ما فتئ الاتحاد الدولي للاتصالات، منذ ظهور البرق في أواسط القرن التاسع عشر، يعمل بين الفعاليات الرئيسية في مساعدة العالم على الاتصال. ويواصل الاتحاد اليوم جهوده، الممتدة من الاتصالات التقليدية إلى أحدث أوجه التقدم في الفضاء السيبراني، لتزويد الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني بإرشادات الخبراء ومساعداتهم في التصدي للقضايا المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وبعد اختتام مرحلتي القمة العالمية لمجتمع المعلومات بنجاح، تلتزم منظومة الأمم المتحدة بأسرها بخطة العمل التي تربط تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ربطاً قوياً بالتنمية.
وموضوع احتفال هذا العام هو (تواصل الشباب). فالشباب من أغزر مستعملي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إنتاجاً ومعرفة، ولكن الثورة الرقمية ليست في متناول كثيرين منهم، وبصفة خاصة الفتيات والنساء وسكان المناطق النائية والتي تعاني من نقص في الخدمات. ومن ثم، فإنني أحث راسمي السياسات وقيادات الصناعة على أن تنعم الفكر معاً وأن تعمل على نحو تعاوني مع الأطفال والشباب بغية استنباط تكنولوجيات وتطبيقات وخدمات مناسبة لتيسير النفاذ إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. فالشباب الذين يتيسر لهم النفاذ إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كثيراً ما ينطلقون بخطى واسعة في سعيهم إلى المعرفة، ويجدون أن في مقدورهم (تخطي) حواجز الاتصال بسهولة بالغة. والشباب هم، في أحوال كثيرة، القوة الدافعة وراء الابتكار في مجال استنباط التكنولوجيات الجديدة واستعمالها. ولكن الفجوة الرقمية تقصي غيرهم عن هذه الصورة وتجعلهم غير قادرين على الإفادة التامة من منافع العولمة. ويجب أن تتوافر للشباب في كل مكان فرص متكافئة للخروج من براثن الفقر والأمية ولتحقيق إمكانياتهم الكاملة.
دعونا إذا نروّج لسياسات عامة رؤيوية ونماذج أعمال ابتكارية وحلول تكنولوجية إبداعية تمكن الشباب وتشركهم في الجهود العالمية الرامية إلى تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية. دعونا نستخدم بأكثر تأثير ممكن التحالف العالمي من أجل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتنمية ومنتدى إدارة الإنترنت وصندوق التضامن الرقمي وخطة عمل الدوحة الصادرة عن الاتحاد وغيرها من الآليات المهمة لتفعيل نتائج القمة العالمية لمجتمع المعلومات. وفي هذا اليوم العالمي، أشجع جميع أصحاب المصلحة على أداء دورهم لتوصيل الشباب إلى مجتمع معلومات منفتح وشامل وإنمائي المنحى حقاً.
* بان كي مون - الأمين العام للأمم المتحدة