|
|
أدب الخلاف
|
ليقل كل منا ما يريد أن يقول..
ممهوراً ومشروطاً بما يكتبه أو يتحدث عنه بأدب الخلاف..
وله أن يعبر بحرية تامة عن وجهات نظره في جميع القضايا الساخنة..
دون خوف أو وجل..
طالما أن المرء يكتب أو يتحدث بما يمليه عليه ضميره ومحبته للخير.
***
ولا داعي للغموض أو الرمزية..
هروباً من المسؤولية، أو خوفاً من تداعياتها..
ما دمنا على قناعة بأنه لا خير في الإنسان إن لم يتحدث بوضوح عن قناعاته..
ومن أن أي إنسان ملتزم بألا يغرد خارج سرب المصلحة العامة.
***
لا يهم إن لم يخرج الإنسان سالماً من نقد غير موضوعي قد يوجه إليه من هذا أو ذاك..
طالما كانت البصمة في وجهة نظره مفيدة ومؤثرة وتصب في المصلحة العامة..
وبخاصة حين يتكئ في كلامه على اعتماد المصداقية أساساً في التعبير عن وجهة نظره بشأن هذه القضية أو تلك.
***
هناك تصادم ورفض لكثير مما ينشر في الصحف المحلية من مواضيع..
بعضها معقول، وفي مستوى الحوار، والبعض الآخر دون المستوى، وليس جديراً بالحوار..
ومثل هذا الموقف يجب ألا يثني الكاتب عن عزمه وإصراره على المشاركة في بناء مستقبلنا السعيد بما لديه من آراء..
فهناك قضايا مهمة يفترض أنها تدغدغ مشاعرنا، وتنسجم مع ما يحرك هواجسنا من أسباب مُحفّزة لها..
وبالتالي كأنها تقول لنا: يجب أن نبقى كما نريد لا كما يريد غيرنا أن نكون عليه.
***
وفي ظل هذه الأجواء..
وبحسب ما نراه..
ونعايشه..
ونتلاقى معه..
ومن خلال تعاملنا مع الغير..
فإن المطلوب منا الآن ومستقبلاً: حوار عاقل ومتزن وموضوعي وهادف، وهو ما لا يقدر عليه إلا الأسوياء..
وعلينا أن نكون في مستوى التحدي لقبول الرأي الآخر، حتى لا يقال عنّا بأننا غير أسوياء، ونحن بالتأكيد لسنا كذلك.
خالد المالك
|
|
|
|
|
الروبوت.. محاولة للمزج بين الآلة وذكاء الإنسان
|
* إعداد - أحمد عبد اللطيف
الروبوت جهاز يشبه الإنسان ابتكره ليقوم بالأعمال الشاقة التي لا يستطيع إنجازها بقوته العادية، فما هي أساسيات عمله؟
يتكون جسم الإنسان في الأساس من خمس أجزاء رئيسية هي هيكل الجسم، والجهاز العضلي لتحريك الهيكل، والجهاز الحسي، ومصدر طاقة لتشغيل العضلات وأعضاء الحس، والدماغ الذي يتحكم في عمل العضلات. وبالإضافة إلى ذلك يمتلك الإنسان أجزاء غير محسوسة مثل الذكاء والخلق والغريزة وغيرها، ولكن الأجزاء المذكورة أعلاه تغطي الجانب الملموس من جسم الإنسان.
ويتكون الروبوت، أو الإنسان الآلي كما يحلو للبعض تسميته، من نفس هذه الأجزاء، أي أنه يتكون من هيكل ومحرك وجهاز إحساس ومصدر طاقة وحاسوب يعمل عمل الدماغ، وعليه فإن الروبوتات ببساطة أجهزة يصنعها الإنسان أو آلات ذات سلوك يشبه سلوك الإنسان أو الحيوان. وفي مقالنا هذا سوف نتعرض لأهم أساسيات عمل الروبوت.
***
ما الروبوت؟
من الصعب إعطاء تعريف محدد للروبوت لأن كل يوم جديد يحمل استخدامات جديدة للروبوتات، وحتى تسميته بالإنسان الآلي ليست دقيقة لأنه قد يكون في شكل حيوان كما ذكرنا، ونشير هنا إلى بعض الروبوتات الشهيرة مثل الروبوت أيبو، وهو ربوت في شكل كلب يتعلم بالتعامل مع الإنسان، والروبوت أسيمو، الذي يمشي على رجلين مثل الإنسان، والروبوتات التي أرسلتها وكالة الفضاء الأمريكية إلى المريخ والروبوتات الكثيرة التي قدمتها الأفلام والمسلسلات الأمريكية وغيرها. فكل هذه الأشياء روبوتات بالمعنى المعروف للروبوت، ولأن الحاسوب الذي يتحكم في عمل الروبوت من أهم أجزائه فإن صناع الروبوت يعرفونه بأنه هيكل متحرك يحمل حاسوبا يتحكم في حركته. وبهذا الوصف يمكننا تمييز الروبوتات عن غيرها من الآليات المتحركة مثل السيارات بالحاسوب الذي يحمله الروبوت، وقد يقال إن بعض السيارات تحمل حواسيب، ولكن حواسيب السيارات تؤدي وظائف محدودة ولا تساهم في تحريك السيارة.
***
أساسيات الروبوت
تشترك معظم الروبوتات في خصائص معينة أهمها الهيكل المتحرك، ويمتلك بعضها عجلات مزودة بمحركات، بينما يمتلك البعض الآخر العديد من الأجزاء المتحركة كلها مصنوعة من الفلزات أو البلاستيك، ومثل العظام التي تكون هيكل جسم الإنسان تتصل هذه الأجزاء المتحركة، بعضها ببعض، بالمفاصل. ومن أجزاء الروبوت أيضا المشغل، وهو الذي يدير العجلة ويكون عادة في شكل محرك كهربائي أو نظام هيدرولي أو هوائي، وتستخدم بعض الروبوتات كل هذه الأنواع من المشغلات.
ويحتاج الروبوت مصدرا للكهرباء للمشغل، ولذلك تمتلك معظم الروبوتات بطاريات، وقد يوصل الروبوت إلى مصدر تيار كهربائي، ويتطلب الروبوت الهيدرولي نظاما لضخ السائل الهيدرولي أو ضغطه، بينما يتطلب الروبوت الهوائي ضاغطا هوائيا أو خزان ضغط هوائيا.
وتوصل المشغلات عادة إلى دائرة كهربائية توفر القدرة للمحرك الكهربائي
مباشرة، كما أنها تحرك النظام الهيدرولي بتحريك صمامات كهربائية تتحكم في مرور السائل المضغوط عبر الآلة. فلتحريك الساق الهيدرولية، على سبيل المثال، يفتح جهاز التحكم الصمام الذي يربط بين مضخة السائل وأسطوانة الكبس المتصل بالساق، وتضغط أسطوانة الكبس على الساق مما يؤدي إلى تحركها إلى الأمام. ولتحريك جزء معين في اتجاهين تستخدم بعض الروبوتات مكابس تضغط في كلا الاتجاهين.
ويتحكم حاسوب الروبوت في كل الأجزاء المتصلة بالدائرة، ويمكنه تحريك الروبوت بفتح الصمامات والمحركات اللازمة. ومعظم الروبوتات قابلة لإعادة البرمجة بإدخال أي برنامج مناسب في الحاسوب.
ولا تشتمل كل الروبوتات على أجهزة إحساس، والقليل منها ذات قدرة على الرؤية أو الاستماع أو الشم أو التذوق. وأهم حواس الروبوت هو حاسة الحركة، أو قدرة الروبوت على مراقبة حركته.
***
أشكال الروبوت
هذه الأجزاء الأساسية يشكلها صناع الروبوت في عدد كبير من الأشكال حسب الغرض المطلوب من استخدام الروبوت، ومن أهم هذه الأشكال الذراع الروبوتي التي تؤدي نفس وظائف ذراع الإنسان، وتستخدم عادة في صناعة السيارات لوضع قطع السيارة في أماكنها أثناء مرورها على خطوط التجميع.
ومن أهم هذه الأشكال أيضا الروبوتات المتحركة، وهي أكثر تعقيدا، وأهم العقبات التي تعترضها هي تزويد الروبوت بنظام للحركة. فالعجلات قد تفيد في تحريك الروبوت على الأرض المستوية، ولكن الصانعون يفضلون عادة الأرجل لأنها أكثر قابلية للمواءمة، كما أنها تساعد الباحثين في فهم الحركة الطبيعية للإنسان أو الحيوان. ففي الإنسان يتحكم الدماغ في التوليفة الصحيحة من العضلات اللازمة لكي يتحرك الإنسان على قدميه دون أن يقع، وبنفس الطريقة يختار صانع الروبوت التوليفة المناسبة من المكابس التي تتحكم في حركة الروبوت ويبرمجها في حاسوب الروبوت. ومعظم الروبوتات تمتلك جهاز توازن داخلي يخبر الحاسوب بأي تعديل مطلوب في البرنامج الحاسوبي. وللتغلب على صعوبة حفظ التوازن في حالات المشي على رجلين يستوحي الصانعون من الحيوانات، وخاصة الحشرات، أشكال السير التي تعطي الكائن المتحرك أفضل توازن، وهي بالطبع السير على أرجل متعددة. وتفيد الروبوتات المتحركة في أوجه عديدة أهمها استكشاف الكواكب والنجوم وجمع العينات في البيئات الصعبة أو الخطرة على الإنسان والكشف عن المتفجرات، وقد تستخدم في المستشفيات لنقل الأدوية وغير ذلك من الأعمال.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
