- لقاء: بندر العتيبي:
ضيفنا هذا الأسبوع هو الأستاذ صالح بن يوسف عبد الله الغضيه من مواليد بريدة عام 1381هـ متزوج وله من الأبناء أربعة عشر.. حاصل على براءتي اختراع من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، كما حصل على شهادة وميدالية ذهبية من الأمم المتحدة (منظمة الوايبو) وشارك في مؤتمر الموهبة الذي عقد بجدة تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين حفظه الله.
* الحاجة أم الاختراع.. ما رأيك بهذه العبارة ؟
- فعلاً مازالت المقولة الأزلية القائلة: (الحاجة أم الاختراع) تحتل المرتبة الأولى لانبثاق أي إبداع أو اختراع، ولعلي أضيف عليها شيئاً من التجربة، فكل اختراع غالباً ينطلق من ثلاثة محاور:
المحور الأول: الحاجة.
المحور الثاني: معاناة الغير.
المحور الثالث: تطوير لمنتج قائم إما لزيادة الرفاهية فيه أو لتحسين أدائه.
أما عن ربط الإبداع بالمؤهل والخبرات فليس من الضروري ذلك فكم من اختراع قلب موازين العالم ومازال الناس يعيشون برفاهيته وكان من اخترعه لا يحمل أية مؤهلات ومنهم من كان فاشلاً في مجالات حياته الأخرى وتعليمه
وبقدرة الله سبحانه وتعالى يولد الشخص وتولد معه الموهبة والإبداع لكن إذا وجد المنهج وصقلت به الموهبة فهذا نور على نور مما يساعد على تطويرها.
أما من اخذ الإبداع أو طبق فكرة لاختراع من منهج فربما يتقوقع داخل منهجه، إلا إذا كان ممن لديهم مواهب كامنة تتفجر عند الاحتكاك والبدء في التجربة.
أما انطلاقتي بهذه الاختراعات استطيع أن أقول إنها انطلقت من خلال المحاور الثلاثة المذكورة. فكم من منتج نتعامل معه في حياتنا اليومية ربما أنه يخدم غيرنا ومرتاح له، لكننا عندما نتعامل معه نجد منه معاناة، فنحن شعب لنا عاداتنا وتقاليدنا, ومن هذا المبدأ انطلقت باختراعاتي.
* ما هي العقبات التي تواجه المخترع؟
- لا يظن البعض أن أية فكرة تولد عند الشخص أو موهبة تحمل إبداع أنها تأتي بدون تضحية أو تجارب أو عقبات قبل وصولها إلى المسئولين عن ذلك، فأول عقبة تكمن بمن هم حولك من الأقارب والأصدقاء فتجد منهم من يرفع من معنوياتك ومنهم من يحطمك ويقلل من شأن اختراعك فالمخترع يحتاج إلى التشجيع المعنوي قبل المادي ولا نتصور ماذا يحدث له إذا وجد ذلك ولعلي أورد تجربة مررت بها فعندما طرحت باكورة اختراعي (لسماعة صياغ للوقاية من أضرار الهاتف الجوال) أهديت منها نسخة إلى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز - أمير منطقة القصيم - فرد لي بخطاب تشجيع وحثني على الاستمرار مما اثر بنفسي ودفعني إلى التطوير وتم بحمد الله إنتاجها بطريقة تجارية لتسوق عالمياً، فجزاه الله عني خير الجزاء.
كذلك هناك عقبة وهي عدم توفر بعض الخامات أو الأجهزة التي تفيد المخترع بتكملة فكرته بعدها تأتي عقبة تجسيد الفكرة ثم تليها التجربة، فكل اختراع مهما كانت بساطته وصغر حجمه واعتقد المخترع انه عند التطبيق سيضمن نجاحه على الأقل 70%، يفاجأ انه لم يصل باختراعه إلا 10% فيضطر إلى إعادة التجربة من جديد مما يكبده مصاريف ومبالغ طائلة لإنجاح الفكرة، لكن بشكل عام وبعرفنا كمخترعين إذا تأكدنا وصول الفكرة لهذه النسبة نطمئن عليها ومع التجارب والمحاولات نضمن نجاحها بإذن الله.
* كيف ترى العناية بالمخترع في المملكة ؟
- لعلي بهذا أزف البشرى لنفسي أولاً ولزملائي المخترعين ولكل مبدع ومخترع سعودي سواء بدأ بالتجربة أو ينوي البدء، انه قبل سنوات تم تأسيس (مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين) وأخذت على عاتقها الاهتمام بالمبدعين وبدأت تتطور وتوسع خدماتها للمخترعين ونشاطها سنة بعد سنة وكان إبراز شباب هذا الوطن وما يمتلكه من مواهب إبداعية واختراعات وتعريفه بثقافة الاختراع هدفها الوحيد، إقامة المعارض السنوية للمخترع السعودي واللقاءات العلمية في مجال الإبداع، وربطت بين المخترع ورجال الأعمال و أبرزتهم إعلامياً, كذلك نظمت واستقطبت منظمات ودوائر عالمية عريقة في مجال رعاية الموهبة والاختراع, ولعل أكبر مثال على ذلك، منحي جائزة عالمية لأحد اختراعاتي وهي جائزة المخترع المتميز شهادة مع الميدالية الذهبية للمنظمة العالمية لحماية الملكية الفكرية التابعة للأمم المتحدة WIPO فلولا الله ثم هذه المؤسسة الفتية لما وصلت باختراعاتي إلى العالمية, كذلك لديها من البرامج التي من شأنها الرقي بمستوى المخترع وتسهل عليه ممارسة هوايته وإبراز مواهبه مثال ذلك دراستها (إنشاء حاضنة للمخترع) بمعنى إيجاد أقسام فنية وورش مكتملة بكوادرها ومهندسيها من جميع التخصصات كلها تصب في خدمة المخترع ومن أجله (مجاناً) (ويكفينا شرفاً أن يكون مؤسسها ورئيسها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله).. ولعل مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية أكبر داعم للمخترع في مجال الحماية والتوجيه لتسجيل اختراعاته من التسجيل حتى منحه براءة الاختراع.
أما التعاون مع الشركات: حقيقة بالنسبة لي سبق أن تعاونت مع بعض الشركات في هذا المجال ومازالت لي اختراعات تسوق الآن بأسواق السعودية والعالم ومع الأسف ليست لي لكنها بالشكل المقلد ولعل أبرزها (سماعة صياغ للحماية من أضرار الهواتف الجوالة) لكني أريد أن أقول لكل مخترع أن لا يعتقد أو يفكر بالثراء السريع من أي اختراع له حتى لا يصاب بالإحباط في حالة عرضه على المستثمرين، لان كل رجل أعمال ليس لديه القناعة التامة بنجاح الاختراع وليس لديه الاستعداد أن ينجح شخص على حسابه الخاص، لذا تبقى مشكلة إنجاح أية فكرة أو اختراع منوطة بالمخترع نفسه حتى ظهورها إلى الأسواق إلا إذا استطاع إقناع المستثمرين بها.
* حدثنا عن فكرة اختراع السماعة الصحية وما هي المراحل التي مر بها هذا الاختراع؟
- سماعة صحية لاستخدامات الهواتف الجوالة والمتنقلة لنقل الصوت من الهاتف الجوال إلى إذن المستخدم بدون أي أسلاك معدنية أو إلكترونية أو مغناطيسية وذلك بطريقة عبور الصوت ووصوله إلى أذن المستخدم بواسطة (أنبوب مفرغ من الهواء) لتحمي المستخدم من الإشعاعات بمسافة كافية للأمان.
أما عن المراحل التي مر بها هذا الاختراع فانطلاقاً من الحكمة التي تقول (الحاجة أم الاختراع) المتمثلة بمعاناتي كما قلت انبثق منها حلم تطور بعدها إلى فكره ثم تخطيط فتجسيد وصنع منتج متواضع فجربته على نفسي ثم الأصدقاء، وبعد التأكد من نجاح الفكرة وذلك لعدم وجود أي إزعاج أو تعب بعد استخدام الهاتف الجوال مثل الصداع والطنين بالأذن والغثيان وزغللة العيون الخ، تحركت باتجاه تسجيل الفكرة وحفظ حقي فبادرت بتسجيلها بالسعودية (بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية) والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي والصين واليابان وتايوان ودول خليجية وعربية, وسجلتها كعلامة تجارية تحت مسمى (صياغ) ثم بدأت إنتاج كميات تجارية لتسوق محلياً وخليجياً وعالمياً.
* كيف تأكدت أن هذا الاختراع فعلاً يتلافى مشاكل وأضرار الهاتف الجوال؟
- تم عرض هذا الاختراع على عدة معامل أبرزها معهد wyle بأمريكا والمختص بمثل الحالات، فتمت تجربته لديهم وفحصه فصدرت منه لنا شهادة تثبت جدواه الصحية والحماية لمستخدمي الهواتف الجوالة.
كذلك لدينا شهادات من أطباء مخ وأعصاب ممن يشار لهم بالبنان ولعل أبرزهم الدكتور (سمير الملا) الذي نصح باستعمال سماعة صياغ لكونها الوحيدة التي تقي مستخدمي الهواتف الجوالة وذلك بإذاعة القاهرة أثناء حديثه عن الجوال وتلافيه وعلى مستوى مستخدمي الجوال لدينا دليل قوي يلمسه مستخدم الهاتف، ففي حالة استخدامه سماعة صياغ يجد الراحة التامة وعدم الانزعاج بعد كل مكالمة مهما طالت مدتها.
* ماذا عن المقلدين للاختراع؟
- بعد نزول المنتج للأسواق صاحبه عاصفة من التقليد, تم تقليده هنا وفي دول عربية وخليجية وحتى في الصين ودول أخرى لكن يبقى السبق لمن اخترع.
* من شجعك على الاستمرار في عملية الاختراع؟
- أبدي كل الاحترام والتقدير والشكر لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر - حفظه الله - أمير منطقة القصيم عندما علم بالاختراع أرسل لي خطاب تشجيع يشد فيه من عضدي فكان له الأثر الكبير في نفسي مما دفعني للإصرار على تطوير وإنجاح الفكرة.
* ما هي اختراعاتك الجديدة بعد سماعة الجوال؟
- لدي اختراع طالما كان محط اهتمامي بعد أن جربته وأثبتت التجربة نجاحه بحمد الله (ولا أريد به إلا وجه الله تعالى ثم خدمة لهذا الوطن) وسوف أعطيه بنفس راضية لمن أراد أن يطبقه, وفكرته القضاء على مشكلة طالما عانينا منها وهي انفجار إطارات السيارات وخاصة (السيارات العائلية) وما حصدت من أرواح فهذا الاختراع عبارة عن حساسات تقرأ حرارة عجلة السيارة والمنطقة المحيطة بها مرتبطة بشبكة إلكترونية بطرفها شاشة وأجهزة تحذيرية بالطبلون تنبه السائق أن يتوقف لأن إحدى عجلات السيارة على وشك الانفجار.. وبالإضافة إلى ذلك سخان مياه آمن للبيوت (نعرف انه في حالة عدم الصيانة أو وجود عطل بالترموستات يحصل أن هيتر السخان يستمر بالعمل مما يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة داخل السخان والتي تصل إلى الغليان وبالتالي يتمدد الخزان الداخلي به ثم يحصل له الانفجار) وكذلك من اختراعاتي:
- شواية سريعة تعمل بالكهرباء بدون دخان أو تلوث وتعطي الشوي طعماً مميزاً.
- مكيف صحراوي مطور بنظام آمن يبعد الماء عن الكهرباء.
- مادة هلامية توضع بالكفرات مانعة للبنشر ترقع بالكفر الواحد أكثر من خمسين خرماً ولا يدخل في تركيبتها أي مواد كيميائية وخاماتها من ارخص الخامات وإمكانية إيجاد خاماتها وتصنيعها محلياً.
- طرف (لي) مكنسة يركب على جميع أنواع المكانس بلا استثناء.
- جهاز تحلية مياه من طاقة الشمس والتكثيف حول البحار.
- استغلال الطاقة الصادرة من شكمان السيارة لجعلها مصدر تبريد مكينة السيارة، وعمل منها ثلاجة للسيارة، وكذلك تكييف السيارة.
- قدر لعمل كبسة الزر لمن لا يجيدها.
- جهاز لاستغلال المياه الصادرة من أجهزة التكييف بفعل رطوبة الجو وخاصة في المناطق الساحلية. كذلك العديد من الاختراعات التي تحتاجها بيئتنا وتقاليدنا لا يتسع المجال لذكرها.
* ماذا عن مشاركاتك وأفكارك للوطن؟
- الوطن مهما ضحينا له لن نوفيه حقه لذا نفديه بالروح والدم، ومن الأشياء التي اذكرها - جهاز قدمته إلى الخطوط السعودية مهمته كشف مستخدم الهاتف الجوال بالطائرة - وفكره لكرت صعود الطائرة ينبه الراكب عن موعد إقلاع الطائرة- كذلك بعض الأفكار لمقام سيدي وزير الداخلية فيما يخص مراقبة السرعة على الطرق السريعة - والمشاعر المقدسة أثناء الحج كذلك فكرة قدمتها إلى إدارة الحرم المكي الشريف لفرد وطي سجاد ساحات الحرم.
* قلت ان لديك فكرة حالية لجهاز جوال سعودي صحي؟
- نعم وبالفعل تمت الترتيبات لذلك مع المصنع العربي السعودي للتلفزيون حيث لديهم خط إنتاج لجوال سعودي الصنع.
* هل لك أن تعطينا فكرة عن الجوال السعودي الصحي؟
- هي فكرة إيجاد جوال بديل وخاصة لأفراد الأسرة يتمشى مع عاداتنا وتقاليدنا الإسلامية ويكون ذا مضمون يرضي أذواق شريحة من المستخدمين من حيث التقنية والشكل والفاعلية كذلك مزود ببرامج تخدم الحاج والمعتمر ويكون مجهزاً من المصنع باختراع سماعة صياغ، ويحمل هذا الجوال اسم صياغ syagh وبمواصفات خاصة ليطمئن رب الأسرة عندما يعطيه أحد من أفراد أسرته وليكون بإذن الله الأول بالعالم بلا منازع آمن الاستخدام من أضرار الهواتف الجوالة.
* متى نرى هذا الجوال السعودي الصحي؟
- عندما يتوفر المال والدعم المادي له ومازلنا نبحث عن ممول لهذا المشروع العملاق.
* هل لديك اختراعات أخرى في طريقها للعرض؟
- ربما يطول الكلام والشرح في هذا المجال بالذات، لكنه لا يعدو أن يكون سبباً مادياً مع وجود التزامات وتراكم ديون ألزمتني التوقف عن ذلك. لكون أي اختراع مهما كانت بساطته يحتاج في بداياته إلى مصاريف مادية وتكاليف باهظة.
* سمعنا أن لديك منتجات من تركيباتك تخص جمال المرأة؟
- نعم لدي مجموعة من المنتجات ومستحضرات التجميل التي تهتم بشعر وبشرة المرأة اركبها بنفسي وأجربها على عائلتي وأقاربي ونفسي.. ولعل أبرزها زيت لتطويل والقضاء على مشاكل شعر المرأة وفعال للقشرة لأني كنت أعاني من قشرة شديدة والحمد الله قضيت عليها وعكفت على تطويره وتجاربه لأكثر من خمس سنوات وبحمد الله نجح نجاحاً باهراً.
* ما مدى تجاوب مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية؟
- الحق يقال ان قسم البراءة بالمدينة تحسن أداءه تحسنا كبيرا وتم تفعيله لوجود خلية من شباب دؤوب نذر نفسه خدمة لوطنه قبل أن ينظر انه موظف وذلك بتذليل جميع العقبات أمام كل مخترع لتسجيل اختراعه - لكن مازلنا نريد ونتطلع إلى المزيد من المدينة وخاصة بما يخص المخترع المواطن بالدرجة الأولى.
* هل لك أن تقوم بتوضيح بعض مما عانيته أثناء تسجيلك لبراءة اختراعك وخاصة في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية؟
- لن أتطرق إلى الماضي فقد ذهب بإيجابه وسلبه أما الحاضر فالذي يشغل المخترع وخاصة المواطن الفرد الرسوم التي يدفعها أثناء وقبل تسجيل الاختراع - عندما تتعب على الاختراع وتسجيلاته ويتم منحك البراءة بعد هذه سنوات تستمر بدفع رسوم سنوية على اختراعك - فهل تصدق انك لو تأخرت عن دفع الرسم السنوي يسقط اختراعك هل هذا منصف؟
وقد سبق لي أن أخفقت بدفع رسوم سنوية لمخترع صدرت براءة اختراعه بعد عشر سنوات ولعدم قدرتي على تسديد الرسم السنوي وهو بالحقيقة مبلغ لا يتجاوز ثلاثة آلاف ريال جاءني خطاب من مؤسسة الملك عبد العزيز يفيد بإسقاط براءة اختراعي.
* هل لديك إضافة أو مقترحات للعناية والاهتمام بالمخترعين؟
- من خلال الاختراع والمخترعين والاهتمام بهم قامت عليه اقتصاديات أعتى الدول، وأود أن أضيف بأن مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين بما فيها من سلبيات (فهي إيجابية بحد ذاتها) وهي نواة لمستقبل واعد للاهتمام بالموهوبين ولانتشال الغرقى من المخترعين المخضرمين الذين كانت بدايتهم موهبة وانتهت بمخترع، الذين كانوا لوحدهم يجولون ويصولون وصرفوا على مخترعاتهم حتى الثمالة واستدانوا حتى لم يبق بينهم وبين أعتاب السجن سوى خطوات (إذا لم يكونوا قد دخلوه فعلاً) لكن بالإصرار والتحدي بعد توفيق الله سبحانه وتعالى استطاعوا أن يبرزوا مخترعاتهم إلى العالم باسم الوطن الغالي (المملكة العربية السعودية) وهذا ليس بكثير ولعل اكبر مثال لإيجابية مؤسسة الملك عبد العزيز ورجال لرعاية الموهوبين إبرازها للمخترعين السعوديين عالميا وإعلاميا ولولاها بعد الله لما حصلنا على الشهادات الدولية والميداليات الذهبية لمخترعاتنا وذلك من منظمات عالمية. لكن تبقى المشكلة لدى المخترع قائمة فكيف يستطيع أن يبدع ويخترع وباله وفكره مشغولان فهناك ما يعكر صفوه من التزامات مادية وديون بالمقام الأول فتجده يتقشف بحياته ويقصر مع أسرته حتى بأبسط الالتزامات.
فإذا كان لدى المخترع من الإرهاصات التي ذكرناها زيادة على ذلك مسئولياته العائلية وما لها من تبعات(فبالله ماذا ننتظر من مبدع أثقلت دماغه وانغلق فكره).
فإذا كان المخترع ذا قيمة اعتباريه وشأنه شأن الطبيب والمهندس ورجل الأمن وغيره من الكوادر الفاعلة للوطن فكلاهما يؤديان رسالة واحدة تندرج تحت بند (حب الوطن والسعي إلى رقيه) أود أن اطرح بعض الاقتراحات:
1- إيجاد مدينة يطلق عليها مدينة المخترعين.
2- استحداث صندوق إقراض للمخترع على غرار صناديق الإقراض الأخرى مثل (البنك الزراعي) فإذا كان هناك مخترع واستحق البراءة وممكن تصنيعه وتسويقه تجاريا يمنح المخترع عليه قرض يكون (نصفه إعانة والنصف الآخر يسدد بإقساط مريحة من ريع اختراعه بعد تسويقه).
3- عمل حضانات في المعاهد والكليات التقنية بالمنطقة خاصة بالمخترعين.
ختاماً لا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل للقائمين على مجلة الاتصالات والعالم الرقمي بجريدة الجزيرة على اهتمامهم بالموهوبين وتخصيص صفحة أسبوعية لهم.