|
تدفق الشركات الأجنبية على بنجالور.. نعمة أم نقمة؟
|
شهدت مدينة بنجالور عاصمة التكنولوجيا في الهند نمواً سريعاً جداً في الوظائف والدخل كان بمثابة نعمة ونقمة في آن واحد.
ازدحام شوارع المدينة الضيقة بالسيارات والتغير الجذري في نمط الحياة والمخاوف بشأن أخلاقيات الشبان لا تمثل سوى جزء من المشاكل التي صاحبت انطلاق بنجالور إلى رخاء نسبي.
وأي إشارة إلى أن نمو بنجالور سيكون له حدود من شأنها أن تلقى ترحيباً بين كثير من عمال الدول الغربية وبصفة خاصة الولايات المتحدة، حيث أصبحت قضية توسع شركات في الخارج إحدى الموضوعات الساخنة في الحملة الانتخابية قبل انتخابات الرئاسة في الثاني من نوفمبر تشرين الثاني.
غير أن خبراء يقولون: إن ازدحام المرور لن يردع أكثر من 1200 شركة قررت التوسع ونقل جزء من عملياتها إلى بنجالور نظراً لوجود وفرة هائلة في العمالة الرخيصة. كما أن الاتصالات ومنشآت الطاقة أهم من الطرق أو الثقافة.
وقال سانتوش مارتن المدير بمؤسسة جونز لانج لاسال للاستشارات العقارية: إن الشركات ستسعى لتأجير مكاتب جديدة مساحتها الإجمالية 743 ألف متر مكعب هذا العام وهو ما يشير إلى توفير نحو 80 ألف وظيفة جديدة تضاف إلى نحو ستة ملايين وظيفة قبل عام.
وقال مارتن: (لا يتعلق الأمر بالعرض، بل بالطلب.. العملاء يشكون من البنية التحتية ولكن هذا لم يمنعهم من التوافد).
واجتذبت قوة عاملة ماهرة ضخمة ورخيصة في الهند تجيد اللغة الإنجليزية شركات من جميع أنحاء العالم أتاحت نحو 550 ألف وظيفة في مجال برامج الكمبيوتر و280 ألف وظيفة في مجال خدمات الاتصالات الهاتفية غير المباشرة في صناعة حجمها 12.5 مليار دولار وتنمو بنسبة 30 بالمائة سنوياً. وما لا يقل عن ثلث هذه العمالة موجود في بنجالور ونتيجة هذا النمو ظهرت مطاعم فخمة على طرق شبه ممهدة وقفزت أسعار العقارات وبصفة خاصة المساكن الحديثة.
ونمت بكثرة المساكن والمكاتب المقامة من الصلب والزجاج في ضاحية جديدة على ضواحي المدينة التي يقطنها 6.5 ملايين نسمة والتي كانت تعرف من قبل (بجنة المتقاعدين).
ويعلو صوت أبواق السيارات التي فقد سائقوها صبرهم بينما تكاد تكون حركة السيارات في الشوارع المكدسة متوقفة بعد أن كان يعمها الهدوء من قبل. وخلال عامين استقبلت شوارع بنجالور 370 ألف سيارة إضافية بفضل القروض الميسرة الممنوحة للراغبين في شراء سيارات ليصل إجمالي عدد السيارات في المدينة إلى 1.95 مليون.
وهددت مجموعة من شركات التكنولوجيا بمقاطعة معرض يقام سنوياً في بنجالور في الفترة من الأول إلى الخامس عشر من نوفمبر ما لم تحل السلطات مشكلة المرور وتحسن من حالة الطرق.
ويقول المسؤولون: إنهم يبذلون قصارى جهدهم، مشيرين إلى إعلان في الشهر الماضي عن طريق سريع طوله تسعة كيلومترات يربط بين وسط المدينة وضاحية (المدينة الإلكترونية) ويقولون: إنهم سيتخذون خطوات أخرى عند الحاجة.
وساعدت الوظائف الجديدة على زيادة دخل سكان بنجالور رغم أنهم يكافحون لتوفير الوقت للتمتع بها.
ويمثل انيل كومار (27 عاماً) وخطيبته المسيحية ايميلدا فرناندو 26عاماً لهند جديدة. وهما يحققان دخلاً طيباً من العمل ليلاً لخدمة عملاء أمريكيين يبعدون عدة مناطق زمنية.
ويعمل الاثنان في شركة ترانس ووركس وهي مركز اتصالات يضم 2600 موظف وتمتد دورات العمل فيه عادة إلى 12 ساعة تنتهي بعد الفجر. وفي أيام العطلات يتناولان الطعام في فنادق فخمة وهو ما لم يكن يحلم به آباؤهم من موظفي الحكومة البسطاء.
وتقول ايميلدا: (نستقل سيارات أجرة وهو ما لم يكن متاحاً قط لآبائنا). ورقي الاثنان ثماني مرات في أربعة أعوام وزاد مرتبهما لخمسة أمثاله تقريباً. وبدأت ايميلدا كمندوبة والآن أصبح يعمل تحت إدارتها 125 موظفاً وتحصل على 33 ألف روبية (719 دولاراً) شهرياً. ويحصل كومار وهو مساعد مدير عام في الشركة على مثلي هذا المبلغ.
ورغم أن مرتبيهما يمثل ثلث أو أقل من ثلث ما يحصل عليه نظراؤهما في الولايات المتحدة فإنه أكثر من كافٍ في الهند. ويعمل الاثنان في دورات ليلية مختلفة ويقول كومار: إن من الصعب أن يلتقيا ويضيف (يمكن أن تضيع حياتك هباء). أضف إلى ذلك مشكلة المرور وتقول ايميلدا: (تستغرق قدومي إلى محل عملي 40 دقيقة. كان الأمر لا يتجاوز 20 دقيقة من قبل).
وفي بلد يقطنه مليار نسمة يعتمد أكثر من ثلثيهما على الزراعة من الشائع تقديم تضحيات كبرى من أجل العمل ورغم ذلك فإن توافد الشركات الأجنبية مستمر بحثاً عن مواهب جديدة وهي توفر للعاملين قروضاً ومساكن رخيصة وأطعمة بأسعار مخفضة.
وتتحدث الصحف المحلية عن تهديد للقيم الهندية المحافظة، إذ يتزايد عدد الشبان الذين يدخلون في علاقات الموارد البشرية ربما يشجعون على توثيق الصلات بين العاملين أكثر من اللازم.
.....
الرجوع
.....
| |
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 