|
إلى أمريكا وعنها..! |
دولة عظمى..
بحجم الولايات المتحدة الأمريكية..
حيث خلا لها الجو لإدارة العالم كما يشاء رئيسها..
وحيث لا خيار لدولة أخرى بأخذ موقف يخالف سياساتها..
أمريكا، من لها السيطرة على القرار الدولي..
وبأمرها يقرر مجلس الأمن ما تريد..
ويستجيب لما يمليه مندوبها على أعضائه..
***
دولة بهذا الحجم..
باقتصادها القوي..
وقوتها العسكرية الضاربة..
واستعدادها لضرب من يخالف أوامرها..
أو يتردد في الوقوف مع ما تراه صحيحاً من وجهة نظرها..
فمن هي الدولة التي تعلن العصيان على توجيهات وإملاءات الولايات المتحدة الأمريكية لدول العالم..
دلّوني على دولة واحدة قالت لأمريكا لا دون أن تنال ما تستحق من عقاب على موقف كهذا..
***
لقد تمادت أمريكا..
وأصابها الغرور بشكل فاضح..
فباستثناء إسرائيل ليس لها من يمكن اعتباره صديقاً لها..
فكرهها من دول العالم بازدياد..
منذ أن أصبحت القطب الواحد..
والدولة الأعظم دون شريك آخر..
وهو كره ينمو بشكل واضح..
ما كنا نتمناه ولا نريده على نحو ما هو مشاهد ومعروف..
***
صورة الولايات المتحدة الأمريكية ينبغي أن تتحسَّن..
ومن العار أن تقود العالم دولة بهذه الأهمية وهي بهذا الشكل في أسلوب تعاملها مع الدول والشعوب..
ولا بد من إعادة النظر في مجمل سياساتها..
باستخدام العقل والحكمة والتعامل الحسن بديلاً للسلاح..
وعليها لكسب الدول والشعوب أن تَعْدِل وتتجنب الظلم..
عليها أن تبتعد وتُبعد من تصرفاتها كل ما يؤثِّر على نظرة الناس لها..
وهي بعض ملاحظات وهناك قائمة طويلة غيرها يمكن لأمريكا أن تفكر بها جيداً وتعالج نفسها منها لتبلغ ولو بعض رضا الآخرين عن سياستها..
***
إن تحسين صورتها يبدأ أولاً من تخليها عن دعمها الأعمى لإسرائيل..
وثانياً أن تعيد النظر في سياساتها بالعراق قبل موعد الرحيل المر منه..
فالإفراط في استخدام القوة لن يرسِّخ الأمن والاستقرار في العراق وباقي دول المنطقة كما تبشِّرنا عن ذلك..
فهذه إسرائيل بكل عدوانها المتواصل على الشعب الفلسطيني الأعزل لم تستطع أن تغيِّر من الحال الذي هي عليه..
حيث تعيش حالة رعب من الأشباح التي تطاردها في ليلها ونهارها..
دعك من مطاردة رجال المقاومة الفلسطينيين الذين يتلقون في صدورهم رصاص العدو وآلته القاتلة..
***
أعرف وتعرفون أن كثيراً من المواقف الأمريكية يتم اتخاذها ضمن حسابات انتخابية محددة بما فيها العلاقات الخارجية مع الشعوب والدول..
وأن السباق بين المرشحين على دعم إسرائيل مثلاً والدفاع عن اليهود على سبيل المثال إنما هو ضمن هذه اللعبة التي لا تراعي مصالح الدول والشعوب فضلاً عن مصالح الولايات المتحدة الأمريكية..
وقد حان الوقت في ظل تصاعد الإرهاب الذي ربما كان سببه مواقف غير محسوبة من الولايات المتحدة الأمريكية أن يعاد النظر فيها..
وأن يتعلَّم هؤلاء من تجاربهم ما يساهم أو يساعد على أخذ زمام المبادرة لتصحيح ما اعوج من مواقف وسياسات باتجاه تجفيف منابع الإرهاب.
خالد المالك
|
|
|
سميرة أحمد .. (حمامة السينما الوديعة) : الخجل أخرني كثيراً في بداية مشواري الفني * لقاء أيمن عبد الحميد |
أطلق عليها النقاد (حمامة السينما الوديعة) لكنها أصبحت تعشق لقب (امرأة من زمن الحب) الذي اكتسبته وهو عنوان أشهر مسلسلاتها، وفيه قدمت شخصية تقول عنها سميرة أحمد (أنها تقترب كثيراً من شخصيتي) حيث الحب والعطاء والجدية والالتزام.
هذه الصفات، وهذه الشخصية هي سبب الثورة والغضب اللذين تعيشهما الفنانة سميرة أحمد منذ أول أيام شهر رمضان الجاري، عندما فوجئت بحذف مسلسلها الجديد (يا ورد مين يشتريك) من خريطة القنوات الأرضية المصرية، رغم أنه يعرض على عدد كبير من الفضائيات العربية، وسر غضب سميرة كما صرحت ل(مجلة الجزيرة) هو عدم الصدق، والخداع والمجاملة، وضياع المقاييس الفنية أمام العلاقات الشخصية!! هكذا عبرت عن غضبها، ولم تهدأ إلا عندما سمعت صوت ابنتها (جليلة) على الهاتف تؤكد لها أن مسلسلها يلقى أعلى نسبة مشاهدة على الفضائيات حسب أول استبيان إعلامي عن المسلسلات الرمضانية.
هذه بعض ملامح شخصية الفنانة سميرة أحمد وهي بالفعل فنانة من زمن الفن الأصيل، عادت بقوة في السنوات الأخيرة من خلال شاشة التليفزيون لتقدم أنجح المسلسلات التليفزيونية مثل مسلسل (امرأة من زمن الحب) ثم المسلسل الناجح (أميرة في عابدين) للمؤلف الكبير أسامة أنور عكاشة والمخرج أحمد صقر الذي عرض في رمضان قبل الماضي وبعد عامين عادت الفنانة الكبيرة سميرة أحمد لجمهورها من جديد بالمسلسل الجديد (يا ورد مين يشتريك) الذي يذاع طوال شهر رمضان على العديد من القنوات والمحطات الفضائية من تأليف مجدي صابر إخراج رباب حسين ويشاركها بطولته عدد كبير من النجوم والنجمات في مقدمتهم حسين فهمي وليلى طاهر وسمير صبري وزيزي البدراوي وحمدي غيث وتوفيق عبد الحميد.
حول المفاجآت الجديدة التي يحملها المسلسل؟ وسر غيابها العامين الماضيين؟ وما يتردد عن إثارتها لبعض المشاكل بالتدخل في كل شيء في أعمالها الفنية بما في ذلك ترشيح نجوم واستبعاد نجوم وتدخلها في صميم عمل المخرجين والمؤلفين؟ وأهم ذكرياتها الفنية وأغرب وأطرف المواقف في مشوارها الفني الطويل كان حوارنا الشامل معها:
* في البداية نهنئك على عودتك لجمهورك بهذا العمل الجميل؟
بارك الله فيكم وأشكركم بشدة على هذه التهنئة الجميلة.
الجديد
* اسمحي لنا أن نسألك عن الجديد الذي يحمله المسلسل ودفعك لقبوله بعد هذا الغياب؟
وجدت أن فكرته جديدة تماماً وموضوعه لم يسبق لأحد طرحه من قبل ويحمل أحداثا سريعة ومتلاحقة تدفع الجمهور لمتابعتها، ومن هنا أحببت المسلسل ووافقت عليه دون تردد.
* تقدمين في المسلسل شخصية فريدة صدقي وزيرة المالية وهو دور جريء بلا شك.. ألم تواجهي أى اعتراضات من قبل الجهات الرقابية على تقديم هذه الشخصية بهذا الشكل (اللاذع)؟
بصراحة ودون مجاملة نحن في مصر حالياً نعيش مرحلة جديدة ومختلفة عما كنا عليه من قبل، فيمكنك الآن أن تنتقد أي وزير أو شخصية مهمة وتتحدث وتناقش وتنتقد دون أن تتعرض لأي أذى، وهذا بالطبع شيء رائع يحسب لسيادة الرئيس محمد حسني مبارك، وأكبر دليل على هذا كم الانتقادات والفضائح التي يكشف عنها المسلسل، ورغم هذا لم نتعرض لأي أزمة أو اعتراض أو حتى حذف من قبل الرقابة.
فضائح
* وما هي بعض هذه الانتقادات والفضائح التي سنشاهدها في المسلسل خلال حلقاته القادمة؟
المسلسل كما تتابعون الآن يقدم شخصية وزيرة المالية فريدة صدقي التي تضطر للمثول أمام المحكمة لاستجوابها في محاكمة الجاسوس الإسرائيلي الذي يترافع عنه زوجها المحامي كمال رشوان (حسين فهمي) وفي الوقت ذاته سيتم ضبط وكيل وزارتها متهماً بتقاضي رشوة فتهتز الأرض أسفل قدميها بسبب حجم الفساد بداخل وزارتها هذا من جهة.
ومن جهة أخرى إحراج زوجها لها بعمله ضد مصالحها بل وخيانته لها مع امرأة أخرى وزواجه منها، وتتوالى الأحداث وسط مفاجآت عديدة ستشاهدونها في الحلقات القادمة، وهكذا كما ترون لم يسبق لأي عمل من قبل التعرض لفكرة مشابهة بكل هذا الكم من الجرأة والنقد البناء.
فروقات
* وما هو الفرق بين شخصية أميرة ابنة عابدين التي قمت بتقديمها في رمضان قبل الماضي وشخصية الوزيرة فريدة صدقي التي تقومين بتقديمها هذا العام؟
مؤكد فارق شاسع بين الشخصيات فرغم الملامح الإنسانية التي تجمع بينهما وسعي كل منهما للإصلاح والدعوة للحب والاحترام والالتزام إلا أن شخصية أميرة كانت أهدأ بكثير من شخصية الوزيرة فريدة.
هدف
* يبدو أن الدعوة للحب والأخلاق هدف لأنها تقريباً هي الجوهر الذي تدور حوله المسلسلات التي تقومين ببطولتها؟
شخصية (وفية) في مسلسل (امرأة من زمن الحب) كانت تحمل صفات كثيرة تضم القيم والمبادئ والأخلاق وفيضا من الحب أصبح نادراً في هذا الزمن فهي ترمز للعطاء والكبرياء والحنان بل والوفاء لشقيقها الذي رحل تاركاً لها أبناءه لترعاهم وتسعى للقيام بدورها على أكمل وجه، ومؤكد أن هناك اختلافات عديدة بين شخصية (وفية) وشخصية (أميرة) وشخصية (الوزيرة فريدة) فكل منهن لها اتجاهاتها والأسلوب الذي تدير به حياتها.
مسلسلات
* (غداً تتفتح الزهور)، (ضد التيار)، (امرأة من زمن الحب)، (أميرة في عابدين)، (يا ورد مين يشتريك) خمسة مسلسلات
فقط قمت ببطولتها خلال 12 عاماً هل أنت راضية عنهم؟
إلى حد ما لأن العثور على فكرة جديدة وموضوع مختلف أمر صعب جداً وأنا من الشخصيات التي تفكر وتتأمل قبل أن تقرر، فما يهمني هو الذي سأقدمه وليس عدد ما أقدمه فأحرص على احترام جمهوري واسمي وتاريخي، وأشعر أن هذه المسلسلات كانت لائقة بي.
مشاكل
* وما حقيقة ما يقال عن إثارتك لمشاكل وأزمات عديدة في أي عمل جديد تقومين بتقديمه؟
إنه كلام غريب جداً اندهش عندما أسمعه فمعروف عني أنني فنانة أحترم الجميع وأدفعهم لاحترامي.
تدخلات
* إذا بماذا تفسرين تدخلك في صميم عمل المخرج باختيار المشاركين لك وإصرارك على رأيك؟
هذا الموضوع أثير أكثر من مرة منذ مسلسل (امرأة من زمن الحب) حينما شاركت في اختيار ياسمين عبد العزيز وكريم عبد العزيز بل وعبلة كامل ويوسف شعبان نفسه، وفوجئت بانتقادات غريبة رغم إنني أتناقش مع المخرج وأستطيع إقناعه ثم فوجئت أيضاً بانتقادات غريبة عند إصراري على إختيار حنان ترك في مسلسل (أميرة في عابدين) رغم إتفاق المخرج معي أنها الأنسب للدور من الفنانة التي تم استبعادها وقتها، وقامت الدنيا ضدي في كافة الصحف، وأنا لا يعنيني كل هذا، فأنا أعمل باسمي وتاريخي، ومن حقي اختيار فنانين وفنانات أشعر بالراحة معهم.
ديكتاتورية
* وما ردك على الاتهام الموجه إليك بأنك تتعاملين بديكتاتورية شديدة أثناء العمل مع الجميع؟
أنا أتعامل بشخصيتي الملتزمة فلا أعرف المجاملة أو الخداع فمن يخطئ أواجهه، ومن تتأخر عن مواعيد العمل لابد وأن تلقى عقابها وإذا رفضت الالتزام لابد من استبعادها، وهناك ألف ممثلة أخرى غيرها.
البدايات
* فنانتنا الكبيرة سميرة أحمد اسمحي لنا أن نترك الحاضر ونعود معك إلى الماضي ونسألك عن بدايتك مع الفن؟
قد تضحكون إذا قلت لكم إننى اتجهت للفن بالصدفة، أو بمعنى أدق أن موهبتي تم اكتشافها بالصدفة على يد مخرج الروائع حسين الإمام في فيلم (حكم القوى) وساقتني الصدفة بعده لفيلم (ريا وسكينة) عام 1953 الذي جعلني ممثلة معترف بها بعد أن عشت عدة أعوام في الظل أبحث عن فرصة لإثبات موهبتي وقدراتي التمثيلية.
أشواك
* نفهم من هذا أن الطريق أمامك لم يكن مفروشاً بالورود كما يتخيل البعض؟
ورود إيه! لقد كان مفروشاً بالمعاناة والأشواك، فقد عملت أول ما عملت كومبارس في العديد من الأفلام مع فاتن حمامة وليلى مراد وشادية، وكنت أختفي عن (الريجيسير) عندما كان يختار بنات الكومبارس حتى لا يطلب مني العودة إلى المنزل (لأنني في هذه الفترة كنت صغيرة جداً) و أذكر ذات مرة ان الفنان الكبير الراحل أنور وجدي جذبني من وسط البنات فخفت بشدة واعتقدت أنه سيطلب مني العودة إلى المنزل فوقفت أمامه صامتة أرتعد ثم وجدته يقول لي أريد منك أن تقولي جملة واحدة وقالها لي فذهبت نحو الفنانة الكبيرة الراحلة ليلى مراد وقلت لها (تشربي حاجة يا ليلى هانم) وبالطبع قلتها وأنا أرتعد فابتعد عني أنور وجدي ولم أفهم أي شيء من هذا الموقف وقتها.
خجل
* معنى ذلك أنك كنت خجولة جداً فهل أثر ذلك عليك في البداية؟
نعم كنت أتميز بالخجل الشديد لكن خجلي هذا أحد أسباب حب مدرساتي لي فلم أكن شقية مثل بقية الأطفال، وكنت عكس شخصية شقيقتي الفنانة خيرية أحمد التي كانت دائماً تثير زوابع وأزمات بمناسبة وبدون، وهذا الخجل أخرني كثيراً في بداية مشواري الفني.
تقليد
* كيف ومتى ظهر عشقك أنت وشقيقتك خيرية للفن؟
لم نكن أنا وخيرية فقط بل كانت تشاركنا نفس الرغبة والعشق شقيقتنا الثالثة نوال فكنا نحرص على الذهاب لمشاهدة كل الأفلام الجديدة في دور عرض الدرجة الثالثة (الترسو)، وقد تضحكون إذا عرفتم أن خيرية كانت تسعى لكى تكون مطربة فكانت تغني وتقلد أم كلثوم، واذا ضحكنا عليها كانت تثور بشدة، ويجن جنونها من ضحكاتنا عليها، بينما كنت أنا ونوال نجلس على (السلم) بعد عودتنا من السينما لنمثل ونقلد ليلى مراد وأنور وجدي وغيرهم من نجوم هذه الفترة الذين كنا نعشق أفلامهم ونحرص على مشاهدتها.
حزم
* وما موقف والدكم من اتجاهكم إلى الفن؟
أبونا رحمة الله عليه كان رجلا فنانا صحيحا لم يكن ممثلاً أو مطرباً بل رساما وخطاطا يتذوق الفن جيداً، وكان يتميز بالهدوء وتعقل الأمور، ومن هنا لم نعان من أي مشكلة معه، بينما كنا نعاني من أمنا التي كانت حازمة لأقصى درجة، ومنها تعلمنا كيف نكون سيدات منزل بالدرجة الأولى.
طفولة
* وما هي المواقف التي دفعت بكما للفن وأنتما في سن الطفولة؟
لا أنسى هذا اليوم الذي أصيب فيه أبينا في عينه وأدى هذا لعدم قدرته على العمل فخرجنا للعمل دون علمه في البداية خلال فترة الإجازة، فلم نجد غير الفن كوظيفة ننفق منها على أسرتنا، ومن هنا عملت كومبارس في أفلام عديدة بأدوار صامتة بالطبع بمشهد أو مشهدين على الأكثر، ولكن من داخل كنت أشعر أنه سيأتي يوم وأصبح فيه نجمة، فكنت أجلس في الاستوديو أشاهد (ليلى مراد) و(فاتن حمامة) و(شادية) و(ماجدة) وأسأل نفسي هل سيأتي يوم أكون مثلهن نجمة مشهورة، وكانت الإجابة بداخلي: نعم سيأتي هذا اليوم.
صدفة
* ومتى بدأ يتحقق هذا الحلم؟
لعبت الصدفة دوراً كبيراً في أول دور ناطق لي كان في فيلم (حبيب الروح) أمام أنور وجدي وليلى مراد وأقول الصدفة لكوني لم أكن أتوقع أن أحصل على هذه الفرصة من أنور وجدي بعد اختباره لي، وأنا طفلة وبسبب خوفي وتوتري وولى بوجهه بعيداً عني، وجاءت أول فرصة لي لإثبات وجودي في عام 1953 مع المخرج الكبير (صلاح أبو سيف) في فيلم (ريا وسكينة) للعملاقتين زوزو حمدي الحكيم ونجمة إبراهيم، وكانت بطولته الرجالي أيضاً لأنور وجدي الذي بشرني بالنجومية.
محطات
* ما هي المحطات التي مهدت لمرحلة النجومية في حياتك؟
في عام 1955 كانت المحطة الثانية والأهم بعد أن أثبت وجودي كممثلة تكتسب صفات النجمات الكبيرات، وذلك في فيلم (أغلى من عينيّ) للمخرج الراحل عز الدين ذو الفقار حيث مثلت دور فتاة ضريرة، وبعد
إجادتي للدور اتفق المخرجون على أنني أصلح لأداء الأدوار الصعبة، ومن هنا قدمت شخصية الضريرة في أربعة أفلام أخرى هي (جسر الخالدين) عام 1960 إخراج محمود إسماعيل وأعقبته بفيلم (رجل في حياتي) ثم رائعة يحيى حقي (قنديل أم هاشم) واختتمت هذا بفيلم (العمياء).
الخرساء
* من (العمياء) (للخرساء) إيه الحكاية؟
بصدق شديد أعتبر فيلم (الخرساء) الذي قدمته عام 1961 مع المخرج الكبير حسن الإمام رحمة الله عليه من أهم وأصعب أدواري السينمائية فقد أثبت فيه قدراتي في التعبير عن أدق المشاعر والانفعالات الإنسانية دون أن أنطق بكلمة واحدة وأدى نجاح هذا الفيلم لترشيحي لبطولة فيلم (الضياع) الذي قدمت فيه شخصية امرأة مشلولة، ومنه تم ترشيحي لشخصية المضطربة نفسياً في فيلم (هل أنا مجنونة).
اعتزاز
* بعيداً عن هذه الأدوار الصعبة والمركبة حدثينا عن أهم أفلامك التي تعتزين بها في مشوارك الفنى الجميل؟
أعتز كثيراً بأفلام (شاطئ الحب) و(أم العروسة) و(السيرك) و(خان الخليلى) و(ليل وقضبان) و(الحاقد) و(صراع الأبطال) و(طريد الفردوس) وغيرها من الأفلام الأخرى حيث إن عدد الأفلام التي قدمتها وقمت ببطولتها تجاوز المائة فيلم سينمائي.
كراهية
* كان لك تجربة واحدة مع أدوار الشر في فيلم (غراميات امرأة) لماذا لم تقومي بتكرار هذه التجربة ولاحظنا أنك لا تتحدثين عنها؟
لأن النجاح الكبير الذي حققه هذا الفيلم جعل الناس تكرهني بشدة وواجهت عتابا لا حصر له من الجمهور، فقررت عدم تكرار التجربة مرة ثانية.
كوميديا
* والأفلام الكوميدية أيضاً أخذت مرحلة من مشوارك؟
هي مرحلة مهمة سعيت بها للتجديد والتنويع، ومن هنا شاركت في فيلم (صاحب الجلالة) مع فريد شوقي و(أكاذيب حواء) مع أحمد مظهر ومحمد عوض و(عالم عيال عيال) مع رشدي أباظة وغيرها من الأفلام التي أعتز بها.
(الشيماء)
* في عام 1973 عرضت السينما درتك الخالدة فيلم (الشيماء) للمخرج الراحل حسام الدين مصطفى، فلماذا لم يتكرر ظهورك في أعمال دينية أخرى؟
وأين هي الأفلام الدينية لكي أشارك فيها؟ هل تعلمون أن كل ما أنتجته السينما المصرية والعربية على صعيد الأفلام الدينية 12 فيلماً فقط منذ نشأة السينما المصرية حتى الآن، بينما تم إنتاج 4500 فيلم ما بين اجتماعي وغنائي.. إلخ، وهذا شيء محزن جداً فرغم سعادتي الكبيرة بفيلم (الشيماء) أخت الرسول عليه الصلاة والسلام إلا أن الفرصة لم تتكرر مرة ثانية.
العندليب
* فيلم (البنات والصيف) الذي قمت ببطولته أمام عبد الحليم حافظ يعد من أهم علاماتك الفنية حدثينا عن تجربتك في هذا الفيلم وذكرياتك مع العندليب الأسمر؟
مؤكد أن العمل مع عبد الحليم كان أحد أحلامى الفنية، ومن هنا عندما بدأ صلاح أبو سيف الإعداد للفيلم بعد الاتفاق مع الأديب الكبير إحسان عبد القدوس على تحويل قصته للسينما وجدت أبو سيف ومعه وحيد فريد يتصلان بي لكي أمثل في الفيلم فشعرت بسعادة كبيرة لكن فوجئت بهما يرشحاني لدور (فتحية) الشغالة فرفضت بشدة فقالا لي: اقرئي السيناريو واختاري الدور الذي يناسبك فأخذت السيناريو، وعكفت عليه ليلة كاملة، وفي الساعة السابعة صباحاً اتصلت بوحيد فريد وأيقظته من النوم وأبلغته إنني سأؤدي دور الشغالة (فتحية) فجن جنونه مني بسبب إيقاظي له في هذا الوقت دون انتظاره حتى يستيقظ في موعده المعتاد و قدمت الدور، وكان أعظم أدواري على شاشة السينما، ولا أنسى ما قاله لي الأستاذ إحسان عبد القدوس بأنني جسدت شخصية (فتحية) أفضل مما كتبها، وكان هذا هو أعظم وسام على صدري وقد أصبحت بعد هذا الفيلم صديقة عزيزة لعبد الحليم وأصر على أن أقوم بتقديمه في إحدى حفلات الربيع وفوجئت به أثناء تقديمي له على المسرح وقيامي بجذبه من الكواليس للمسرح بإحدى معجباته تقوم بإلقاء طوبة على كتفي شعرت بسببها بآلام شديدة.
شائعات
* في هذا الحفل تحديداً فوجئ بك الجمهور تمسكين بوردة بين أناملك وتقومين بتقطيع أوراقها ورقة ورقة وأنت ترددين بيحبنى ما بيحبنيش حتى قطعت ورق الوردة كاملاً وأثار هذا ردود أفعال وإشاعات لا حصر لها حول علاقتك بعبد الحليم؟
هذه كانت فكرة جديدة وسيناريو قمت بتأليفه لأقدمه بشكل مختلف بدليل أننى بعد أن انتهيت من تقطيع كل أوراق الوردة قلت بصوت مرتفع كلنا بنحبه وهو كمان بيحبنا وفوجئت بغضب كل المعجبات به وانتشرت شائعات لا حصر لها لم يكن لها أي صلة بالحقيقة، ولكن لا أنفي أننى كنت متأثرة به بشدة.
شخصيات
* بعيداً عن عبد الحليم ما هي الشخصيات الأخرى التي أثرت فيك؟
بالطبع كان أول فنان تأثرت به هو الفنان أنور وجدي الذي سبق عصره بمراحل وتعلمت منه الكثير كما تأثرت بعبد الوارث عسر الذي تعلمت منه احترامه لنفسه وللآخرين والصدق في الأداء، وكنت أذهب له يومياً في منزله ليعلمني فن الإلقاء، ولا يمكن أن أنسى رشدي أباظة الذي كان صديق عمري فكنت أفكر أمامه بصوت عال، فقد لمست فيه إخلاصاً ووفاء لم أجده في شخص آخر لدرجة أنه كان يتعارك مع أي شخص إذا أساء لي ولو بكلمة واحدة، وبالطبع لا يمكن أن أنسى فريد الأطرش صاحب أطيب قلب وأخف دم فكان مشهوراً بالظهور بشدة وقت الأزمات، وبالطبع لا يمكن نسيان وحيد فريد وصلاح أبو سيف وحسن الإمام فجميعهم أثروا في بشدة.
تجربة
* اتجهت للإنتاج السينمائي وقدمت العديد من الأفلام حدثينا عن هذه التجربة في حياتك؟
تجربة الإنتاج كانت بلا شك تجربة لذيذة جداً فقد أنتجت سبعة أفلام بدأتها عام 1961 بفيلم (رجل في حياتى) إخراج يوسف شاهين ثم فيلم (عالم عيال عيال) عام 1973 وفيلم (امرأة مطلقة) عام 1986 إخراج أشرف فهمي، وكان لي الشرف عام 1989 بإنتاج فيلم (البريء) لأحمد زكي إخراج عاطف الطيب وهو من الأعمال التي لا تنسى رغم منعه من العرض في مصر، وهو من أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية وكان لي شرف إنتاج فيلم (البحث عن سيد مرزوق) الذي مثل مصر في مهرجانات عديدة، وحصل على العديد من الجوائز لعل أبرزها جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
جوائز
* بمناسبة الحديث عن الجوائز ما هي أهم الجوائز وشهادات التكريم التي حصلت عليها؟
تم تكريمي في العديد من المهرجانات المحلية والعربية أذكر منها المهرجان القومي للسينما المصرية ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي ومهرجان الإسكندرية وتم عرض أفلامي في محافل دولية وأقيمت أسابيع خاصة لعرض أفلامي بأمريكا وموسكو ولندن وفرنسا وغيرها ناهيك عن
عشرات الجوائز وشهادات التقدير من جمعيات ومؤسسات فنية وقومية بكافة الأقطار العربية والجاليات العربية في أوروبا ولا يمكن أن أنسى جائزة أحسن ممثلة في مصر والعالم العربي عن فيلم (الخرساء) وجائزة الكاتب الكبير الراحل مصطفى أمين وهي من أفضل الجوائز التي كان يتم إعطاؤها في الستينيات والسبعينيات.
سعادة
* أسعد أوقاتك تقضينها مع من الآن؟
مع ابنتى جليلة ولا أتصور حياتي بدونها ومع حفيدتي نسمة التي أشعر وهي في حضني بأشياء لا أستطيع وصفها.
* ليس لديك أبناء غيرها؟
نعم، وجليلة هي الإنسانة الوحيدة التي تملأ علي حياتي وأخاف جداً عليها خصوصاً بعد وفاة والدها فأصبحت أنا في حياتها الحماية والملاذ وأصبحت هي في حياتي كل شيء.
استمرارية
* وما حقيقة ما تردد انك رفضت عملها بالفن؟
هذا كلام غير حقيقي فقد تمنيت أن تسير على دربي وتكمل مسيرتي إلا انها لم تمل للتمثيل و اختارت طريقا آخر وهو (الإعلانات) فهي صاحبة شركة دعاية وإعلان ولديها موهبة الكتابة منذ طفولتها، وقد قرأ الكاتب الكبير الراحل إحسان عبد القدوس كتاباتها وهي طفلة وقال لي لابد أن تشجعيها على الاستمرار وهو ما فعلته وبالفعل انتهت الآن من كتابة أكثر من عمل سأسعى بإذن الله لإخراجه للنور في أقرب وقت على شاشة السينما.
ابتعاد
* على ذكر السينما نلاحظ ابتعادك عنها كثيراً ألم تشعرى بوحشة لها؟
نعم أشعر بوحشة واشتياق وحنين، وأتمنى العودة لها بالفعل خاصة أنني مقتنعة بمعظم ما يقدم حالياً، وهو ما دفع الجمهور للعودة لارتياد دور العرض من جديد ومؤكد أن الفضل وراء إصراري على العودة هي جليلة التي حكت لي مؤخراً حكاية مثيرة كتبتها وأعجبتني بشدة خاصة أنها ظلت تحكيها بطريقة سينمائية بتقطيع المشاهد وحركات الكاميرا فقررت إنتاج هذا العمل والعودة به من جديد.
مواقف
* فنانتنا الكبيرة سميرة أحمد ما هي أصعب المواقف التي تعرضت لها في حياتك الفنية؟
عندما مثلت دور (الشيماء) وهو دور عظيم أعتز به كثيراً قالوا: سميرة أحمد لازم تختفي ولا تمثل دوراً آخر إلا بعد سنتين حتى يعرض الفيلم ويقتنع الناس بأنك الشيماء، قلت هذا الكلام لا يقال لي لأنني مثلت الشيماء وأنا سميرة أحمد أي وأنا نجمة ولها اسمها، هذا الكلام يقال لوجه جديد تكون الشيماء أول أدوارها وكانت قضية وقتها على صفحات الجرائد والمجلات ورفضت هذا الكلام بشدة وصممت على موقفي ومثلت بعد الشيماء (ليل وقضبان) للمخرج الراحل أشرف فهمي.
جحود
* وما هى أصعب المواقف التي تعرضت لها في حياتك الخاصة؟
مواقف الجحود ونكران الجميل من أشخاص الحمد لله لم يعد لهم أي وجود في حياتي، وعلى فكرة أنا لا أتحدث عن حياتي الخاصة فهي ملك لي وحدي، أما فني فهو ملك لكم جميعاً.
غضب
* متى تغضب سميرة أحمد؟
حينما أتعرض للخديعة والكذب.
ضعف
* وما هى نقطة ضعفك؟
حساسيتي الشديدة واحترامي لنفسي وكرامتي.
رضا
* بصراحة هل أنت راضية عن نفسك؟
الحمد لله فلم أفعل في حياتي شيئاً يغضب الله، كما أنني صادقة مع نفسي بدرجة كبيرة.
بكاء
* وما هي المواقف التي أدت لتساقط الدموع من عينيك؟
مواقف الظلم سواء بالنسبة لي أو بالنسبة لغيري.
غزو
* هل تذكرين آخر مرة بكيت فيها؟
يوم غزو أمريكا للعراق واشتعال هذه الحرب الملعونة وسفك دماء شعب لم يفعل أي شيء لكي يحدث له ما حدث ويحدث فلماذا يقومون بتحويل هذا البلد العظيم لفلسطين ثانية في الوقت الذي نعاني فيه مما يحدث لفلسطين الأولى.
عودة
* لو عاد بك الزمن للوراء.. هل تختارين نفس المشوار؟
نعم بكل ما واجهته من فشل ونجاح وإحباط وحب وهزيمة وانتصار.
عنوان
* حمامة السينما الوديعة.. لو عرض عليك سيناريو حياتك ما هو العنوان الذي ستضعينه عليه؟
(امرأة من زمن الحب)!
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|