(الذهب الإلكتروني) يعيد فتح ملف الجرائم المالية على شبكة الإنترنت
|
* القاهرة - مكتب الجزيرة - أحمد محمد:
مع النمو المتسارع لاستخدام شبكة الانترنت كوسيط تجاري تزايد انتشار الجريمة على شبكة الانترنت وتنوعت أشكالها بصورة مطردة، بداية من سرقة بيانات الحسابات المصرفية وبطاقات الائتمان من قبل محترفي اختراق الشبكات (الهاكرز) مرورا ببيع صور الأطفال على المواقع الإباحية وحتى قيام عصابات غسل الأموال بإخفاء الأموال غير الشرعية عبر متاهة من الحسابات المصرفية على الشبكة العالمية.
وتتنوع أشكال الجرائم عبر الإنترنت لكن عنصرا واحدا يجمع بينها هو الحاجة إلى عملة (رقمية) لتسهيل أنشطة التبادل التجاري - المشروع وغير المشروع - عبر أجهزة الكمبيوتر المتصلة بالشبكة.
ومنذ البدايات الأولى للشبكة العالمية ظهر عديد من البدائل للعملات الورقية التقليدية، كان آخرها ما بادرت اليه شركة أمريكية تسمى إي-جولد المحدودة تقدم للمتسوقين وأصحاب الأنشطة التجارية بديلا فريدا للمعاملات التجارية عبر الإنترنت، وتقدم إي-جولد لعملائها (عملة رقمية) تطلق عليها الذهب الالكتروني.
ولا يحتاج فتح حساب لدى موقع الشركة إلا بضع نقرات على الماوس ويمكن للعملاء أن يستخدموا أسماء مزيفة لأنه لا توجد جهة تراقب أنشطة الشركة.
وعن طريق بطاقة ائتمان أو تحويل الكتروني يشتري العميل وحدات من الذهب الالكتروني يمكن نقلها ببساطة لأي عميل أخر لديه حساب لدى الشركة.
وبالنسبة لمتلقي الأموال تتم عملية تحويل وحدات الذهب الالكتروني إلى أموال تقليدية بنفس السهولة، وأيضا دون الحاجة للكشف عن هويته الحقيقية.
وتجتذب فكرة الذهب الإلكتروني الأشخاص الذين يفضلون الاستثمار في الذهب ويعتقدون أن الأموال يجب أن ترتبط به.
وتتباهى شركة إي-جولد بأن عملتها الافتراضية مدعومة باحتياطي ذهبي مخزن في لندن ودبي، لكن الفكرة تجتذب أيضا المجرمين الذين يريدون نقل الأموال بسرعة ودون أن يكتشفهم أحد.
وفي حين تخضع المصارف الأمريكية وشركات تحويل الأموال التقليدية مثل وسترن يونيون لالتزامات قانونية بمراقبة عملائها وإبلاغ السلطات عن أي تحويلات مريبة، لا تواجه إي-جولد هذه المشكلة، فالشركة تمارس أنشطتها من ولاية فلوريدا الأمريكية لكنها مسجلة في جزيرة نيفس بالبحر الكاريبي حيث القوانين المالية متساهلة للغاية.
ويخشى مسؤولون أمنيون حول العالم من أن صناعة العملات الرقمية الناشئة تتحول بصورة متزايدة إلى ماكينة غسل الأموال المفضلة لدى عصابات الإجرام حول العالم. ففي 19 ديسمبر الماضي قام عملاء من مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف.بي.أي) بتفتيش مقر شركة جولد اند سيلفر ريسرف - الشركة الأم لشركة إي-جولد - في مدينة ميلبورن بولاية فلوريدا الأمريكية ومنزل مؤسس الشركة دوجلاس ال.
جاكسون وقاموا بنسخ وثائق وملفات كمبيوتر لكن حتى الآن لم توجه أي اتهامات للشركة. ورفض مكتب التحقيقات التعليق على حملة التفتيش، كما نفى جاكسون أن تكون شركته متورطة في أي أنشطة مخالفة للقانون لكن عميلا بارزا لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي أكد لمجلة (بيزنس ويك) أن تحريات يجريها المكتب وجدت أن إي-جولد هي العنصر المشترك بين عشرات الأنشطة المخالفة للقانون عبر شبكة الانترنت.
وتركز معظم تحريات الأجهزة الأمنية على عمليات غسل الأموال والاحتيال التي تتم عن طريق خدمة إي-جولد.
وتؤكد مصادر أمنية أمريكية أن الخدمة يتزايد استخدامها في مواقع الانترنت التي تقوم بأنشطة مخالفة للقانون مثل بيع معلومات الحسابات المصرفية وبطاقات الائتمان، لكن الخطر الأعظم كما تشير هذه المصادر يتمثل في إمكانية استخدام الذهب الالكتروني والعملات الرقمية الأخرى لتمويل الإرهاب وهي الدعوى التي ترفضها كل الشركات العاملة في هذه الصناعة الناشئة.
ويشير محققون إلى التشابه في طريقة العمل بين خدمة إي-جولد ونظام الحوالات الذي استخدمته تنظيمات إرهابية في منطقة الشرق الأوسط لنقل الأموال، وتم بالفعل إغلاق العديد من هذه الشركات في أعقاب هجمات 11 سبتمبر مما يجعل العملات الرقمية الخطوة المنطقية التالية.
ونبتت فكرة إي-جولد من بنات أفكار دوجلاس ال. جاكسون، وهو مستثمر أمريكي يؤمن بقاعدة الصرف بالذهب حاول قبل عشر سنوات تأسيس نظام مالي خاص يقوم على قاعدة الذهب متصورا أن بإمكانه إطلاق عملة ذهبية إلكترونية عالمية تكون مقبولة في كل مكان. هذه الرؤية -الحلم - لم تتحقق لكن شركة إي-جولد نجحت في اجتذاب الكثيرين ممن يؤيدون قاعدة الصرف بالذهب وبين هؤلاء اندست أعداد كبيرة من المجرمين كما يقول مسؤولون من جهات أمنية أمريكية.
ويبلغ عدد الحسابات المسجلة لدى شركة إي-جولد 2ر1 مليون حساب تمت من خلالها تحويلات بقيمة 1.5 مليار دولار في عام 2005م.
ويقول جاكسون: إن إيرادات الشر كة بلغت مليوني دولار في 2005 لكنه يرفض الإعلان عن حجم الأرباح.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|