الطب وتتبع الجريمة من أهم المجالات التي استفادت من التصوير كثير من التطبيقات للتصوير الفوري أدت لتنويع فوائده
|
التقنيات لازالت تتجدد.. والتصوير اللاسلكي لن يكون آخرها!
وتدور فكرة كاميرا الثقب الصغير حول إحدى التقنيات التي اعتمد عليها العلماء في هذا المجال والتي لم تكن مستغلة بشكل جيد قبل ذلك الوقت. وكانت أول التقنيتين هي التقنية البصرية، حيث قام العلماء والفنانون في القرن السادس عشر باستخدام حقيقة مرور الضوء من خلال ثقب صغير في الجدار بغرفة مظلمة أو ما يطلق عليه الكاميرا الظلامية، والتي يتم فيها عرض الصورة مقلوبة على الجدار المقابل. وبعد ذلك بفترة قصيرة تم استبدال ذلك الثقب بالعدسات، مما جعل الصور تظهر بشكل أوضح وأدق. وفي القرن الثامن عشر، تم استبدال الغرفة بصندوق متنقل، حيث كان يستخدمه الرسامون كأداة مساعدة في عملهم. واكتسبت هذه الطريقة الفوتوغرافية شهرة واسعة على نحو سريع، وفي عام 1850 كان هناك اكثر من 70 استديو تصوير فوتوغرافي يستخدم هذه الطريقة في مدينة نيويورك وحدها.
أما التقنية الثانية فهي كيميائية الطابع، حيث قام جون هنريش شولز في عام 1727 باكتشاف أن بعض الكيماويات وخاصة الرقائق الفضية تتحول إلى اللون الغائم عند تعرضها للضوء، وتم القيام بأول محاولة استخدام هذه الكيماويات لتسجيل صور الكاميرا الظلامية في عام 1800م.
كما صاحب ذلك عدة تجارب للحصول على أول صورة فوتوغرافية حقيقية. من ذلك ما حدث في أحد أيام صيف عام 1827، عندما استغرق جوزيف نييفور نيسبس ثمانية ساعات للحصول على صورة ثابتة، وفي نفس الوقت قام زميل له وهو الفرنسي لويس جاك ماندي داجير بإجراء تجارب على طريقة التقاط الصور ولكن الأمر استغرق اثني عشر عاما أخرى قبل تمكنه من تخفيض وقت التعرض لأقل من 30 دقيقة والاحتفاظ بالصورة من الاختفاء، وبذلك بدأ عصر التصوير الفوتوغرافي.
هذا ويعتبر لويس جاك ماندير داجير هو مبتكر أول عملية تصوير فوتوغرافية، حيث كان يعمل رساماً للمناظر الطبيعية، وبدأ إجراء تجارب على تأثيرات الضوء على الرسومات الشفافة حيث قام بتشكيل شراكة مع جوزيف نيسيفور نيسبس لتحسين هذه العملية. وبعد عدة سنوات من التجارب، قام داجير بابتكار طريقة فعالة وملائمة للتصوير الفوتوغرافي أطلق عليها اسمه، وبعد ذلك قام هو وابن نيسبيبس ببيع حقوق طريقة التصوير إلى الحكومة الفرنسية ثم قام بنشر كتيب يصف هذه الطريقة.
المصباح السحري.. جهاز
عرض الشرائح
يعتبر المصباح السحري أول شكل من إشكال أجهزة عرض الشرائح الحديثة، ولا يمكن لأي شخص أن يحدد بالتأكيد من الذي ابتكر الجهاز الأول، إلا أن من الأوائل في هذا المجال هو مصباح ستورم الذي تم اختراعه في عام 1676
مسحوق الضوء الوامض
والمصابيح الوامضة
وبعد ذلك تم ابتكار مسحوق الضوء الوامض في ألمانيا في عام 1887 بواسطة ادولف ميث وجونز جاديك، حيث تم استخدام مسحوق ليكوبويدم في مسحوق الضوء الوامض الأول. وكان ابتكار المسحوق الوامض تمهيداً لابتكار ما يسمى بالمصباح الوامض على يد النمساوي بول فيكروتر، حيث قام باستخدام سلك مغطى بالمغنيسيوم في كرة زجاجية مفرغة، وبعد ذلك تم استبدال السلك المغطى بالمغنيسيوم برقائق ألمونيوم مغطاة بالأكسيجين. وفي 23 سبتمبر 1930، تم إصدار براءة الاختراع لأول مصباح وامض تجاري بواسطة الألماني جونز اوستيمير. وتمت تسمية هذه المصابيح فاكوبليز، ثم قامت شركة جنراك الكتريك بتصنيع مصباح وماض يطلق عليه ساشالين.
أما اختراع العالم داجير الذي قامت الحكومة الفرنسية بشرائه وتوفيره للعامة في 19 أغسطس 1839 حيث تم إنتاج صورة على المعدن وهي طريقة يطلق عليها طريقة داجير، وعلى النقيض، انتج اختراع (طلبوت) الذي يطلق عليه (كالوتيب) صورة نيجاتيف على الورق، ثم تم تسجيل أضواء الصورة كأجزاء غامقة والأجزاء الغامقة كأضواء. وبسبب إمكانية استخراج عدد غير محدود من الصور الإيجابية من النيجاتيف، اصبح اختراع (طلبوت) مشهورا بعد القيام ببعض التحسينات. وتميزت هذه الطريقة بإمكانية نسخ عدد غير محدود من الصور من نفس النيجاتيف بالإضافة إلى تقديم صورة حقيقية عن الواقع بدون أي تعديلات يدوية. وقامت النظريات المبكرة للتصوير الفوتوغرافي بالتركيز على هذه الطبيعة الميكانيكية، وبالنسبة للبعض فإن هذه الطبيعة استبعدت التدخل الشخصي للفنانين بينما رأى البعض الآخر أنها نهاية فن الرسم.
التصوير الفوري
كان اختراع إدوين لاند للتصوير الفوري عام 1947 انطلاقة كبيرة لعالم التصوير.
وكان ذلك الاختراع يعني التخلي عن الطريقة القديمة بتحميض الأفلام، حيث أصبحت هذه العملية تتم داخل الكاميرا وفي وقت قصير جداً. كما لم تعد الأفلام تحتاج لكثير من المواد الكيميائية والإضاءات الخاصة لتظهير الأفلام، وإنما استخدمت التقنية الجديدة نفس مواد الأفلام ولكن بإضافة بعض المواد الجديدة.
والحقيقة أن تقنية التصوير الفوري كانت لها الكثير من الفوائد في كثير من المجالات، إلا أن المجال الطبي كان له نصيب الأسد من هذه التقنية.
المجال الطبي والرعاية الصحية
حظي المجال الطبي بكثير من التقدم والتحسينات بفضل تقنية التصوير الفوري التي قللت من تكاليف العلاج والرعاية الصحية. ومن أهم ما قدمته شركة بولارويد، وهي الجهة المبتكرة لهذه التقنية في بادئ الأمر، جهاز التصوير (Macro 5 Single Lens Reflex). وهذا الجهاز كان له تأثير كبير في مجال تصوير العمليات وإظهار الصور الخاصة بالأعضاء الدقيقة في الجسم أثناء وقبل إجراء العمليات. وتساعده على ذلك 5 عدسات مكبرة بداخله تقوم بتوضيح الجزء المصور مهما كانت دقته. وتقوم عدسات الجهاز بتكبير الجسم المصور إلى الحجم الطبيعي أو ضعف أو عدة أضعاف الحجم الطبيعي حسب الحاجة. وذلك لإعطاء التفاصيل الدقيقة بكل وضوح.
وقد أثبتت منتجات التقنية الجديدة أهمية خاصة في مجالي معالجة الجروح الخطيرة وإثبات وتحاليل الاعتداءات الجنسية وقضايا العنف المنزلي. أما بالنسبة لرعاية الجروح الخطيرة فإن الجهاز السابق يساعد على متابعة عملية الشفاء وتقدير مدى التحسن في حالة المريض، هذا بالإضافة إلى متابعة نتائج العقاقير المعطاة للمريض في مثل هذه الحالات ومدى فاعليتها. ناهيك عن الفوائد والمميزات المستفادة في حالات التحقق في القضايا من هذا النوع والادعاءات وما إلى ذلك.
الجدير بالذكر أن في كثير من الحالات لا يتمكن الأطباء من تشخيص الحالة تشخيصاً جيداً ما لم يكن هناك تصوير دقيق للجروح، وذلك لمعرفة طبيعة الجرح ومدى تقدمه قبل البدء في معالجته.
حالات العنف المنزلي
تعتبر ظاهرة العنف المنزلي من الظواهر المنتشرة في كثير من المجتمعات. وبالرغم من ذلك يجد الأطباء هذه الحالات من أصعب الحالات التي يمكن تقدير حجم الإصابة فيها وبالتالي يصعب اتخاذ إجراءات العلاج اللازمة في الوقت المناسب، ومن ناحية أخرى يتعذر توجيه الإدانة المناسبة من ناحية القضاء نظراً لعدم وجود دليل قائم يمكن للقاضي من خلاله أن يصدر حكماً مناسباً. ويعتبر التوثيق من خلال التصوير الفوتوغرافي اداة هامة وقوية في التحقيق في جرائم العنف المنزلي، فعندما يتم توثيق الاصابات الناجمة عن العنف المنزلي بشكل فوري وكافي، يمكن القيام بالاجراءات القضائية بدون شهادة المجني عليه.
وفي الغالب، يعتمد ضحايا العنف المنزلي على الشخص المعتدي بالنسبة للطعام والمأوى، واذا تم سجن المعتدي بشكل مؤقت بعد الحبس التمهيدي، من المحتمل ان يقوم الجاني بالضغط على الضحية لعدم تقديم شهادة، ولذلك فإن اهمية التوثيق اصبحت وثيقة الصلة لمنع تكرار الاعتداءات على الضحايا. كما يمكن استخدام الصور في حالة عدم رغبة الضحية في تقديم شهادة فيما بعد.
الكاميرات والعدسات
بالنسبة لتقنيات التصوير الفوتوغرافي، يتعين استخدام كاميرا بعدسة واحدة قياس 39 ملم (SLR). وهذه الكاميرات مرنة بسبب قابلية تغيير العدسات ومهيء الفلتر الضروري لتصوير آثار الاعتداءات والعنف.
وللحصول على تفاصيل مناسبة، من الضروري استخدام أجهزة التصوير عن قرب، وتشمل كاميرا SLR مرآة ومنشور حيث يمكن مشاهدة الهدف من خلال عدسات الكاميرا، مما يسمح للمصور بتوثيق ما هو مطلوب تماماً من خلال باحث المشهد بدون حذف أي جزء من الهدف أو الخروج عن نطاق الهدف.
وبالنسبة للتصوير الفوتوغرافي للعنف المنزلي، من الأفضل استخدام طول تركيزي اقصر. فمثلا نجد أن العدسات من F1. 4 إلى F1. 4 جيدة بشكل كافٍ للحصول على صورة مقربة للهدف مع التفاصيل. ومعظم الصور الفوتوغرافية التي يتم التقاطها لصور العنف المنزلي يتم التقاطها عند اقل مسافة تركيز (لملء الإطار).
ولأن التصوير الفوتوغرافي للعنف المنزلي يتم في داخل المنازل، فإن مصادر الضوء المستخدمة يكون لها حدة ضوء منخفضة مقارنة بضوء الشمس. ولذلك، فإن اختيار الفيلم ووضعية فتحة الضوء وسرعة أداة الغلق في الكاميرا يجب تعديلها للسماح بضوء كاف للوصول إلى الفيلم مع التمكن من التحكم بالكاميرا. ويمكن أن يكون الفيلم المستخدم غير واضح إذا كان الفيلم وأداة الإغلاق بطيئين. ويمكن تجنب هذه المشكلة من خلال اختيار فيلم أسرع مثل 1600 ASA، بالإضافة إلى ضبط سرعة أداة إغلاق فتحة الضوء بناءً على عداد الضوء الداخلي بالكاميرا. ومن المهم أن يكون بالكاميرا عداد ضوء داخلي، وذلك لاستحالة التصوير الفوتوغرافي بدونه.
ويعتبر مصدر الضوء عامل متغير آخر يحتاج الى ضبط معين لكي يتم الحصول على ضوء كاف للتعرض الصحيح، فكلما كان مصدر الضوء بعيداً عن الهدف، كلما كان الضوء الذي يتم تركيزه على الهدف اقل.
.....
الرجوع
.....
| |
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|