ناسا تستعد للرصد بالمنظار ثلاثي الأبعاد للإنفجارات الشمسية
|
* إعداد - أميمة كامل:
تعكف ناسا (وكالة أبحاث الفضاء الأمريكية) حاليا على تطوير واختبار سفينتي فضاء آليتين تعرفان بمعامل العلاقات الشمسية والأرضية (أو الاستريو) وذلك لالتقاط صور ثلاثية الابعاد وبالغة النقاء للشمس والرياح الشمسية في اول قياسات بالمنظار الثلاثي الابعاد للانفجارات الشمسية.
وتتوقع ناسا ان تطلق بعثة لمدة سنتين بعد استكمالها الاختبارات على السفينتين في مركز جودارد لطيران الفضاء في ولاية مريلاند خلال هذا الشتاء.
ويمثل هذا المشروع البالغ قيمته520 مليون دولار الجبهة القادمة من العلماء المشاهدين للشمس والانبعاثات الكتلية والانفجارات الشمسية القوية(CMEs ) التي يمكن ان تزعج المجال المغناطيسي المحيط بالأرض، بالاضافة الى البيئة العامة في الفضاء.
وبالارتباط مع الاشعاعات الشمسية (لا يعرف العلماء حتى الآن ايهما يحدث اولا)، يمكن ل CMEs ان تنتج قوة انفجار تعادل بليون ميجاتون قنبلة نووية. ويعتقد العلماء انه من خلال مزيد من الفهم ل CMEs، يمكنهم توقع الجو في الفضاء بشكل افضل والتخفيض من آثاره السلبية على عمليات الأقمار الاصطناعية والطيران القطبي ونظم الاتصالات وشبكات الطاقة ورواد الفضاء في الفضاء.
فالاشعاعات الناجمة عن الانفجارات يمكن ان تضر برواد الفضاء اثناء القيام بهمام فضائية، على سبيل المثال، كما يعتقد العلماء ايضا ان هذه المهمة سوف تثبت كذلك فائدتها فيما يتعلق بفهم الشمس وعلاقتها الجوهرية بالأرض.
وقال لورانس دويل، مؤسس شركة برمجيات الكمبيوتر PlanetQuest وباحث رئيس في معهد (البحث عن المعلومات الفضائية) انه بالرغم من ان الكتلات الشمسية المنبعثة تعتبر الموضوع الرئيس للدراسة بواسطة هذه المهمة، الا انها سوف تقدم فهم اكثر عمقا عموما للشمس كنجم - واستقرارها وآثارها المستقبلية على الجو والبيئة والظروف الارضية. فلدينا الكثير حقا لكي نفهمه عن الشمس، ومع ذلك فهي اساس كافة الانظمة البيئية على سطح الارض. وقد ناقش علماء من وكالة الفضاء الامريكية هذه المهمة الاسبوع الماضي في سان فرانسيسكو خلال الاجتماع الخريفي السنوي للاتحاد الامريكي للعلوم الارضية.
وفي هذا الاطار، قال ميشيل كيزر، عالم من علماء المشروع في ناسا، ان السفينة الفضائية سوف تقلع أواخر شهر مايو من كاب كانيفرال في فلوريدا. وعند انطلاقهما، سوف تتحد السفينتين في صاروخ فضائي واحد وبعد ذلك تنشطران بعد عدة ايام، حيث تقوم سفينة بالدوران حول الفضاء في موضع يمكنها من تتبع الأرض في مدارها، بينما تكون السفينة الأخرى في وضع تكون فيه قبل المدار الفضائي للارض.
ومن المقرر ان تنتهي سفينة فضائية واحدة من دورانها الفضائي خلال 344 ايام، بينما تنتهي الاخرى خلال 388 يوما ومن الجدير بالذكر ان حجم كل سفينة فضائية يبلغ عربة اليد الخاصة بلعبة الجولف، ولكن عند انتشار الاشعاعات الشمسية في الفضاء، سوف تتمدد لتصل الى حجم شبكة اهداف كرة القدم، وتحمل كل سفينة على متنها 16 جهازا تم تطويرها في معامل في جميع انحاء العالم وتجميعها في معمل جون هوبكينز للفيزياء التطبيقية.
ومن أحد الاجهزة الرئيسة هو SECCHI (دراسة الرابطة بين الهالة الشمسية والارضية والمدار الشمسي)، الذي يحتوي على اداة تصوير بالاشعة فوق البنفسجية وجهازين للتخطيط البياني للضوء الابيض وجهاز تصوير للمدار الشمسي.
ولقد تم تصميم اجهزة التلسكوب لالتقاط الصور خلال ثانية فاصلة بين بعضها البعض ثم تصحيح الفرق في وقت سير الضوء من الشمس الى كل سفينة فضائية. ومما يذكر انه تم تطوير هذه الأجهزة لدراسة التطور الثلاثي الابعاد ل CMEs من بدايتها عند سطح الشمس ثم في الكورونا والغلاف الجوي الخارجي لها، وبعد ذلك في المسافة الواقعة بين الكواكب، ومن هناك، تقوم بالتقاط تأثيرها على الارض.
ومما يذكر ان CMEs ما هي إلا سحب ضخمة من البلازما التي تسير في الفضاء، وتنتج عن التراكم والانطلاق المفاجئ للاجهاد المغناطيسي الى الغلاف الجوي الشمسي.
وبعد حوالي90 يوما من السير في الفضاء، سوف تبدأ السفينة الفضائية بالتقاط الصور، ويقوم مرشد لاسلكي على كل سفينة فضائية بإرسال البيانات الى ناسا. وتعتمد مهمة STEREO على الاقمار الاصطناعية التي تقوم بمشاهدة الشمس والبعثات الفضائية السابقة مثل المرصد الشمسي والغلاف الجوي الشمسي (SOHO) وهو كرونوجراف يقوم بمشاهدة الشمس بالكامل.
ويقوم SOHO الذي لا يزال قيد الاستعمال بالتقاط صور للشمس كل10الى 15 دقيقة، ولكن مع هذه الصور، لا يمكن للعلماء التحديد اذا كانت CMEs تنطلق نحو الارض او تبتعد عنها، ولكي يتم تحديد مسار CMEs يحتاج العلماء الى صور ثلاثية الابعاد. وقال قيصر ان جزءا من هذا المشروع يهدف الى البحث عن تكنولوجيات مختلفة لتوقع حركة CMEs وبناء نموذج افضل لما يحدث في النظام الشمسي، على سبيل المثال، يحتاج العلماء لفهم مدى سرعة وقوة السير وكيفية تفاعل تكوين مع تكوين آخر.
واضاف قيصر في بيان له (من حيث التنبؤ بالجو الفضائي، فنحن في الموضع الذي كان فيه المتنبئون بالجو في الخمسينيات، فهم لم يشاهدوا الأعاصير الا عندما تكون السحب الممطرة فوق رؤوسهم، وفي حالتنا، يمكننا مشاهدة العواصف تغادر الشمس ولكن يجب علينا التخمين واستخدام النماذج لتحديد امكانية ووقت تأثيرها على الارض، ولكن لماذا نهتم بكل ذلك؟ لأن الشمس هو الكوكب الاكثر اهمية بالنسبة لنا).
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|