* إعداد - د. نهاد ربيع البحيري
يشتهر هذا المصطلح العلمي بين الناس ممن يعانون من حساسية جلدية لأي سبب من الأسباب، فهذه الحالة هي حالة من حالات الطفح الجلدي التي تعتبر استجابة البشرة إلى مادة مسببة للحساسية، وعادة ما تنتشر هذه الحالات بين الأطفال الصغار، وغالباً ما يكون السبب في حدوثها تناول غذاء معين كالفراولة أو الشيكولاتة أو المحار أو أي عقار يحتوي على مادة الأسبرين، وقد يكون السبب هو تلامس الجلد مع أي مادة مهيجة، ويظل السبب مجهولا في معظم الحالات حتى بعد إجراء اختبار الحساسية.
لا تتوقف أسباب الحساسية عند الغذاء فحسب، بل تمتد لتشمل أموراً أخرى منها الحالة الانفعالية أو الاستجابة للظروف المناخية مثل البرد الشديد أو ضوء الشمس المباشر أو حتى الماء وأحيانا الصابون وغيره من مساحيق التنظيف.
كما قد توجد أسباب نادرة يعاني منها بعض الناس نظراً لحدوث بعض المضاعفات طويلة الأمد مثل الحساسية من تلامس البشرة مع بعض المعادن في الإكسسوارات والحلي أحياناً والساعات المعدنية أو الأقمشة الصناعية وغيرها مما يتلامس مع البشرة أو أنواع معينة من مساحيق التجميل غير الأصلية التي تحتوي على بعض المواد الكيميائية، وأحيانا يعاني بعض الناس من حساسية بالبشرة من تلامس الجسم مع بعض أنواع العطور.
ماذا يحدث للبشرة
عند تعرضها لما يهيجها
* يتفاعل الجسم مع مسبب الحساسية خلال دقائق من التعرض له.
*يشعر المريض بالألم والتورم في تلك المنطقة من الجسم كما تتكون تدرنات ذات لون شاحب في منتصفها ولون أحمر في حوافها، وقد تكون مثل هذه التدرنات قليلة العدد وكبيرة الحجم أو كثيرة العدد وصغيرة الحجم، وهي عادة ما تعرف بالطفح الجلدي، وتتحجر هذه التدرنات سريعا ويتراوح الزمن الذي تستغرقه من عدة دقائق إلى أيام قليلة.
* أما إذا كانت استجابة الجسم للحساسية واسعة الانتشار، فقد يحدث أن تتورم الشفتان والعينان والأنسجة الرقيقة للبلعوم والقصبة الهوائية مما يتسبب في حدوث صعوبات تنفسية.
* وفي الحالات الشديدة جداً التي تسمي حالات أنافلاكسيس anaphlaxis يحدث هبوط شديد في ضغط الدم نظراً لإفراز الجسم لمادة مضادة للهستامين، وهذا عادة ما يكون سببا للدغ الحشرات أو تناول المكسرات.
كيف يكون العلاج..؟
- يمكن علاج حالات الأرتكاريا العادية بواسطة العقاقير المضادة للهستامين سواء في صورة أقراص أو حقن.
- يمكن استخدام بعض المواد الملطفة للبشرة مثل الكلامينا التي تساعد على التخفيف من الأعراض وخاصة عند الأطفال.
- أما بالنسبة للحالات الشديدة (anaphlaxis) التي يهبط فيها ضغط الدم فهي تعتبر حالات طبية طارئة تتطلب الحقن العاجل بالأدرنالين لاستعادة ضغط الدم إلى مستواه الطبيعي، ويليه العلاج بالاسترويدات ومضادات الهستامين.
كيف يحدد المريض سبب الحالة؟
يستطيع هؤلاء ممن يعانون الحدوث العنيف المفاجئ للطفح الجلدي بعد تناول نوع معين من الأغذية مباشرة أن يحددوا المصدر الحقيقي لمشكلتهم الصحية بالتوقف التام عن تناول هذا الغذاء بكل صوره.
وعادة ما تكون أول نوبة من هذه النوبات الشديدة للحساسية في وقت مبكر من العمر، في سن الطفولة عادة عندما يتناول الطفل غداء معينا لأول مرة ويتسبب له في حدوث نوع من الحساسية، فعلى الأم والأب في هذه الحالة أن يضعا في ذهنيهما نوعية الأغذية التي تسبب حساسية لأطفالهما عند تناولهم لها لأول مرة ولذا يكون من السهل استدعاء الأحداث لتحديد الغذاء المهيج للحساسية ولتوجيه الاتهام نحو العدو الحقيقي.
لذا ففي المستقبل يجب على الشخص المعرض لمثل هذه الحالات أن يتجنب تناول هذا الغذاء أو تناوله ضمن مكونات غذاء آخر بشتّى الطرق سواء تناوله في صورته الطبيعية الطازجة أو المطهوة، فمثلاً إذا كانت الفراولة هي سبب الحساسية فلا ينصح الشخص المعرض للحساسية بتناولها سواء طازجة أو مضافة للزبادي أو الآيس كريم أو في سلاطة الفواكه أو ضمن أي مكونات غذاء آخر. وإذا أجري تحليل دم أو اختبار حساسية لهذا الشخص فستكون النتيجة إيجابية.
والسبب في هذه النتيجة الإيجابية هو أن الجهاز المناعي لمثل هؤلاء الأشخاص يفرز مواد كيميائية تدمر العامل المهيج وهذه يمكن قياسها في المختبر بعدة طرق.
عندما يكون من الصعب تحديد السبب...
ورغم قدرة تحليل الدم على تحديد سبب الحساسية كما سبق إلا أنه أحيانا ما تكون العلاقة بين الحساسية والعامل المهيج أقل وضوحا وأصعب في تشخيصها. وخاصة في الحالات التي يعاني فيها الشخص من الأرتكاريا المزمنة عندئذ قد يفشل تحليل الدم في تحديد علامات الاستجابة المباشرة للجهاز المناعي حتى وإن تطورت الحالة إلى الاحمرار التي تظهر وتختفي دونما سبب يسهل تحديده.
ومن الاحتمالات الأخرى التي قد تتسبب في حدوث مثل هذه الحالات تناول غذاء يحتوي على نسبة عالية من مادة الهستامين لذا ينصح هذا الشخص بتجنب تناول هذا الغذاء بقدر الإمكان لملاحظة إمكانية حدوث تحسن من عدمه، ويتطلب ذلك تجنب تناول بعض أنواع الجبن غير المطبوخة والسوسيز والسلامي والمكاريل والتونا وخاصة الأنواع المعلبة منها.