برنامج التشغيل الياباني (ترون) استخداماته تفوق ويندوز بعشرين ضعفاً
|
ربما كان في مقدور «كين ساكامورا» أن يكون أكثر ثراء من «بيل جيتس» لكن الأستاذ الجامعي الياباني يقول انه يكسب ما يكفيه لان يحيا حياة عادية.
ففي عالم الكمبيوتر يقف المهندس الياباني المغمور، في الصف الأول كتفا إلى كتف مع «جيتس»، إذ انه طور نظاما للتشغيل يستخدم على نطاق أوسع بكثير من نظام تشغيل ويندوز الذي تنتجه شركة مايكروسوفت.
ونظام التشغيل الذي طوره «ساكامورا» ويعرف باسم (ترون) ويعني «نواة نظام التشغيل الآلي» يستخدم لتشغيل أدوات مختلفة بدءاً من آلات التصوير الرقمية إلى محركات السيارات، مثلما يستخدم نظام ويندوز لتشغيل أجهزة الكمبيوتر الشخصية. لكن يظل الفرق قائما بين نظامي التشغيل وبين ثروتي «ساكامورا» و«جيتس»، وهو انه بينما يتعين شراء ويندوز من شركة مايكروسوفت فان نظام ترون يوزع مجانا. ولو ان «ساكامورا» قرر الحصول على مقابل حتى ولوسنت واحد من كل مستخدم من مستخدمي ترون لاصبح الآن من اصحاب مليارات الدولارات، وكان من الممكن أن ينافس حتى «بيل جيتس» الذي يشتهر بأنه أغنى رجل في العالم، بثروة تقدرها مجلة (فوربس) بحوالي 34 مليار دولار.
يقول ساكامورا البالغ من العمر 1 5 عاما، والذي يعمل أستاذا في جامعة طوكيو وطور برنامج ترون قبل 0 2 عاما تقريبا: «أنا مهندس ولست رجل أعمال». ويتابع كلامه ضاحكا: «اعتقد أن جيتس من طراز رجال الأعمال اكثر»، مضيفا أنه راض عن الراتب الذي يتقاضاه من الجامعة. وقال: «لا مشاكل عندي طالما أنني أعيش حياة عادية». وطبقا لمسؤول بجامعة طوكيو، فان المرتبات السنوية لاساتذة الجامعة باستثناء الحوافز والعلاوات تتراوح بين سبعة وعشرة مليارات ين، أي ما يعادل 9 5 إلى85 ألف دولار. أما برنامج ترون فهو نظام تشغيل مدمج داخل وحدات تشغيل تتحكم في أجهزة إلكترونية، تتراوح بين الهواتف المحمولة وأجهزة الفاكس وحتى أجهزة المطابخ المنزلية. ويقدر «ساكامورا« أن نظام التشغيل الذي طوره، يستخدم في عدد يتراوح بين ثلاثة مليارات إلى أربعة مليارات من هذه الأجهزة في أنحاء العالم، وهورقم يفوق كثيرا برنامج ويندوز الذي يشغل نحو150 مليون جهاز كمبيوتر في أنحاء العالم.
وعندما أزيح الستار عن نظام ترون لأول مرة عام 1984، حصل على الإشادة والتقدير في اليابان، فالبرنامج يمكن تعديله ليستخدم في أجهزة الكمبيوتر الشخصية باعتباره برنامجاً جرى تطويره في اليابان ويمكنه كسر سيطرة مايكروسوفت، وتحرير شركات الكمبيوتر اليابانية من عبء دفع مقابل استخدام برنامج تشغيل أساسي، لكن هذا الحلم تحطم في عام 1989 عندما هددت الولايات المتحدة باعتبار ترون حاجزا أمام حرية التجارة، عندما علمت عن خطط الحكومة اليابانية لاستخدام البرنامج في الحاسبات الشخصية في المدارس.
وأمام وصف واشنطن لبرنامج ترون بأنه عائق أمام حرية التجارة، تراجعت الحكومة اليابانية عن الخطة، وقطع الكثير من شركات الكمبيوتر اليابانية علاقاتها مع ترون خشية إغضاب الولايات المتحدة اكبر أسواقها. وقال «ساكامورا» انه لم يفهم خطوة الولايات المتحدة الأولية، ولا رد فعل الشركات اليابانية المترتبة عليها، لكنهما سمحا له بالتركيز على الهدف الأصلي لتطوير ترون، لاستخدامه في وحدات التشغيل المصغرة للأجهزة الإلكترونية بدلاً من استخدامه في أجهزة الكمبيوتر.
وقال «ساكامورا» في مقابلة صحفية: «لا وقت لدي لأشعر بالغضب أوالحزن، علي أن أواصل عملي في آلات التصوير الرقمية والهواتف المحمولة». مضيفا انه لا يشعر بقلق حول مستقبل ترون لأنه واثق من نقاط قوته التكنولوجية.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|