تخيل عزيزي القارئ أنك ضائع في صحراء شاسعة قاحلة بلغ منك العطش أشد مبلغ (يعني بتموت) صادفت قافلة فسقتك ماء بالكاد بل ريقك فماذا سيكون شعورك تجاهها؟ حتما ستشعر بالامتنان والشكر لهذه القافلة التي أنقذتك من موت محقق.. تخيل الآن أنك عطشت مرة أخرى أشد من العطش السابق فجاءت قافلة أخرى وسقتك ماءً عذباً بارداً حتى رويت وشبعت فماذا سيكون شعورك تجاهها؟ حتما سيكون شعورك أكثر من مجرد شكر وامتنان!! حكمة تعلمتها من الحياة.. إذا أتاك محتاج، مهما كان نوع حاجته، وكنت قادراً على العطاء، أيا كان نوع العطاء، فأعط واجزل في العطاء عن طيب خاطر، وأقل العطاء هو كلمة طيبة أو بسمة صادقة أو دعاء في ظهر الغيب إن سألت لما؟ فأقول لأن قدوتنا الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته)، ولأنه صلى الله عليه وسلم قال: (المؤمن من أحب لأخيه ما يحب لنفسه)، ولأن الشاعر يقول: أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم.. فطالما استعبد الإنسان إحسان).