في عام (1999م) أطلق عليه لقب مخترع وفي عام (2007م) بلغ مجموع اختراعاته (ثمانية)، حصد العديد من الميداليات الذهبية والبرونزية والفضية في محافل محلية وعربية وعالمية ألا وهو المخترع المهندس خالد آل رشيد وكتقدير له كان لمجلة الاتصالات والعالم الرقمي هذا الحوار ..
* ما هي العوامل التي جعلتكم مخترعا ومبتكرا؟
أستطيع أن أرجع ذلك، بعد توفيق الله سبحانه وتعالى إلى عدة أمور من أهمها بدايات حياتي والبيئة التي نشأت فيها والتي تدرجت في مراحل الدراسة الأولي إلى الثانوية في مدينة الخفجي تلك المدينة الهادئة الجميلة على الخليج العربي، حيث كنت أستغل الكثير من وقتي في كثير من الأنشطة الرياضية والذهنية، وكنت دائما أعمل على الاكتشاف والبحث، وأعتقد أن البحر كان مهما في إبداعاتي، كما أن لدراستي في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن دورا كبيرا في زرع الرغبة للبحث العلمي وختاما كان لعملي مع شركة بكتل في العاصمة الأمريكية واشنطن دي.سي دور كبير في زيادة ثقافتي العلمية والبحثية لاهتمامي بزيارة المتاحف والمكتبات مما مكنني من رؤية سعة إدراك وتفاعل الغرب مع الاختراع والإبداع، وذلك سبب رئيس في وجود الفجوة العميقة بين الغرب والعرب فيما يتعلق بالابتكار.
* تنوعت اختراعاتك بين السهل المبتكر والصعب المعقد، كيف توفر تكلفة الاختراعات؟
كل هذه الكلفة نتحملها بالكامل بالعون الذاتي على الرغم من ارتفاعها فقد أنفقت طوال هذه الأعوام مبالغ تجاوزت نصف المليون ريال أثقلت كاهلي بالديون .
* ما هو معيارك لتطبيق الفكرة أو التنازل عنها؟ وهل تم تنفيذ جميع أفكارك؟
المعيار لتطبيق أي فكرة هو عرضها على عناصر الاختراع، فإن استوفتها نسير فيها قدماً ولا نحاول تغييرها وتبديلها وقد نصرف عنها النظر، فلابد للفكرة أن تكون مبتكرة وجديدة وقابلة للتطبيق صناعيا.
ترابط الحلقات
* كان للمخترع خالد دور متميز في نشر ثقافة الاختراع في السعودية بين الأجيال، حدثنا عن تجربتك؟
التثقيف في أي موضوع كان له عناصر مهمة إذا توفرت ساهمت بشكل كبير في نجاح عملية التثقيف، ومن هذه العناصر استعداد المتلقي وتمكن الملقي وبيئة خصبة يتم فيها بذل المال والجهد والعطاء، وعملية التثقيف تسير وفق إجراءات وممارسات مقننة وعفوية في نفس الوقت، والدول المتقدمة لم تتقدم بسبب ذكاء أفرادها الصرف بقدر ما تقدمت بسبب ترابط الحلقات المتكاملة للإبداع والاختراع والعباقرة دائما خارج إطار الظروف وهم صانعو أنفسهم بأنفسهم ولكي نخلق جيلا من المبدعين والمخترعين لابد من زيادة ثقافة الاختراع في المدارس وإنشاء نظام متكامل لاحتضان الاختراع والمخترع بين القطاعات المختلفة وإنشاء الحاضنات والتحفيز والدعم بسخاء للاختراعات وأصحابها وإقامة المسابقات والمنافسات بين كل مراحل الفئات العمرية وبما يتناسب مع كل مرحلة، وأقترح إنشاء جائزة الملك عبدالله - حفظه الله- للاختراعات حتى تكون رافداً مهماً من روافد الدعم الحقيقي
* للمخترعين مشكلات وهموم بدأت بمبادرة علمية قوية أسميتها (inventus) لدعم المخترعين، ما هي رساله ذلك المشروع وأهدافه؟
كنت قد أطلقت في مؤتمر الموهبة العلمي بجدة في شعبان الماضي فكرة مؤسسة عالمية تعمل بطريقة مبتكرة لتوفيق العلاقة بين الاختراعات والابتكارات وحاجة السوق ومشروعات التنمية وأهداف البحث وأتطلع أن تقوم هذه المؤسسة بأيد سعودية وتأثير عالمي وأعتقد أنها ستحقق نقلة عالمية إن قدر لها أن تقوم كما أريد.
أجواء محفزة
* عرفت بمشاركتك وعرض مخترعاتك في المعارض العالمية والمحلية؟ لماذا اتخذت هذه الخطوة؟
لأن المشاركة في هذه الفعاليات تفتح الذهن وتشحذ الهمة وتجعلهم يعيشون الأجواء المحفزة التي يحتاجها الموهوب عموماً لينمو ويطور موهبته، كما أن نيل الجوائز في هذه المشاركات إن حصل يشكل دافعاً غير مسبوق.
* ما هو مصير اختراعاتك؟ وكيف تقومون بتسويقها؟
لي اختراعان الآن في طور التفعيل أحدهما يعمل على تجفيف بقايا الأطعمة والاستفادة منها كأعلاف للحيوانات أو أسمدة عضوية والآخر يعمل على تنظيف العلامات الأرضية البارزة على الطرق وأرصفة المطارات مثل الدهان والعواكس الأرضية التي يطلق عليها (عيون القطط).. أما بقية الاختراعات فما زالت في طور الدراسة لاختيار الأسلوب الأمثل وحتى يتوفر لها الدعم والتمويل.
* من تجربتك، ما هي ثقافة الاختراع الموجودة لدى الأسر السعودية؟ وكيف ننمي تلك الثقافة؟
للأسف الشديد أستطيع القول إنه ليس هناك ثمة ثقافة في الأسر العربية عامة والسعودية خاصة.. وكل ذلك بسبب غياب التثقيف.. فمن أين تأتي هذه الثقافة طالما أنها غائبة عن أجهزتنا الإعلامية ومناهجنا الدراسية وأنشطتنا الثقافية!
القادم المنتظر
* ماهي الإشكالات التي تواجه المخترع السعودي؟
المخترع السعودي يواجه عدة إشكالات بعضها يتعلق بالمخترع نفسه وبعضها يتعلق بما حوله وأخرى تتعلق بعدم تكامل منظومة الاختراع بالمملكة.
أما ما يتعلق بالمخترع نفسه فهو قدرته في تثقيف نفسه بالمعرفة الشاملة بالاختراعات وأنماطها ومجالاتها وأنواعها من جهة، ومقدرته على تمييز أهمية اختراعه أو اختراعاته من جهة أخرى بمعنى أن يكون له القدرة على التجرد من إعجابه باختراعه والقيام بعملية النقد والتقويم لاختراعه بنفسه
وأما ما حوله فهي البيئة التي يعيش فيها ومستوى ثقافة المجتمع من حوله وحسن تقبلهم وتقديرهم لما يبذله من جهد ومال في سبيل الإبداع والاختراع.
* ما هو القادم المنتظر في جعبة خالد آل رشيد؟
في الجعبة الكثير، فعلى مستوى الاختراع لدي عدد من الأفكار التي تختمر الآن لأدفع بها للحصول على براءات لها، ولي عدة مؤلفات أعمل عليها، كما أسعى إلى بذل مزيد من الوقت والجهد في مشروع نشر ثقافة الاختراع خاصة في الأجيال الناشئة، وأرجو أن أوفق في ذلك مع قلة الوقت وضيق ذات اليد لكنها رسالة وطنية أتشرف بحملها على ثقلها سائلاً الله الإخلاص.
