سجلات ال Blogs نوع من العلاج على الإنترنت الناس ينشئون لأنفسهم سجلات على الإنترنت لتسجيل أفكارهم وتبادلها مع غيرهم (Blog) ويستخدمونها كعلاج
|
إعداد- سهام عبد السلام:
لم يكن ووكر وايت ليكتب يومياته أبداً، لكن عندما شخص الأطباء إصابة زوجته ليندساي بسرطان العقد الليمفاوية، بدأ في إنشاء سجل بلوج لنفسه على شبكة الإنترنت.
وقال وايت البالغ من العمر 39 عاما، والذي يعيش ويعمل في واشنطن، إن ما بدأه كمركز للرسائل المتبادلة عن الاختبارات المعملية وعمليات بذل السائل الشوكي قد تحول إلى نوع من الجرائد الشخصية.
وأضاف قائلاً: (اتضح لي أنه صار مخرجاً لي.. أعتقد أنه جعلني أفكر في الموضوع من بدايته إلى نهايته، وفيما مر بنا وما ينتظرنا).
الحقيقة أن هذه الفكرة لم تكن فكرة ووكر وايت وحده، ولم تكن بدافع الحالة المرضية التي تعاني منها زوجته.
إن شبكة الإنترنت لتزخر الآن بحوالي 15 مليون سجل من نوع بلوج Blogs ورغم أن هذا الوسيط قد لفت انتباه الجماهير بما فيه من تعليقات على الأحداث البارزة، كانتخابات الرئاسة، إلا أن الكثيرين يستخدمونه الآن بكثافة للتأريخ لتجاربهم الشخصية، فيفتحون بذلك نافذة لتسجيل اعترافاتهم أمام ملايين الغرباء الذين يمكن أن يردوا عليهم.
ونصف من يستخدمون سجلات البلوج كوسيط للاتصال تقريباً يعتبرونها نوعاً من العلاج، وفقاً لما خلص إليه مسح حديث تبنته شركة أمريكا أون لاين.
ورغم أن بعض علماء النفس يتشككون في استخدام الإنترنت للعلاج، إلا أن إحدى المستشفيات التي تقع بمنطقة هاي بوينت بمدينة نيويورك بدأت في إفساح المجال لسجلات البلوج التي ينشئها المرضى على موقعها على شبكة الإنترنت، كما أن مستشفى آينوفا فيرفاكس تفكر في فعل نفس الشيء. ويستخدم المرضى أسماءهم الAOL فقط على سجلات البلوج الخاصة بهم.
فمثلاً بدأت ماري، وهي مريضة تعالج تحت رعاية النظام الصحي المحلي لمنطقة هاي بوينت، في استخدام سجل البلوج الخاص بها في بث أخبار التحسن والنكسات التي ألمت بها بعد أن أجرت جراحة دقيقة لتحويل مسار جزء من جهازها الهضمي.
كتبت ماري: (قبل إجراء هذه الجراحة، كنت أنظر لأضخم شخص على الكرة الأرضية وأعتقد أني في ضخامته أو أضخم منه).
أما إريك فليتشر، المتحدث باسم مستشفى هاي بوينت، فقال عن هذه الفكرة إنها نجحت نجاحاً عظيماً، سواء كأداة تسويق لخدمات المستشفى أو كنوع من العلاج الجماعي للمرضى الذين يتلقون ردوداً من قرائهم، حتى أن مستشفى هاي بوينت تفكر في إضافة سجلات بلوج مصورة بالفيديو إلى مشروعها.
إن معظم من ينشئون سجلات بلوج بطريقة فردية يستخدمون مواقع الإنترنت مثل جوجل، وياهو، وليكوس، وMSN، AOL، والتي توفر لهم برمجيات مجانية لإنشاء سجلات البلوج الخاصة بهم وإضافة أو حذف تعليقات عليها.
وتختلف سجلات البلوج عن صفحات الإنترنت الشخصية التي شاعت منذ سنوات قليلة، لأنها تتيح مزيداً من التفاعل المتبادل بين الناس، ولأنها مصممة لتبدو كحوار يدور بين صاحب سجل البلوج وجمهوره.
ويقول بيل شراينر، نائب رئيس AOL البرمجة المجتمعية، إنه رغم أن موقع AOL يوفر أدوات تتيح لمستخدمي سجلات البلوج الحد من عدد من يشاهدون سجلاتهم، إلا أنهم معظمهم لا يستخدمونها.
وأضاف: (إنهم كما لو كانوا يكتبون رواية حياتهم، والمشاركة (العامة) تضفي مسحة من الحقيقة على قصتهم).
تجمع سجلات البلوج ما بين تقنيتين موصى بهما، إذ يمكن لصاحب سجل البلوج أن يكتب في مجلة أو يستخدم الكمبيوتر لكتابة أفكاره في سجل البلوج.
يقول بعض مستخدمي سجلات البلوج أن البعد الإضافي الذي توفره لهم سجلات البلوج بتمكينهم من إرسال أفكارهم عبر الإنترنت يمكنهم من فتح موضوعات صعبة مع من يحبونهم، كما يمكنهم من الحصول على الدعم من مجتمع افتراضي من أناس لا يعرفونهم.
وقد قالت جوديث هارتسونج، وهي فنانة في الحادية والأربعين من عمرها تقيم في روكفيل: (أعتقد أن سجلات البلوج تتيح للإنسان التأكد من صحة مشاعره. إنها وسيلة لتطهير نفسك مما في داخلها).
وقالت هارتسونج إنها اعتادت في طفولتها على كتابة يومياتها المليئة بتقارير مؤلمة عما تعرضت له من إساءة، وكانت تخفيها تحت سريرها، لكنها ترسل الآن ما تكتبه عبر الإنترنت.
كتبت هارتسونج حديثاً في سجل البلوج الخاص بها: (تحل في هذا الشهر الذكرى السنوية الثالثة لإقلاعي عن تعاطي الخمور.. ثلاث سنوات خالية تماماً من الكحوليات)، وأضافت: (تحل في الشهر القادم الذكرى السنوية الثالثة لهجري لحياتي القديمة).
ورغم أن استخدام سجل البلوج قد يريح الفرد ويرفع معنوياته، إلا أن المعالجين النفسيين يحذرون الناس من ترك العنان لأنفسهم لكتابة خصوصياتهم وهم مستغرقون في تأمل أنفسهم، لأن هذا قد يتشعب إلى ما قد لا يرضيهم.
وأضافوا أن ما أجري من أبحاث عن عواقب الاعتراف بالخصوصيات عبر الإنترنت جد قليل، أما باتريشيا والاس فتقول، المعالجة النفسية والباحثة بمستشفى جونز هوبكنز ومؤلفة كتاب (علم نفس الإنترنت): (لا أنصح أحداً بالتأكيد بالاعتراف عبر الإنترنت.
فمن يفعل هذا يخاطر مخاطرة شديدة)، وأضافت أن من يسجلون اعترافاتهم على الإنترنت يعرضون أنفسهم لتعليقات قاسية، بل يعرضونها لأسوأ من ذلك، كسرقة هوياتهم مثلاً، أو حتى فقد وظائفهم لانتقادهم لرؤسائهم.
وقد قالت هارتسونج إن معظم التعليقات التي تلقتها ممن قرءوا اعترافاتها إيجابية، لكنها تتلقى أيضاً تعليقات هجومية من حين إلى آخر.
ففي مرة من المرات تلقت الكثير من رسائل البريد الإلكتروني من أحد القراء مليئة بالكراهية والتهديد، إلى درجة أنها طلبت من شركة AOL التدخل لمنع هذا الرجل من الاتصال بها مرة أخرى.
وبعض مستخدمي سجلات البلوج لا يكونون على أهبة الاستعداد للانتباه إلى ما قد يتمخض عنه استخدامهم لها، ولا يدركون أن ما يبدو كوسيط اتصال يستخدمونه بسهولة ثم يتخلصون منه ليس كذلك على الإطلاق.
وقالت سوزان ب. بارنز، المدير المساعد لمعمل استخدام الكمبيوتر لأغراض اجتماعية بمعهد روشستر للتكنولوجيا، الذي يهتم بدراسة القضايا الاجتماعية المتعلقة باستخدام الكمبيوتر: (يبدو أننا مهما أخبرنا الناس بأن الإنترنت مكان عام فإنهم لا يفهمون ذلك).
وقالت إن مستخدم سجل البلوج يمكنه مسح ما سبق أن كتبه في سجله، لكن الكتابات السابقة غالباً ما تحفظ على خادم من خدم الإنترنت وتظل مرئية لمدة سنوات قادمة.
وأضافت: (إذا كنت صاحب مجلة، فالمفترض أنها مجلة خاصة بك، وأنك تظل قادراً على التحكم فيها. لكن، ما هو الحال في مجلة منشورة على الإنترنت)؟ شعر السيد وايت في البداية أنه مختف عن عيون الجمهور بسبب الاتساع الشاسع للإنترنت، مفترضاً أن من سيهتمون بأفكاره الداخلية قلة من الناس. لكنه كان مخطئا، إذ قال: (سرعان ما ستكتشف أن كثيراً من الذين لم تتوقع أن يقرءوا ما كتبته قد قرءوه).
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|