينما رغم عمرها الزماني القصير - قياساً على فنون وإبداعات أخرى - من أهم الفنون وأكثرها تأثيراً في حياة المجتمعات، وتأتى لها ذلك بسبب غناها بمفردات متعددة، بل إنها تأخذ من كل فن من الفنون القديمة شيئاً لتوظّفه داخل منظومتها المبهرة. ولا شك أن هذا يتيح للقنوات المعنية تناول جوانب عديدة متعلّقة بهذا الفن فمن الممكن إيجاد برامج تتناول مفردات لغة السينما من ديكور وإضاءة وسيناريو وإخراج وموسيقى وما إليها نظرياً أو تطبيقياً من خلال عرض أحد الأفلام الفائزة بجائزة في مجال ما كالديكور أو السيناريو لإلقاء الضوء على هذا الجانب، هذا عدا ما يمكن أن يقدم من دراسات نظرية حول تاريخ السينما العالمية والعربية ومراحل التطور النظري والتقني وعرض رؤى وأفكار المختصين، كذلك تناول كثير من الأفلام نقدياً وإبراز قيمها الجمالية، وبالطبع هناك مجموعة لا متناهية من الأفكار البرامجية التي يمكن أن تتفتق عنها أذهان المعنيين إذا حاولت قنوات الأفلام أن تخرج من إطار كونها فقط أداة للعرض.
تركي البسام
tb787@hotmail.com