انتشار الفصول الدراسية عبر الإنترنت داخل وخارج الحرم الجامعي: الطلبة يرحبون بالمرونة.. والجامعات تقع في حيرة
|
يعيش (أندي سيتل)، أحد الطلبة الجامعيين على بعد عدة أمتار من الحرم الجامعي لجامعة (بلالك هيلز الحكومية) الأمريكية، ولذلك فإن الانتقال إلى الفصول الدراسية لا تشكل مشكلة بالنسبة له.
ومع ذلك، فإنه لا يحب المحاضرات كثيراً، كما أنه دائماً ما يجد صعوبة في الاستيقاظ مبكراً لحضور المحاضرات الصباحية.
ولذلك فقد استعاض (ستيل) وهو طالب في السنة الرابعة تخصص إدارة أعمال عن حضور المحاضرات بنفسه وبدلاً من ذلك فإنه يقوم بالحصول على أكبر عدد ممكن من الفصول الدراسية المعروضة عبر نظام الإنترنت من خلال جامعة جنوب داكوتا، مؤكداً حصوله على درجات أفضل وتعلمه بقدر أكبر، ومحافظته على الاطلاع على كل المحاضرات التي تفيده في تخصصه، ومما يذكر أن ما لا يقل عن 2.3 مليون شخص حصلوا على نوع ما من البرامج الدراسية عبر الإنترنت في عام 2004، وذلك طبقاً لدراسة حديثة قامت به
ا The Sloan Consortium وهي مجموعة تعليمية عبر الإنترنت، كما أن ثلثي الكليات التي تقدم برامج دراسية (وجهاً لوجه) تقدم أيضاً برامج دراسية عبر الإنترنت.
ولكن الفصول التي كانت تبدو في السابق نوعين متميزين من الفصول الدراسية، أصبحت الآن متشابهة بشكل متزايد وغالباً ما تقوم نفس المجموعة من الطلبة بالمشاركة فيهما.
وفي بعض الجامعات، كانت البرامج الدراسية عبر الإنترنت مقصودة في الأصل للطلبة غير التقليديين الذين يعيشون بعيداً عن الحرم الجامعي، حيث أثبتت شهرتها بشكل كبير ضمن الطلبة بالحرم الجامعي.
وقد اكتشفت دراسة حديثة قام بها مجلس أوصياء جامعة جنوب داكوتا أن 42 بالمائة من الطلبة المسجلين في برامجها الدراسية للتعليم عن بعد لم يكونوا بعيدين: فهم في حرم للجامعة التي تستضيف هذه البرامج الدراسية عبر الإنترنت.
وتختلف الأرقام طبقاً لسياسات الكليات المحددة، إلا أن الجامعات الأخرى لديها أيضاً طلبة يقومون بالمزج بين البرامج الدراسية عبر الإنترنت والبرامج الدراسية وجهاً لوجه. وتتراوح الأسباب من أسلوب الحياة إلى استيعاب جدول العمل والتسجيل في برامج دراسية ذات متطلبات مرتفعة.
ومما يذكر أن جامعة واشنطن لديها حوالي 325 طالباً بالحرم الجامعي حصلوا على برنامج دراسي أو اكثر للتعليم عن بعد في العام الماضي. وفي العام الماضي أيضاً، قام 9000 طالب بالحصول على فصول دراسية وجهاً لوجه وعن بعد معاً في جامعة ولاية أريزونا. وقالت شيلا اكير، منسقة الخدمات بجامعة بلاك هيلز إن العمل يتعلق في الحقيقة بتقديم الاختيار إلى العملاء، وهو ما نرغب حقاً في القيام به.
ومع ذلك، فإن هذا التوجه قد أوقع بعض الجامعات في مأزق.
فهي مترددة في شغل الأماكن المقصودة لطلبة التعليم عن بعد بواسطة الطلبة المسجلين في الجامعة الكسولين للاستيقاظ صباحاً للذهاب إلى الجامعة.
ومن ناحية أخرى، في حالة إصرارهم على ذلك، فإن البرامج الدراسية عبر الإنترنت بنفس الجودة ويصعب القول للطلبة أنهم لا يمكنهم الحصول على هذه البرامج. ومع تزايد أعداد الطلبة والضغط على عدة جامعات بسبب المساحة، فإن العديد منهم ليس لديه اختيار كبير.. وعملياً، فإن هذه السياسة غالباً ما تكون مضللة.
فقد قامت جامعة ولاية فلوريدا بوضع مزيد من القيود على الدخول عبر الحرم الجامعي إلى البرامج الدراسية عبر الإنترنت منذ عدة سنوات عندما اكتشفت أن بعض الطلبة الجامعيين يقومون بالدخول غير المشروع إلى النظام لكي يقوموا بتسجيل أنفسهم.
والآن، تقوم باشتراط حصول الطلبة على تصريح من المستشار التعليمي لكي يقوموا بالتسجيل في الفصول الدراسية عبر الإنترنت.
وتسمح عدة جامعات مثل جامعة واشنطن وجامعة أريزونا لأقسام فردية ووحدات أكاديمية بتقرير من يقوم بالتسجيل في البرامج الدراسية عبر الإنترنت.
وتقول إن الطلبة الذين يكون لديهم احتياجات أكاديمية مشروعة - أي تتعارض مع فصل دراسي آخر، أو أن هناك مادة يجب عليهم الحصول عليها للتخرج ولكن لا يوجد مكان بها، يحصلون دائماً على تصريح، على الرغم من أنهم لا يزالون يحصلون على مواد أساسية شخصياً.
وفي الواقع، فإن الاختلاف بين المواد الدراسية عبر الإنترنت و(وجهاً لوجه) يختفي بشكل سريع.
فالعديد، إن لم يكن جميع الفصول الدراسية التقليدية تستخدم الآن مكونات عبر الإنترنت - مثل لوحات الرسائل وغرف المحادثة والتعبئة الإلكترونية للأوراق.
ويمكن للطلبة بشكل متزايد (حضور) المحاضرات من خلال تنزيل فيديو أو podcast.
وفي جامعة أريزونا، يحصل 11000 طالب على برامج دراسية عبر الإنترنت بالكامل بينما يقوم 40.000 طالب باستخدام نظام إدارة البرامج الدراسية عبر الإنترنت، الذي يتم استخدامه بواسطة العديد من الفصول الدراسية التقليدية.
ويقول المسؤولين الإداريين إن الفرق بين البرامج الدراسية التقليدية وعبر الإنترنت ليس له معنى الآن، وقد لا يتم التعبير عنه في كتالوج البرامج الدراسية للخريف المقبل.
ويقول مدير التعليم عن بعد في ولاية أريزونا، مارك فان هورن، إن الطلبة يطلبون بشكل متزايد تعليم من خلال التكنولوجية الراقية وتحكم أكبر على جداولهم الزمنية، وأنه يجب على الجامعة أن تقدم ما في وسعها لمساعدتهم على التخرج في الوقت المحدد.
وقال هل هذا هدف ذو معنى لنا لكي نقوم باتباعه؟ بالطبع نعم، هل يعبر عن مهمة وحدة التعليم عن بعد؟ في الحقيقة، لا.
وهناك أيضاً مسألة خدمة الطلبة بشكل جيد من خلال الحصول على مقررات دراسية عبر الإنترنت بدلاً عن المقررات التقليدية، فبعض المدرسين قلقون لانهم يقولون إن الحضور إلى الفصول الدراسية يعلم الطلبة الانضباط وإن المحاضرات والمناقشات الصفية تشكل جزءاً هاماً من التعليم.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|