عندما تدخلين إلى غرفة قياس الملابس في السوق، ومعك أربع أو خمس قطع تريدين تجربتها، وبعد انتهائك من ذلك لم يعجبك أي منها، فماذا تفعلين؟ هل تتركين القطع جميعاً داخل غرفة القياس وتخرجين بحثاً عن قطع جديدة؟ هل تحملين تلك القطع وتلقين بها على أول رف يقابلك؟ أو تسلمينها إلى أحد الباعة داخل المركز ليقوم بوضعها في مكانها؟ من المؤكد أن ملامح شخصية المرء ومواقفه تجاه الأمور الكبيرة يمكن قياسها من خلال تصرفه إزاء الشؤون الصغيرة. فالمرأة التي تحمل أمتعة القياس وتعطيها للبائع كي يعيد ترتيبها لا يمكن إلا أن تكون امرأة منظمة تحسن إدارة بيتها ابتداء من التفاصيل الصغيرة.. هي امرأة تحسب لمشاعر الآخرين، بدليل أنها فكرت في العامل المسكين الذي لن يحصل على زيادة في مرتبه عندما يلاحق أكوام الملابس التي تركتها نساء فوضويات في غرف القياس وعلى الأرفف. وهي أيضاً امرأة مستعدة لتقديم العون للآخرين، إذ لم يطلب منها أحد أن تجمع الثياب وتعطيها للبائع، بل بادرت بذلك من تلقاء نفسها. إن لدى هذه المرأة العديد من الأسباب لتعتد بنفسها.