الروبوتات الذكية تأخذ دورها في الحياة
|
* إعداد: محمد شاهين
السيارات الروبوتية تقود نفسها ذاتيا عبر الصحراء..عيون إلكترونية تقوم بوظيفة عامل الإنقاذ على حمامات السباحة.. أعداء وهميون بسلوك مماثل للبشر يحاربون في ألعاب الفيديو..
هذه ثمرات البحث في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث بدأ تحقيق بعض دروب الخيال العلمي، بعد أبحاث استمرت نصف قرن، أثبت العلماء والمهندسون تقدما سريعا في محاكاة العقل البشري، وأعمالهم تلك في طريقها لعمل موجة جديدة من منتجات حقيقية، ومن الممكن أيضا أن يتم دمج تلك الأبحاث لعمل مشاريع جديدة ضخمة لصناعة أجهزة توفر الأمن والأمان، وتوفر الترفيه وإعطاء المعلومة، وتستطيع القيام بالأعمال اليومية المعتادة.
على سبيل المثال في جامعة ستانفورد، يطور علماء الكمبيوتر روبوت يستطيع حمل مطرقة والعمل بمفك ليصنع خزانة كتب (مشروع بعيد عن منال كثير من الناس)، كما يقوم فريق العلماء بتطوير روبوت يقوم بالتنظيف بعد الحفلات مثلا، ويقوم بتعبئة غسالات الأطباق وحتى رمي القمامة.
ورغم أن المشاريع المستقبلية الحقيقية مازالت بعيدة جداً عن نزولها إلى الأسواق، قال العلماء إن بعد فترة من الركود، تطور الذكاء الاصطناعي إلى ما يفوق الرقي الاجتماعي.. بدأ اليوم بعض العلماء استخدام مصطلح الكمبيوتر الإدراكي، ليفرقوا بين عملهم وجيل قديم من الذكاء الاصطناعي.
وما يفرق بين الباحثين الجدد هو امتلاكهم لبيانات بيولوجية عن طريقة عمل العقل البشري.. وقال إريك هورفيتز، الرئيس بالانتخاب للمؤسسة الأمريكية للذكاء الاصطناعي: (بالفعل هناك تحسن ملموس في المناهج والأساليب، حيث التنافس والشجاعة في التنفيذ، كما تسمع في المؤتمرات جملة، مستوى الذكاء البشري، ولا يخجل الناس من قولها). إلا أن ما يسمى بالكمبيوتر الإدراكي مجرد مادة بحث أكثر منها صناعة تجلب الأرباح. ويتم اجراء العديد من الأبحاث الأكاديمية في عالم الأعمال.
كما أن هناك العديد من الانجازات والتطورات في المجال وتم قياس الزيادة فيها مثل، أنظمة التعرف الصوتي (أجهزة تعمل ببصمة الصوت) والتي انخفضت نسبة الفشل فيها، إضافة إلى الكاميرات الكمبيوترية التي تتعرف على المزيد والمزيد من الأوجه والأجسام أكثر من غيرها.
عامل الإنقاذ الآلي
الشركة الفرنسية Poseidon technologies تبيع أنظمة رؤية تحت المياه لحمامات السباحة والتي تعمل كمساعدين لعامل الإنقاذ الحقيقي، فهي تعطي إنذارات عند غرق أي سباح أو أي حركة مضطربة في المياه، وبالفعل أنقذت تلك الأنظمة حياة ناس بأوروبا.
وفي أكتوبر الماضي، قامت سيارة آلية التحكم، صممها فريق من مهندسي ستانفورد، بتغطية حوالي 132 ميل في طريق صحراوي بلا أي تدخل بشري، وبهذا فازت بمبلغ 2 مليون دولار جائزة معروضة من وكالة مشاريع أبحث الدفاع المتقدمة، تلك الوكالة التي تتبع للبنتاجون.
وقد تم اعتبار هذا إنجازاً حيث كانت أطول مسافة للسيارة في مثل هذه المسابقة لا تتعدى السبعة أميال، ثم تتعطل بسبب وعورة الطريق الجبلي.. وقد قامت وكالة البنتاجون برهان جديد: حيث سيعود الروبوت إلى الطرق في العام المقبل ولكن بأنظمة مجهزة لمحاكاة المرور والتعامل معه، وسيتم تسميته (التحدي المدني).
ومن ناحية أخرى يقوم الباحثون بمايكروسوفت بالعمل على فكرة (تحديد الوجهة مسبقا)، وهو برنامج يقوم بتخمين وجهة السائق بناء على رحلاته السابقة، إضافة إلى معلومات أخرى قد تفيد البرنامج ليخمن الوجهة. أما شركة شبكات TELLME الأمريكية، والتي تعمل في أجهزة التعريف الصوتي للعملاء ولخدمات الهواتف، فقد قدمت مؤشراً جيداً للتقدم الملحوظ في مواقف معينة مثل البحث عن رقم هاتف معين، أو نقل مكالمة. وشركة TELLME تزود النظم الأوتوماتيكية للمعلومات بقوائم مجانية. وعندما تم تقديم هذه الخدمة أول مرة عام 2001، كان النظام يرد على المكالمات بشكل صحيح بنسبة 37 % وبدون عامل هاتف، ومع تحسين وتطوير البرنامج وصلت النسبة إلى 74%. وهناك المزيد من التقدم المذهل في محاولات لمحاكاة نماذج العقل البشري، فالباحثون في إحدى الجامعات السويسرية، قاموا باستخدام كمبيوترIBM خاص لإنشاء أكثر نموذج تفصيلي ثلاثي الأبعاد، ليقدم في نموذج عمود من 10.000 عصب في ال NEOCORTEX.
وعن المشروع يقول رئيس الفريق هنري مار كرام: (كان هناك هدف معملي منذ 12 عاما وهو الدخول إلى تلك العواميد الصغيرة ومحاولة وعرفة كيف تم بناؤها شكل تفصيلي).
وهناك باحث آخر معروف اسمه روبرت هيخت، يسعي لبناء خادم اليكتروني أطلق عليه اسم (تشانسلور) والذي سيتمكن من السمع والكلام وتقديم الخدمات المنزلية. ويؤكد ذلك العالم أنه بمساعدة المصادر سيكمل اختراعه خلال خمس سنوات. وبالرغم من أن كثيراً من الناس متشككون في قدرة هيخت على تنفيذ ما قاله إلا أنه يملك بعض عمل الذكاء الصناعي بحوزته.
ففي عام 1986 قام بتأسيس HNC software، تلك الشركة التي كانت تبيع أنظمة كشف التزوير لكروت الائتمان، مستخدما شبكات عصبية تكنولوجية تحاكي تلك الموجودة في العقل البشري.
وقد بدأ هيخت في العام الماضي في التحدث على الملأ عن نظرية (التحادث)، وهي عن الطريقة التي يقوم فيها العقل البشري باتخاذ قراراته، وفي منتدى IBM الذي تم عقده مؤخراً، قام باستعراض برنامج قام بتطويره، حيث قام البرنامج بقراءة جملتين من نص بصحيفة، وقام باستنتاج الجملة الثالثة خلال سياق الجملة. فعلى سبيل المثال، قرأ البرنامج (بدأ مراسم التوديع مع الملكة في قصر باكنجهام، بشرب القهوة والشاي وتناول البسكويت، ورغبته في مباراة أخرى من الجولف مع ابنها، الأمير أندروز. وكانت تلك الزيارة بعد أن أنهى زياراته لشمال أيرلندا لمساندة عملية السلام هناك)، وقد استنتج البرنامج الجملة التالية (ناقش الزعيمان أيضا التعاون المتبادل بين البلدين في مجالات عديدة.
جدير بالذكر أن أصول علم الذكاء الاصطناعي تعود إلى عام 1950، عندما قام عالم الرياضيات ألان تور ينج باقتراح اختبار لمعرفة ما إذا كانت الماكينة تستطيع التفكير، وكان الاختبار أن يواجه شخص طابعتين بعاديتين، شرط أن يقف شخص خلف واحدة فقط، وإذالم يستطع الحكم تحديد أي واحدة قام بتشغيلها إنسان، فهنا تكون الآلة ذكية. وفي أواخر الخمسينات، كان هناك مجال دراسة حول كيفةي بناء أنظمة تقوم بوظائف الإنسان من سمع وكلام ووظائف يدوية.
وخلال الفترة ما بين 1960 و1970، كان الباحثون الأصليون للذكاء الاصطناعي قد بدأوا بتصميم برامج كمبيوتر أطلقوا عليها (أنظمة خبيرة)، والتي كانت أساسا قواعد بيانات، تصاحبها بعض القواعد المنطقية، كان يعوقهم الكمبيوترات المفتقرة للطاقة ونقص البيانات المتاحة لباحثين اليوم الذين يحاولون أيضا محاكاة العقل البشري ولكن بطرق أكثر حداثة. وقد أدت تلك العيوب إلى فشل أول جيل من شركات الذكاء الاصطناعي عام 1980، وعرفت تلك الحقبة باسم (شتاء الذكاء الاصطناعي).
وقد بدأ العلماء مؤخراً يتكلمون عن (ربيع الذكاء الاصطناعي) حيث بدأ العلماء بتطوير نظريات عن عمل العقل البشري، ويتم مساعدتهم عن طريق كمبيوترات شديدة القوة والذكاء، وهي أقوى بكثير من تلك التي توافرت لعلماء 1960.
على صعيد آخر يأمل الباحثون في ستانفورد بإحراز تقدم في مجال الروبوتيات المحمولة، وبناء ماكينات تقوم بأعمال مختلفة في المنازل، مثل الجيل الحالي من المكانس الآلية ولكن أكثر تطوراً.
استحوذ على هذا المجال كل من اليابان وكوريا الجنوبية، ولكن الباحثون في ستانفورد وضعوا خطة على مدى ثلاث سنوات لتكون الولايات المتحدة في المقدمة. في تلك اللحظة، يعمل الفريق على الخطوات الأساسية الضرورية لتمكين الروبوت الذي يقومون ببنائه متأقلم للعمل في بيئة منزلية أمريكية.
ويركز الفريق على برامج معرفة مقابض الأبواب وسيقومون ببناء ذراعين لفتح الأبواب.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|