هل اطفالنا في أمان وهم يستخدون الإنترنت
|
* إعداد : سهام عبد السلام
تزايدت الحاجة لحماية الأطفال عندما يستخدمون الإنترنت، حيث أصبحت هذه الشبكة جزءاً مهماً في حياتنا، سواء على المستوى الشخصي أو المهني.
لقد صار العالم أصغر مع حدوث هذه الثورة التكنولوجية التي يسرت التقاء الأشخاص من جميع أنحاء العالم بعضهم ببعض، وهو ما ظل أمراً مستحيلاً عليهم على مر التاريخ حتى دخلت الإنترنت إلى حياتهم.
ويمكن أن تفتح شبكة الإنترنت للأطفال الكثير من الأبواب، وتزوّدهم بمعلومات مفيدة تنفعهم في أداء واجباتهم المدرسية وتعلمهم الكثير من الأشياء الجديدة.
إن الإنترنت ذات جوانب إيجابية، لكن لها في نفس الوقت جانبها المظلم الذي يمكن أن يؤذي أطفالكم. من هنا، تأتي الحاجة إلى حماية الأطفال المستخدمين لشبكة الإنترنت من هذه المخاطر.
وتشير الإحصائيات الحديثة إلى ما يلي:
- على مر السنوات الماضية، تعرض طفل من بين كل خمسة أطفال لملاحقة من يطلبون منهم ممارسة أعمال منافية لللآداب عبر الإنترنت، ويقدّر هؤلاء الأطفال بـ725000 طفل وطفلة.
- تعرض واحد من بين كل 33 طفلاً لمثل هذه الملاحقة المُلِحَّة، ويصل هذا الإلحاح إلى حد التهديد وطلب المقابلة الشخصية، أو الاتصال تليفونياً، أو إرسال خطابات بريدية أو هدايا.
- ورغم أن ثلث الأسر أبلغت أنها تستخدم (برمجيات تتيح للأبوين التحكم في مواقع الإنترنت ومنعها)، إلا أن واحداً من بين كل أربعة أطفال تعرضوا لمشاهدة صور خليعة على أجهزتهم.
- حوالي واحد من كل 17 طفلاً تعرضوا للتهديد عبر الإنترنت، بما في ذلك تهديدات بإيذاء الطفل أو الطفلة، أو أصدقائهما أو أفراد أسرهما.
- خمسون بالمائة ممن يشاركون في مواقع الدردشة والتعارف مع غيرهم عبر الإنترنت تلقوا مكالمات تليفونية من شخص سبق أن دردشوا معه.
- إن استخدام أطفالك لغرف الدردشة، أو رسائل البريد الإلكتروني، أو الرسائل الفورية للحديث مع شخص لا يعرفونه جيداً يمكن أن يعرضهم ويعرض عائلتك لخطر فوري دون علمك.
ما ذا بوسعكم أن تعملوا لحماية أطفالكم من هذه المخاطر عندما يستخدمون شبكة الإنترنت - خاصة إذا كانوا يعرفون عن الكمبيوتر أكثر مما تعرفونه أنتم؟ حيث إنكم آباء أو أمهات على وعي وعلم بالأمور، يمكنكم أن تحافظوا على سلامة أطفالكم بأن تقوموا بعمل ما يلي:
- استخدام التكنولوجيا الحديثة من برامج وغير ذلك لفرز المعلومات غير المرغوبة والتخلص منها.
- قضاء وقت مع أطفالكم في التجوّل عبر الإنترنت.
- التربية والتعليم - علّموا أطفالكم كيف يظلون في أمان وهم يستخدمون الإنترنت.
استخدام التكنولوجيا
يمكنكم استخدام التكنولوجيا لمساعدتكم على تأمين سلامة أطفالكم وهم يستخدمون الإنترنت. فالبرمجيات القادرة على رصد المواقع غير المرغوبة يمكنها أن ترشح (تفلتر) مواقع الإنترنت أوتوماتيكياً وترسل لكم رسالة عبر بريدكم الإلكتروني تخبركم فيها بما تعتبرونه أنتم غير ملائم، كما تمكنكم أيضاً من مراجعة نتائج استخدام أطفالكم للإنترنت.
وحتى لو لم يمكنكم مراقبة كل رسالة إلكترونية أو فورية يرسلها أطفالكم، ستظلون قادرين على تكوين فكرة جيدة عما يشاهدونه على شبكة الإنترنت. وهذه طريقة عظيمة لإدخال ما يضمن حماية أطفالكم وهم يستخدمون الإنترنت.
ويمكن أن تشمل البرمجيات التي تتيح للأبوين التحكم فيما يراه أطفالهم عبر شبكة الإنترنت استخدام برمجيات توفير خدمات الإنترنت ISP، والبرمجيات التي تتيح للأبوين التحكم فيما يراه أطفالهم عبر شبكة الإنترنت، وبرمجيات رصد مواقع الإنترنت.
ولنستعرض الآن كلاً من هذه البرمجيات على حدة، لنمكنك من أن تختار إحداها اختياراً مبنياً على العلم بما يضمن سلامة الطفل المستخدم للإنترنت.
برمجيات توفير خدمات الإنترنت ISP
هذه البرمجيات تفرز مواقع الإنترنت أوتوماتيكياً، وتمنع أطفالكم من الدخول على المواقع التي ترونها أنتم خارجة عن حدود ما تسمحون لأطفالكم بمشاهدته.
معظم هذه البرمجيات تقدّم الآن هذا المرشح (الفلتر) الذي يمكِّن الأبوين من التحكم فيما يشاهده أطفالهم على الإنترنت ومنع ظهور المواقع غير المرغوبة.
عادة ما يمكنكم تخصيص ما ترشحه هذه البرمجيات من على موقعها على الإنترنت لتناسب احتياجاتكم الفردية.
ابحثوا بمساعدة البرنامج الذي تستخدمونه حالياً من برمجيات توفير خدمات الإنترنت ISPs بزيارة موقع هذا البرنامج على شبكة الإنترنت لتروا ما إذا كان ما يقدّمه من خدمات تشمل خدمة ترشيح (فلترة) مواقع الإنترنت لتأمين سلامة من يستخدمونها من الأطفال.
لكن برمجيات تعطيل مواقع الإنترنت ليست كافية؛ لأنكم تحتاجون أيضاً إلى البرمجيات التي تساعد الأبوين على رصد مواقع الإنترنت والتحكم فيها. فلماذا؟ هل تعلمون ما إذا كان طفلكم، أو ابنكم أو ابنتكم المراهقون يتحدثون مع شخص لا ينبغي لهم الحديث معه أو يرون شيئاً لا يصح أن يشاهدوه؟ لا سبيل لكم لمعرفة ما يفعله أطفالكم أو إلى أين يذهبون عندما يدخلون على شبكة الإنترنت ما لم يكن لديك البرمجيات التي تساعد الأبوين على التحكم في مواقع الإنترنت.
وحتى لو كان لا يصح لأطفالكم أن يدخلوا على شبكة الإنترنت دون ملاحظة من الأبوين، فكلنا نعلم أن أطفالنا سوف يفعلون ذلك لو اعتقدوا أن فعلتهم لن تنكشف.
البرمجيات التي تساعد الأبوين على رصد مواقع الإنترنت والتحكم فيها تزوّد هذه البرمجيات الأبوين بمجموعة من أدوات تأمين أطفالهم ضد مخاطر الإنترنت، التي توفر لهم التحكم فيما يدخل إلى بيوتهم ويخرج منها، وهي تحترم قيمهم ومعتقداتهم الشخصية.
هذا حل سهل التركيب والاستخدام لحماية سلامة أطفالكم من مخاطر استخدام الإنترنت.
توفر هذه البرمجيات أساساً عملية ترشيح (فلترة) لمحتوى مواقع الإنترنت، والتحكم في الدخول على المواقع، والتحكم في الخصوصيات، وسجل بأحداث ما فعله مستخدم الإنترنت. إذا كنتم راضين عن برنامج توفير خدمات الإنترنت ISP الذي تستخدمونه حالياً ولا تهتمون بإنزال أو تركيب برمجيات أخرى، فاعلموا أن هذا البرنامج حل جيد لترشيح (فلترة) مواقع الإنترنت لحماية سلامة أطفالكم.
برمجيات رصد مواقع الإنترنت
تتيح لكم برمجيات الرصد أن تسجلوا الأنشطة التي يقوم بها أطفالكم على الكمبيوتر، وبذا يمكنكم أن ترصدوا ما يفعله طرفا الاتصال وهما يتراسلان في غرف الدردشة، وما يكتبانه على لوحة المفاتيح بعضهما لبعض ويقرآنه عبر شاشة الكمبيوتر.
ويشير صنّاع البرمجيات إلى هذا النوع من برمجيات حماية الأطفال من مخاطر الإنترنت باسم برنامج الجاسوس الخفي. وهذا البرنامج غير مزوّد بمرشح (فلتر) للمواقع. فإذا كنتم ترغبون في تسجيل ومراجعة الأنشطة التي يقوم بها أطفالكم على الكمبيوتر وفي امتلاك مرشح (فلتر) للإنترنت فستحتاجون إلى استخدام أحد برامج توفير خدمات الإنترنت ISP التي توفر خدمة الترشيح (الفلترة)، كالموصوف عالية، إما وحده أو مع أحد منتجات البرمجيات التي تساعد الأبوين على التحكم في مواقع الإنترنت.
اقضوا وقتاً مع أطفالكم في البحث على الإنترنت لعل أول ما ينبغي أن يُفهم هنا هو نوع المعلومات المأمونة الضرورية لكل مرحلة عمرية.
وفيما يلي اقتراحات بما يناسب المراحل العمرية للأطفال:
حماية الأطفال المستخدمين للإنترنت
في المرحلة العمرية من 2 - 4 سنوات
هذا هو سن (الأجهزة الصغيرة المحمولة)، حين يبدأ الأطفال في تعلم التعامل مع الكمبيوتر في وجود أحد الأبوين أو الأشقاء. هناك عدة أنشطة ومواقع يرجح أن تلائم هذه المرحلة العمرية، لكن في معظم الحالات، يكون استكشاف الأب أو الأم للكمبيوتر مع الطفل أمراً مفهوماً. هذه ليست مجرد مسألة حماية للطفل، لكنها أيضاً وسيلة لضمان مرور الطفل بتجربة ممتعة، وللمساعدة على توثيق الروابط ما بين الطفل والشخص الأكبر سناً الذي يستكشف الإنترنت معه.
بدءاً من سن الثالثة، يمكن أن يستفيد بعض الأطفال من الحصول على شيء من الاستقلالية، بحيث يستكشفون الإنترنت وحدهم، ويمارسون البحث فيها، ويكتشفونها، ويخطئون فيما يفعلون. وهذا لا يعني بالضرورة منحهم حرية الدخول على الإنترنت دون قيد أو شرط.
فمن الأفضل أن يختار الوالدان مواقع الإنترنت التي يزورها أطفالهم، ولا يسمحون لهم بالخروج من هذه المواقع وحدهم.
لستم مضطرين بالضرورة إلى الوقوف بجوار أطفالكم أو الجلوس معهم طوال الوقت لتضمنوا أنهم يطلعون على موقع آمن معروف لكم.
حماية الأطفال المستخدمين للإنترنت
في المرحلة من 4 - 7 سنوات
يبدأ الأطفال في استكشاف الإنترنت وحدهم في هذه السن، لكن ما زال من المهم أن يظل الوالدان على صلة وثيقة بأطفالهم وهم يفعلون ذلك. عندما يصل أطفالكم إلى هذه السن، يجب أن تحدوا من حريتهم في الدخول على مواقع الإنترنت، بألا تسمحوا لهم بالدخول إلا على المواقع التي سبق لكم زيارتها، وشعرتم أنها مواقع ملائمة لهم.
ومما يساعدكم على هذا ما يوفره لكم موقعنا على الإنترنت من روابط عن مواقع حماية الأطفال والمواقع الموجهة لما يهم الأسرة.
من المهم أن يحصل الأطفال في هذه السن على نتائج إيجابية من المواقع التي يمكن أن تعزِّز كشفهم عن المعلومات. والمسألة هنا ليست مسألة تجنب المواقع الخطرة بقدر ما هي مسألة التأكد من أنهم يزورون مواقع لا تحبطهم أو تقودهم إلى طرق مسدودة.
حماية الأطفال المستخدمين للإنترنت
في المرحلة العمرية من 7 -10 سنوات
في هذه المرحلة من العمر، يبدأ الأطفال في التطلع للمعلومات والدعم الاجتماعي خارج نطاق الأسرة. وهذه هي المرحلة التي تصير عندها ضغوط الرفاق قضية مهمة بالنسبة للكثير من الأطفال. وهي أيضاً المرحلة التي يتطلع فيها الأطفال إلى مزيد من الاستقلال عن الأبوين، كما يقول عالم النفس ريتشارد توفط.
يجب تشجيع الأطفال في هذه المرحلة العمرية على ممارسة بعض الاستكشاف وحدهم أكثر من ذي قبل، لكن هذا لا يعني ألا يكون الوالدان قريبي المنال للطفل. فكما أنكم لن تتركوا أطفالكم في هذه السن يذهبون وحدهم لمشاهدة الأفلام السينمائية، من المهم أن تبقوا معهم - أو على الأقل قريباً منهم - عندما يستكشفون الإنترنت.
إذا كان لديكم أطفال في هذه المرحلة العمرية، فكروا في وضع الكمبيوتر في المطبخ، أو في غرفة المعيشة التي تجتمع فيها الأسرة، أو في غرفتكم الخاصة، أو غيرها من الأماكن التي يمكن فيها للطفل الذي يستخدم الكمبيوتر أن يصل إلى أحد الأبوين. بهذه الطريقة، يمكن أن يصير الأطفال (مستقلين)، لكنهم ليسوا وحدهم.
فكروا أيضاً في استخدام برنامج ترشيح (فلترة) مواقع الإنترنت أو تحديد حرية الأطفال لتقتصر على زيارة المواقع التي تحددونها أنتم باستخدام آلة بحث تراعي سلامة الأطفال. هناك اختيار آخر بالنسبة للأطفال في هذه المرحلة العمرية، هو باحث عن المواقع صديق للطفل.
حين يكون أطفالكم في هذه المرحلة، يجب ألا تقلقوا كثيراً بخصوص ما يفعلونه على الإنترنت وبجهاز الكمبيوتر بقدر ما يجب أن تهتموا بطول المدة التي يقضونها في استخدام الكمبيوتر.
احرصوا على التأكد من أن الوقت الذي يقضيه أطفالكم في استخدام الكمبيوتر لا يبعدهم عن أنشطتهم الأخرى، فالأطفال يحتاجون إلى تنويع أنشطتهم، وقضاء وقتهم في أي نشاط وحيد ليس من مصلحتهم، حتى لو كان قراءة الكتب. وقد تكون إحدى طرق التعامل مع هذه المشكلة أن تستخدموا أداة من أدوات البرمجيات التي تحد من وقت استخدام الطفل للإنترنت، بل إنه من المهم أن تتأكدوا من أنهم ينوعون فيما يفعلونه على الإنترنت. شجعوهم على استكشاف مواقع متنوّعة على الإنترنت، بحيث لا يقتصرون على استكشاف موقع أو موقعين من المواقع المفضلة لديهم.
حماية الأطفال المستخدمين للإنترنت
في المرحلة العمرية من 10 إلى حوالي 12 سنة
يرغب بعض الأطفال في هذه المرحلة العمرية التي تسبق سن المراهقة في ممارسة مزيد من الاستقلالية، حتى لو كان أهلهم يوفرون لهم قدراً من الاستقلالية، فلو كان الأطفال في هذه المرحلة من عمرهم لم يبدأوا في استخدام الإنترنت لمساعدتهم على أداء واجباتهم المدرسية، بل ربما استكشاف موارد تخص هواياتهم، وأنشطتهم الرياضية وغيرها من الاهتمامات، فقد حان الوقت الآن كي يفعلوا ذلك. وفي هذه السن، ينبغي أن تهتموا بطول المدة التي يقضيها أطفالكم على الإنترنت، وليس بمجرد ما يرونه ويفعلونه على الإنترنت. وظيفتكم هي أن تساعدوهم على معالجة أمور استقلاليتهم.
ضعوا حدوداً للمدة التي يقضيها أطفالكم على الإنترنت، وعلى عدد مرات دخولهم إليها، واحرصوا على التأكد من انشغالهم بأنشطة أخرى كالألعاب الرياضية، والموسيقى، وقراءة الكتب.
عند حوالي سن الثانية عشرة، يبدأ الأطفال في شحذ مهارات التفكير التجريدي. وبهذه المهارات التي يعزّزونها يبدؤون في تشكيل المزيد من القيم التي يتبنونها هم شخصياً، وتبني قيم مأخوذة من أقرانهم. أما قبل هذه السن، فيرجح أن تكون القيم التي يتبناها الأطفال انعكاساً لقيم والديهم. ومن المهم أن تبدأوا في هذه السن في تأكيد فكرة المصداقية لدى الأطفال. يحتاج الأطفال إلى معرفة أن ليس كل ما يشاهدونه على الإنترنت صادقاً أو ذا قيمة، كما أن ليس كل ما يتلقونه من نصائح عن طريق أقرانهم ذا قيمة.
ويمكن تعليمهم هذا بطريقة عملية أن يبحثوا عن مواقع تخص الموضوعات التي يعرفون عنها الكثير، مثل لاعبي الكرة، أو المشاهير، أو المواد المدرسية التي يحبونها.. إلخ.
حماية الأطفال المستخدمين للإنترنت
في المرحلة العمرية من 14 إلى حوالي 17 سنة
هذه المرحلة قد تكون من أكثر مراحل حياة الطفل (وأبويه) إثارة وطرحاً للتحديات، لقد بدأ طفلكم المراهق (ذكراً كان أم أنثى) في النضج بدنياً، وعاطفياً، وذهنياً وهو يتوق إلى ممارسة المزيد من الاستقلالية عن والديه؛ وهذا يعني تخفيف التحكم في زمامه بعض الشيء، لكنه لا يعني أبداً ألا توجهوه مع منحه الاستقلالية في نفس الوقت.
يرجح أيضاً أن ينخرط المراهقون والمراهقات في سلوكيات خطرة، سواء على الإنترنت أو خارجها. إن احتمال أن يتلقى المراهق (ذكراً كان أم أنثى) التربية والتعليم من شخص يقابله في غرفة دردشة احتمالية منخفضة، لكنه يمكن أن يقابل شخصاً على الإنترنت يجعله يزهو بنفسه، فيرغب في إقامة علاقة شخصية معه. من المهم أن يفهم المراهقون والمراهقات أن الناس الذين يقابلونهم على الإنترنت ليسوا طيبين بالضرورة كما يبدون لهم.
ورغم أن من الصعب أحياناً تلقين المراهقين والمراهقات معلومات عن مبادئ الأمان، فغالباً ما يقدرون على فهم الحاجة إلى توخي الحرص ممن قد يستغلونهم.
يحتاج المراهقون والمراهقات إلى أن يفهموا أن التحكم في أنفسهم بأنفسهم يعني أن يكونوا متيقظين، وحذرين من الناس الذين يمكن أن يؤذوهم.
أنشطة تساعد أطفالكم
يمكنكم أن تستغلوا فرصة ممارسة هذه الأنشطة مع أطفالكم لتجعلوهم يعلمونكم أشياء عن الإنترنت:
- ابدأوا بإخبار أطفالكم بمدى تأثركم بقدرتهم على استخدام الإنترنت، وأنكم ستقدرون ما يعلمونه لكم عنها وتستمتعون به، كأن يعلموكم كيف تبحثون عن معلومات فيها.
- اطلبوا من ابنكم أو ابنتكم أن يرياكم المواقع التي يحبان زيارتها على الإنترنت. ثم اطلبوا منهما أن يعلماكم كيف تجدون موقعاً معيناً على الإنترنت يحوي معلومات عن موضوع يهمكم.
- يمكنكم مثلاًَ أن تقولوا لأطفالكم: (هذا أمر ممتع، أروني كيف أجد معلومات عن الجولف أو الأزياء)، أو عن موضوع آخر يعنيكم. ابحثوا أنتم عن الموقع، ودعوهم يوجهونكم.
الخطوة التالية هي تشجيع أطفالكم على أن يناقشوا معكم ما إذا كانوا قد صادفوا تجربة (سيئة) على الإنترنت.
يمكن أن تبدأوا حواركم معهم بقولكم: (قرأت أن الكثير من الأشرار يتجولون على الإنترنت ويحاولون التحدث مع الأطفال الذي يتجولون بين مواقعها، أو يستخدمون البريد الإلكتروني. فهل حدث أن اتصل بكم شخص من هؤلاء عبر الإنترنت؟) وعندئذ، يمكنكم مناقشة موضوع حماية الأطفال الذين يستخدمون الإنترنت التي سنوضحها في قسم التربية والتعليم فيما يلي:
التربية والتعليم
علموا أطفالكم (من الإناث والذكور) بنفس الطريقة التي علمتموهم بها أن يحترسوا من الغرباء وألا يتحدثوا معهم أو يعطوهم معلومات شخصية عن أنفسهم.
لن يتمكن الأطفال من فهم المخاطر التي قد تتربص بهم على الإنترنت دون مشاركتكم في حمايتهم منها، لأنهم يدخلون على الإنترنت في حماية بيتهم أو مدرستهم. اخبروا أطفالكم بالنقاط التالية وأكدوا عليها بانتظام:
1- قولوا لأطفالكم ألا يكشفوا عن اسمهم أو عنوانهم أو رقم تليفونهم أو أي معلومات شخصية أخرى تتعلق بهم أبداً لأي شخص يلقونه عبر شبكة الإنترنت. أكّدوا لهم أنهم ما إن يكشفوا عن هذه المعلومات يستحيل عليهم استراددها أبداً، وأن الغرباء الذين يحصلون عليها سيعرفون من هم أصحاب هذه المعلومات وأين يقيمون.
2- تحدثوا مع أطفالكم بانتظام عن ما يفعلونه على شبكة الإنترنت ومن يحادثونهم عبرها. فإذا لم تعلموا مع من يدردشون عبر الإنترنت، أو لم تقابلوا أصدقاءهم (الجدد) الذين يحادثونهم بأنفسكم، أكدوا على النقطة السابقة وحذّروهم من محادثة الغرباء عبر الإنترنت.
3- اخرجوا الكمبيوتر من غرفة الأطفال، وضعوه في منطقة عامة من المنزل، كغرفة معيشة الأسرة. الكثير من الآباء والأمهات يعتقدون أنهم يساعدون أطفالهم في أداء الواجبات المدرسية بإعطائهم الكمبيوتر، لكنه يفتح أيضاً أبواب ومخاطر معينة قد لا تدرون عنها شيئاً.
4- اختاروا لأطفالكم الاسم الذي يدخلون به على الشاشة، أو على البريد الإلكتروني أو الرسائل الفورية، ومن الحكمة ألا تكشفوا عن سنهم، أو جنسهم، أو هواياتهم، وبالتأكيد لا تختاروا له أو لها اسماً ذا إيحاءات مثيرة، فمن يسعون لافتراس الأطفال سيتتبعون بالتأكيد اسم sexyteen5 الذي يعني المراهقة المثيرة رقم 5) إذا ظهر لهم على الشاشة أكثر ما سيتتبعون اسم happygirl5 (الفتاة السعيدة رقم 5).
قواعد مقترحة لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت
فيما يلي قائمة مختصرة بالأشياء التي تساعدك على توصيل القواعد المقترحة لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت إلى أطفالك:
القواعد التي يجب أن يراعيها الأطفال لحمايتهم من خاطر الإنترنت:
1- لن أعطي لأي شخص معلومات شخصية عن نفسي، مثل عنواني، أو رقم تليفوني، أو عنوان أو رقم تليفون مقر عمل أبي أو أمي، أو اسم مدرستي أو موقعها دون استئذان أبويّ. ينطبق هذا خصوصاً على الأماكن العامة على شبكة الإنترنت، مثل غرف الدردشة وصفحات النشرات التي تصلني عبر الإنترنت. وأنا أدرك أن هذه القاعدة جزء مهم من قواعد حماية الأطفال من مخاطر الإنترنت.
2- سأخبر والديّ فور أن تصادفني أي معلومات تجعلني أشعر بعدم الارتياح.
لن أرد على أي رسالة فيها أي شيء مثير للاشمئزاز أو مهدّد بالخطر تصلني بالبريد الإلكتروني، أو في غرفة دردشة، أو غير ذلك من وسائل الاتصال. سأفعل هذا لأني أفهم أهمية حماية الأطفال من مخاطر الإنترنت.
3- لن أوافق أبداً على مصادقة أي شخص (أقابله) عبر شبكة الإنترنت دون أن أبحث أمره أولاً مع والدي. إذا وافق أبي على أن أقابل هذا الشخص، سأحرص على مقابلته في مكان عام، وسأصطحب أمي أو أبي معي. أنا أفهم أيضاً أن هذا مهم جداً لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت.
4- لن أرد أبداً على أي رسائل تشعرني بالقلق بأي طريقة. إنها ليست غلطتي أن تصلني مثل هذه الرسالة. فإذا وصلتني مثل هذه الرسالة، سأخبر والديّ على الفور ليتصلا بالجهة التي تقدّم الخدمة، فأنا أعرف أن الجهات التي تقدم خدمات الإنترنت تأخذ موضوع حماية الأطفال من مخاطر الإنترنت بجدية شديدة.
5- سأتحدث مع والديّ لنضع معاً قواعد تتبع عند استخدام الإنترنت. سنتفق على الوقت الذي أستطيع فيه الدخول على الإنترنت، وطول المدة التي أقضيها في زيارة مواقعها، والمواقع الملائمة لي. لن أدخل على مواقع أخرى، ولن أكسر هذه القواعد دون إذن من أبويّ لأني أفهم قواعد حماية الأطفال من مخاطر الإنترنت.
6- لن أعطي كلمة السر التي أستخدمها للدخول على الإنترنت لأي مخلوق أبداً عدا أبوي، (حتى أقرب أصدقائي).
7- سأكون مواطناً صالحاً عندما أستخدم الإنترنت، فلن أفعل أي شيء مؤذٍ للآخرين أو خارجاً عن القانون. وسأخبر أصدقائي بقواعد حماية الأطفال من مخاطر الإنترنت.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|