* إعداد - تنكزار سفوك
في الذكرى الـ27 لاستقلال زيمبابوي التي تحل هذا الاسبوع حاول مئات من الشبان التسلل عبر السياج الحدودي المكهرب الذي يمتد بطول 150 كيلومترا بمحاذاة الحدود مع دولة جنوب افريقيا هربا من المعاناة التي خلقها الرئيس روبرت موجابي.
وبينما كان أنصار الحزب الحاكم يستمعون إلى الموسيقي الصاخبة ويشاهدون الاستعراضات العسكرية في هراري كانت مجموعة من المهاجرين تقوم بتهريب مقتنياتها عبر السياج الحدودي في وضح النهار.
وكان كيم لودبروك مصور وكالة التصوير الصحفي الاوروبية (إ.ب.أ) واقفا يرقب أربعة من الزيمبابويين وهم يتسللون داخل البلاد وعلي بعد اقل من 200 متر من قاعدة تابعة لجيش جنوب افريقيا.
وبحسب بعض التقديرات فان ما يقدر بـ49 الف من مواطني زيمبابوي معظمهم من الشباب والاصحاء يتسللون إلى الجارة الغنية جنوب افريقيا شهريا.
الجوع والفقر منتشرين على نطاق واسع جراء البطالة الرهيبة ومعدلات التضخم القياسية التي تجاوزت 1700 في المئة الامر الذي أدى لتحفيز هذا المد البشري جنوبا في رحلة محفوقة بالمخاطر.
ويتعين علي المهاجرين أولا عبور نهر ليمبوبو الذي يشكل الحدود الطبيعية بين البلدين والذي يعج بالتماسيح.
وفور تمكنهم من التسلل عبر السياج الحدودي الذي يرتفع لثلاثة امتار يتولى زعماء مدفوعو الاجر أمر العناية بالمهاجرين عبر المزارع إلى الطرق الهادئة حيث تكون بالانتظار سيارات اجرة تعمل خارج القانون لنقلهم تحت جنح الظلام إلى مدينة جوهانسبرج وما بعدها.
وداخل جنوب افريقيا ثمة لصوص يعرفون باسم (اماجوماجوما) غالبا ما يقبعون داخل الاحراش في الانتظار حيث يجردون المهاجرين من كل شيء من النقود وكل ما له قيمة وحتى الحذاء. أما من ليس معه مال فالويل له حيث يتلقي نصيبه من الضرب المبرح.
والشهر الماضي كشف الشقيقان ستيفن - 23 عاما - وجوزيف - 26 عاما - من إحدى القرى بوسط زيمبابوي لوكالة الانباء الالمانية عن آثار لكدمات شديدة في الاذرع والساقين تعود إلى مواجهات مع أل(اماجوماجوما).
ويقول ديرك ليمبرتز الذي يدير منطقة للحياة البرية مخصصة لاغراض السياحة والصيد انه عثر على امرأة زيمبابوية (شبه ميتة) فى أرضه بعد أن سرقت.
وبحسب تقديرات فان ما يتراوح بين مليونين وثلاثة ملايين زيمبابوي يعيشون في جنوب افريقيا ويعملون في وظائف مثل الخدمة في البيوت أو في الفلاحة أو التجارة.
وفي ظل بطالة غير رسمية في جنوب افريقيا تقدر بنحو 40 في المئة فإن المهاجرين الزيمبابويين يمثلون منافسة غير مرحب بها بالنسبة للوظائف منخفضة الأجر.
وفي كل يوم يتم احتجاز ما بين 130 الى 150 زيمبابويا في احد مراكز اعادة المهاجرين غير الشرعيين والكائنة بالقرب من جوهانسبرج ويتم اعادتهم عبر الحدود ومن هناك يقوم هؤلاء بمحاولة جديدة بالقفز عبر الحدود.
يعمل ستيفن وجوزيف كعمال زراعة باجر شهري قدره (400 راند) أي ما يعادل 56 دولارا وهو اجر يقل كثيرا عما يتقاضاه نظيره من جنوب إفريقيا إلا انه يعادل نحو أربعة أضعاف أجر الموظف في زيمبابوي.
يقول وليام الذي يعمل بستانينا في جوهانسبرج (إن الوضع في زيمبابوى يزداد سوء يوما بعد يوم. وكل من يستطيع الفكاك من البلاد يفعل دون تردد).