منذ عدة سنوات أعلن بيل جيتس أن مشكلة البريد المتطفل Spam سوف تحلّ في غضون عامين، ويبدو أنه كان يفكر في وسائل تحقق من بروتوكول نقل البريد البسيط SMTP كأساس لهذا الحل. وأنا أيضاً كنت متفائلاً بوجود حل لتلك المشكلة، ولكن ما حدث بعد ذلك أن تلك القوة الطاغية للبريد المتطفل بدت أقوى من أي حلول يمكن اتخاذها، كما لم يسمح المستخدمون ببعض الإجراءات المعقدة التي كانت تهدف إلى إصلاح تلك المشكلة، وذلك بسبب المشكلات الفرعية الأخرى التي نتجت عن تلك الإجراءات.
وفي افتتاحية (وول ستريت جورنال) في منتصف سبتمبر اقترح ثلاثة من العلماء الأكاديميين حلولاً للقضاء على هذه المشكلة عن طريق إيجاد منظومة تحقق من المرسل، وهي خليط بين عدة أنظمة تستخدمها ياهو وسيسكو التي أحرزت بعض النجاحات في القضاء على البريد المتطفل، ويضيفون عليها فكرة جديدة، وهي (سندات المرسل)، ويقترحون أن يقوم مرسل الرسالة بإرفاق سندات زهيدة الثمن مع كل رسالة لا يمكن التحقق من بريد مرسلها بسعر سنت واحد على سبيل المثال، أما إذا لم يتم إرفاق تلك السندات مع الرسالة فإن برامج التحقق ترفضها وتعتبرها بريداً متطفلاً، وبالتالي يتجاهلها مستقبل الرسالة.
لذا يجب على مرسلي هذه الرسائل الدعائية أن يدفعوا أموالاً نظير إعلاناتهم أو يعلنوا عن بريدهم الحقيقي، فلن يستطيعوا بعد الآن الجمع بين المجانية وبين كونهم مجهولي الهوية، وإذا ما قام المعلنون بإرسال رسائل ببريدهم الأصلي وثبت أنها بريد متطفل فحينئذ يمكن لبرامج التحقق من البريد أن تقوم بتصنيفهم على أنهم يقومون بإرسال بريد متطفل ووضعهم في القوائم السوداء ومن ثم مقاضاتهم.
ولكن تتبقى مشكلة جمع تلك الأموال وإلى أين تذهب مصادرها، هل ستذهب إلى المستخدمين الذين يعانون من قراءة تلك النشرات البريدية، وكيف سيتم تحصيلها، هل عن طريق بطاقات الائتمان؟ ننتظر الإجابة عن هذه الأسئلة من مقترحي تلك الفكرة التي تعد فعالة من الناحية المبدئية لردع مطلقي قذائف البريد المتطفل على المستخدمين البسطاء التي تتعدى ملايين الرسائل حول العالم كل يوم.