|
أيّ يتم..؟! |
الأيتام..
فئة غالية من شباب الوطن الأصحاء..
فهم عيونه التي لا تغفو أو تنام..
والجيل الذي تُسر حين تُروى لك القصص الجميلة عن أخلاقهم..
فيما يأخذك الزهو كلما جاء ذكر أو حديث عن هؤلاء..
***
شباب تغلبوا على اليتم..
بالتحدي والإصرار على النجاح..
يملأ جوارحهم حب الوطن والإخلاص له..
فيقدمون له ولأنفسهم ما يرفع الرأس..
بملاحم من جهد وعمل..
نحو آفاق العلم والمعرفة..
بانتظار ما هو مطلوب منهم لخدمة الوطن.
***
تلقي نظرة عليهم..
تتصفح وجوههم..
وتصغي إلى كلامهم..
تتبع صور التفوق في حياتهم..
وهذا العزم والإصرار الذي يجسد الطموح ضمن أهداف أخرى وغايات كثيرة لكل منهم..
فلا تملك حينئذ إلا التسليم بأن هؤلاء ليسوا الأيتام الحقيقيين وان مروا باليتم في مراحل من حياتهم..
***
كنت مع آخرين أحضر حفلاً أقيم لأكثر من عشرين من هؤلاء..
حفلاً لتزويجهم إلى من قيل إنهن يتيمات..
بعد أن آن الأوان لإكمال نصف دينهم..
في تظاهرة اجتماعية أظهرت حجم التكافل الاجتماعي بأروع صوره وأصيل معانيه..
فحمدت الله وشكرته ودعوته بالتوفيق لهم ولهن في حياة سعيدة وذرية صالحة..
***
تحية لمن ساهم في إنجاح هذا المشروع..
لرجال الأعمال وكل القادرين الذين بادروا إلى دعم هذا التوجه..
إلى وزير العمل والشؤون الاجتماعية الدكتور علي النملة ومساعديه في تبني مثل هذه الأفكار وإنجازها على النحو الذي رأيناه..
إلى جمعية رعاية الأيتام، منصور العمري وبقية الزملاء..
إلى الرجل الإنسان الدكتور حمود البدر.
خالد المالك
|
|
|
المفكر الإسلامي د. الدجاني في آخر حواراته: العولمة شر لابد منه! |
* القاهرة خاص:
المفكر الإسلامي الراحل د. أحمد صدقي الدجاني.. واحد من العلماء الذين ذاع صيتهم من خلال إسهاماته الجمة في كافة المجالات وعلى مختلف الأصعدة.. نشأ وتربى فوق أرض البسالة والصمود.. أرض فلسطين.. فجاءت كتاباته ومقالاته كالقنابل فوق رؤوس الاعداء.. عايش الحرب ولهيبها.. فزادته صمودا وقوة.. التقيناه في هذا الحوار الأخير قبل اسابيع من رحيله والذي استنكر فيه ما قامت به الولايات المتحدة الأمريكية من اعتداء على شعبي العراق وأفغانستان.. رافضاً ربط الإسلام بالإرهاب ومؤكداً على أن ما تمارسة إسرائيل وبعض الدول الكبرى هو الإرهاب نفسه.
وشدد د.الدجاني على أنه ليس صحيحاً أن الأمة الإسلامية تمر بلحظات خمود حضاري بل إنها تحيا مرحلة إنبعاث ونهوض.. وتناول الدجاني مسألة الهوية وموقعها في مرحلة العولمة القاسية وأشار إلى أكذوبة تصادم الهوية الدينية مع الهوية القومية وبين رؤيته الخاصة في فهم ظاهرة العنف وتفسيرها لدى بعض القيادات التي تنسب إلى الإسلام وأسباب بروز هذه القيادات وكيفية التعامل معها.. وأهمية الحوار المتبادل في ثقافتنا.. وفيما يلي نص الحوار:
المفكر الإسلامي الراحل
* كيف تحدد ملامح معاناة الشعوب الإسلامية بعد حرب العراق ومن قبلها أحداث 11 سبتمبر؟
معاناة الإسلام والمسلمين موجودة حتى قبل أحداث 11 سبتمبر في الولايات المتحدة الأمريكية.. فهناك الأقليات الإسلامية في الدول الغربية وفي الصين والفلبيين وفي الشيشان وكشمير وفي كوسوفا وفي البوسنة والهرسك وفي بقاع عديدة من العالم، حيث يتعرض الإسلام لهجمات شرسة تديرها قوى الشر البغيض وتحيك به الدسائس منذ أمد طويل رغبة منها في اقتلاع جذور الهوية الإسلامية في هذه البلدان ونشر المسيحية والصليبية مستخدمة في ذلك كل أنواع القتل والعنف والتدمير وأيضا وسائل إعلامها وترسانتها المتمثلة في مئات الإذاعات والفضائيات التي تبث بعشرات اللغات مستهدفة المسلمين ولكن الوضع بعد أحداث 11 سبتمبر في أمريكا بصفة خاصة قد تغير بشكل جذري وأصبحت الشعوب العربية والإسلامية مستهدفة من مخطط صليبي صهيوني نجح في تجنيد كافة الطاقات الغربية حتى في بعض الدول الآسيوية كالصين ضد كل ما هو إسلامي.. ولعل ما حدث في أفغانستان والعراق خير شاهد على ذلك.
*وما تعليقكم على الصيحات التي رددها كبار المسؤولين بالغرب بأن هناك حرباً صليبية ضد الإسلام؟
لقد سيطر الإعلام اليهودي وبث سمومه ضد المسلمين وضد الإسلام مصوراً إياه أنه دين قائم على الإرهاب والعنف.. وأن المسؤولين عن تفجيرات أمريكا هم من المسلمين من غير دليل أو إقناع. وأتساءل: إليس إرهاباً ما تمارسه دولة إسرائيل العنصرية منذ أكثر من 50 عاما ضد أطفال ونساء وشيوخ فلسطين من قتل وتعذيب وسلب وتهديم للمنازل واحتلال الأرض وإقامة المستوطنات وحصار للقرى والمدن الفلسطينية على مسمع ومرأى من العالم.. لماذا لم تتحرك أمريكا المنصبة نفسها حامية لحقوق الإنسان في العالم إلى حماية حقوق الشعب الفلسطيني في العيش على أرضه في أمن واستقرار لماذا حتى الآن تنحاز أمريكا دوما إلى جانب إسرائيل ضد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.. لماذا تغتال الأطفال والنساء والشباب من شعب أفغانستان المسلم.. لماذا لا يتحرك العالم لوقف الظلم والعدوان الواقع على الدول العربية في العراق وليبيا والسودان.. إننا نمر بمرحلة حرجة ودقيقة من الزمن يحارب فيها الإسلام بكل الوسائل وشتى الطرق..
صمت القيود
* وحيال ذلك.. ماذا نحن فاعلون وهل ينفعنا صمت القيود؟
على الأمة الإسلامية التي بلغت المليار ونصف المليار مسلم أن تتوحد بكافة مذاهبها وطرقها تحت مظلة لا إله إلا الله وساعتها سيكون شأن هذه الأمة عظيمة لأن حال الفرقة والشتات والتمزق الذي تعيشه الشعوب الإسلامية يجعلها ريشة في مهب الرياح والأعاصير.. أما الاستمساك بالوحدة.. فإن ذلك يخلق قوة يحسب لها ألف حساب حتى من قبل أعظم دولة في العالم أمريكا، فالمسلمون لديهم من الامكانات والطاقات والموارد ما يحققون به المعجزات لخدمة الإسلام ونصرته في كل مكان.. ولذلك يجب بداية عن طريق منظمة الدول الإسلامية تبني موقف محدد تجاه ما يحدث في فلسطين وأفغانستان والسعي بكل الطرق والوسائل للحصول على الشرعية لهذا الاتجاه الداعم لحقوق هذين الشعبين والرافض لسياسة الإرهاب التي تمارسها أمريكا وإسرائيل.. ولحين اجتماع المسلمين على كلمة سواء فليعانوا من ويلات تمزقهم وهوانهم.
حضارة الغرب
* هناك بعض الاتجاهات في الفكر العربي والإسلامي ترجع مشكلة تخلفنا إلى عجزنا عن اللحاق بالتقدم المادي بينما يري البعض أننا بحاجة ماسة إلى إصلاح داخلي فما رأيكم؟
في هذه القضية أنا أميل إلى المدرسة التي ترى أننا في فترة انبعاث حضاري فكما ترى أننا قطعنا شوطا في مشروعنا النهضوي وصولا إلى تحقيق أهدافه التي بلورتها الأمة من خلال مفكريها والقاعدة دائما أن المفكرين يستلهمون الأمة ويبلورون الأفكار، ولكن الأمر يحتاج إلى فترة تاريخية كافية.. فالأهداف التي بلورتها ثقافة الأمة.. في التطلع إلى التحرير والتوحد والقضاء على الاستيراد والأخذ بالشورى.. تعني أن ما تحقق في أمتنا الإسلامية يؤكد أننا في فترة إنبعاث ومع عمليات النهوض دائما هناك قوى تعوق ذلك فهناك الذين يدعون التقليد ويجب دراسة كل هذه الأمور والسعي إلى إيجاد حلول لها.
التجديد في الفكر الإسلامي
* قضية التجديد في الفكر الإسلامي والفقه من القضايا المطروحة بشدة على الساحة.. فما هو مفهومك لهذه القضية وكيف يكون التجديد؟
مادامت فصول العام تتعاقب وأن دورة الحياة مستمرة لابد أن يكون هناك تجديد يلحق بكل شيء وهذه سنة الحياة، وبالنسبة للفقه يكفي لمعرفة الجديد أن تنظر إلى الفقه الذي ساد في القرن الثاني عشر الهجري ونقارن بينه وبين الفقه اليوم.. ستجد أن الفقه في محصلته قد أفرز لنا فقهاء مجددين طرحوا لنا قضايا العصر وأعطوا رأيهم فيها وأنا أتابع عن كثب المسلمين الذين يعيشون في الغرب.. ويجتهدون على صعيد الفقه ليناقشوا قضايا كثيرة في الحياة الاجتماعية وفي المعاملات الاقتصادية، ولكن ليس معنى أن يكون هناك تجديد أن تخرب عقيدتنا.. فالتجديد دائما في الأمور المستحدثة التي تعن لنا جراء التقدم العلمي والتكنولوجي مثل الاستنساخ ونقل الاعضاء وزرعها والتعاملات الاقتصادية الحالية.. وغيرها من القضايا التي تتطلب أن يكون هناك رأي إسلامي قاطع فيها ولكن لا اجتهاد في أصل من الأصول أو في قضية ثبت فيها نص شرعي من القرآن أوالسنة.. وهناك مقاييس ومعايير كثيرة لمن يقوم بالاجتهاد حيث لا يمكن لأي أحد أن يجتهد في مسألة ويطلق فيها أحكاماً من دون دراية بالأحاديث النبوية الشريفة والقرآن الكريم وعلوم الفقة والدين.. ولكن ذلك متروك لعلماء الأمة فقط.
اللحاق بالركب الحضاري
* في ظل التقدم العلمي والتكنولوجي الذي تشهده الحضارة الغربية.. كيف يمكن للمسلمين اللحاق بهذه الحضارة خاصة وأنهم متهمون بالتخلف؟
الحضارة الغربية في تقنيتها إنما وظفت كل نتاج الحضارات السابقة ومنها حضارتنا الإسلامية التي كانت في مرحلة ازدهارها تمثل قمة التقنية وبعد أن وصلت حضارة الغرب إلى أوجها المادي منعت الآخرين من اللحاق بها ومع هذا فإننا مع أمم أخرى نسعى وإن شاء الله في غضون عشرين عاما قد نصل إلى رأب الصدع وسد الفجوة فيما يتصل بشأن التقنية.
طوفان العولمة
* وكيف ترى تأثير طوفان العولمة على هويتنا الإسلامية خلال الفترة المقبلة؟
قضية العولمة مطروحة الآن بشدة على الساحة وإذا ما تساءلنا عن سبب الطرح نقول إن هناك عاملاً خارجاً موجوداً خاصة في عصرنا الذي يوصف بأنه عصر العولمة تجري فيه محاولة من قبل قوى الهيمنة كي تستلب جوهر الهويات وتبرمج الناس برمجة تناسب البعد الاقتصادي في العولمة ولكي ينجح البعد الاقتصادي تطرقوا لموضوع التثقيف ولسان حال هذه الشركات المتعددة الجنسيات: أن يأكل الفرد في مصر كما يأكل في بكين والهند وشيلي (الهامبورجر) وأن يشرب المياة الغازية والمعدنية، إننا أمام قوة خارجية تحاول استلاب الهوية وهذه القوى تتجه إلى الخاصة من أفراد الشعوب.. ولكن في النهاية أراهن على أن يعود الأفراد إلى أصالتهم.. وهويتهم..
* إذن فما هي نظرة الإسلام للعالمية؟
نظرة الإسلام للعالمية أستطيع أن ألخصها في قول الشاعر الأندلسي:
إن كان أصلي من تراب. .
فكلها بلادي وكل الناس فيها أقربائي
هذه نظرة الإسلام للعالمية، ولكنها تتأتى من خلال دوائر الانتماء.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|