الرياض - الاتصالات والعالم الرقمي:

كشفت دراسة جديدة صدرت مؤخراً عن «بيت دوت كوم»Bayt.com"، الموقع الإلكتروني لخدمات التوظيف والتخطيط المهني في الشرق الأوسط، أن حوالي 55 في المائة من مستخدمي الإنترنت في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يترددون بانتظام على مواقع المدونات، ومواقع التواصل الاجتماعي، ومجموعات النقاش وتبادل الآراء عبر البريد الإلكتروني، والمجالس المشتركة، إضافة إلى مصادر أخرى مرتكزة على الإنترنت.

وكشفت الدراسة، التي أجريت بالاشتراك مع شركة (يوجوف سيراج) (YouGovSiraj) المتخصصة في أبحاث السوق، أن ارتفاع معدل استخدام الإنترنت وزيادة نفاذه وانتشاره في المنطقة لديه تأثير عميق في سلوك المستهلكين في المنطقة.

وقال 81 في المائة من أصل 4600 مستخدم لموقع (بيت دوت كوم) استطلعت الدراسة آراءهم إن الإنترنت قد جعلهم يفضلون ماركات أو علامات تجارية على غيرها. وقد شملت الدراسة مستخدمي الموقع من الرجال والنساء على حد سواء.

وصرح ربيع عطايا، الرئيس التنفيذي لموقع (بيت دوت كوم) قائلاً: (ينبغي أن تكون النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة بمثابة دعوة للتوعية للمهتمين بمجال التسويق والحقل الإعلامي في هذه المنطقة. لقد جاءت هذه الدراسة لتشكل خطوة على طريق فهم واستيعاب كيفية استخدام الناس في المنطقة للإنترنت عند اتخاذ قراراتهم الشرائية).

ومن بين النتائج التي أظهرتها الدراسة أن الإنترنت يحتل حالياً المركز الثاني بالنسبة لتداول الأخبار وانتشارها عندما يتعلق الأمر بالتأثير في القرارات الشرائية عند الناس، حيث قال 43 في المائة إنهم يستخدمون مواقع الإنترنت كمصدر للمعلومات مقارنة بـ 55 في المائة ممن يعتمدون على معارفهم، بينما جاءت الصحف في المركز الثالث بنسبة 40 في المائة.

وقد أثبت الإنترنت أنه مصدر مهم للمعلومات، حيث أجمع 76 في المائة على أنهم سعوا وراء المزيد من المعلومات حول خدمة أو منتج ما عبر الإنترنت بعد مشاهدة إعلانه في وسائل إعلام أخرى. كما أسهم الإعلان عبر الإنترنت في التأثير في سلوك المستهلكين في الشراء من المحال التجارية، حيث اتفق 64 في المائة على أنهم غالباً ما يلاحظون الإعلان على الإنترنت أولاً ثم يتحققون من المنتج في وقت لاحق بعد ذلك في المحال التجارية.

وفيما يمثل تحولاً عن وسائل الإعلام التقليدية، أظهرت الدراسة أن 47 في المائة يستخدمون الإنترنت لأكثر من ثلاث ساعات في اليوم مقارنة بـ 18 في المائة من مشاهدي التلفاز. وأشارت الدراسة إلى أن 47 في المائة من مستخدمي الإنترنت في السعودية يقضون أكثر من ثلاث ساعات يومياً على الإنترنت.

وعموماً، كان هناك شعور إيجابي فيما يتعلق بتأثير الإنترنت في الشراء، وسلوك ومواقف التسوق. فقد أسهم الإنترنت في توعية 83 في المائة بماركة جديدة، بينما قام 68 في المائة بشراء الماركة فيما بعد. كما أسهم الإنترنت في التأثير في 59 في المائة لتغيير العلامات التجارية التي يستخدمونها.

وقال عطايا: كان من النتائج الرئيسية التي توصلت إليها هذه الدراسة هي أن الناس يثقون بقدراتهم في استخدام هذه الوسيلة للإلمام والوقوف على آخر المستجدات فيما يتعلق بقراراتهم الشرائية. فقد اعتبر أكثر من ثلث المشاركين في الدراسة أنفسهم من ذوي الخبرة في استخدام الإنترنت، بينما وصف 47 في المائة أنفسهم من ذوي المعرفة والإلمام به. ويعد ذلك مؤشراً على أن سيطرة المستهلكين على قراراتهم الشرائية في تزايد مستمر.

وأضاف عطايا أن الدراسة أظهرت أن الإنترنت تجاوز مرحلة التعريف والتأثير في قرارات الشراء، حيث قال حوالي 58 في المائة من المشاركين في الدراسة على سبيل المثال، إنهم قاموا بشراء منتجات عبر الإنترنت. أما بالنسبة لمواطني دول الخليج، فقد كانت النسبة 52 في المائة، منها 49 في المائة من دولة الإمارات، وبلغت النسبة في مصر 25 في المائة. أما بين فئة ذوي الدخول العالية التي تتجاوز 5 آلاف دولار أمريكي في الشهر فقد ارتفعت النسبة إلى 68 في المائة في المنطقة بشكل عام.

أما من حيث نوعية المشتريات عبر الإنترنت، فقد جاء السفر في المركز الأول، حيث قام 41 في المائة من المشاركين في الدراسة بإجراء تعاملات تتعلق بالسفر خلال الـ 12 شهراً الماضية، يليه شراء البرامج والكتب بنسبة 40 في المائة. وقد حصلت مشتريات الأثاث والمفروشات على أدنى نسبة وهي 4 في المائة. أما بالنسبة لإنجاز الخدمات عبر الإنترنت، فقد قال 42 في المائة بأنهم وجدوا وظيفة عبر الإنترنت، بينما يقوم 39 في المائة بسداد فواتيرهم من خلاله.

وارتفع مستوى الرضا من حيث التعاملات عبر الإنترنت، حيث أعرب 58 في المائة عن رضاهم مقارنة بـ 14 في المائة عبروا عن عدم الرضا. لكن الأمر لا يقتصر عند هذا الحد حيث توجد معوقات أمام الشراء عبر الإنترنت. فقد أظهرت الدراسة أن 62 في المائة من المشاركين يفضلون رؤية المنتج قبل شرائه، بينما عزا 45 في المائة سبب عدم شرائهم عبر الإنترنت إلى عدم امتلاكهم بطاقة ائتمان.

وأشارت الدراسة إلى أن هذه الشريحة من الناس تستخدم الإنترنت أساساً للبحث والقيام بعملية الشراء من المحال التجارية.

ويؤكد ممثلو الشركة أن هذه الدراسة تعكس سلوك وتوجهات الناس الذين يستخدمون الإنترنت والذين يستخدمون موقع «بيت دوت كوم» وليست مؤشراً على سلوك الجمهور بشكل عام.