|
أدب الخلاف
|
ليقل كل منا ما يريد أن يقول..
ممهوراً ومشروطاً بما يكتبه أو يتحدث عنه بأدب الخلاف..
وله أن يعبر بحرية تامة عن وجهات نظره في جميع القضايا الساخنة..
دون خوف أو وجل..
طالما أن المرء يكتب أو يتحدث بما يمليه عليه ضميره ومحبته للخير.
***
ولا داعي للغموض أو الرمزية..
هروباً من المسؤولية، أو خوفاً من تداعياتها..
ما دمنا على قناعة بأنه لا خير في الإنسان إن لم يتحدث بوضوح عن قناعاته..
ومن أن أي إنسان ملتزم بألا يغرد خارج سرب المصلحة العامة.
***
لا يهم إن لم يخرج الإنسان سالماً من نقد غير موضوعي قد يوجه إليه من هذا أو ذاك..
طالما كانت البصمة في وجهة نظره مفيدة ومؤثرة وتصب في المصلحة العامة..
وبخاصة حين يتكئ في كلامه على اعتماد المصداقية أساساً في التعبير عن وجهة نظره بشأن هذه القضية أو تلك.
***
هناك تصادم ورفض لكثير مما ينشر في الصحف المحلية من مواضيع..
بعضها معقول، وفي مستوى الحوار، والبعض الآخر دون المستوى، وليس جديراً بالحوار..
ومثل هذا الموقف يجب ألا يثني الكاتب عن عزمه وإصراره على المشاركة في بناء مستقبلنا السعيد بما لديه من آراء..
فهناك قضايا مهمة يفترض أنها تدغدغ مشاعرنا، وتنسجم مع ما يحرك هواجسنا من أسباب مُحفّزة لها..
وبالتالي كأنها تقول لنا: يجب أن نبقى كما نريد لا كما يريد غيرنا أن نكون عليه.
***
وفي ظل هذه الأجواء..
وبحسب ما نراه..
ونعايشه..
ونتلاقى معه..
ومن خلال تعاملنا مع الغير..
فإن المطلوب منا الآن ومستقبلاً: حوار عاقل ومتزن وموضوعي وهادف، وهو ما لا يقدر عليه إلا الأسوياء..
وعلينا أن نكون في مستوى التحدي لقبول الرأي الآخر، حتى لا يقال عنّا بأننا غير أسوياء، ونحن بالتأكيد لسنا كذلك.
خالد المالك
|
|
|
1400 طالب أجنبي مسجلون في جامعتها الإسلامية جهود ماليزية لاستقطاب طلاب الشرق الأوسط
|
مثل غالبية طلاب الصف الأول في الجامعات الماليزية قضى محمد ساني يونس عطلة نهاية الأسبوع في لعب الكرة ولقاء أصدقائه في مطعم ماكدونالدز المحلي للوجبات السريعة والاتصال بوطنه من وقت لآخر. ولكن الفرق الوحيد أن وطنه هو الصومال. وساني كما يحب أن ينادى واحد من بين 1400 طالب أجنبي مسجلين في الجامعة الإسلامية الدولية بماليزيا الذين يتدفقون من الشرق الأوسط وباقي أنحاء العالم الإسلامي.
وقال ساني: قررت أن آتي إلى هذا المكان لأن هناك اختلافاً كبيراً بينه وبين الوطن، ولكن أسلوب الحياة هنا سهل في التكيف معه وأضاف أن شقيقته وشقيقه اللذين يصغرانه في السن سيلحقان به قريباً للدراسة في ماليزيا.
ويشارك ساني في رأيه نحو 10 آلاف طالب مسلم آخر سعوا لاستكمال دراستهم في ماليزيا ذات الأغلبية المسلمة، وهو عدد تأمل الحكومة في زيادته خلال السنوات الخمس القادمة. وقال محمد عزمي عمر نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية إن ما نمنحه للطلاب المسلمين هنا هو التعليم الجيد في بلد إسلامي شديد التقدم.
وقال إنها الأفضل بالنسبة إلى هؤلاء الطلاب وأهلهم الذين يريدون التكنولوجيا دون تعريض القيم الإسلامية للخطر.
كانت الحكومة الماليزية أنشأت الجامعة عام 1983 بهدف تعليم الطلاب الأجانب ذوي الخلفيات المحافظة الذين لن يشعروا بالراحة في الجامعات الغربية الليبرالية، إذ إنها تمنح شهادات في الدراسات الإسلامية، وفي الدراسات الأخرى.
ولكن فيما تفاخر هذه الجامعة بأنها الجامعة الحكومية الوحيدة التي حققت نسبة مؤثرة بين الطلاب المحليين والأجانب وهي 5 إلى 1 فإن الجامعات والكليات العامة الأخرى في ماليزيا والبالغ عددها 17 تحظى بالشعبية بين الطلاب الأجانب في أعقاب جهود الحكومية للترويج لها في الخارج.
كان مصطفى محمد وزير التعليم العالي الماليزي قد صرح الشهر الماضي أن حكومته تهدف لزيادة عدد الطلاب الأجانب المسجلين في جامعاتها إلى 100 ألف طالب بحلول عام 2010 بدلاً من 40 ألفاً مسجلين في الجامعات والكليات المحلية حالياً. وقال: بدلاً من إرسال الطلاب الماليزيين إلى الخارج نريد الآن المزيد من تدفق الطلاب الأجانب إلى البلاد.
وقال مسؤول بالوزارة إن معظم الجهود تبذل بين طلاب الشرق الأوسط، وهم القسم الأكبر من الطلاب المستهدفين.
وقال مسؤول تعليمي بصراحة ليس عملياً بالنسبة إلينا في الوقت الحالي سحب عدد كبير من الطلاب من الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا.
ولكننا واثقون في قدرتنا على جذب الطلاب المسلمين من الدول الإسلامية، إذ إن لدينا الكثير لنقدمه لهم هنا أكثر من معظم الدول الغربية. وبدأت ماليزيا التي ترأس حالياً منظمة المؤتمر الإسلامي التي تضم 57 دولة في اجتذاب الطلاب المسلمين في أعقاب تفجيرات 11 أيلول - سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة حين خاف معظم المسلمين من رد فعل انتقامي في الدول الغربية.
وقال محمد عزمي نائب رئيس الجامعة الإسلامية الدولية بماليزيا للشؤون الأكاديمية ان تداعيات تفجيرات 11 أيلول - سبتمبر هي عامل مهم.
وذكر لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن هؤلاء الطلاب يرغبون الآن في الذهاب إلى بلد يعرفون أنهم في أمان فيه من العدوانية والخطر.
وارتفع عدد الطلاب المسجلين في الجامعة عام 2002 إلى 122 طالباً مسلماً بزيادة كبيرة على عددهم في العام السابق الذي لم يتجاوز 32 طالباً.
وبلغ عدد الطلاب الجدد من منظمة المؤتمر الإسلامي العام الماضي 684 بزيادة نحو 50 بالمئة عن العام السابق، إذ كان عددهم (460).
ومن بين الأمور التي تجذب الطلاب المسلمين انخفاض كلفة الدراسة في ماليزيا مقارنة بالدول الغربية، وسهولة الحصول على الأطعمة والأغذية الإسلامية وأطعمة وأغذية الشرق الأوسط المتاحة في كل مكان والمبادرات الحكومية الأخرى مثل تعليق اللافتات باللغة العربية في عدد من الجامعات والأمكنة العامة. ولكن رغم كل هذه الجهود يقول المنتقدون إن نقص الجودة في عدد من الجامعات والكليات سيعطل في النهاية هذه السياسة.
ويشكو كثير من الموظفين والمحاضرين في الجامعة من أن عدداً من المتخرجين المحليين غير قادرين على التخاطب بالإنجليزية البسيطة، ما يثير عدداً من الأسئلة بشأن المعايير التي تستخدمها المراكز العامة للتعليم العالي.
وقال ليم كيت سيانج زعيم المعارضة الذي حذر من التدهور الكبير للجودة والمعايير الأكاديمية في الجامعات العامة: إن الحكومة تحتاج لتوظيف مستويات أعلى قبل أن تأمل في جذب الطلاب الأجانب.
وكرد فعل على ذلك تعهدت الحكومة بتنقيح نظامها التعليمي بالكامل لتولي اهتماماً أكبر للتأكيد على جودة جامعاتها وكلياتها.
كان رئيس الوزراء عبدالله أحمد بدوي قد أعلن عن برنامج عمل اقتصادي قومي يتكلف 53.3 مليار دولار تخصص منها 12 مليار دولار لتطوير نظام التعليم في البلاد.
ويقول المسؤولون إنه يجري حالياً دراسة إنشاء برامج المنح الدراسية للطلاب الأجانب.
وقال محمد عزمي: هناك أعداد متزايدة من الطلاب من الشرق الأوسط يتطلعون للحصول على تعليم أفضل وتجربة التنوع بين الثقافات المختلفة، ولكنهم غير مضطرين للحياة في خطر من ممارسة تعاليم دينهم.
وأضاف سنكون خاسرين إذا لم نقدم أنفسنا كبلد يمثل الإجابة عما يبحثون هم عنه.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|