في مواجهة أنصار المصدر المفتوح
حركة البرامج المجانية تدافع عن الحرية الأخلاقية
|
* إعداد/ طارق راشد:
في مقال نشر مؤخرا بقلم ريتشار ستولمان مؤسس مشروع GNU الذي تم إطلاقه عام1984 لتطوير نظام التشغيل GNU، حاول ريتشارد توضيح أهداف حركة البرامج المفتوحة التي يعد أحد روادها. ونحن هنا نعرض ما جاء في مقال ريتشارد ستولمان لما فيه من أهمية توضح فك اللبس بين حركة البرامج المجانية وحركة المصدر المفتوح. مثل معظم أنصار المصدر المفتوح، يقول إريك رايموند إن السماح للمستخدمين بتغيير البرامج وإعادة توزيعها أمر مستحسن كوسيلة لإنتاج برامج أكثر تفوقا من الناحية الفنية.
ويؤكد ريتشارد ستولمان أن هذه هي الأهمية العامة لحركة المصدرالمفتوح open source movement، التي تم إطلاقها كرد فعل لحركة البرامج المجانية open source movement التي أمثل أحد روادها. ولكن حركة المصدرالمفتوح لا تذهب إلى أبعد من ذلك. أما حركة البرامج المجانية، التي تعد المصدرالذي اعتمد عليه نظام التشغيل GNU/ Linux والذي يعمل على عشرات الملايين من أجهزة الكمبيوتر اليوم، فتدفعها أهداف أهم وأقوى.
يتابع ريتشارد قائلا: إن حركة البرامج المجانية تؤمن بأن المستخدمين يتمتعون أخلاقيا بحرية تمكنهم من مشاركة البرامج وتغييرها.
وإنكار هذه الحرية على المستخدمين، كما تفعل البرامج غير المجانية، يعني أننا نعمل على انقسام المواطنين وتعجيزهم. هذه الخطة المعادية لمصلحة المجتمع تمثل مشكلة مجتمعية، وقد أقدمنا على وضع حل لها في عام1984.
ونظرا لأن عددنا كان قليلا، فلم نحاول تغيير القوانين والتعاقدات التي تقيد المستخدمين للبرامج الأخرى.
كانت البرمجة هي موطن قوتنا،
لهذا استخدمنا مهارتنا في البرمجة لإنشاء عالم بديل من البرامج،قارة جديدة في العالم الافتراضي حيث يعيش الناس عليها في حرية تامة.
إن أول برنامج ستحتاج إليه هو نظام التشغيل، ومن هنا بدأنا في تطوير نظام تشغيل مجاني وهو GNU. في عام 1991، كان GNU قد أصبح كاملا باستثناء النواة kernel.
وقامت نواة لينوكس Linux التي كتبت لأول مرة في عام 1991 وتم إصدارها كبرنامج مجاني في 1992، بملء هذه الفجوة.
وقد ساعدتنا توليفة نظام التشغيل GNU/ Linux على تشغيل أجهزة الكمبيوتر الخاصة بنا منذ بداية التسعينات دون أن نكون تحت رحمة الآخرين، ويمكنك أنت أيضا أن تتحرر.
وعندما تحظى أية حركة ببعض النجاح، يكون هناك رد فعل، إن العديد من المستخدمين الذين جاءوا لإبداء تقديرهم وإعجابهم بالمكونات المتنوعة لنظام التشغيل GNU في الثمانينات، ونظام التشغيل GNU/ Linux في التسعينات، قاموا بتقييم المميزات الفنية فحسب لنظام التشغيل الجديد، ولكنهم لم يلتفتوا إلى مسألة أن الإصدار يمثل قضية من قضايا الأخلاق والحرية.
وفي عام 1998، بدأت مجموعة من هؤلاء المستخدمين في إطلاق حركة المصدر المفتوح.
الخلط بين الحركتين
إن حركة المصدر المفتوح، كما يقول ريتشارد ستولمان، تبذل أقصى ما في وسعها كي تتجنب تقديم نفسها كحملة مدافعة عن حرية المستخدم، وعادة ليس هناك من هو أكثرحزما تجاه هذه المسألة من إريك رايموند.
ولكن رايموند نفسه أحيانا يعترف بأن هناك قضايا تستحق المناقشة أعمق من الجودة الفنية للبرامج المجانية.
وعندما قام رايموند بتشبيه عمل حركة البرامج المجانية بحملة غاندي لاستقلال الهند من الحكم البريطاني في أحد كتاباته، فإنه يعترف ضمنيا بأن هذه القضية ترمي لإنهاء نظام الهيمنة.. وهو نظام مجتمعي سيئ أخلاقياً.
وهذا ما كنا نردده في حركة البرامج المجانية منذ 1984». ومنذ تأسيس حركة المصدر المفتوح، فإن الشركات غالبا ما تشير إلى حركة البرامج المجانية وبرامجها بالمصدر المفتوح، وغالبا ما يحذو الصحفيون حذو الشركات.
ومعظم المقالات التي تتناول الموضوع تبدو وكأنها تشير إلى أن كل الأعمال قد تم إنجازها تحت راية المصدر المفتوح، ولن تظن أبدا أن حركة البرامج المجانية وأهدافها كانت جزءا من الحكاية، والبعض قد يذكر اسمي حتى كمؤسس حركة المصدرالمفتوح.
ولو كان الأمر كذلك، فقد تم تصميمها بواسطة فكرة زائفة باستخدام شتلة مسروقة»،ولكن الاختيار المنظم حتى لا يمكنه القضاء على حركة البرامج المجانية. فمازلنا هنا، وعددنا في تنام مستمر، برغم ميل الشركات إلى الترويج لأعمالنا الفعلية دون فلسفتنا.إن استخدام الكمبيوتر ما زال جديدا على المجتمع، وسيستغرق الناس وقتا للتعرف على قضايا الحرية التي تؤثر في نوعية المجتمع الذي يريده مستخدمو الكمبيوتر.
ولكنهم يدركون بالفعل أنهم جميعا، فردى فردى، يدعمون البرامج المجانية.
.....
الرجوع
.....
| |
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 