تقنيات جديدة لنشر الإنترنت حول العالم (واي ماكس) في مواجهة (واي فاي)
|
* إعداد - إبراهيم الماجد:
أين أصبحت تقنية (واي ماكس) WiMax ولماذا تأخر نشرها بعد أن كان قد اقترب موعد انتشارها؟
كان المتوقع من هذه التقنية أن تساعد مستخدمي الإنترنت حول العالم في تلقي اتصالات الإنترنت من دون أسلاك كما الحال مع تقنية (واي فاي) WiFi وهي اختصار Wireless Fidelity أي البث اللا سلكي الفائق الدقة والسرعة. وفي حين تساعد تقنية (واي فاي) على نشر اتصالات الإنترنت في أماكن محدّدة مثل المطارات والمقاهي وسواها، كان مفترضاً بتقنية واي ماكس أن تنشر الإنترنت لا سلكياً في مدن وحتى في بلدان بأكملها كما الحال مثلاً مع اتصالات الخليوي.
لكن يبدو أن الانتظار سيطول لأن التقنية ما زالت قيد التجربة وخصوصاً لجهة مواءمتها مختلف التقنيات الأخرى. ولذلك يقول خبراء إن التقنية الجديدة لن تبدأ بالانتشار في الأسواق قبل بداية السنة المقبلة.
ويقارن البعض بين تقنيتي (واي فاي) المستخدمة حالياً و(واي ماكس) ويستنتجون أن الأولى ستستمر في الانتشار والتوسّع رغم أن مساحات تغطيتها أضيق من التي تؤمنها (واي ماكس). وبالنسبة لشركة الدراسات (فورستر) لن يكون هناك استخدام واسع للتقنية الجديدة قبل سنة 2010م.
وتضيف مصادر هذه الشركة أن (على الشركات المصنّعة للأجهزة المتعلقة بتقنية (واي ماكس) أن تراجع خططها وتكون أكثر واقعية حيال حظوظ انتشارها). ويضيف خبراء آخرون أن أمام تقنية (واي فاي) مجالاً واسعاً للانتشار والشهرة، لأن نسبة المستخدمين الذين يملكون أجهزة كومبيوتر محمولة تحتوي على أجهزة استقبال للاتصالات اللا سلكية ما زالت قليلة على المستوى العالمي. فضلاً عن ذلك، تتفوق (واي فاي) على (واي ماكس) بملاءمتها الوضع الراهن والطلب المسجل في السوق على اتصالات الإنترنت اللا سلكية وكذلك لانخفاض تكلفة نشرها واستقبالها. ونتيجة التطورات التقنية ظهر (حزبان) الأول يدعم التقنية الجديدة والثاني يدعو إلى استنفاد التقنية الأولى واستخدام الجديدة بعد خمسة أعوام على الأقل.
حزب ال(واي ماكس)
شركة (أنتل) التي قد تكون أكبر داعم لتقنية (واي ماكس) لم تحسم أمرها بعد، وخصوصاً مع تضمينها الكثير من أجهزتها دعماً متكاملاً للاتصالات اللا سلكية. وهي منذ فترة أعلنت عن مجموعة من التفصيلات الفنية الأساسية المتعلقة (فئتها) Chip للحزمة العريضة اللا سلكية لمنتجات (واي ماكس) التي تتيح دخول شبكة الإنترنت لا سلكياً من مسافات بعيدة وبسرعة عالية للمنازل والشركات على حد سواء. وتوقع حينها عدد من الخبراء في (أنتل) النجاح لهذه الفئة التي تحمل اسم (روزديل) Rosedale. ووفقاً لتقنية هذه الفئة يتم وضع الأجهزة في المنزل أو داخل الشركة من أجل بث الإشارات اللا سلكية واستقبالها من الحزمة العريضة لتوفير الربط اللا سلكي.
وتقول (أنتل) إن خطوط الاشتراك الرقمي DSL ذات السرعة العالية ونقاط الدخول للحزمة العريضة السلكية متوافرة فقط أمام نسبة محدودة جداً من مستخدمي الكومبيوتر على مستوى العالم، لكن معيار (واي ماكس) سيتيح بناء وصلات لا سلكية ذات سرعة عالية بتكلفة معقولة للمنازل والشركات، سواء كانت في بيئات الريف أو المدينة.
وكانت شركة أنتل ركّزت جهود تطوير (واي ماكس) على جعلها أكثر سهولة وجدوى لجهة تكلفة الجيل المقبل من مستخدمي أجهزة الكومبيوتر للدخول لا سلكياً إلى شبكة الإنترنت ذات السرعة العالية. يومها تم تصميم فئة (روزديل) مع مستوى عال من التوافق مع التقنيات المنتشرة في إطار جهود تهدف إلى ضبط عملية التصميم وتقليل تكلفة المعدات أمام المستهلكين. لكن التطورات لم تحافظ على وتيرتها ذلك أن (أنتل) تمهلت في طرح المنتجات المتوافقة مع التقنية الجديدة.
وأخيراً أعلنت شركة (جنرال موتورز) المتخصصة في صناعة السيارات عن تضمين سياراتها الجديدة أنظمة تسمح باستقبال الاتصالات عبر تقنية (واي ماكس). وقد تم تضمين هذا النظام في سيارة من طراز (يوكون دينالي). واستعرض مهندسو الشركة قدراتهم في تصميم هذه التقنيات الجوالة عبر إتاحة المجال أمام ركاب السيارة لاستقبال المكالمات الهاتفية عبر الإنترنت، وتنزيل شرائط فيديو بسرعة تصل إلى 2.5 ميغابت في الثانية في ذات الوقت. وتعتمد تقنيات الاتصالات (واي ماكس) التي ستستخدمها السيارات على الاتصال اللا سلكي بموجات الميكروويف القصيرة جداً، وهي تعمل عبر تقنيات (النطاق العريض للإنترنت) Broadband Internet التي تؤمن سرعة عالية في تنزيل أو تحميل البيانات من وسائط الإعلام المتعددة سواء النصوص أو الأصوات أو الصور.
ونقلت وكالة (يونايتدبريس انترناشيونال) عن مهندسي (جنرال موتورز) أن عصر (واي ماكس) يحل بسرعة كبيرة بخلاف ما يتوقّعه عدد من الخبراء.
أنصار (واي فاي)
في الجهة المقابلة لا يزال فريق المدافعين عن تقنية (واي فاي) على موقفه. وأبرز ما يردده أنصار (واي فاي) هو أن هذه التقنية لا تحتاج إلى استثمارات كبيرة لتغطية مدن أو بلدان. وعملياً فإن شبكات (واي فاي) أو ما يُسمى بالنقاط الساخنة Hotspots هي عبارة عن جهاز هوائي (أنتين) موصول بالإنترنت ويتصل لا سلكياً مع أجهزة الكومبيوتر في مداه الذي قد يصل إلى 45 متراً.
ولكي يستطيع جهاز الكومبيوتر (محمول أو مكتبي) أن يتصل بشبكة (واي فاي)، يجب تهيئته بدعم تقنية (واي فاي). وعملية الاتصال بالإنترنت من طريق (واي فاي) في منتهى السهولة، فالبرمجيات التي تأتي مع البطاقة اللا سلكية تبحث أوتوماتيكياً في الفضاء المجاور لها عن نقطة ساخنة، فإن وجدتها تصبح الإنترنت متوافرة فوراً.
وعملياً، باتت أماكن عامة متنوعة توفر إمكان الاتصال بالإنترنت لكل زائر لديه جهاز محمول، مثل (الكومبيوتر المحمول) Notebook أو (الكفي أو المساعد الشّخصي الرقمي) PDA أو (الكومبيوتر اللوحي) Tablet PC. وتقدم بعض هذه الأماكن الخدمة في مقابل ثمن ويقدمها البعض الآخر بالمجان كوسيلة لاجتذاب الزبائن.
واستناداً إلى مؤسسة (بيراميد ريسيرتش) Pyramids Research المتخصصة في الدراسات والتحاليل سيصل عدد مستخدمي تقنية واي فاي حول العالم إلى نحو 700 مليون بحلول السنة 2007م.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|