|
أدب الخلاف
|
ليقل كل منا ما يريد أن يقول..
ممهوراً ومشروطاً بما يكتبه أو يتحدث عنه بأدب الخلاف..
وله أن يعبر بحرية تامة عن وجهات نظره في جميع القضايا الساخنة..
دون خوف أو وجل..
طالما أن المرء يكتب أو يتحدث بما يمليه عليه ضميره ومحبته للخير.
***
ولا داعي للغموض أو الرمزية..
هروباً من المسؤولية، أو خوفاً من تداعياتها..
ما دمنا على قناعة بأنه لا خير في الإنسان إن لم يتحدث بوضوح عن قناعاته..
ومن أن أي إنسان ملتزم بألا يغرد خارج سرب المصلحة العامة.
***
لا يهم إن لم يخرج الإنسان سالماً من نقد غير موضوعي قد يوجه إليه من هذا أو ذاك..
طالما كانت البصمة في وجهة نظره مفيدة ومؤثرة وتصب في المصلحة العامة..
وبخاصة حين يتكئ في كلامه على اعتماد المصداقية أساساً في التعبير عن وجهة نظره بشأن هذه القضية أو تلك.
***
هناك تصادم ورفض لكثير مما ينشر في الصحف المحلية من مواضيع..
بعضها معقول، وفي مستوى الحوار، والبعض الآخر دون المستوى، وليس جديراً بالحوار..
ومثل هذا الموقف يجب ألا يثني الكاتب عن عزمه وإصراره على المشاركة في بناء مستقبلنا السعيد بما لديه من آراء..
فهناك قضايا مهمة يفترض أنها تدغدغ مشاعرنا، وتنسجم مع ما يحرك هواجسنا من أسباب مُحفّزة لها..
وبالتالي كأنها تقول لنا: يجب أن نبقى كما نريد لا كما يريد غيرنا أن نكون عليه.
***
وفي ظل هذه الأجواء..
وبحسب ما نراه..
ونعايشه..
ونتلاقى معه..
ومن خلال تعاملنا مع الغير..
فإن المطلوب منا الآن ومستقبلاً: حوار عاقل ومتزن وموضوعي وهادف، وهو ما لا يقدر عليه إلا الأسوياء..
وعلينا أن نكون في مستوى التحدي لقبول الرأي الآخر، حتى لا يقال عنّا بأننا غير أسوياء، ونحن بالتأكيد لسنا كذلك.
خالد المالك
|
|
|
الصداقة والمال
|
* إعداد - محمد شاهين
تتمحور حياة أربع من أعز الصديقات حول علاقة بعضهن ببعض وحول شخصياتهن المهمة ومحافظهن المليئة بالنقود.
ويحدث أن تقرر إحدى الصديقات, وهي غير متزوجة وتعتبر أقلهن من حيث المستوى المادي أن تعمل في تنظيف المنازل, وذلك لتتمكن من مجاراة باقي صديقاتها مادياً.
***
أثبتت كاتبة القصة نيكول هولوفكنير تميزها وسرعة بديهتها أول مرة عند محاولتها تحويل تلك التفاصيل والمشاعر الخاصة عند النساء وخاصة الشعور بعدم الأمان إلى فيلم بارع ناجح يُدعى (السير والتحدث) من إنتاج عام 1996م، وهو فيلم كوميدى قليل التكلفة، تدور أحداثة حول سيدة غير متزوجة، في الثلاثينيات من عمرها، تتعامل مع مشكلة زواج أعز أصدقائها، المهدد بالفشل، بجانب مشاكل أخرى. أما هنا فتقوم الكاتبة بعمل قصة تدور أحداثها في نيويورك، بين أربع شخصيات يُميزهن الوعي الطبيق. والشخصيات الأربع صديقات للغاية، يحكي الفيلم عن علاقاتهن ببعضهن البعض وعلاقاتهن العاطفية بعدد من الشخصيات الرجالية التي تنتهي بجروح لكل منهن.
الحقيقة أن المشاهد للفيلم سيجد توافقاً رائعاً بين الممثلة والكاتبة، فالممثلة كاثرين كينر تقوم باجتياح عميق للمشاعر في معظم ادوارها، وكأنها تقوم بالتحدث الى داخل الانسان مباشرة. بينما تميل هولوفكنير إلى صنع شخصيات يكون شغلهم الشاغل هو الظهور بمظهر عملي في الحياة.
أما جان (فرانسيس مكدورمان) في دورها بفيلم (الصداقة والمال)، فتتوقف عن المحاولة.
تشعر جان، المتزوجة من رجل طيب، والأم لابن رائع والموظفة الناجحة، بالتعب والكره لكل شيء وأي شيء.
إنها تشعر بعدم القدرة على تحمل مضايقات الاخرين لها، حتى قائدي السيارات في الشوارع، وحتى المارة الذين يقطعون الطريق أمامها وهي تقود سيارتها، والنادلون الذين لا يُعيرونها اهتماماً في المطعم.
وعلى ما يبدو أن غضب جان، بسبب احساسها انها مُستغلة، وهذا ما يسبب لها الإحساس بالثورة والمرارة الخانقه، التي لا يمكن تغييرها او تفسيرها، الا إذا كنت من نوعية نادرة من البشر.
ينطبق الحال على كرستين أيضاً. إلا إن كرستين تكبح تلك الثورة تحت غطاء صلب لأنها تحاول هي وزوجها إنقاذ زواجهما بأضافة شيء جديد إلى منزلهما. وتبدو في النهاية شخصية كينر الجيدة، والتي تحتاج الى الرقة والحنان مُتفائلة.
ويظهر الصراع بين المال والسعادة في أوقات كثيرة في الفيلم مثلما يظهر في الحياة الواقعية. ولكن تختلف نقطة التركيز في فيلم هولوفكنير (جميل ومدهش)، والتي بالرغم من ذكائها تناقش فكرة عدم الأمان المادي عن نقطة التركيز في هذا الفيلم. فهنا الماديات تختبىء تحت علاقة الصداقة.
وبينما تعيش جان وكريستان حياة الرفاهية، نجد أن ظروف فراني (جوان كوجاك) المادية والاقتصادية مختلفة تماماً. إنها غنية وسعيدة. ولكن ليست سعادة المال، حسب ما نستطيع ان نقول. ولكن لا أحد يعرف بالضبط ، فالمال حالة غريب. ثم تأتي أوليفيا (جنيفر أنيستن) وهي رابع عضوة في هذه المجموعة من صديقات العمر وأصغرهن.
وتشعر جان بالقلق إزاء طريقة العيش التي تتبعها صديقتها أوليفيا حيث نرى جان مندهشة لارتباطها بشخص يقوم بكسب قوتة عن طريق التنظيف.
إن أنستون شخصية جيدة للغاية إلا إن فكرة الصراع الأزلي حول حقيقة أوليفيا المادية ووجهة نظر الطبقة الوسطى تشكل السمة الأساسية في علاقتها مع صديقاتها الغنيات.
ويظل الانتقاد الوحيد لفيلم (الصداقة والمال) هو أنه يتمحور حول أوليفيا، ربما لأنها اكثر الشخصيات غرابة في الفيلم، أو لأن من توثم بالدور هي آنتستن أكثر الشخصيات شهرة في هذا الفريق التمثيلي المتجانس.
إن أوليفيا شخصية متعلمة وكانت تُدرّس في مدرسة خاصة وفي النهائية ستقابل الحب.
يُعد هذا الجزء غير السعيد في حياة أوليفيا، مجرد مرحلة، ولكن بالنسبة للاخرين تمثل الحياة وبالطبع فإن الصراع الطويل مع المال سيكون هو هدفهن الرئيسي والذي يتمركزن حوله. لكن هذا يعد مجرد مراوغة صغيرة لأن الهدف الرئيسي ليس رئسياً في قصة هولوفكنير. فالفيلم لا يهدف إلى شيء معين، مثل أفلامها السابقة.
إنه يُركز على شريحة معينة من النساء ويقترب حتى يصبح هؤلاء النساء نموذجا مُعقدا يصعب التعامل معه. وليس مجرد شريحة.
ينتهى فيلم (الصداقة والمال) مثلما بدأ، بمجموعة من النساء عائدات في سياراتهن من عشاء جماعي، كل واحدة منهن تقود سيارتها الخاصة بشخصيتها المُميزة، وتنعكس أضواء لوس أنجلوس على نوافذ عرباتهي الغالية الثمن، ويتحدثن عن أجمل فتاة وعن تكلفة النزهة وشعورهي الجيد أو السيئ، وهذا كل ما في الأمر.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|