* ريبورتاج - وليد عنتر
تشير بعض التقارير الاقتصادية إلى أن سوق الجوال (جديد ومستعمل) بالمملكة يقدر بنحو سبعة ملايين جهاز سنوياً، فيما يبلغ حجم هذا السوق حوالي خمسة مليارات ريال.
وقد طالعتنا وكالات الأنباء مؤخراً عن نجاح تجارة الجوالات المستعملة في إخراج المستثمر البريطاني (بيت بيترونداس) من مشكلة هددته بالإفلاس ليعود بقوة إلى سوق الاتصالات العالمي، من خلال تغيير نشاط شركته (إيزي فون) التي تبيع الجوالات الجديدة إلى شراء الجوالات المستعملة بسعر بخس وإجراء الصيانة لها ثم بيعها مرة أخرى لزبائن في المنطقة العربية وأوروبا الشرقية وإفريقيا.
وللتعرف على مدى منافسة تجارة الجوال المستعمل للجديد بالمملكة، والوقوف على آراء التجار وأصحاب المحلات لهذا الموضوع من ناحية عملية ومكسب وخسارة، كان لنا هذه الجولة بسوق الاتصالات بالمرسلات الذي يُعد من أشهر الأسواق بالرياض حيث يُوجد الكثير من شركات الاتصالات ووكلائها ومحلات بيع الجوالات الجديدة والمستعملة والصيانة والإكسسورات الجملة والقطاعي.
ورغم الزحام الشديد لأشخاص من جميع الجنسيات منهم من يشتري جوالاً جديداً أو مستعملاً، وغيره يبيع أو يستبدل، وآخر يتاجر حتى خارج المحلات بالشارع يبيع ويشتري جوالات وخطوطاً وشرائح مستعملة، بالإضافة إلى الصعوبات المرورية التي يسببها وقوف السيارات بعشوائية على جانبي الطريق، إلا أننا تمكنا من عمل بعض اللقاءات مع أصحاب المحلات والتجار بالسوق.
* يقول (عيد مخلف العيد): إن الجوالات الجديدة هي الاختيار الدائم والأفضل للتجارة، من ناحية البيع حيث إن كثيراً من الشباب يهوون شراء الجديد للإحساس بأنهم أول من استخدم الهاتف، أو الضمان الأصلي الذي يفيد كثيراً في حال وجود مشاكل في الجهاز لتغييره وكذلك يفيد الزبائن في موضوع الصيانة.
ويضيف: لكن المستعمل ليس به أي ضمان فأنا أشتري من الزبون دون ضمان أو حتى معرفة لمراجعته وكذلك الزبون يأخذ ضماناً ل (24) ساعة من صاحب المحل وهذا غير كافٍ وتحدث أحياناً بعض المشاكل، ورغم أني أعمل اختباراً وفحصاً للجهاز إلا أنه في بعض الأحيان أشتري أجهزة وبعد أيام قليلة يتضح أنها معطلة وتحتاج لصيانة، ومنذ فترة قمت بشراء جوال مستعمل، لكن بعد يومين تعطل وهنا تأتي الخسارة في تجارة المستعمل.
ويقول: أنصح الزبائن الذين ينوون شراء الجوالات الجديدة بالتأكد منها قبل الشراء فأحياناً يقوم بعض التجار ببيع جوال مستعمل على أنه جديد، وذلك من خلال التأكد من نوع الضمان، وعدم وجود خدوش، ونظافة جميع القطع والأكياس التي تأتي مع الجوال، وكذلك التأكد من أن الجوال يأتي من الشركة باللغة الإنجليزية وليس معرباً.
*ويؤكد على ذلك (صالح): أغلب تجارتي في الجوالات الجديدة، فهي وبرغم مكاسبها القليلة نسبياً من بيع وشراء الجوالات المستعملة، إلا أنها أضمن وأريح وتبعدني عن المشاكل.
ويقول: لقد عملت لفترة في تجارة الجوال المستعمل ولا أنكر مكاسبه الكبيرة، وفي الوقت ذاته لا أتحمل مشاكله الكثيرة، سواء من ناحية الزبائن الذين يشترون الأجهزة وهم سعداء بالفارق الكبير للسعر بين الجديد والمستعمل وبعد عدة أيام يعودون لإرجاعها مع العلم أني أعطى ضماناً لـ 24 ساعة فقط للتأكد والمراجعة، أو من ناحية شرائي للجوالات التي قطعاً أعمل لها فحصاً، لكن أحياناً أشتري جوالات مستعملة على أن حالتها جيدة ويتضح فيما بعد أنها تحتاج لصيانة وتكاليف إضافية تجعلني أبيع الجوال بخسارة.
ويضيف: لدي شكوى من الباعة الجائلين بالسوق، حيث يتسببون في عمل زحام شديد بالسوق ويقومون بالبيع بالقرب من المحلات، بجانب وجود الكثير من المشاكل فيما بينهم أو مع زبائنهم بسبب عدم وجود الضمان أو الفحص، وربما يعود ذلك لأن الجوال يكون مسروقاً، ناهيك عن المشاكل المرورية التي يتسببون فيها.
المستعمل التجارة الأربح
* أما (أحمد النجرس) فيقول: أنا أتاجر في الجوالات المستعملة (بيع وشراء) وهذا أفضل من الجديد من وجهة نظري لعدة أسباب، أولاً: الإقبال الكبير على شراء الأجهزة المستعملة من الرجال والنساء والمواطنين والمقيمين على حد سواء وطبعاً ذلك يعود للفارق في الأسعار بين الجديد والمستعمل الذي يصل في بعض الأحيان إلى ما يقارب النصف.
وعن السبب الثاني (من وجهة نظره) فيقول: ناهيك عن المكاسب المادية الكبيرة من تجارة الجوال المستعمل، سواء عند شراء الجوالات التي غالباً ما نأخذها بثمن منخفض من الزبون الذي يبيع بأي سعر حتى يتمكن من شراء جهاز أحدث مستعمل أيضاً أو جديد، أو عند البيع فالزبون لا يعرف القيمة الحقيقية التي نشتري بها هو يقارن أسعارنا فقط بسعر الجوال الجديد في السوق وبالنسبة له فارق السعر يكون مغرياً، وفي هذه الحالة أبيع بالسعر الذي أريد.
* ويرى عبد العزيز العنيزي أن تجارة الجوال المستعمل هي التجارة الرائجة والرابحة هذه الأيام، والدليل على ذلك دخول الكثير من الشباب والتجار الصغار لعالم المستعمل سواء من خلال محلات أو خارج المحلات في الشارع (يترزقون الله)، فالكثير من الشباب والفتيات مع ارتفاع الأسعار اتجهوا للجوال المستعمل بالإضافة للكثير من المقيمين.
ويقول: أحياناً أشتري جوالات مستعملة من زبائن وبعد ذلك تتعطل، وأقرب مثال منذ أسبوع اشتريت جوال N76 وبعد ساعتين فقط خرب الجهاز واضطررت أسوي له صيانة وبعته بالخسارة، لكن في المقابل أحيانا في جهاز واحد أكسب 100 أو 200 ريال حسب السوق والرزق الذي لا يعلمه إلا الله، فسوق الجوال المستعمل أخذ انتعاشة قوية هذه الأيام، فالبعض يفضل شراء الجوال المستعمل من المحلات وليس من الطريق رغم أننا بالمحلات نبيع أغلى قليلاً من التجار الجائلين بالسوق، لأن الزبون يأخذ من أصحاب المحلات ضماناً في حال وجود أي مشكلة بالجوال، لكن الذين يبيعون خارج السوق لا يعطون أي ضمان وليس لهم مكان محدد يمكن للزبون مراجعته.
الخبرة والتجربة
* وأثناء جولتنا كان لنا هذا اللقاء مع (خالد التركي) أحد التجار الشباب الذي تحدث باستفاضة عن تجربته في السوق قائلاً: أغلب المحلات تعطي ضمان يوم واحد لزبائنها أما أنا فأعطي لزبائني أسبوعاً كضمان، حيث أقوم بفحص كامل للجهاز والتأكد من سلامته وإذا احتاج الأمر إلى صيانة أقوم بها على الوجه الأكمل حتى لا أبيع جهازاً ثم يعود به الزبون مرة أخرى وأسبب لنفسي المشاكل وفي نفس الوقت أكسب زبوناً دائماً للمحل.
ويضيف: لدي خبرة في فحص الجوال المستعمل والتأكد من حالته، فمثلاً أقوم بفتح غطاء الجوال والتأكد من عدم فك مساميره أو تعرضها لخدوش، التأكد من أن غطاء الجوال الخارجي وأزراره هما الأصليان، والتأكد من الشاشة والميكروفون والصوت والضمان والصناعة والملحقات والشحن وعمل الأزرار، بالإضافة إلى كود خاص يخبرنا بتفاصيل كثيرة عن الجوال المستعمل وهنا يلزم غلق الجوال وتشغيله مرة أخرى.