تكاد نتائج الاستطلاعات الميدانية المتعلقة بزواج المسنين تجمع على أن السبب الرئيس لإصرار أولئك الأشخاص على الزواج هو الخوف من الوحدة، فقد بين استطلاع أجري في الأردن حول دوافع أولئك الذين يتزوجون بعدما بلغوا من العمر عتيا، ان الشيخوخة إذا ما اقترنت مع الوحدة بعد عمر الستين تقصر العمر. ويتضح من الآراء انه على الرغم من تضاؤل الجانب الغريزي من الارتباط الزوجي، فإن الحاجة النفسية إلى وجود شريك حياة تحت سقف واحد أقوى من أي اعتبار آخر، وعلى الرغم من ميل الكبار في السن إلى عدم إقامة حفل زفاف عندما يتزوجون، فإنهم يفرحون بتلك المناسبة ربما بأكثر مما فرحوا عندما كانوا شبانا وخاضوا تجربة الزواج لأول مرة، غير ان ما يختلف هو الكيفية التي يعبر بها هؤلاء عن فرحهم، إذ لا تبدو عليهم البوادر السطحية للفرح، لكن المناسبة تنعكس على صحتهم ومعنوياتهم وإقبالهم على الحياة عموماً.

واقتصر الاستطلاع على أولئك المسنين الذين عاشوا لفترة من الوقت بلا شركاء (زوجيين) إما بسبب الوفاة وإما بسبب الطلاق، ولم يتضمن حالات تزوجوا على نسائهم.